[معلومات العضو 1خالد الحراجين]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين قال الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) للقبيلة دور بارز في الحياة البشرية , ومكانة عظيمة , و دور ريادي في الحياة الاجتماعية ,ولكن بسبب الحضارة المادية كادت تذوب بعض القبائل وتختفي معالمها , إلا انه في الآونة الأخيرة صار هنالك عودة للقبيلة واهتمام بالأنساب وخصوصا بعد الثورة الإعلامية وسهولة التعامل معها , مما سهل التواصل بين أفراد القبائل حتى وإن فرقتهم الدول وأبعدتهم المسافات وكان من ثمرة هذه الوسائل الإعلامية تواصلي مع الرجبان في ليبيا , ويشرفني أن أضع بين أيديكم رحلتي موثقة بالصور والفيديو البداية في أحد الأيام وأثناء تصفحي للإنترنت ومتابعة شبكات التواصل الاجتماعي لفت نظري اسم أحد الأصدقاء في الفيس بوك , وهو الأخ المهدي محمد الرجباني من ليبيا , مما أثار استغرابي حيث أن اسم قبيلته مماثل لأسم أبناء عمومتي الرجبان , فجرى نقاش بيني وبين الأخ المهدي الرجباني عن القبيلة وعن أصلها , فذكر أنهم ينتمون لقبيلة الدواسر في الجزيرة العربية , وحدثني عن هجرتهم وتاريخهم في ليبيا , كما عرفني على بعض المهتمين بأنساب القبائل الليبية وكان من أبرزهم الأستاذ / أبوبكر صقر الرجباني ,, وكان بالفعل شخص له اهتمام كبير بعلم الأنساب وله العديد من المؤلفات وقد زاد التواصل أكثر وأكثر مع الأخوة الرجبان في ليبيا , سواء عن طريق الانترنت أو عن طريق الجوال وكانوا دائما يلحون علي بزيارتهم في ليبيا , ويقدمون الدعوة تلو الدعوة حتى أصبح علي لزاما تلبية دعوتهم تقديرا لهم السفر إلى ليبيا : في مطلع شهر سبتمبر 2012 تهيئت الظروف للسفر إلى الرجبان في ليبيا وكان بصحبتي رفيق دربي والذي يشاركني نفس الاهتمامات , الأستاذ / فهد بن عرفج الحراجين كانت هذه أول مرة أسافر إلى ليبيا , وكان الشوق يحدوني للالتقاء بالرجبان , فقد بلغت مكانتهم في قلبي الشيء الكثير وصلنا إلى مطار طرابلس الدولي في الساعة الثانية ظهرا , وكان الأخوة الرجبان في استقبالنا من اليمين الشيخ ابوبكر الرجباني ومحدثكم خالد الحراجين ومهدي الرجباني وفهد الحراجين وعبدالله الرجباني وكان بالفعل استقبالا حارا , تعجز الكلمات عن وصفه , ثم توجهوا بنا إلى صالة التشريفات في المطار الدولي , حيث كان في انتظارنا جمع كبير من أعيان القبيلة من اليسار سعد الطاهر الرجباني وابوبكر صقر وخالد وعمر ابوزيد الرجباني كانت حفاوة الاستقبال طاغية على كل شيء , وكان كرم الضيافة يحيط بنا من كل جانب وبعد أن جلسنا معهم فترة استراحة , توجهنا جميعا إلى منزل أحد أعيان القبيلة ( أحمد الذيب) في حي السراج بطرابلس لتناول وجبة الغداء بعدها توجهنا إلى مدينة الرجبان برفقة عدد من رجال القبيلة والذي كان للكثير منهم مشاركة بطولية في ثورة 17 فبراير منهم مثلا أبوبكر عبدالقادر .. والذي يشغل حاليا منصب نائب في المجلس الوطني الإنتقالي ويمثل الرجبان فيه . وكذلك البطل حسن قسومه . وهو أحد القادة الميدانيين للثورة الوصول إلى مدينة الرجبان : بعد أن قطعنا أكثر من 160 كلم جنوب غرب طرابلس وصلنا مدينة الرجبان كان بانتظارنا أعداد كبيرة من أفراد القبيلة على رأسهم أعيان القبيلة وشيوخها وخلال فترة تواجدنا بالمدينة والتي استغرقت خمسة أيام وجدنا كل ما يسر الخاطر ويثلج الصدر .. من حفاوة وحسن استقبال وكرم ضيافة ودماثة أخلاق من كافة أفراد القبيلة . حيث أقيمت المناسبات وانطلقت الأنشطة والاحتفالات وألقيت القصائد والكلمات .. فرحا وابتهاجا بزيارتنا لهم ولما يكنونه لقبيلة الدواسر من حب وفخر عاداتهم وموروثهم الشعبي لاحظنا من خلال الأيام التي قضيناها مع الرجبان أنهم حافظوا على كثير من عادات وتقاليد العرب الأصيلة كإكرام الضيف والتلاحم الاجتماعي وحسن الجوار ومن مظاهر اهتمامهم بالجار أنهم يمنحونه كل ما يريد إلا الزواج بابنتهم فإنها لابن عمها كأولوية وهذا لا يعني عدم وجود مصاهرة مع غير الرجبان لكنها نادرة جدا . ومن عاداتهم الطيبة أنهم لا يضعون بنيانا أو جدارا حول بساتينهم ونخيلهم لكي يتمكن الفقير والمحتاج من أخذ ما يريد دون حرج ولمعرفتهم بأن الجدار لا يحمي من هجمات العدو وإنما هم جداره وحماته كما ذكروا أن هناك عادات لا يمتهنونها ويعتبرونها عيبا مثل بيع الماء واللبن . ووجدنا لهم اهتماما بالغا بالإبل والصقور والخيول وركوبها في الأعياد والمناسبات العامة ، حيث أقاموا في أحد الأيام احتفالية بنا تخللها عرض بالخيول ورقصات شعبية وقصائد جميلة ذكروا فيها انتسابهم إلى الدواسر وافتخارهم بهذا المنسب ورغبتهم في تقوية تلك الأواصر , كما لاحظنا تشابه اللهجة في الكثير من المفردات في قصائدهم وأحاديثهم معنا طيلة بقائنا معهم . قصيدة أبوبكر صقر الرجباني هذه صور لبعض الابل عندهم وقد ذكر لي الشيخ ابوبكر ان الوسم قد حدث له بعض التغير خلال القرون الماضية لاشتراكهم في تحالفات قبليه مشاهد من الزيارة • صادفت زيارتنا للرجبان افتتاح مركز للغة الانجليزية والحاسب الآلي في مبنى كان يستخدمه النظام السابق سجن ومعتقل . وهذه بعض المشاهد • من واجبنا الإنساني والاجتماعي قمنا بزيارة جرحى الثورة من أبناء هذه القبيلة الشجاعة . • تخلل زيارتنا للرجبان رحلة برية قصيرة استمتعنا بالسير في الصحراء الليبية البكر الغنية بحشائشها وأشجارها وحياتها الفطرية . زيارة متحف الرجبان • قمنا بزيارة قاعة المجاهد ( الحاج محمد خليفة فكيني ) حيث ينقسم إلى قسمين ، قسم للمخطوطات والوثائق وملاحم المجاهدين الرجبان وصورهم .. والقسم الآخر عبارة عن متحف لتراث هذه القبيلة ويشمل كل ما ارتبط بحياتهم في الماضي . • • أثناء تواجدنا هناك أطلعونا على العديد من الوثائق والكتب التاريخية فيما يخص نسبهم ، من أهمها كتاب(أعلام ليبيا) للكاتب (طاهر الزاوي) مفتي عام ليبيا في السبعينيات الميلاديه .. وفي حاشية كتابه ذكر انتسابهم لقبيلة الدواسر بنجد إلا أنه حصل خلط في جعله الرجبان فخذا من الوداعين والصحيح أن الرجبان والوداعين والمخاريم والبدارين كلهم أبناء سالم بن زايد , وقد يكون هذا الخطأ نتيجة التباعد الجغرافي والزمني . الجدير بالذكر ان المؤلف بادي بن وثيله الرجبان ذكر تواجد للرجبان في ليبيا في كتابه قبيله الدواسر وقد شاهدنا في مخطوطاتهم العتيقة أسماء لأشخاص كشهود لمواريث أو غيرها تنتهي بكلمة (رجباني سكنا وليس أصلا) وهذا يدل على اهتمامهم في التمييز بين الرجباني الأصل والجار حفاظا على عدم اختلاط النسب . فروع القبيلة : ينقسم الرجبان في ليبيا إلى سبعة أفخاذ وهم : 1- أولاد مسعود 2- أولاد عبيد 3- أولاد عبدالجليل 4- أولاد عنان 5- أولاد عطية 6- أولاد جابر 7- البراهمة وليس فيهم أمير بمعنى الإمارة المعروفة لدينا والتي تكون ثابتة وتورث وإنما يكون لهم مجلس محلي يجتمع فيه كبار السن وذوي الحكمة من الأفخاذ السبعة ويحدد له مقررا يرضى به الجميع وينصب كــ (رئيس مجلس الرجبان المحلي) ورئيس هذا المجلس حاليا هو (محمد بالقاسم الرجباني). ولرجبان ليبيا مكانة بارزة بين القبائل ويقطنون في الجبل الغربي (جبل نفوسه)ويصل عددهم إلى قرابة 20000 نسمة ويستوطنون مدينة الرجبان الواقعة في جبل نفوسه وهو المكان الذي فيه حاضرتهم والذين يمتهنون زراعة الزيتون و التين وغيرها , بينما تنتشر باديتهم في الحمادة الحمراء يمارسون فيها مهنة الرعي بالإضافة إلى القبائل المتحالفة معهم كقبيلة الزنتان وهي من اقوى القبائل تحالفا مع الرجبان والزنتان قبيله عربية من بني سليم الذين هاجروا مع بني هلال إلى المغرب العربي والحماده منطقة شاسعة جدا في الجزء الجنوبي الغربي من ليبيا تمتد حدود الرجبان فيها 600كلم تقريبا إلى حدود الجزائر وفيها قرى تحت حمايتهم مثل قرية تقطا وقرية( تفل فلت ) موقع مدينة الرجبان كما أن للرجبان موارد كثيرة منها بئر كرتوم والبئر المشهورة في الحمادة الحمراء وتسمى (بئر علاق) وهي بئر إستراتيجية ومورد هام يعتمدون عليها اعتمادا كليا في وقت مضى وقد قيل فيها الكثير من القصائد المخلدة . ومن أشهر رجالهم في السابق: الفارس فريعيس الذي بلغ صيته وفروسيته لمصر يذكر ذلك المؤرخ الأزهري وحققه الأستاذ علي مصطفى المصراتي في كتاب مؤرخون من ليبيا. والحاج محمد فكيني قائد المنطقة. أشهر من كتب عنه المؤرخ الإيطالي انجلو دي البوكا في كتابه ( خطوة على المشنقة) وابنه الدكتور محيي الدين الذي شغل منصب رئيس الوزراء سنة 1963 وهو الذي وحد ليبيا من ولايات وأجرى إصلاحات كثيرة ومنهم كذلك من ناضل ضد الاستعمار الايطالي وحاربوا الطليان وسطروا الكثير من البطولات كما إن منهم العلماء والمثقفين ورجال الدين والوزراء وذوي المناصب العليا في الدولة كالدكتور/ مصطفى الرجباني وزير العمل والتدريب والتأهيل والعميد/ محمد طحيش الرجباني رئيس هيئة التنظيم والإدارة بالجيش الليبي حاليا العميد /خليفة علي عبد الله الرجباني رئيس الحرس بالجبل الغربي العقيد/ الهادي محمد قرينات الرجباني مدير الإدارة المالية بوزارة الداخلية العقيد /مفتاح علي عبدالله الرجباني آمر المجلس العسكري وغيرهم شجاعتهم ودورهم في ثورة 17 فبراير : عرف عن الرجبان رغم قلة عددهم نسبيا بأنهم يمتلكون شجاعة وضراوة في المواجهات وأثبت موقفهم في الثورة الليبية ضد القذافي ذلك وقد قيل لنا من غيرهم أنهم أول من يدخل ساحة المعركة وآخر من يخرج منها .مما جعل الحكومة الانتقالية تقدم لهم تكريما لما قاموا به من دور مع الثوار. وقد قدموا للثورة 22 شهيدا من أبنائهم في سبيل الكرامة ونيل الحرية شكر من أهالي طرابلس لمواقف الرجبان المشرفة معهم وختاما أتمنى أن أكون وفقت في عرض هذه الزيارة ولا شك أنني لست من علماء الأنساب ولا من المؤرخين وإنما هي دعوة لبيتها ورحلة تاريخية وثقتها وأضع موضوع النسب والإيضاح فيه كاملا برمته للرجبان في ليبيا وفي السعودية , لأنهم أصحاب الشأن بذالك شكر ودعوة أتقدم بالشكر الجزيل لكل أفراد قبيلة رجبان ليبيا على ما غمرونا به من حفاوة.. استقبالا وإقامة وتوديعا .. ولكرمهم الفياض ومشاعرهم النبيلة تجاهنا طيلة فترة مكوثنا عندهم . كما نكرر لهم الدعوة بزيارتنا في موطننا .. فأهلا ومرحبا بهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد أخوكم /خالد فهيد البعير الحراجين الدوسري