«نص» عبد الرحمن!
مسلي آل معمر - الشرق الأوسط
لا أبالغ إذا قلت إنه لو تم عمل استفتاء في مدرجات الملاعب السعودية يعم جماهير الأندية، ويطرح فيه سؤال يقول: هل تتمنى أن يرأس ناديك رجل بعطاء وقدرة وفكر الأمير عبد الرحمن بن مساعد أم لا؟ لا أبالغ إذا قلت إن 99% ممن في هذه المدرجات ستكون إجاباتهم بنعم، كما أظن أنني لن آتي بغريب إذا قلت إنه إذا تمت إعادة صياغة السؤال ليوجه للجماهير ذاتها ويصبح كالتالي: هل تتمنى أن يرأس ناديك رجل بنصف عطاءات وقدرات الأمير عبد الرحمن بن مساعد؟ أقول لا أستغرب إذا كانت نسبة المصوتين بنعم لا تقل عن 90%!
لقد سبق لي مرات كثيرة الإشارة إلى أنه أمر صعب للغاية أن يأتي أي شخص بكامل قواه العقلية ويصرف مئات الملايين على ناد ما وهو لا يملك فيه أسهما، لن يحدث هذا الأمر إلا إذا كانت روح البذل والإحساس بالمسؤولية تتفوق على روح الأنا، وهذه العينة من البشر نادرة ولا تتكرر بسهولة، والمقربون من نادي الهلال يقولون إن الأمير عبد الرحمن صرف حتى الآن ما لا يقل عن ثلث مليار على فريق كرة القدم، وهذا رقم سخي جدا، وقد يكون كفيلا بتملك حصة كبيرة في ناد إنجليزي عريق ليرأس مجلس إدارته ويصبح المتحكم في القرارات.
أنا الآن أعلم أن بعض قراء هذه السطور يردد في داخله أن رئيس الهلال قد دفع ثمن الشهرة، من وراء رئاسة ناد كبير، وهنا سيكون ردي بأن هناك أعضاء شرف أصبحوا نجوما وهم لا يدفعون شيئا، وآخرون تحولوا إلى شخصيات عامة مقابل (التنقيط) بالقليل، أي إنه كان بوسع رئيس الهلال أن يبقى عضو شرف ويكتفي بدفع مليون أو مليونين مع توطيد العلاقة مع بعض الصحافيين وبالتالي يصبح الرياضي المهم والداعم والخبير والمثقف.
الكتابة هنا عن الأمير عبد الرحمن بن مساعد كانت في الأصل كتابة عن الهلال، الذي حقق بطولة دوري المحترفين بفارق كبير عن المنافسين، وقدم طوال الموسم كرة راقية ومستويات ثابتة جعلت الجميع يصفقون له، وهذا العمل لا بد أن يشار فيه إلى «الذكي جدا» سامي الجابر، الذي ساهم فكره الكروي العالي وذكاؤه الإداري في صنع هذا الفريق المميز، وإحقاقا للحق، عندما يتحدث سامي الجابر على الهواء فإنني أتحول إلى وضعية الإنصات الكامل، لسبب بسيط جدا، وهو أن سامي الجابر إداري يعي ماذا يفعل، ولديه الإلمام الكامل بمهام عمله، أو بالعامية «يدري وش يبي»! وعن سامي و«يدري وش يبي» هناك قصة أخرى، سأعود إليها في وقت لاحق!