[معلومات العضو عبدالرحمن الجبابرة]

تحدثنا في الموضوع السابق عن الطفل الحركي وفي موضوع اليوم نتحدث عن " الطفل السيرفر "

ربما تكون في ضيافة قريب أو صديق أو زميل ، فيدخل عليك أحد الاطفال وهو بالكاد يخطو خطواته ، أو يتلعثم في نطق عباراته الأولى ، فتحاول ملاطفته قائلا : ما إسمك ياعزيزي ؟ ليرد عليك بـ " كل تبن .. " أو ربما تقترب منه لتقبيله فيصفعك . مثل تلك التصرفات تحدث من بعض الاطفال ، فتتساءل عن السبب وتتعجب ! ولكن إذا عرف السبب بطل العجب .
عادة نحن الذين نقوم بتغذية فكر الطفل بمثل تلك الالفاظ أو التصرفات، فنتبادل بعض الالفاظ أمامه ، أو ربما التقطها من بعض الافلام الكرتونية ، أو الالعاب الالكترونية أو المسلسلات ، ونحسبه لايستطيع استخدامها . أو ربما نطلب منه على سبيل الدعابة والتعجب ، أن يشتم أخاه الأكبر، أو يبصق عليه ، أو يضربه ، أو يعبث بممتلكاته .
ما يجب معرفته والتنبه له ، أن الطفل يعتبر مصدر التقاط بالأساس ، فهو يستمع للأصوات والكلام ويصور الحركات حوله ، ويقوم بتخزينها في ذاكرته ليعيد بثها واستخدامها فيما بعد ، كما أنه يستجيب للأوامر بسرعة دون التدقيق فيها ، سواء كانت سلبية أو ايجابية ثم ينشأ عليها .
المشكلة أننا نستغرب تلك التصرفات من أطفالنا ، ونقوم في معظم الاحيان بتعنيفهم وتوبيخهم ، ثم ننصرف وكأننا قمنا بحل المعضلة ! وهذا الاجراء عين الخطأ . والصحيح أن نزرع فيهم كل ماهو حسن ، ولا ندعهم يلتقطون من هنا أوهناك الخبث من القول والفعل، وإن حصل شيء من ذلك فالعلاج الصحيح ، هو أن نقوِّم سلوكهم بالتوجيه ، والارشاد ، وبالتحفيز على استبدال تلك الالفاظ والتصرفات بما هو أفضل .

على سبيل البيان لا التعريض ، سنقارن فيما بين الطفل في مقطع الفيديو الأول والمقطع الثاني ، لنعرف أن الشاعر أبو العلاء المعري قد أصاب في قوله

قَد اِختَلَّ الأَنامُ بِغَيرِ شَكٍّ .. فَجَدّوا في الزَمانِ وَأَلعَبوهُ
وَظَنّوا أَنَّ بوهَ الطَيرِ صَقرٌ .. بِجَهلِهِمُ وَأَنَّ الصَقرَ بوهُ
وَوَدّوا العَيشَ في زَمَنٍ خَؤونٍ .. وَقَد عَرَفوا أَذاهُ وَجَرَّبوهُ
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا .. عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن .. يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ


[youtube]