يَقُوْل الجِذَّالِّين فِي ثَانِيا ً "
ثَانِيَا : إِذَا كَان مُؤَرِّخُو الْقَرْنَيْن الْسَّابِع وَالْثَّامِن الْهَجَرِيَّيْن، مِثْل ابْن الْمُجَاوِر، وَابْن فَضْل الْلَّه الْعُمَرِي، لَم يَذْكُرُوْا حَلَف الْدَّوَاسِر، فَكَيْف عُرِف فَلَبَّي أَن زَمَن حَلَف الْدَّوَاسِر كَان فِي الْقَرْن الْسَّادِس (يَعْنِي مَا بَيْن 501 – إِلَى 599هـ)، وَعَلَى أَي أَسَاس رَجَّح الْمُؤَلِّف كَلَامِه ؟؟!!. وَمَن هُم مُعْظَم الْبَاحِثِيْن الَّذِيْن أَشَار إِلَيْهِم ؟؟!!. كَلِمَة (مُعْظَم الْبَاحِثِيْن) هُنَا أَقَل مَا يُقَال عَنْهَا إِنَّهَا كَلِمَة غَيْر مَسْؤُوْلَة، وَلَا عَلَاقَة لَهَا بِالْدِّقَّة وَلَا الْمَنْهَجِيَّة الْعِلْمِيَّة. "
[
لَا أَعْلَم كَيْف يَتَكَلَّم الجِذَّالِّين هَكَذَا فَفِي الِفَقِرِه الْسَّابِقَة يُقِر الجِذَّالِّين بِنُصُوْص ابْن الْمُجَاوِر و الْعَمْرِي ثُم يَنْفِيْهَا هُنَا هَل هَذَا هُو الْمَنْهَج الْعِلْمِي يَا دُكْتُور ، أَن فَلَبَّي مِن خِلَال الْمُقَارَنَه بَيْنَكُمَا يُعْتَبَر اعْلَم مِنْك لِأَن تَرْجِيْحُه هُو الْأَصَح بَل أَن الْمُؤَرِّخِيْن الْقُدَامَى ذُكِّرُوْا الْدَّوَاسِر كقَبِيْلّة مُسْتَقِلَّه أَنْتَهِى تَحَالُفِهَا مُنْذ عَهْد سَابِق لِهَؤُلَاء الْمُؤَرِّخِيْن و قَال صَاحِب سَفَر الْسَّعَادَة الْسَّخَاوِي " * دُوَاسِر ، فَوَاعِل بِفَتْح الْدَّال و ضَمَّهَا ، وَهُو الْشَّدِيْد ، و يُقَال جَمَل ٌ دَوْسَر ُ أَي شَدِيْد ، و الْدَّوَاسِر أَيْضا ً : قَبِيْلَة ٌ و أَنْشَد الْجَرْمِي :
و الْرَأْس ٌ مِن نَعامة ٍ دَّوَاسِر
و نَعَامَة قَبِيْلَة ، و أَنْشَد أَبُو عَمْرو :
يَحْمِلْن مِن خُزَيْمَة الْجَمَاهِرَا = و الْحَي مَن نَعَامَة الدَّوَاسِرا
"
انْتَهَى ، و مُؤَلَّف الْكِتَاب هُو الْإِمَام عِلْم الْدِّيْن أَبِي الْحَسَن عَلِي بْن مُحَمَّد الْسَّخَاوِي ( 557 – 643 هـ )
وَهُو تُوَفَّى قَبْل وَفَاة الْعَمْرِي ب100 عَام و بَيْن وَفَاتِه و وِلَادَة الْعَمْرِي 57 عَام ، أَمَّا قَوْلُك " مِنْهُم مُعْظَم الْبَاحِثِيْن " لَيْتَك سَكَت و لَم تَقُلْهَا ، لِأَن مَجَال ذَكَر أَسْمَاء الْبَاحِثِيْن لَيْس هُو الْمَوْضُوْع فَلَا تَتَبَجَّح بِقَوْل مِنْهُم يَا رَعَاك الْلَّه . ]