للموت الف طريقة ، فمنهم من يموت ساجداً لربه ، ومنهم من يموت بحد السيف في سبيل الله ، ومنهم من يموت تخمه من كثرة ما أكل ، ومنهم من شرب عصيراً فشرق فمات ، ومنهم من ضاع له مائة دينار فمات غبناً ، ومنهم من بشر بجائزة فمات فرحاً .
فأما جرير فيخبرنا لتكون عى بينه بسبب موته وأمثاله . فيقول :
إن العيون التي في طرفها حور @ قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعنا ذا اللب حتى لا حراك به @ وهن أضعف خلق الله إنسانا
ياله من قتل غير جميل ، ومن موت غير شريف ، ومن وفاة رخيصه .
ولكن إسمع إلى بطل مجاهد صنديد شهيد وهو يقول :
تأخرت استبقي الحياة فلم أجد @ لنفسي حياة مثل ان اتقدما
فليس على الاعقاب تدمى كلومنا @ ولكن على اقدامنا تقطر الدما
شكرا لهذه النفوس الحيه ، والارواح الخالده ، ما اجلها واشرفها يوم عرفت كيف تموت ميته شريفه بالذبح في سبيل الله ، لا ميته رخيصه من اجل العيون السود ! !
وقد قال الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله يوم احد :
اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى
جزاك الله خيرا يا طلحه على هذا الحب الصادق ، وهنيئاً لك ذلك المصير المبارك .
وهذا شاعر يشاركه هذه الأمنيه الغاليه فيقول :
لا تمتني يارب إلا بسيفِ @ صارم الحد مصلت في سبيلك
فيقتل شهيداً في سبيل الله لا في سبيل العيون السود !! !!