::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - مناخ وراط بين مطير وقحطان (الدحملية ثار البداية)
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-2010, 07:11 PM   #5
 
إحصائية العضو







اخو بدوا غير متصل

اخو بدوا is on a distinguished road


افتراضي رد: مناخ وراط بين مطير وقحطان (الدحملية ثار البداية)

اخوي خالد المطيري الله يمسيك بالخير
مطير وقحطان وعنزه ونعم بهم كلهم لاكن اذا كان الواحد يبا يخوض في تاريخ
الجاهليه على الاقل يكون حقاني لا ينسب لربعه فعل ماهو لهم ولا يبني امجاد
لهم من عدم يذكر اللي لهم وعليهم
تقول ان العثيمين يذكر ان مطار اخرجت عنزه من نجد فالمعروف الله يطول عمرك
ان عنزه رحلت للشمال ولا عاد بقا منهم الا العمرات بل جزء من العمارت ربع
ابن هذال وبعد كير رحلو كلهم وكانت عنزه بادية القصيم يعني شمال نجد الغربي
بخصوص قحطان اول شي لهم كون الدحمليه المشهور على مطار والتاريخ واضح
ولا عاد اناس تجهل الامور ومطار تطلب ثارها منهم وجابه الله لهم مع اولاد علي
اهل عنيزه على راسهم زامل ابن سليم ولافيه اصدق من المورخين الجانب للاسف
وابا انقل لك رواية ارحاله الاجنبي داوتي باانص :

وصل شيوخ مطير إلى عنيزة للتشاور مع زامل والشيوخ والبت نهائيا في أمور الحرب بينما يعتقد القحطانيون أنفسهم في الخلا بمنجى من الخطر، وأنه ليس بوسع الحضر الوصول إليهم في هذا الموسم الحار· أما مطير فإنهم لا يخيفونهم· وأرسل زامل لكل من يملك ذلولا من أهل البلد أن أن يتجهز للركوب غدا· وقد قرر لهذه الحملة 600 ذلول· أما حلفائه من البدو فعدد غزاتهم 300 ذلول و 200 فرس (473-4)·

وفي اليوم التالي انطلق المطران في منتصف النهار نحو أرض المعركة· أما زامل فإنه لم يغادر برفقة حلفائه البدو· يقول الحضر بأن البدو غير مؤتمنين -مثلما حدث بالنسبة لسعود، أمير الوهابيين إبن رشيد هو الحاكم الوحيد الذي يركب ويغير مع رجاله وجنده واثقا من أتباعه من البدو (474)·

وركب زامل في اليوم التالي مع "أكثر من ألف" من أهل البلد ويقولون "إذا ركب زامل فالسعد يبرى له·" وترك علي يحكم مكانه· وأغلقت الأسواق والدكاكين· يتوقف البيع والشراء حتى تعود الحملة· في هذه الأيام لا تعقد سوق الضحى ولا يذبح الجزارون ولا يباع اللحم· وعلى الرغم من أن الغالبية كانوا مع زامل إلا أن الأسواق، كما يقول صالح، تبدو مزدحمة بالبشر· وسألته "ماذا لو أن أحدا فتح دكانه؟" الجواب "الامير علي يرسل له يصكّه وان ما صكُّه يجاب ويضرب قدّام الامير·" فقط تلك الحوانيت الصغيرة هي التي تظل مفتوحة، لأنها تعود إلى أناس بؤساء من كبار السن أو العجائز (474)·

يكتب الأمير أسماء الذين يلزمهم الخروج مع الغزو، وغالبيتهم من الشبان الذين يستطيعون الحصول على ركائب· لذلك تقع مسؤولية الخدمة العسكرية على عاتق الأثرياء، حيث لا وجود للمحاربين المشاة في الخلا· ولم نسمع بأن الوهابيين، وهم متخلفون في كل ما يخص الأمور العسكرية، كان لديهم مشاة· أما الناس العاديون فيبقون يواصلون أعمالهم ويحرسون البلد· ويقوم مندوب الأمير بالتنبيه على كل من يدرج اسمه بالاستعداد للركوب مع زامل نهار الغد· كل شخصين يمتطيان ذلولا واحدة· وغالبا ما يكون الرديف أخا أو ابن عم أو حليفا أو خادما لصاحب الذلول· ومن تحول الظروف دونه ودون مرافقة الغزو يمكنه أن يبعث بديلا عنه على ذلوله ورديفا· وإن لم يوجد في الجمع المصاحب للأمير ولم يبعث أحدا مكانه، فلربما يتم تجاهل الأمر إن كان الشخص مهما· زامل رجل متسامح ويعذر من يجد العذر لنفسه· إذا ما قال الرجل "والله ياطويل العمر إن عذري كذا وكذا ولا اقدر اركب معكم" فإن الأمير غالبا ما يرد عليه "أجل اقعد·" (474)·

وتلقيت خبرا كاذبا أن الخنيني كان مع الغزو· لكن ذلك الرجل العاجز أرسل ذلولين بركّابهما (والذين يمكن الحصول عليهم من أبناء البلد ومن البدو)· كما لم يذهب أحدا من أولاد رشيد مع الغزو· قال لي صالح "ركبوا اثنين من عيال عمنا عنا كلنا·" وفيما بعد قال لي أحد أقرباء زامل الذي كان معهم أن عددهم كان 800 رجل وكان المطران 300 رجل· سمعت البعض يقول أن عنيزة بعثت 200 ذلول، أي 400 راكب، وقال آخرون 500 رجل· يمكننا التخمين أن زامل طلب من أهل البلد 300 ذلول وحصل على 200 ذلول و400 راكب، أي حوالي ثلث عدد الرجال البالغين في البلد· وركب من مطير حوالي 150· وكان مع الحضر ما لا يزيد عن عشرين من الخيل مع طبقة الأمراء· ويقال أن قوة قحطان تبلغ (حسب تقديراتهم التي تميل إلى المبالغة) 800 رجل، والمحتمل أنهم 400، لكنهم، مثلهم مثل عرب الجنوب عموما، لا يمتلكون بنادق بالوفرة المطلوبة· إلا أن خيلهم كثيرة ويمتلكون ثروة ضخمة من الإبل· يقال أن عدد خيلهم 150، لكن دعنا نقول 70 (475)·

ركب أهل البلد في ثلاث مجموعات، تحت ثلاث رايات كل منها تخص حارة من حارات عنيزة الثلاث· ولكن لو كانت الحرب قريبا من البلد فإن عدد الرايات يرتفع إلى خمس (475)·

وبعد الظهر طرق مسمعي من البستان (يقصد البستان الذي يقيم فيه خارج مدينة عنيزة، المترجم) حديثا يدور بين فهد (أحد العاملين في البستان، المترجم) ومطيري معدم لم يستطع مرافقة أبناء قبيلته لأنه لا يمتلك ذلولا· قال فهد "تلقاهم هالحين حول ما ياصلون، يالله الا ويالله إنهم يقطعون روسهم ويعوّدون لنا بروسهم·" قال البدوي "يالله ياكريم، عساهم بعد يذبّحون وغدانهم، من سنتين وطالع، لاجل تزعج عليهم امهاتهم الصياح" قلت لهم "اصمتوا ياكفار، بل أنتم أحقر من الكفار·" قال البدوي "ياشين قحطان ذبّحوا ورعاننا أوّلا وذبحوا حريمنا·" هؤلاء المطران جاءوا ليبنوا بيوتهم بالقرب من سور البلد، وكان بجاورنا منزلان صغيران من منازلهم· ولا يختلف هؤلاء الأعراب عن غيرهم من البدو· سمعتهم يتحدثون نفس اللهجة التي يتكلمها بقية البدو، لكنني لاحظت أنهم من ديار بعيدة· فلقد رأيتهم يعلقون القرب على قنانير من الأعواد· وجاء البعض منهم إلي طلبا للدواء، لم يظهر عليهم أنهم كرماء· رأوا زامل يعاملني بتسامح فلم يبدر منهم تجاهي أي تعصب (475)·

· · · · في أحد الأيام رأيت إبلا ترعى باتجاه الوادي فمشيت إليها حافي القدمين أطأ على ما تبقى من قصب الزرع المحصود في فلاحة رشيد وعلى الرمل المحرق على أمل أن أجد عندهم حليبا لأشربه· حييت الرعاة فتوقف الولدان ولما أدركتهم خاطباني والدهشة تعلو وجهيهما "يارجّال النياق ما بها حليب، ولا هيب والله نياقنا، هذي اباعر اهل الديره، وحنا نرعاها للمسلمين" وقال لي أحدهم " إيه، أنت المداوي، مير ما تعطيني دوا والى جيتنا بديرتنا على حزّة ورد البل أبشر والله بالحليب من ناقتي انا اللي ما عندي غيره، لو ان حلالنا معنا إلا ان نحلب لك كل يوم·" انتهى يوم طويل، ثم آخر، وهكذا إلى ما لا نهاية، وبدى لي اليوم الثالث كما لو كان طوله ثلاثة أيام· قيل لي أن جميع أصدقائي ذهبوا مع الغزو والآن علي هو الذي يحكم البلد· ترجّاني صالح أن لا أقلق· لكن لا ينبغي لأحدٍ أن يصدق كلام العرب المعسول فهم يعتقدون أن الإنسان يكسب أجرا بمحاولته تهوين المصاب على الشخص الآخر (476)·

وصلت أخبار الغزو إلى بريدة فركب منها نذراء إلى قحطان· ولم يتكتم زامل على موضوع الحرب ليس تراخيا من هذا الرجل السياسي وإنما حنكة وتدبيرا· قال صالح إن هدفه إعطاء العدو فرصة للجنوح إلى السلم· كم هو مختلف عن صقور الرياض وجبل شمر (476)·

ذُكر أن قحطان تقطن قرب بلدة العيون فذهب الغزو إلى هناك· لكن زامل علم وهو في طريقه أنهم قاطنون على الدليميه، مورد بين جبل ساق والرس· ركب أهل البلد طوال ذلك اليوم ومعظم الليل· وفي ظهر الغد وصلوا إلى الرس وأناخوا للراحة ونصبوا خيامهم ومظلاة السجاد· هناك سمعوا أن عدوُّهم يقطن على آبار دخنة التي تبعد مسافة رحلة إلى الجنوب· وحينما ركبوا في الغد تقابلوا مع مطير وأناخوا معا وقت الظهيرة· وجاءتهم سبور مطير بالأخبار وقالوا بأنهم رأوا منازل العرب على دخنة بأعداد كبيرة مما يعني أنهم لا بد وأن يكونوا قحطان ويمكن مباغتتهم· وبدأ مثقفوا عنيزة يتباهون فيما بينهم على نار القهوة "سوف نحاربهم غدا عند خزاز حيث تقابل الملك تبّع اليمن مع الوائليين (أبناء وائل، أي عنزه)· كليب، شيخ ربيعة، ومعهم بنو تميم وقيس (قحطان ضد إسماعيل -كان ذلك قبل الهجرة بقليل)· يبعد جبل خزاز حوالي ساعة من بطين وادي الرمة (476-7)·

في الغد ركب زامل مع أهل البلد قبل مغيب النجمة وركب المطران قبلهم بقليل ولم تكن دخنة بعيدة عنهم· في هذه المعركة كان على البدو أن ينقضّوا على أعدائهم بينما يبقى زامل جاهزا لمساعدتهم· وخيّم أهل البلد بشكل دائري لمحاصرة قحطان من الجنوب (477)·

أغار المطران على أعدائهم مع بزوغ الشمس· فر القحطانيون من بيوتهم، ركب الشيوخ على خيولهم وبدأ الناس يتناخون ويتذامرون· وحينما أدركوا أن مهاجميهم هم مطير احتقروهم وصاحوا "جابهم الله" لكن ذلك اليوم كان بالنسبة للطرفين يوم حساب عسير حتى الموت· كان تحت المطران مائتي فرس لكنها من خيول الشمال التي لا تحظى بالاعتبار· كان القحطانيون في البداية ستين فارسا· ثم لحق بهم ثلاثون فارسا من أحد نجوعهم التي تقطن قريبا منهم· وأصبح عدد القحطانيين يتفوق على المطران الذين اضطروا في النهاية للتراجع (477)·

وحينما نظر القحطانيون حولهم تفاجؤوا بمشاهدة مجموعات الحضر تتقدم نحوهم· هنا صاح القحطانيون، الذين لم يقع منهم حتى الآن قتلى بأعداد كبيرة، "وشُّم ذولا؟ ابن رشيد؟ لا، ابن رشيد بالعاده معه بيرق واحد، الهقوه ان هذولا حضر·" وبعدما اقترب الحضر عرفهم بعض القحطانيين وصاحوا "هذولا القصمان، الزوامل (أتباع زامل)·" ولما رأوا الأمر على هذا النحو سارعوا لإنقاذ خلفاتهم (477)·

ولما رأى زامل، الذي كان لا يزال بعيدا عن أرض المعركة، خيالة البدو يسوقون الإبل أمامهم سأل "هذولا المسلمين (ربعنا)؟" فأجابه أحد شيوخ مطير الذي اصطحب الحضر ليدلهم على الطريق"لا بالله، هذولا قحطان·" واجتهد القحطانيون في إنقاذ حلالهم وفروا من منازلهم تاركين وراءهم البيوت والأثاث والنساء والأطفال تحت رحمة الأعداء (477)·

وتتبع خيالة مطير القحطانيين الفارين والذين استداروا نحوهم مرة أخرى وصدّوهم· وهنا سارع خيالة الحضر لمساعدة حلفائهم· أما بقية مطير، الذين حطوا رحالهم، فقد سارعوا بالهجوم على البيوت وسلبها· وكل مطيري طعن القحطانيون نساءه برماحهم أو ذبح هؤلاء الشياطين أطفاله سارع برد الصاع صاعين· فطعنوا النساء وحزوا رقاب الأطفال الصغار أمام أمهاتهم الباكيات· "هذا بدال هكاليوم، يوم رجالكن يذبحون ورعاننا·" وقد هبت بعض النساء الغاضبات لمدافعة المهاجمين بأعمدة الخيام· لكن المطيريين المتقلدين بأسلحتهم وفي فورة الدم لم يمهلوهن· وهكذا سقط ما لا يقل عن خمس أو ست نساء قحطانيات ومثل هذا العدد من الأطفال (477-8)·

وفي وسط هذه المحنة قامت أحد النساء القحطانيات بإخفاء نقود زوجها وقدرها 600 ريال (وهذا مبلغ كبير بالنسبة للبدوي) في قربة وخلعت ثوبها الأزرق -وهذا، إضافة إلى الحقو، كل ما يلبسنه على أجسادهن التي أضناها الجوع- وعلقت القربة على كتفها ووضعت طفلها فوقها· ثم خرجت من خيمتها تهرول وتصيح مولولة "ياويلي، ياويلي!" وهربت عارية تخترق صفوف الأعداء· اعتقد المطران الذين رأوها أن أحدهم سلبها فمنعهم الخجل من مطاردتها، إلا أن أحدهم صاح بها لترمي ما تحمله على كتفها· لكنها تظاهرت بالجنون وصاحت "أما يكفيكم أن تسلبوا إبنة الشيوخ؟ أتريدون أيضا أن تحرموها من قطرة الماء التي تحملها لتنقذ بها حياة طفلها؟"· فنادى الآخرون "دع المرأة تذهب في حال سبيلها·" فهربت واجتازتهم جميعهم وأنقذت ثروة زوجها، وإن كان ذلك على حساب عفتها (478)·

سقط في المعركة ثلاثون قتيلا من قحطان، معظمهم قتلوا وهم فارون· وقتل من مطير عشرة· وعاد المطران لدفن قتلاهم· لكنهم هنا لا يعرفون الرأفة الإنسانية فهم لا يوارون قتلى أعدائهم الثرى (478)·

وأرسل القحطانيون الفارون امرأة إلى زامل حيث أناخ الحضر على الآبار (حيث ينصبون الخيام ويعملون القهوة)· وطلبت المرأة الأمان لبعض مشايخ قحطان للقدوم والتفاهم مع زامل، وسمح زامل بذلك· فجاء الرجال وقبلوه بتضرع وطلبوا منه، بما أن المطران انتهبوا قطعانهم وبيوتهم وأثاثهم، المجيء إلى الماء ليشربوا حتى لا يهلكوا· لقد أُنهكوا دفاعا عن أنفسهم والوقت شديد الحرارة· وبما أنهم لم يعودوا يمتلكون قربا فسوف يموتون عطشا في الصحراء أثناء فرارهم· ولكن من يأمن البدو ويثق بكلامهم! لذلك عليهم أن يقسموا على ما يقولون "عليك عهد الله وامان الله إني ما اخونك والخاين يخونه الله·" (478-9)

وهكذا تمت هزيمة قحطان الدخلاء، والذين كانوا يشكلون قوة يخشاها الكل، بما فيهم ابن رشيد (وقد هاجمهم ابن سعود في الصيف الفائت هنا على دخنه، لكن القحطانيون صدوه)· ويعتقد الجميع أن هذا النجاح مرده إلى أن زامل رجل محظوظ، ولم يكن هناك ضرورة ليستخدم الحضر أسلحتهم النارية· · كما ان بريده سوف تسر لرؤية تلك القبيلة الغريبة المؤذية تطرد من البلاد· ومات الكثير من القحطانيين خلال هربهم في الخلاء· حتى الجروح البسيطة، مع هذا التعب والظمأ الشديدين تصبح قاتلة· واستمروا في الهرب باتجاه الجنوب ثلاثة أيام، خوفا من أن يسمع الأعداء بهزيمتهم فينقضوا عليهم من كل جانب· سمعنا أن بعض العتبان لاقوهم وانتهبوا مائتي رأس من خلفاتهم التي هربوا بها· ويقول من جاء منهم إلى الاثله أنهم سُحِلوا وفقدوا مائة قتيل· لقد دفعوا ثمنا غاليا للأيام التي أمضوها هنا (سنتان بالتمام) كالذئاب ينشرون الرعب في فيافي نجد (479)·

لما استفسرت ماذا سيحل بقحطان· قال لي الشقراوي (من أهالي مدينة شقرا، المترجم) "البدو كلاب، لا تخاف عليهم، ما يضيعون، والقحاطين شياطين، يلقون مْيَة طريقه· افطن، ما يقومون لهم سنه او سنتين إلا هم مثل اول أو ازود·" "وهالحين وش يبون يسوّون" سألت، فأجابني "يتعيّشون على حليب نياقهم، ويبيعون بعض اباعرهم على اهل الديره ويشترون اللي يلزمهم من تمر ومواعين· بعدين ما يبطون ويدبّرون لهم بيوت تذرّيهم عن الشمس· يبن يجنّك حريمهم ويجزّن صوف غنمهم ووبر أباعرهم اللي هم زبّنوا عن القوم ويغزلن بالليل والنهار، وما تقوم الوحده له كم من اسبوع تغزل وتنطى الا هي بانيةٍ له بيت جديد، بعدين بني عمهم قحاطين الجنوب ما يخلونهم، إلا يساعدونهم·"·سمعنا بعد ذلك أن قحطان تصالحت مع عتيبة وصلّحوا أمورهم مع آل سعود· ولكن كيف لهم أن يأمنوا منهم على أنفسهم؟ ترى هل وعدوا أن يحالفوهم ضد ابن رشيد؟ (479)·

سقط حزام، شيخهم الشاب، في أرض المعركة· · · إنه هو الذي هددني في العام المنصرم في أحد قهاوي حائل· قتل حزام ثأرا لشيخ من شيوخ مطير كان أرداه قتيلا في أحد معاركهم التي وقعت في الشمال· ترصّد له أحد أقرباء الشيخ المقتول في أرض المعركة وحينما حاذاه بفرسه وجّه له طعنة قاتلة جرحته جرحا بلغيا وعميقا· كان حزام ضخم الجثة، بمعايير البدو، ويده القوية لم ترتعش، لكن طعنته لم تؤثر في عدوه الذي كان يلبس درعا تحت ثيابه· كان ذلك المطيري فارسا مغوارا على فرس أصيل أردى، إضافة إلى حزام، خمسة شيوخ· ولما حسمت المعركة ذلك اليوم بحضور زامل ورفاقه كان المطيري وأخوه وابنه، الذي لا يزال طفلا، (أبناء الشيوخ يركبون الخيل في سن مبكر ويصطحبون الكبار إلى الغزو) وآخرون من جماعته غنموا ثمانين خلفة· وقد أصيب هو ذلك اليوم بالرماح وأصيب بإحدى عشرة طلقة في صدره· لكن ذلك لم يؤثر فيه بسبب الدرع الذي يرتديه· يقولون إن تأثير الرصاص في الجسم المحاط بهذه الحماية المعدنية لا يتعدى بعض الندوب المؤلمة (479-480)·

وسقط في ذلك اليوم تركي، أخو حزام، وحتى أختهم سلبوها الأعداء وطعنوها بالرماح، لأن القحطانيين سبق وأن سلبوا وطعنوا إحدى بنات شيوخ مطير· أما الشيخ الكبير، أبو هذين الأخوين الذين عثر بهما الحظ، فقد طلب النجاة على ذلوله· وأركبوا حزام الذي كان يعاني من جرحه البليغ وهربوا حتى حلول الظلام· ولما توقفوا عند القلبان جنوبا من دخنة أسلم الشيخ الشاب الروح إلى بارئها ورمى رفاقه بجثته في أحد الآبار (480)·

وعثروا في قطين القحطانيين على أجنبي مسكين، شاب مغربي درويش وضع نفسه تحت رحمة الحضر· جاء إلى مكة في موسم الحج الفائت وبعد ذلك رافق قافلة عائدة إلى القصيم على أمل أن يسافر من هناك إلى العراق· لكنه ضاع من القافلة في الصحراء الشاسعة· ووجده بعض القحطانيين الرحل -ما أحلى أن تتولاك عناية الله ويُعثَر عليك في مثل هذا الموقف الحرج· لكن القحطانيين الذين أنقذوه · · · جعلوا من المغربي المسكين خادما لهم يرعى غنمهم· وكلما اقتربوا من قريةٍ أو مدينة أوثقوا كتافه لكي لا يهرب· وكان من المحتمل أنهم سيفعلوا بي نفس الشيء، بل أفظع من ذلك، لو أنني (كما فكرت في مرة من المرات) صاحبتهم إلى ديارهم· أحضر "المسلمون" العائدون الشاب المغربي معهم إلى عنيزة حيث سيبقى ضيفا في المدينة حتى يحين الوقت لذهابه· كان مع قحطان منذ فصل الشتاء وقال ببساطة "لم أكن أعرف ذلك النمط من الحياة، لكنهم جعلوا مني بدويا، وأصبحت والله مثلهم·" والحقيقة أن من يعيش مع البدو سيظل طيلة عمره يحن إلى الصحراء (480-481)·

في الليلة الخامسة شاهدنا خيّالا بدويا على حافة النفود، وهو من أول العائدين من الغزو· وعاد زامل ورفاقه في اليوم التالي وسمعنا جلبتهم وهم عائدون إلينا نراهم على حد الأفق، على أبعد من ساعتين يقرعون الطبول ويعرضون· عادوا في ثلاث مجموعات تحت ثلاث رايات· أما البدو فلم يعودوا حتى الآن· فلقد كثر اللغط بينهم، كعادتهم، حول تقسيم الغنائم· والبدوي لا يتخلى عن حقه حيثما وجده· وحيث أن قحطان سبق أن غنمت حلال مطير حينما أغاروا عليهم في الشمال، فلقد وجد المطيريون الكثير من حلالهم غنائم بأيدي إخوانهم من مطير· وفي الظهيرة من نفس اليوم رأينا غنما تساق نحو البلدة، وهي قليلة ومعظمها كانت أصلا من حلال مطير· جاء الذين عادوا من الغزو يحملون أخبارا سيئة فقد سقط ستة قتلى من المنزل الذي بجوارنا والذي يتألف من ثلاثين بيتا· ولما سمع زوجات القتلى بالخبر بادرن بالنواح وتقويض بيوتهن· ورحل البدو مع صباح الغد وعادوا إلى الخلاء· كانت هذه مأساة قحطان! وانعقد الصلح بين بريدة وعنيزة (481)·


ارجو ان الامور اتضحت لك ياطويل العمر وتقبل تحياتي

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس