::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - نــوح عليه السلام وأهلـــه .
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2005, 09:57 AM   #1
 
إحصائية العضو








أبوفهيد الودعاني غير متصل

أبوفهيد الودعاني is on a distinguished road


افتراضي نــوح عليه السلام وأهلـــه .



بسم الله الرحمن الرحيم



قد يبتلى الداعية بقومه وأصدقائه فيعاني منهم ما يعاني من صدهم له وابتعادهم عنه وعدم تقبلهم للحق فيحزن ويكون في كرب ٍ وهم ٍ من أجلهم لكنه إذا عاد إلى بيته وجد الراحة والطمأنينة في نفسه وهذا الذي كان يلقاه خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم في بيته ومع زوجته خديجة رضي الله عنها .

أما نوح عليه السلام فقد ابتلاه الله بقومه وبأهل بيته فلم يجد الراحة مع قومه ولا مع أهل بيته قال تعالى ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية : {ضرب اللّه مثلاً للذين كفروا} أي في مخالطتهم المسلمين ومعاشرتهم لهم أن ذلك لا يجدي عنهم شيئاً، إذ لم يكن الإيمان خالصاً في قلوبهم، ثم ذكر المثل فقال: {امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين} أي نبيين رسولين عندهما في صحبتهما ليلاً ونهاراً، يؤاكلانهما ويضاجعانهما ويعاشرانهما أشد العشر والاختلاط، {فخانتاهما} أي في الإيمان لم يوافقاهما على الإيمان، ولا صدقاهما في الرسالة، فلم يجد ذلك كله شيئاً ولا دفع عنهما محذوراً، ولهذا قال تعالى: {فلم يغنيا عنهما من اللّه شيئاً} أي لكفرهما، {وقيل} أي للمرأتين {ادخلا النار مع الداخلين}، وليس المراد بقوله {فخانتاهما} في فاحشة بل في الدين، فإن نساء الأنبياء معصومات عن الوقوع في الفاحشة لحرمة الأنبياء، كما قدمنا في سورة النور، قال ابن عباس {فخانتاهما} قال: ما زنتا، أما خيانة امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون، وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل قومها على أضيافه، وقال الضحّاك: عن ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين (وهكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم وهو الصحيح كما قال ابن عباس: خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما).

وكانت خيانة امرأة نوح لزوجها أنها كانت تنقل أخباره وأسراره لأعدائه فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به .

فأيضا لم تكن مصيبة نوح بزوجته آخر مصائب بيته فبجانب زوجته ابنه ، فقد رفض الإسلام وأعرض عن أبيه ووقف في صف المشركين فإنه من المحزن في النفس أن يفقد الأب ابنه ويراه في الصف المعادي له ورغم ابتعاد ابنه عنه ولكنه حاول نوح عليه السلام إنقاذ ابنه ولكن لا حياة لمن تنادي

قال تعالى ﴿وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾




وقال تعالى ﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾



لم يخالف نوح عليه السلام أوامر ربه ، ولكن هي روح العاطفة ، عندما يرى ابنه غارقاً والموت يحيط به من كل مكان فقد توجه نوح عليه السلام يدعو الله إن ابني هذا من أهلي وإن وعدك الحق ، ولكن كان رد الله عليه حاسماً واضحاً

قال تعالى ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ .


فقصة نوح تحمل لنا تعاليم يجب التمسك بها هي أن نتبرأ من كل من صد طريق الحق كان قريباً أم بعيد فقد أعلن البراءة إبراهيم عليه السلام من أبيه وكما تبرأ نوح عليه السلام من زوجه وولده وكما تبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقرب أقربائه من المشركين .

فإذا لم نحمل مشاعر صادقة تجاه هذا الدين وتحمل كل المتاعب من أجله والموالاة لمن يحب الله ورسوله والمعاداة لمن يبغضهم فلا إيمان صادق في قلب أي إنسان مادام يواد من حاد الله ورسوله وإذا كان أقرب قريب لدينا فالدين هو الأساس في كل شيء

قال تعالى ﴿ لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ . ﴾

فلنتعلم من الأنبياء والرسل كيف نحمل هم هذا الدين بكل ما يتطلب منا من أجل إرضاء الله علينا ولإنقاذنا من فتن هذا الزمان أسال الله أن يرزقنا الإخلاص له .


تحياتي // البــــرّاق

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس