مختارات من الشعر النبطي
محمد أبو دباس
يا ونّـةٍ ونّيتـها مـن خـوا الـراس
من لاهـبٍ بالكبـد مثـل السعيـره
ونين من رجله غـدت تقـل مقـواس
ويون تالـي الليـل يشكـي الجبيـره
ويامـل قلـبٍ مثـل بـنٍّ بمحمـاس
ويا هشـم حالـي هشمـها بالنجيـره
ويا وجد حالي يامـلا وجـد غـراس
يوم أثمرت وأشفا صفـا عنـه بيـره
من ثمر قلبـي سرى هجعـة النـاس
متنحـرٍ درب عسـى فيـه خيــره
الله يفكـه مـن بـلا سـو الأتعـاس
ومن شـر عبثـات الليـالي يجيـره
في ديـرة تقطّعـت عنـه الأرمـاس
سبعيـن يـومٍ للـركـايـب مسيـره
لا والله الا حـال من دونـه اليـاس
حـط البحـر والبـر دون الجزيـره
يا الله يا اللي رد من عقـب مايـاس
يوسف على يعقوب وابصـر نظيـره
ترد علي دبـاس يا محصـي النـاس
يـا عالـم مـا بالخفـا والسـريـره
يا دباس بأوصيك عن درب الأدنـاس
ترى الـذي مثـلك يناظـر مسيـره
عليك بالتقوى ترى العـز يا دبـاس
في طاعـة اللـي ما ينجيـك غيـره
هذي ثمان سنين من رحت يا دبـاس
لا رسالـةٍ جتنـي ولا مـن بريـره
يا دباس عقبـك ترى البال محتـاس
وعليك دمع العيـن حـرَّق نظيـره
وعليك كني في دجـا الليل حـرّاس
أصبح على حيلـي وعينـي سهيـره
أصبح أنا ما بين طـاري وهوجـاس
وطـواريٍ تطــري علينـا كثيـره
مثل الوحش قلبـي على كف حبّـاس
يكفـخ كما طيـرٍ سبوقـه قصيـره
متحـرٍ من عيلـة البيـت يا دبـاس
أرجي ثـواب الله وأخشـى المعيـره
أخاف من حكـي العـدا ثم الأنجـاس
أهـل الحكايـا الطايلـه والقصيـره
ويقـال خـلا عيلتـه عنّـز الـرأس
أقفـى وخـلا عيلـةٍ لـه صغيـره
والا فأنـا يابـوك قطـاع الأرمـاس
ما نيب مثبـورٍ أو رجلـي كسيـره
آصلك لو دونك نبا حمـر الأطعـاس
الصلـب والصمّـان ما هي عسيـره
مهـالـكٍ مـداركٍ ما بهـا أونـاس
الا الثعـل والبـوم تسمـع صفيـره
لأركب على وجنٍ من الهجن عرماس
فجّ النحـر يا دباس حمـرا ظهيـره
متروسة الفخذيـن مزيوعـة الـرأس
كن الخـلاص عيونهـا يـوم اديـره
أو شبـه ربـدا تخفـق للأونــاس
وان رفعـت جنحـانهـا مسـذيـره
تنشر من العوده على نـور الأنفـاس
عند الفجـر والليـل مقفـي مريـره
والعصر بالصمّان تسمع لها اضـراس
حبل الرّسـن خطـرٍ تبتـر جريـره
نـهار ثالـث بيـن حمـا والأوراس
واره يمينــك جعلـها لـك سفيـره
ثـمٍ علـى ساجيـةٍ تقلـب الـرأس
تمشي بهلـها في البحـور الغزيـره
إلى مسقط الفيحاء بها الخير محتـاس
لولا الكفـر والشـرك يـاوي ديـره
فيها الطبيخ وراهي الخبـز يا دبـاس
يقعد خـويّ الـرأس خنـة خميـره
هي ديرة اللي باغـي كيفـة الـرأس
ولا له أحد همـه من النـاس غيـره
هيـسٍ ولد هيـس للمواعين لحـاس
يفـرح ليـا نيـدي لذبـح النحيـره
وماقفـك ذا يا دباس ما فيه نومـاس
يصلـح لقيـنٍ مهنتـه طـق زيـره
ترى الفـداوي دون وانشـد النـاس
راعيـة ما يذكـر بمـدح أو غيـره
ما له سوى طق الحنـك منه واليـاس
وليا انقطع خرجـه فـلا له ذخيـره
طلب المعيشه بالحراثـه والأجنـاس
المشترى والبيـع يوصـف وغيـره
قم انهـض العيـرات مع كل فـراس
يـا دبـاس دوّر خيــرٍ تستشيـره
جدك و عمّانـك هل العـزم والبـاس
أهـل المواجـب مكمليـن القصيـره
يا دباس ما يصبر على البق والحـاس
إلا الـذي مـالـه بنجــدٍ عشيـره
واليـوم يا مـروي شبـا كل عبـاس
أنت الرجا يا كعـام وجـه المغيـره
عشرين عامٍ كلها ارجيـك يا دبـاس
مثـل الغريـر اللـي تولـع بطيـره
عدل المناكب هليـع فـرخ قرنـاس
يمنـاه في لطـم الحبـاري شطيـره
عانق خلـوجٍ روّحت عقب مـرواس
عنـد العصيـر لبيضـها مستذيـره
والليل جاها وحال من دونـها اليـاس
روحـها على فرقـاه فـرت فريـره
يا دباس أنا يابـوك ما نيـب بـلاس
ميـر إن عيـلات الرفاقـه كثيـره
جنبت وسط السوق وامشي مع الساس
واخذ شـوي الحـق وأتـرك كثيـره
يا دباس لو جبت من دحب الأكيـاس
مختلفــة مـا بيــن رزٍ ونيــره
ما لي بهـا يا جعلـها بألـف قبـاس
أو جعلـها تذهـب ولـو هي كثيـره
يا دباس قلبـي كل ما هـب نسنـاس
شـرقيـة هبـت بقلبــي سعيـره
والحال يافرز الوغـى مسّـها البـاس
عليـك يـا ناطـح وجيـه المغيـره
وغصون قلبي يا فتى الجـود يبـاس
غـاد أنـا يـابـوك كنـي هشيـره
مـن شافنـي يقـول ذا فيـه لسـاس
واللـي بـرا حالـي إلهـي خبيـره
لا وعـلا من قبـل غـوّال الأنفـاس
ومفـارق الـدنيـا يجينــا بشيـره
عسى يطق البـاب والنـاس غطـاس
يـا والـي القـدرة عليـك تعبيـره
وصلاة ربي عـد ما هـب نسنـاس
على النبـي عـدة حقـوق المطيـره
بداح العنقري
الله لَحَـدْ يامـا غـزينـا وجينــا
ويامـا ركبنـا حَامِيَـات المشاويـح
ويامـا علـى أكـوارهـن اعتلينـا
ويامـا ركبناهـا عصيـرن مراويـح
ويامـا تعاطـت بالهنـادي يـدينـا
ويامـا تقاسمنـا حـلال المصاليـح
وَرَاك تزهـد يا أريش العيـن فينـا
تقول خيّـال الحضر زيـن تصفيـح
الطيـب ما هـو بـس للظـاعنينـا
إمقسـمن بيـن الوجيـه المفـاليـح
البـدو و اللـي بـالقـرى نازلينـا
كـلٍّ عطـاه الله مـن هبـة الريـح
يـازيـن يـوم إنـك تبيـح الكنينـا
خليت جفـن العيـن نومـه شلافيـح
يـوم الفضـول بحلتـك شـارعينـا
بالشلف ينحونـك سـوات الزنانيـح
يوم انجمر رمحـي جذبـت السنينـا
وخليت عنك الخيـل صـمٍ مدابيـح
هيا عطينـا الصـدق هيـا عطينـا
وإن مـا عطيتينــاه والله لا صيـح
أصيح صيحـة مـن غدالـه جنينـا
وإلا خلوجـن ضيعوهـا السراريـح
ياعـود ريحـانٍ بعـرض البطينـا
وامنين ما هب الهـوى فاح له ريـح
وخـدٍّ كمـا قرطاسـةٍ فـي يمينـا
وعيـون نجـلٍ للمشقــى ذوابيـح
بصخـفٍ بلطـفٍ بانهـزاعٍ بلينــا
ياغصن موزٍ ميلـه نسمـة الريـح
ولا كما بيـضٍ بخطـوا المنـافيـح
حمرٍ ثمرهـن جراح الثوب تجريـح
لا خـوخ لا رمـان لا طلـع تينـا
لا مشمـش البصرة ولا هن تفافيـح
بديوي الوقداني
أيـامنـا و الليـالي كـم نعـاتبـها
شبنا وشابت و عفنا بعض الاحوالـي
تاعد مواعيـد والجـاهل ما يكذبـها
واللي عرف حدها من همـها سالـي
إن أقبلت يـوم ماتصفـى مشاربـها
تقفي و تقبل وما دامـت على حالـي
فـي كـل يـوم تورينـا عجايبـها
واليوم الأول تراه أحسن من التالـي
أيـام فـي غلبـها وأيـام نغلبــها
وأيام فيـها سـوى والدهـر ميالـي
جربـت الأيـام مثلـي من يجربـها
تجريب عاقل وذاق المـر والحالـي
نضحك مع الناس والدنيـا نلاعبـها
نمشي مع الفي طوع حيث ما مالـي
كـم من علـومٍ وكـم آدابٍ نكسبـها
والشعـر مـازون مثقـالٍ بمثقالـي
اعرف حروف الهجا بالرمز واكتبـها
عاقل ومجنون حـاوي كل الاشكالـي
لا شك حظي ردي والـروح متعبـها
ما فادني حسـن تأديبـي مع أمثالـي
إن جيت أبي حاجةٍ عـزت مطالبـها
العفو ما واحدٍ من المخلوق يا والـي
قـومٍ إلى جيتـهم رفـت شواربـها
بالضحك واقلوبها فيها الردى جالـي
وقومٍ إلى جيتـهم صكّـت حواجبـها
وابدت لي البغض في مقفاي واقبالـي
ما كني إلاّ مسـوى حـال مغضبـها
والكل في عشـرتي ماكـر ودجالـي
يا حيف تخفي أمور كنـت حاسبـها
واللي على بالـهم كلـه على بالـي
الجار جافـي وكـم قـومٍ نحاربـها
والأهل وأصحابنا والـدون والعالـي
والروح واشعذرها في ترك واجبـها
راح الحسب والنسب في جمع الاموالي
نفسي تبي العز والحاجـات تغصبـها
ترمي بـها بيـن أجاويـد وانذالـي
المال يحيـي رجـالاً لا حيـاة ابـها
كالسيل يحيي الهشيم الدمـدم البالـي
عفت المنازل وروحي يـوم اجنبـها
منها غنيمة وعنـها البعـد أولالـي
لا خير في ديرةٍ يشقا العـزيز ابـها
يمشي مع النـاس في هـمٍ وإذلالـي
دارٍ بـها الخـوف دومٍ مـا يغايبـها
والجوع فيها معه من بعض الاحوالـي
جوعـاً سراحينـها شبعـاً ثعالبـها
الكلـب والهـر يقـدم كل ريبالـي
عز الفتـى راس ماله من مكاسبـها
يا مرتضي الهون لا عزٍّ ولا مالـي
دللت بالروح لين أرخصـت واجبـها
وأنا عتيبي عريـب الجـد والخالـي
قـومٍ تدوس الأفـاعي مع عقاربـها
لهـا عزايـم تهـد الشامـخ العالـي
كـب المنـازل وقـل للبيـن يندبـها
تبكي عليـها بدمـع العيـن هطالـي
لا تعمـر الـدار والقـالـه تخربـها
بيع الردى بالخساره واشتـر الغالـي
ما ضاقت الأرض واشتبـت شبايبـها
من كل حر مشهر في راس ماطالـي
دارٍ بـدار وجيـرانٍ نقـاربــها
وأرضٍ بأرض وأطـلالٍ بأطلالـي
والناس أجانب ليـن إنـك تصاحبـها
تكـون منهـم كما قالـوا بالأمثالـي
الأرض لله نمشـي فـي منـاكبـها
والله قــدر لنـا أرزاق وآجـالـي
حـث المطـايا وشرِّقـها وغرِّبـها
واقطـع بها كـل فـجٍّ دارسٍ خالـي
اطعن انحـور الفيـافي مع ترايبـها
وابعد عن الهم تمسي خالـي البالـي
مـن كـل عمليـةٍ تقطـع براكبـها
فدافـد البيـد درهـامٍ وزرفـالـي
تبعـدك عن دار قـومٍ ودار تقربـها
واختـر لنفسـك للمنـزال مغزالـي
لو مـتّ في ديـرةٍ قفـراً جوانبـها
فيها لوطا السبـاع القبـس مدهالـي
اخيـر من ديـرةٍ يجفـاك صاحبـها
كم ذا الجفـا والتجالـي والتحلالـي
دس المخاطر ولا تخشـى عواقبـها
الموت واحد ولا عند الحـذر جالـي
إن المنيــة إذا مـدت مخـالبـها
تدركك لو كنت في جو السما عالـي
ما فرت الأسـد في عالـي مراقبـها
تسعى للارزاق ما حنـت للاشبالـي
والشمس في برجها والغيـم يحجبـها
تقفي وتقبـل لها في الفـلك مجدالـي
رب السماوات يا مجـري كواكبـها
يا مجري السفن في لجات الأهوالـي
ضاقت بنا الأرض واشتبت شبايبـها
والغيث محبوس يا معبـود يا والـي
يالله مـن مزنـةٍ هبـت هبـايبـها
رعادها بات له في البحـر زلزالـي
ريح العوالـي من المنشـا تجاذبـها
جذب الدلي من جبا مطويـة الجالـي
ديمـومةٍ سبلـت وأرخـت ذوايبـها
وانهـل منها غزيـر الوبل همالـي
تسقي اديار عزيـز الوقـت حاربـها
ما عاد فيها لبعـض الناس منزالـي
يا جاهـل اسمـع تماثيـل مرتبـها
فيها معانـي جميـع القيـل والقالـي
شبـه الدنانيـر تزهـا فـي قوالبـها
في صرفها زايد عن قـرش واريالـي
يا ربـي توبـة وروحـي لا تعذبـها
بيوم القيامة إذا ما ضاقـت أعمالـي
وأزكى صلاةٍ على المختـار نوهبـها
شفيعنـا يـوم حشـرٍ فيه الأهوالـي