::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - اذا سألك طفلك من خلق الله .. هل تنهره
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-2012, 06:56 AM   #1
 
إحصائية العضو







الشـيخه غير متصل

الشـيخه is on a distinguished road


افتراضي اذا سألك طفلك من خلق الله .. هل تنهره

كيفية التعامل مع أسئلة الأطفال المحرجة ؟


فاجأني أحدُ الأطفال الصّغار بسؤال غريب وهو: "مَنْ خَلَقَ الله؟" وألحَّ عليَّ في الإجابة.. فبم أجيب؟ وكيف أتعامل مع هذا النوع من الأسئلة؟

تكثر لدى الطِّفْلِ الأسئلةُ المختلفةُ مع بداية النطق والكلام، فَتَجِدُهُ يسأل عن كل شيء حوله، وقد تكون الأسئلة غريبة أحيانًا؛ نظرًا لأنَّ الطفل محدود التفكير، وفي نفس الوقت واسع الخيال، ولذا يمكن أن تجيب عن سؤاله بالحكمة والتدرج، مع اتباع الآتي:
- ترك المجال له للتعبير عمَّا يدور في نفسه بِحُرِّيَّة تامَّةٍ دون مُقاطَعَةٍ أَوْ زَجْرٍ.
- الاهتمام بأسئلته والإصغاء إليه، وعدم إهمال الإجابة عليها.

• ينبغي أن تكون الإجابة:
(أ) علمية ودقيقة وصادقة وواضحة.
(ب) سهلة ومناسبة لمستوى تفكيره، دون تعقيد.
(ج) محاولة ربط الإجابة بالأشياء الملموسة.
(د) أن تكون الإجابة مقنعة وغير متناقضة.

• ومن هنا فإنَّ الإجابة عن سؤاله تكون كالتالي:
1- أن تَلْفِتَ انتِبَاهَهُ إلى عظمة الله تعالى، من خلال التأمُّل والتفكر في مخلوقاته مثل خلق الإنسانِ والجبال والبحار والأنهار والشمس والقمر وغيرها من المخلوقات الكونية، قال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101].
وقال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17].
وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:185]، وقال تعالى {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} [عبس: 24].

2- أن تعلّمه أن الله - عز وجل – هو الخالق ولم يخلقه أحد، لأن من صفات الله أنه "الخالق" قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 24]، ومن صفات الله الخالق: أنه الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء، والقادر على كل شيء، وهو البارئ المصور، عالم الغيب، ليس كمثله شيء
قال تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3].
ومن صفات المخلوق: أنه ليس له قدرةٌ على الخلق ولا يعلم الغيب، ومن صفاته كذلك: العجز والضعف

3- أن تشرح له سورة الإخلاص من أحد الكتب المعتمدة في التفسير مثل "تفسير ابن كثير"، قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1-4]؛ لأن فيها دليلاً جليًا على أن الله لم يخلقه أحد ولم يلد ولم يولد.

4- أن تبيّن له أن هذا السؤال قد نهى عنه النبي – صلى الله عليه وسلم - وأن الإجابة عليه قد وضحها النبي – صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل: آمنت بالله))؛ أخرجه مسلم.

5- أن توضح له أن السؤال الصحيح هو "من خلقك أنت؟" حتى يجيبك بأن الذي خلقه هو الله سبحانه، فيعلم أن الخالق لا يخلقه أحد، والمخلوق يخلقه الله تبارك وتعالى؛ قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} [الطور: 35، 36].

6- أن تحاول أن ترشده إلى تعلُّم التوحيد والعقيدة الصحيحة من خلال الكتب الميسرة التي تناسب مرحلته العمرية حتى يثبت الإيمان في قلبه، مثل رسالة بعنوان: "القواعد الأربع"، وكتاب: "الأصول الثلاثة"، للشيخ محمد بن عبد الوهاب مع شروحها.

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس