::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - قصــة النبي هود عليه السلام وابنه قحطان وحفيده يعرب والوصية
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2008, 03:03 PM   #1
 
إحصائية العضو







الغـــــامدي غير متصل

الغـــــامدي is on a distinguished road


افتراضي قصــة النبي هود عليه السلام وابنه قحطان وحفيده يعرب والوصية

ذكر وصية هود عليه السلام

ثم إنَّ هودا عليه السلام وصى بنيه ووعظهم فقال: " أوصيكم بتقوى الله وطاعته والإقرار بوحدانيته وأحذركم الدنيا فإنّها غرارة خداعة غير باقية عليكم ولا أنتم باقون عليها. فاتقوا الله الذي إليه تحشرون ويقتننكم الشيطان أنه لكم عدو مبين " .

ثم أقبل على قومه وعمه عاد يوصيهم بما وصى بنيه ويعظهم بما حكى الله تبارك وتعالى عنه: )و إلى عاد أخاهم هوداً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره( إلى قوله )و لا تتولوا مجرمين( فكان ردهم: ما حكى الله تعالى عنهم: )يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين. وقالوا من أشد منا قوة( إلى قوله )و لعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون( فأهلكهم الله بالريح الصرصر كما قال عز وجل )و أما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية( فلما هلك عاد على غير دين هود جزع هود عليهم واكتأب فأنشده ابنه قحطان شعرا يسلى عليه بعض ما كان به من القلق والارتماض والحزن على قومه وبنيه وبني عمه فقال:


إني رأيت أبي هودا يؤرقه ... حزن دخيل وبلبال وتسهاد
لا يحزنك إنْ خصة بدهية ... عاد بن عوص فعاد بئس ما عادوا
عاد عصوا ربهم واستكبروا وعتوا ... عما نهوا لا سادوا ولا قادوا
بعدا لعاد فما أوهى حلومهم ... في كل ما ابتدوا وكل ما اعتادوا
قاموا يردون عنهم سفاهتهم ... ريحا بها أهلكوا أيان ما بادوا
إلاّ يظنون إنَّ الله غالبهم ... وإنَّ كلا لأمر الله منقاد
يا ليت شعري وليت الطير تخبرني ... أسالم لي لقمان وشداد



ذكر وصية يعرب

أم أين يعرب وهو أول معرب ... في الناس أبدى النطق بالإنصاح
قال عبيد بن شرية: يعرب بن قحطان بن هود النبي هو أكبر أولاد قحطان وهم: يعرب وخيار وأنمار والمعتم والمناحي ولأي وماعز وغاضب ومنيع وجرهم والملتمس والقاطمي وظالم والغشيم والمغتفر وباقر: ستّة عشر رجلاً وأمهم امرأة من عاد وكلهم قد ملك غير ظالم يملك وقد ك يسير في الجيوش فلما توفي قحطان بن هود قام مقامه ولده يعرب وخلفه بأحسن الخلافة في أخوته وأهل بيته، وسار سيرته في أهل مملكته وحفظ وصته أبيه وثبت عليها وتجمل بها، وهو أول من ألهم العربية المحضة. وقال فأبلغ، واختصر يجز، وأشار إلى المعنى وحذف. واشتق اسم العربية من أسمه ويعرب، أول من عظمه أهل بيته، حيي بتحية الملك " أبيت اللعن " و " أنعم صباحا " . وكان ملكا عظيما لم يغز ولم يكن بنو سام تصدر إلاّ عن رأيه.


ثم إنَّه وصى بنيه قبل موته وقال: " يا بني منى حصلا عشرا وتكن لكم شرفا وذكرا وذخرا. يا بني تعلموا العلم وأعلموا به واتركوا الحسد ولا تلتفتوا إليه فانه داعيه إلى القطيعة فيما بينهم واجتنبوا الشر وأهله فإن الشر لا يجلب عليكم إلاّ الشر وأنصفوا الناس من أنفسكم وإياكم والكبر فإنه يبعد قلوب الرجال. وعليكم بالتواضع فإنه يقربكم إلى الناس ويحبكم إليهم واحفظوا الجار واصفحوا عن المسئ فإنَّ الصفح عن المسئ يحسم العداوة ويزيد مع السؤدد سؤددا ومع الفضل فضلا. وآثر الجار والدخيل على أنفسكم فإن جماله جمالكم ولأن تسوء حالة أحدكم خير له من أنْ تسوء حالة جاره ولأن يفقد الناس المقتدى أكثر من أنْ يفقدهم المقتدى وانصروا المولى في السلم والحرب وفانه منكم ولكم وآثروا المولى من أنفسكم وحقه عليكم مثل حق أحدكم على سائركم وإذا استشاركم مستشير فأشيروا عليه بمثل ما تشيرون على أنفسكم فإنّها أمانة ألقاها في أعناقكم وأمانة ما قد علمتم وتمسكوا باصطناع الرجال تسودوا به غيركم فإن ذلكم يزيدكم شرفا وفخرا إلى آخر الدهر " وأنشأ يقول:

نعرفكم بما وصى أبوكم ... بما وصاه قحطان بن هود
فوصاكم بما وصى أباه ... أبو أبيه عن الجدود
أذيعوا العلم ثم تعلوا ... فما ذو العلم كالكل البليد
ولا تصغوا إلى جبل فتغووا ... غواية كل محتمل حسود
وذو دوا الشر عنكم ما استطعتم ... فليس الشر من خلق الرشيد
وكونوا منصفين لكل دان ... لنصفكم من القاضي البعيد
عليكم بالتواضع لا تزيدوا ... على فضل التواضع من مزيد
فإنَّ الصفح أفضل ما ابتغيتم ... به شرفا مع الملك العتيد
وحق الجار لا تنسوه فيكم ... فإن الجار ذو حق أكيد
عليكم باصطناع الخير حتى ... تنالوا كل مكرمة وجود

 

 

 

 

 

 

التوقيع

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" الأزد أسد الله في الأرض "

    

رد مع اقتباس