::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - المعتقل جمعة الدوسري يروي رحلته القسرية من مطار قندهار إلى معتقل جوانتانامو
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-2005, 04:46 AM   #2
 
إحصائية العضو







@الجابر@ غير متصل

@الجابر@ is on a distinguished road


افتراضي

الحلقة الثانية


المعتقل جمعة الدوسري يروي رحلته القسرية من مطار قندهار إلى معتقل جوانتانامو

المنامة: مشاري العفالق
يواصل المعتقل في جوانتانامو السعودي جمعة بن محمد عبد اللطيف الودعاني الدوسري في الحلقة الثانية من رسالته التي نقلها محام أمريكي إلى رئيس مركز حقوق الإنسان في البحرين المحامي نبيل رجب عرض أعمال التعذيب التي تعرض لها هو وزملائه من المعتقلين العرب والأفغان في قاعدة باجرام الباكستانية قبل أن ينتقلوا إلى قاعدة جوانتانامو حيث بدأت رحلة العذاب الثانية التي شارك فيها إضافة إلى الجنود الأمريكيين الممرضون والأطباء والمترجمون والمحققون ورجال الدين.
ويروي الدوسري أنه في المرحلة الأولى في جوانتانامو كان ممنوع عليهم الكلام ومس شبك القفص وكذلك كان ممنوع عليهم تغطية الرأس واليدين أثناء النوم. كما أن الثعابين والعقارب والحشرات السامة تعاملت ضد المعتقلين فغذت أقفاصهم وزنزاناتهم، فأعلنوا الإضراب الأول في المعتقل وهتفوا ضد الممارسات بكلمة الله أكبر.. الله أكبر فارتج المكان وهرب الجنود الأمريكيون.

قال لي المحقق: هذا من طالبان ولا يريد أن يعترف، فدخلني رعب عظيم وانتابتني حالة هستيرية وكدت أجن من هول الموقف فأرجعوا الربطة على عيني وأخذوني إلى نفس الخيمة التي كانوا يضربوني فيها وقال لي المحقق"إن أنت اشتكيت مرة أخرى أو تكلمت عما يدور هنا فسوف نعمل فيك مثلما عملنا مع هذا الأفغاني الإرهابي". ثم ضربوني ضرباً شديداً ثم أرجعوني إلى خيمتي.. يا الله يا لقسوة هذه الذكريات الأليمة.. الآن وأنا أسطر هنا ما حدث وتمر هذه الأحداث بمخيلتي أحس وكأن عقلي سوف يذهب بلا عودة وجسمي ينتفض وينتابني شعور غريب أليم... أحقاً عايشت تلك الأحداث بنفسي.. صورة ذلك الأفغاني الشيبة وهو يبكي ويدعو عليهم لا تفارق مخيلتي، صورة تلك الساعات التي قضيتها في التعذيب ما تزال تطاردني وما أتى بعدها أعظم ففي إحدى المرات أثناء تعذيبي أحضر المحقق جهازا صغيرا مثل الهاتف النقال لكنه جهاز صعق كهربائي.. فأخذ يصعقني به على وجهي وظهري وأكتافي وفي الأماكن الحساسة، ونتف كثيراً من لحيتي، ولم يكن التعذيب بالضرب فقط بل كان بالتشهير حيث إن الجنود كانوا يوقظوننا ليلياً للتفتيش وبعض الأحيان يصفوننا في صف ويقولون لنا بعد أن يوجهوا الأسلحة علينا إن لدينا أمر بإطلاق النار على كل من يتحرك ويوقفوننا لساعات طويلة على هذه الحالة في البرد الشديد وبجانب ذلك كان التجويع حيث إنهم لم يكونوا يعطوننا غير وجبتين واحدة في الظهر والأخرى بعد منتصف الليل فيوقظوننا من النوم والذي يكون متعباً ويتأخر يحرم من الوجبة ثم أحضر مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعض الأرغفة من الخبز الغليظ فكان الجنود يعطون كل واحد منا نصف رغيف وقت العصر فعندما تحدث بعض من المعتقلين إلى مندوبي الصليب الأحمر أصبح الجنود لا يعطوننا إلا ربع رغيف والباقي يرمى في الزبالة أمام أعيننا. وعندما كان الجنود يوقظوننا في التفتيشات كان الذي لا يسمع نداء الجنود إما لنوم أو لمرض أو لتعب شديد، فكانوا يعاقبون جميع من في الخيمة.. وهذا دائماً أسلوبهم في العقاب، عقاب جماعي ـ ولقد وضع الجنود الصليب فوق مسجد مطار قندهار وكذلك فوق برج المطار وفوق بعض أبراج الحراسة التي وضعتها القوات الأمريكية لدى احتلالها للمطار وفي إحدى المرات أخذوا أحد الأفغان ـ كبار السن ـ إلى التحقيق وكان في السبعين من عمره فسحبوه سحباً وبعدما رجع رماه الجنود على الأرض وكان فاقداً للوعي وكان أحد مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتحدث إلى أحد الأفغان في نفس تلك الخيمة فشاهد كل شيء بنفسه. وبعد أن خرج الجنود رجع إليه اثنان من الأفغان لكي يحملوه للداخل ـ حيث إنهم أي الجنود إذا أرادوا أخذ أحد من الخيمة أو تفتيش الخيمة كانوا يأمروننا بأن نذهب إلى خارج الخيمة عند سياج الأسلاك الشائكة ويوقفوننا صفاً واحدا بلا حركة ونواجه السياج ونلقيهم ظهورنا ثم لما حمله الأفغان وأدخلوه إلى داخل الخيمة وأفاق من الإغماء أخذ ينتفض ولا يستطيع الكلام أو الحركة...
الرحلة الى كوبا
بدأوا يجهزون من سوف يتم نقله إلى كوبا فلما جاء دوري وكنت تقريباً ضمن ثالث مجموعة تنقل إلى جوانتانامو ، فنقلوني إلى خيمة أخرى مع عدة أشخاص وكان بجوارنا خيمة فارغة يضعون فيها من يحضرونه من الأفغان من الولايات الشمالية من ولاية شبرغان. أحضروا عدداً منهم وكان الجنود يضربونهم ضرباً مبرحاً شديداً جداً وكانت دماؤهم في كل مكان وبعضهم أنوفهم مهشمة والدماء تسيل منهم ولقد رأى هذا المشهد مندوب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بنفسه. ثم في اليوم التالي بدأوا يأخذوننا إلى خيمة التجهيز للنقل ولما جاء دوري كان وقت الظهر فأخذوني إلى تلك الخيمة ووضعوني في مكان منعزل وجاء أحد الجنود ومعه علبة يضع فيها عينات فنتف من لحيتي ووضعها فيها ثم أجلسوني على كرسي وجاء أحد الجنود بمقص وقص ملابسي كلها وحلقوا شعر رأسي ولحيتي وشاربي ثم أخذوني عرياناً إلى خيمة كبيرة كان فيها معتقلون وكثير من الجنود ثم بعد أن صورونا كان أحد الجنود عند باب الخيمة معه كلب بوليسي كان الكلب ثائراً جداً وقيده بيد الجندي. وبعدها قيدوا أيدينا بقيد له سلسلة تلتف حول الخصر ثم وضعوا عليها أي على القيد حديدة تمنع تحريك اليدين فتثبت حركتها ثم ألبسونا الكمامات وسدادات على الأذن والنظارات التي لا يستطيع أحد الرؤية بها. ثم صفونا في خيمة مجاورة من الظهر وحتى الليل ونحن جلوس دون طعام أو شراب أو قضاء حاجة ولا صلاة فكنا نصلي بالإيحاء. وكان البرد شديدا جداً وقد وضعوا على أيدينا قفازات غليظة جداً ثم لفوا عليها بشريط لاصق قوي جداً وفي وقت متأخر من الليل بدأوا يأخذوننا إلى الطائرة وفي الطائرة وضعونا على مقعد طولي خلفه مقعد مثله وأجلسونا بجانب بعضنا البعض وقيدوا أرجلنا في المقاعد وفي أرضية الطائرة وانجرح جبيني وأنفي من شدة ضغط النظارة وانتفخت يداي وتورمت رجلاي من شدة ضغط القيود وكان الجنود يضربون أفخاذنا بإبر "المورفين" المخدرة ثم طارت الطائرة عدة ساعات طويلة لا أعرف عددها ثم هبطت في بلد كان الجو فيه ساخنا ثم نقلونا إلى طائرة أخرى وكان نقلنا بعنف ووحشية، ثم طارت بنا الطائرة الأخرى إلى المجهول حيث إننا لم نكن نعرف إلى أين سوف ينقلوننا وانتهت المرحلة الثانية في قندهار بأحزانها وآلامها.. قضيت فيها أسبوعين من بداية يناير وحتى نصفه أسبوعان بعامين كلهما أحزان وآلام وتعذيب لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل العذاب في معسكرات الاعتقال الأمريكية ـمرحلة التعذيب المنظم ـ التي لم يشارك فيها الجنود فحسب بل شارك فيها الأطباء والممرضون والمحققون والمترجمون والمسؤولون الدينيون. فكان لكل واحد منهم نصيب في تعذيبنا سواء جسدياً أم نفسيا وكل ذلك باسم القانون.
المرحلة الثالثة من العذاب

بدأت المرحلة الثالثة من يوم ما هبطت الطائرة بنا في جوانتانامو كوبا ولم نكن نعلم أين نحن. وأنزلنا الجنود في باص عسكري ليس فيه مقاعد وأجلسونا على أرضية الباص وجاء أحد المترجمين وكان لبناني الجنسية فقال: أنتم في قاعدة أمريكية ويجب عليكم ألا تتكلموا ولا تتحركوا وأن تخفضوا رؤوسكم للأسفل وبدأ يسبنا ويصرخ علينا. وكان الذي يتحرك منا يضرب ضرباً مبرحا، ثم لما جاءني الدور في النزول من الباص كنت لا أستطيع الحركة لشدة ما أصابني من الإرهاق والتعب الشديد فقالوا لي قم الآن وأخذوا يصرخون فعندما أردت أن أقول لهم إنني عاجز عن الحركة أخذوا يضربونني ويقولون لي اخرس ممنوع الكلام. ثم حملني جنديان ورمياني من الباص وأنا مقيد على الأرض ثم أخذونا إلى معسكر الإكس راي ووضعونا في مكان من عصر اليوم الثاني إلى الليل ونحن لا نزال في نفس تقييد يوم أمس الظهر وفي الليل جاءني الدور حيث أخذوني إلى خيمة كبيرة وصوروني ثم أخذوا بصماتي وكان معهم مترجم يسيء معاملتنا ثم أخذني إلى بناء أسمنتي فيه دش ماء ثم عروني من ملابسي وأعطوني صابونة ولم ينزعوا من عيني النظارة وكان الماء بارداً جداً وعندما وضعت الصابونة على رأسي صرخوا علي وقالوا إن الوقت قد انتهى ـ علماً أنني لي أكثر من شهر ونصف لم أغتسل ـ ثم بطحوني على الأرض المتسخة وألبسوني ملابس ضيقة .البنطال والقميص قطعة واحدة ثم أخذوني إلى حيث توجد الأقفاص فوضعوني في القفص في منتصف الليل وكنت في غاية التعب والإرهاق حيث إن الرحلة من قندهار إلى كوبا كانت طويلة جداً وقد أعطوني فيها من إبر المورفين وكذلك حبوب هلوسة وحبوب منومة وعندما دخلت إلى القفص قال لي أحد الجنود: ممنوع الكلام : منوع لمس الشبك ممنوع تغطية الرأس واليدين أثناء النوم يجب أن تكون دائماً في وسط القفص وأخبروني بأنه يوجد حمام خارج القفص إذا أردت قضاء الحاجة اطلب من الجنود ذلك وكان في القفص سطلان أحدهما فيه ماء والآخر فارغ. قال الجندي هذا السطل الفارغ مخصص للبول وكان عنبرنا قد انتهى الجنود من بنائه حديثاً وهو غير العنابر وكان الجنود ما يزالون يبنون باقي الأقفاص والعنابر حيث إني كنت ضمن ثالث دفعة تصل كوبا كما ذكرت وكان في كل دفعة قرابة الثلاثين معتقلاً فوضعت رأسي ولم أحس بالدنيا إلا ثاني يوم على صلاة الفجر ثم بدأت معاناتي حيث إننا إذا أردنا الذهاب إلى الحمام الخارجي ـ البلاستيكي ـ كان الجنود يأخذوننا بعنف ويفتشون عوراتنا حتى الجنديات كن يفعلن ذلك وكانوا يقفون أمام الحمام والباب مفتوح أثناء قضائنا للحاجة. وبعدها أصبحنا نستخدم سطل البول لقضاء الحاجة تجنباً لأولئك المتوحشين الذين ليس في قلوبهم رحمة وحفظاً لعوراتنا من عبث الجنود والجنديات بها.
وعندما كانت تأتي دفعة جديدة من أفغانستان يرغموننا على الاتجاه كلنا إلى جهة معينة ويمنعوننا من الوقوف ومن الصلاة ومن الأذان بالساعات الطويلة حتى ينتهوا من الدفعة الجديدة التي يجب أن يجري عليها ما جرى لنا.. وفي الشهر الأول كنا ممنوعين من الأذان ومن الكلام ومن غسل الجنابة في الأقفاص ولا يسمحون لنا بالغسل إلا في موعد محدد في الأسبوع فكانوا يخرجوننا إلى محل الغسل في أربعة أقفاص معدة لذلك ثم يأمروننا بنزع ملابسنا ويعروننا من الملابس وبعد أن ينتهي وقت الغسل ـ الذي هو دقيقتين ـ يعطوننا مناشف ثم يرجعون إلينا ملابسنا. وكان ـ وما يزال ـ الطعام قليلا جداً جداً وكانت الحيات والعقارب والحشرات السامة تدخل علينا الأقفاص.
في تلك الفترة وزعوا علينا مصاحف وكان الجنود يهينونها عند خروجنا من الأقفاص ويرمونها على الأرض ويفتشونها ويركلونها بأحذيتهم. وكانوا يعطوننا وقتاً لتغيير الملابس ملابس ضيقة وأرغمونا على أخذ حبوب الهلوسة واستمر مفعولها أكثر من أسبوعين وعندما يريدون أخذ أحدنا كانوا يرغموننا على الجلوس على ركبتينا ووضع أيدينا فوق رؤوسنا فكان بعض الجنود يضغطون رؤوسنا في الشبك حيث إننا كنا نرغم على استقبال الشبك أثناء دخول الجنود ولقد تجرحت أنوفنا من هذه الأعمال. وعندما كنا نذهب إلى التحقيق كان الجنود يعاملوننا أسوأ معاملة ويضغطون على رؤوسنا للأسفل ويهرولون بنا ونحن مقيدون وكذلك عند ذهابنا للعيادة أو إذا خرجنا لأي سبب من القفص. وكانوا يرهبوننا بالكلاب البوليسية ويوقظوننا في الليل لأخذ أرقامنا التسلسلية وكانوا يدخلون علينا قوات مكافحة الشغب ويعاقبون بعض الإخوة المعتقلين بسحب جميع أغراضهم وإرغامهم على النوم على الأسمنت في الليل البارد.
أول إضراب
ثم حدثت مشكلة أول إضراب في كوبا والتي كانت فاتحة للإضراب الشامل حيث كان عندنا في نفس العنبر الذي أنا فيه عنبر B أحد الإخوة المعتقلين واسمه محمد القرشي من السعودية ـ الطائف وكان يصلي الضحى ويلف حول وسطه المنشفة بسبب ضيق الملابس .فجاء رئيس الوردية أحد الرقباء وقال له انزع المنشفة وكان الأخ محمد يصلي فلم يرد عليه فأمر الرقيب أحد الجنود أن يدخل على الأخ محمد في القفص وانتظر حتى سجد محمد ثم دخل عليه الجندي فأراد نزع المنشفة بالقوة ثم دفع محمد على الأرض وقطع صلاته وأخذ المنشفة ثم اشتبك مع أخينا محمد فدخل الرقيب ودفع أخانا محمد ثم خرجوا فبدأنا نكبر جميعا وبدأت العنابر بالتكبير فارتج المكان كله بالتكبير وقد كان الجنود في نفس اليوم قد أهانوا القرآن الكريم في أحد العنابر ثم رمينا جميعنا أغراضنا من خلال شق الباب ولما بدأنا بالتكبير ارتج المكان كله: الله أكبر .. الله أكبر.. فأخذ الجنود يهربون في كل مكان وكان أحد الجنود يقود مدرعة خارج المعسكر فلما سمع التكبير انحرف بالمدرعة ونزل بها في جرف ثم خرج منها وأخذ يركض... فأغلقت الإدارة المعسكر وأحضرت أعدادا من قوات مكافحة الشغب والكلاب البوليسية فكانت الكلاب تنتفض لصوت تكبيرنا. وأحضروا كاميرات التصوير حيث إن الأمريكيين لا يعملون أي شيء دون إحضار كاميرا الفيديو ويصورون ثم توضع الأفلام في أرشيف سري كما أخبرنا المترجمون عن الأرشيف ـ ثم أضربنا عن الطعام قرابة الأسبوعين، ثم خفف الله عنا بسبب هذا الإضراب وأصدرت أوامر جديدة بعدم رمي القرآن الكريم وتفتيشه وبعدها حدثت أمور كثيرة جداً.. وأحضروا قيودا جديدة تمتد من قيد اليدين بسلسلة حول الخصر ومن قيد اليدين تنزل سلسلة وتتصل بقيد الأقدام تماماً مثل القيود التي قيدوا بها عمر المختار في فيلم عمر المختار وكانت هذه القيود صناعة بريطانية وحدثت اعتداءات: ضرب وإهانة المعتقلين وأمور أخرى أكتفي بما ذكرت ولعل معظمها خرج في الإعلام
__________________
المصدر شبكة الأخبار العالمية

 

 

 

 

 

 

التوقيع

يقول الرسول صلي الله عليه وسلم
كلمتان خفيفتان علي اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الي الرحمن
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    

رد مع اقتباس