::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - معارك الدواسر مع الاتراك (حمر الطرابيش) الحلقة الثانية
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-2009, 10:30 AM   #1
 
إحصائية العضو








دوسري متأمل غير متصل

دوسري متأمل is on a distinguished road


افتراضي معارك الدواسر مع الاتراك (حمر الطرابيش) الحلقة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

تحدثت في الحلقة الأولى ، عن معركة المجزرة بين الأتراك وقبيلة الدواسر بالافلاج، وذكرت أن هناك أطماع خارجية منذ القدم بالجزيرة العربية وقبائلها، وأشرت إلى أنه عندما نسوق تلك النماذج من البطولات المشرقة ، لا نعني بها الحصر، فهناك معارك غيرها ولكن هي وقفات نسجلها للتاريخ نبين فيها دور قبيلة الدواسر، في ميادين البطولة ومواجهة القوى الخارجية ، لاسيما أن الأطماع الخارجية في ذلك الوقت ، هدفها القضاء على الدعوة الإصلاحية... دعوة الشيخ محمد بن عبدا لوهاب رحمه الله وإسقاط الدولة السعودية الاولى وإذلال جميع القبائل التي توالي دعوة التوحيد . ومعلوم أن قبيلة الدواسر كان لها جهد بارز في نشر دعوة التوحيد في الجزيرة العربية ، ولها مواقف مشرفة مع حكام هذا البلد من عهد الدولة السعودية الاولى ، وما بعدها ... وما أشبه الليلة بالبارحة.... فالأطماع الخارجية تتجدد ولكن بأساليب متنوعة فها هم الحوثيين الرافضة !!! المدعومين من القوى الخارجية وعلى رأسها إيران يحاولون اقتحام الحدود الجنوبية ومد المذهب الرافضي ... ولكن بسالة الجنود من جميع القبائل تحت القيادة الرشيدة ، تصدت لتلك الشرذمة ، ولقد أظهر أبطال قبيلة الدواسر شجاعتهم وقدموا أرواحهم في ميدان العز والشرف حماية لبلاد التوحيد والمقدسات .


نعود قليلا مع حلقة اخرى وأنموذج أخر من معارك الدواسرمع الأتراك في ( معركة الهضب) بين الخييلات الدواسر والاتراك ... تحدثنا كتب التاريخ أنه في عام 1233هـ توالت الحملات التركية بقيادة إبراهيم باشا على الجزيرة العربية ، فاخضعوا الحجاز وجميع المناطق حولها، واتجهوا لمعقل الدعوة السلفية (الدرعية) وحاصروها لمدة ستة أشهر ولقد أبدى الإمام عبدالله بن سعود وأهالي الدرعية ضروبا من البسالة والشجاعة في الدفاع عن المدينة وأهلها ، وأستمر الحصار طويلا.. وبدأت ملامح الضعف تتضح على اهالى الدرعية... لقلة المؤونة والزاد ولضرب الاتراك حصون الدرعية بالمدافع ، ولما رأى الإمام عبدالله بن سعود مالحق بالأهالي... عرض الصلح على الاتراك حقنا لدماء المسلمين مقابل تسليم نفسه . فوافق إبراهيم باشا ولكنه غدر به حيث أرسله إلى مصر ثم إلى تركيا فقتل هناك ، ثم أمر قواته بهدم حصون الدرعية وقتل أهلها وقطع نخيلها وحرق أشجارها وعاثوا في الأرض الفساد ...... ولكن الظلم لن يستمر !! فإن بني قومك فيهم رماح ....

أرسل إبراهيم باشا قواته لإخضاع الأقاليم والقبائل الموالية للإمام عبدالله بن سعود ، فاخضعوا حائل والقصيم والخرج وما جاورها ، ثم جهز الجيوش وأرسل القائد عثمان باشا إلى وادي الدواسر بجيش جرار مزود بالمدافع التي تسير على العربات وبالأسلحة الحديثة ووصلوا إلى منطقة الهضب ، لتأديب الخييلات لانهم اعترضوا على حملة تركية سابقة ، وغنموا منها بعض المؤن. فكان لهم بالمرصاد أبطال الدواسر وفرسانهم ممثلة ( بقبيلة الخييلات) ... فتقابل الجيشان .. وكانت القوة التركية مسلحة بالأسلحة الحديثة وبالمدافع ، ، حتى أن لباس الجند كان موحدا مثل الجيوش النظامية في ذلك الزمان ، وكانوا يلبسون لباس الإفرنج وفوق رؤوسهم (الطرابيش الحمر ) وكانت القبائل العربية تلقبهم ب(حمر الطرابيش) يقول شاعر الخييلات يصف جيشهم :

حمر الطرابيش غدو بيننا نهايب ,,,, حل المثار وكل(ن) أجله عند واليه


ولك أن تتأمل أخي القاري الكريم ، تلك الجيوش الجرارة المدربة والمجهزة بالمدافع والعتاد وجميع أنواع السلاح .... تقابل قبيلة عربية أصيلة ، أسلحتهم تقليدية رماح وسيوف وبارود، يركبون الخيل والإبل المضمرة ، فالفارق كبير ولكن أبطال الدواسر لا ينظرون إلى تلك الأمور بالنظرة المادية البحتة ، بل هم يقاتلون لرفع كلمة التوحيد ورد المعتدي والذب عن الإعراض لان تلك القوات الغازية لم تأتي إلا لإخضاع الجزيرة العربية والقضاء على دعوة التوحيد .
لقد كان الخييلات الدواسر إيمانهم بالله قوي فهم يتوكلون عليه مهما كثر جيش عدوهم يقول شاعرهم يصف توكلهم على الله :-


جتنا جماهير تشيل المصايب ,,,, وحنا بالله واللي بالله ما يخليه


نعم حنا بالله واللي بالله ما يخليه ..... وقبل بدء المعركة رأى أبطال وفرسان الخييلات ، أن تكون خطة المعركة لمواجهة الأعداد الكبيرة من جيوش الترك ، أن يقدموا الإبل وتهجج أمامهم ثم يكون الفرسان خلفها لينقضوا عليهم ، وكانت خطة موفقة ذكية ( لم يدرسها الترك في مدارسهم العسكرية !!) انطلقت الإبل المضمرة بمشهد مهيب وخلفها الفرسان.. وارتفعت صوت المدافع التركية يقول شاعر الخييلات يصف خطة المعركة :


سقنا عليهم البل طفاح الجنايب ,,,, ومزرج بالدم خضبه راعيه

ويقول الشاعر هجاج الخييلي :

سقنا البل نهار الكون ما كان ,,,, حمر الطرابيش تنسفهم بعضودها


فكان دور الإبل في المعركة ، أن تفرق جمعهم وتشتت أمرهم وتنسفهم ..... ثم يأتي دور الفرسان خلفها لمباغتتهم ، ولقد حمي الوطيس ، وأظهر الخييلات شجاعة فائقة فأثخنوا فيهم القتل... فانطلقت كتيبة من فرسانهم يريدون القائد التركي ، وكان محصن بقوة تركية ولكنها لم تقف أمام أبطال الدواسر ، فانقضوا عليهم كانقضاض الأسد فقتلوا قائدهم .


يقول الشاعر واصفا قتل القائد التركي عثمان باشا:


الحمد لله مانهيب الحرايب ،،,,, ذبحنا الباشه وأدواله تباريه .


انتهت المعركة بقتل القائد التركي ، وبقيت ذكرياتها تسطر بماء الذهب لكل من تسول له نفسه من الأعداء في الخارج أن يقترب من الجزيرة العربية ، هذا الكيان الشامخ ففيه الرجال الإبطال الذين يذبون عن شرفهم في ميدان العزة والكرامة .
واليك أخي القاري القصيدة تصف أحداث معركة الهضب :


جتنا جماهير تشيل المصايب ,,,، وحنا بالله واللي بالله ما يخليه
خيالة الشرفا مجريت كل هايب ,,,, وقود للحرب لاشتب صاليه
الحمد لله ما نهيب الحرايب ,,,، ذبحنا الباشه وأدواله تباريه
سقنا عليهم البل طفاح الجنايب ,,,, ومزرج بالدم خضبه راعيه
حمر الطرابيش غدو بيننا نهايب ,,,, حل المثار وكل(ن) أجله عند واليه
يوم على الروم يا والله العجايب ,,,, يشهد لنا الهضب واللي نازل فيه


في أمان الله وحفظه،،،مع تاريخ مجيد لقبيلة الدواسر العريقة

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس