::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - آل سعدون الأشراف وأول إعلان تاريخي ومحاولة لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م.
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-2012, 03:30 AM   #1
 
إحصائية العضو







عبدالله السعدون غير متصل

عبدالله السعدون is on a distinguished road


افتراضي آل سعدون الأشراف وأول إعلان تاريخي ومحاولة لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م.

أرجوا التكرم بعدم وضع رد حتى أضع القسم الأخير من البحث (المصادر).


توضيح:

هذا بحث موسع يغطي الحدث الرئيسي وماسبقه وماتبعه من أحداث ، ويستند الى أكثر من سبعين مرجع تاريخي (الكثير منها معاصر للأحداث) ، وسوف أكتب مختصر لهذا البحث ان شاء الله لاحقا ، مع إبقاء هذا البحث الموسع كمرجع للباحثين الراغبين بالمزيد من التفاصيل.


تمهيد:

يسلط هذا البحث الضوء على الحدث الأهم بتاريخ العراق في الحقبة العثمانية وذلك عندما قام حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب بأول إعلان لإستقلال العراق بأكمله بعد احتلاله لمدينة البصرة عسكريا و إرساله لعرض سياسي للخليفة العثماني موقع من قبل وجهاء وشيوخ العراق ، وماترتب على ذلك من أحداث ومعارك ضخمه ، وعلى الرغم من أهمية هذا الحدث تاريخيا وتميزه ، وذلك بعدم قيام أي شخصية تاريخية أخرى في العراق بفعله قبله أو حتى بتكراره بعده ، فإ نه لم يلقى اهتمام كبير (يوازي حجمه التاريخي وأهميته) من المؤرخين المعاصرين لنا ، وربما يرجع سبب ذلك لكون مملكة المنتفق دولة سقطت بالحرب العالمية الأولى وبالتالي لاتوجد فائده إعلاميا أو حتى ماديا لدى الكثير من الباحثين لمناقشة أبرز أحداثها مقارنة بالدول القائمة والتي غالبا ماتتركز عليها جهود معظم الباحثين .

يذكر مملكة المنتفق و قبائلها والأسرة الحاكمه فيها (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) ، المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، ويقارن أهمية اتحاد قبائل المنتفق (اكبر اتحاد للقبائل والعشائر شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي) بالقبائل الأخرى في العراق كما يقارن أهمية أسرة المشيخة فيه (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) بأسر المشيخة الأخرى بالعراق ، وذلك عند بداية حديثه في قسم المنتفق من نفس الكتاب، ج:3 ، ص:590 (((مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى))). ويذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن هيمسلي لونكريك ، في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث) ، اتساع مملكة المنتفق وحدودها (الشمالية والشرقية) وذلك عن حديثه عن حاكم مملكة المنتفق (مابين عام 1668م – 1703م) الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب وعن نفوذه ومناطق حكمه بالعراق وخارجه ويقارن هذا النفوذ بنفوذ الحكام الأتراك في بغداد وشمال العراق ويبين أن الأمير مانع يفوقهم نفوذا ، ص: 150 (((ولم يدر في خلد أي باشا غريب أن يأمل نفوذا شاملا مثل نفوذه. فقد امتلك قسما من عربستان، وكان مسيطرا على ما بين دجلة وعربستان من سهول وأهوار، وأطاعته بدرة وجصان ومندلي، وقد غطت سطوته يومئذ على سطوة الحويزة، اما على الفرات فقد استولى على العرجة والسماوة والرماحية))). علما بأن الأمير مانع بن شبيب حاكم مملكة المنتفق كان قد انتزع مدينة البصرة من العثمانيين ثلاث مرات أخرها لمدة تقارب الأربع سنوات ولم تستطع الدولة العثمانية أن تستردها منه الا بعد تعاونها مع الدولة الصفوية ضده في سابقه تاريخيه بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية ، الذين اضطرا للتعاون ضده وذلك للحد من نفوذه. يذكر المؤرخ حسين خلف الشيخ خزعل ، في كتابه تاريخ الجزيرة العربية ، حدود مملكة المنتفق (الجنوبية والغربية) في نفس الفترة التي ذكرها ستيفن لونكريك ، , ج1 ، ص: 39 (((وماكاد يحل القرن الثاني عشر حتى انتشرت الفوضى في نجد وعم الانقسام , وتوسعت الفرقة , وتفرقت الكلمة , وتعددت الامارة والمشيخات , فكانت الأمارة في العيينة لآل معمر , وفي الدرعية لآل سعود , وفي الرياض لآل دواس , وفي الأحساء لبني خالد , وفي نجران لآل هزال , وفي حائل لآل علي , وفي القصيم لآل حجيلان , وفي حدود نجد الشمالية وجنوب العراق لآل شبيب))). وهذه صورة توضح حدود مملكة المنتفق في تلك الفترة مع علم مملكة المنتفق:


يذكر المؤرخ النجدي عبدالله بن محمد البسام التميمي (المولود عام 1858م والمتوفى بعنيزة عام 1927م ) ، في كتابه تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق ، وذلك عند حديثه عن قبائل المنتفق في البصرة ، وعند حديثه عن المنطقة الواقعه في وسط مملكة المنتفق (مابين البصرة وسوق الشيوخ) ، كما يذكر الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق ( آل سعدون الأشراف) ، ص: 338(((وصار كل قبيلة منهم لهم نخيل معروفة وقرى معلومة من البصرة وأيديهم عليها . واستمرت بعدهم في أيدي أولادهم ثم أولاد أولادهم , وجعلوها ملكا لهم وعجز عنهم صاحب بغداد , وكانت الرئاسة على المنتفق لآل سعدون من آل شبيب وصاروا ملوكا وملكوا البصرة وسوق الشيوخ ومابينهما من باد وحاضر فهو تحت ايديهم))). يذكر خورشيد باشا (الذي اشترك بلجنة الحدود العثمانية الفارسية ما بين 1848م - 1852م وأصبح واليا لأنقرة لاحقا ) في تقريره الذي أعده للدولة العثمانية في تلك الفترة، وذلك عند حديثه عن عادات وتقاليد شيخ مشايخ المنتفق من أسرة آل سعدون الأشراف ، كتاب ولاية البصرة - من كتاب (سياحة نامة حدود) جولة بالمناطق الحدودية بين الامبراطورية العثمانية وفارس- ص: 59 ((( هناك عدد كبير من الشيوخ الثانويين تحت سيادة شيخ مشايخ المنتفق ، كل هذا العدد من الشيوخ تحت أمرة شيخ المنتفق ، وعن طريق كل منهم تصل تعليمات الشيخ الرئيسي الى افراد قبائلهم وعليهم ان ينفذوا هذه الاوامر طوعا لا اكراها ... وخلاصة القول يملك شيخ مشايخ المنتفق السلطة المطلقة على كل القبائل والعشائر التابعه له))). يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي، انتشار قبائل اتحاد المنتفق (أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي)، وذلك في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين، مجلد: 7 ،ص: 168 (((ان قبائل المنتفق من أعظم عشائر العراق. يمتدون من الحلة والديوانية والسماوة حتى البصرة وأراضي الحويزة، وكذا لواء العمارة غالبه منهم...ويرأس هذه القبائل أحد مشايخها مستقلا ويقال لأراضيهم (المنتفق).))). يذكر قبائل المنتفق المؤرخ والشاعر السعودي خالد الفرج ، المولود في الكويت عام 1898م والمتوفى عام 1954م، في كتابه الخبر و العيان في تاريخ نجد ،وذلك عند حديثه عن حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبد الله وعن أسرته ( آل سعدون الأشراف التي كانت تعرف في ذلك الوقت بـ آل شبيب) ، ص: 203 (((ورئاسة قبائل المنتفق ترجع إلى بيتهم من قديم، لأن المنتفق خليط من قبائل شتى تجمعهم رابط التحالف والمجاورة والمصاهرات، إلى أن كونوا قبيلة كبيرة تحكمت في نواحي العراق، وكادت تستقل بحكمه))). ويذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، الوحدة العظيمة بين قبائل المنتفق والتي يرجع الفضل فيها الى آسرة آل سعدون الأشراف ، وهي الوحدة التي جعلت مملكة المنتفق وقبائلها وحكامها اللاعب الرئيسي في تاريخ العراق وجعلت معظم أحداث العراق مما يخصها ، في كتابه عشائر العراق ، ج4، قسم امارة المنتفق، ص27 - وذلك عند حديثه عن المنتفق وعن عشائرها وقبائلها وحكامها (((كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها إلى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها))).

تعاملت الدولة العثمانية مع مملكة المنتفق بعدة سياسات الهدف منها هو القضاء عليها ومن هذا السياسات الحملات العسكرية الضخمه والمتتابعه لعدة قرون (التي لم يتعرض لمثل عددها وحجمها أي كيان في العراق تاريخيا ، سواء كان هذا الكيان قبيلة أو امارة )، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي في كتابه عشائر العراق، ج4، قسم امارة المنتفق، وذلك عند حديثه عن مملكة المنتفق (امارة المنتفق) ومحاولات الدولة العثمانية التي لاتحصى للقضاء عليها ، ص: 122 ((( وقائع المنتفق كثيرة ، والتدابير المتخذة للقضاء على الامارة لاتحصى))) ، يذكر المؤرخ جعفر الخياط ، وذلك عند حديثه عن تفرد أسرة السعدون الأشراف في تاريخ العراق وتحكمها في مقدرات العراق ومصائره لعدة قرون ، في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة، ص: 29 (((لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين. وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانيين، بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة. والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال. وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب. وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان، ولذلك كان تصرفاتهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ،تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الإدارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها))). ومن السياسات التي استخدمها العثمانيون ضد مملكة المنتفق ، سياسة اللعب على وتر الإنشقاق بالأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) ، والمرحلة الأخطر والأكثر تأثيرا وهي مرحلة الإفراز منذ عام 1853م والتي تعني التنازل عن مناطق بكامل عشائرها وقبائلها للعثمانيين بموجوب وثائق يتم توقيعها وتم خلالها التنازل عن أكثر من نصف مساحة مملكة المنتفق ، يذكر الشيخ والمؤرخ علي الشرقي ، في كتابه ذكرى السعدون (الصادر عام 1929م) ، مرحلة الإفراز وتدرج العثمانيين باقتطاع اراضي مملكة المنتفق ، ص: 28 (((وتم للعثمانيين ماارادوه في بلاد المنتفق وكانوا يعملون عليه منذ قرون تقريبا فقد جاؤا على البنيان بالهدم حجارة حجارة حتى اتوا عليه وقد تدرج العثمانيون ينقصون مملكة المنتفق من السماوة والعمارة ومن أنحاء البصرة)))، وأخيرا مرحلة مابعد سقوط مملكة المنتفق الأول - بمعركة كون الريس ضد الدولة العثمانية - منذ عام 1881م والتي تسببت في انقسامها بعد سقوطها الى قسمين متصارعين قسم يمين الفرات وقسم بمنطقة الجزيرة مابين الفرات ودجلة وعلى نهر الغراف.

وعلى الرغم من السياسات العثمانية والتي تسببت في هجرة الكثير من القبائل من مملكة المنتفق الى ولاية بغداد أو الى عربستان (حيث شكلوا ثقلا عدديا كبيرا هناك ولكنهم فقدوا وحدتهم ) و سياسة الإفراز ، إلا ان اتحاد قبائل المنتفق حافظ على كونه أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول في العراق ، يذكر قبائل اتحاد المنتفق بعد هذه الفترة الكسندر أداموف ، القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابه ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها (((إن اتحاد المنتفق، أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا... وفي مقدوره أن يقدم إلى ساحة المعركة ما يقارب من (50) ألف مقاتل ،بفضل اتحاد قبائله ورؤسائه من آل شبيب... (إنه) اتحاد مخيف، بل مرعب لقوى الدولة وللقوى الأخرى، طالما جرع الكثيرين هزائم لا تنكر))). يذكر هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى ، في كتابه عرب الصحراء ، وذلك عند حديثه عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وأسرة المشيخة في اتحاد قبائل المنتفق – أسرة السعدون الأشراف وعند حديثه عن قبائل اتحاد المنتفق وعن شهرة اسم المنتفق في المجتمع العربي وعن بادية العراق (((وتاريخ تحالف المنتفق يرتبط ارتباطاً لا ينفصم بالسعدون ، واسم المنتفق ذاته كما يستخدم في العراق يشير فقط إلى العائلة الحاكمة وإلى عبيدها وأتباعها والذين يعتبرون جزءاً لا يتجزأ منها. ولا يوجد أحد من رجال القبائل في العراق يدعو نفسه منتفقي مع أنه قد يستخدم الكلمة عندما يكون في مكة أو دمشق حيث لا تعرف قبيلته الصغيرة في حين أن شهرة المنتفق على كل لسان في المجتمع العربي. ومكانة السعدون والتي تتمتع بأهمية سياسية كبرى في جنوب ما بين النهرين تعتمد بشكل رئيسي على أصولهم وبشكل جزئي على الجهل التركي الرسمي أو تجاهلهم بعلاقتهم بالقبائل. كما لا يجب أن يغرب عن البال أن السعدون يرتبطون بالنظام الاجتماعي للصحراء ولم يخضعوا لتأثيرات المحلية التي خضعت لها قبائل العراق ، والتي كانت مثلهم من المهاجرين من الجزيرة العربية والذين سبقوهم بالهجرة وهم لذلك أكثر اتصالاً بتقاليد وعادات ما بين النهرين. وقد حافظ آل السعدون على السمات التي تميز بدو الجزيرة العربية ، فهم من السنة ومن أهل البعير أي الإبل وديرتهم هي منطقة الحماد غربي الحي أو جنوب الفرات حيث حفروا أو أعادوا حفر الآبار في منازلهم القبلية المعتادة وإليها يعودون بعد هطول المطر المبكر وحيث يتمتعون بسلطتهم كزعماء مستقلين للصحراء))).


محتويات البحث:


1- مقدمة.
2- نبذة عن الأمير ثويني بن عبدالله.
3- نبذة موجزه عن أسرته (آل سعدون) وعن مملكة المنتفق وعن اتحاد قبائل المنتفق.
4- مملكة المنتفق والعثمانيين من 1668م الى 1775م.
5- الغزو الفارسي الكبير للعراق 1775م – وموقف العثمانيين والدول العربية منه.
6- مملكة المنتفق تقف وحدها أمام الجيوش الفارسيه وتبيدها بمعركتين ثم تحرر البصرة.
7- البصرة تعود لحكام مملكة المنتفق.
8- دور الأمير ثويني في وصول سليمان باشا للحكم في بغداد.
9- تأسيس مدينة سوق الشيوخ للسيطرة على تجارة المنطقة.
10- توتر الأوضاع بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية – هجوم بني كعب.
11- دخول ثويني لشرق الجزيرة العربية عسكريا عام 1785م – 1200هـ.
12- أول معاهدة تاريخيه للدولة السعودية الأولى مع دولة خارج الجزيرة العربية – مع مملكة المنتفق.
13- دخول ثويني لنجد عسكريا عام 1786م – 1201هـ.
14- ثويني يطرد الأتراك من البصرة تمهيدا لإعلان استقلال العراق.
15- أول إعلان لإستقلال العراق في العهد العثماني.
16- موقف الدولة الفارسية وبريطانيا العظمى من إعلان ثويني لإستقلال العراق.
17- رد فعل الخليفة العثماني.
18- أول ملحمة تاريخيا في سبيل إستقلال العراق بأكمله – معركة أم الحنطة.
19- محاولة ثويني لإستقلال العراق مره أخرى والتحالف مع الأكراد.
20- خروج ثويني من العراق.
21- صعود حمود بن ثامر للحكم و إخراج الخزاعل من السماوة.
22- تعيين ثويني بمجلس الحكم العثماني في بغداد و إبقاؤه قيد الإقامة الجبرية.
23- ماقبل سقوط دولة بني خالد ومابعده من أحداث سياسيه وهجرات.
24- عودة ثويني للحكم و إستعادته للأحساء عسكريا - الحملة العثمانية الأولى داخل الجزيرة العربية.
25- إغتيال ثويني وقصائد رثاء قيلت فيه.
26- صعود حمود بن ثامر للحكم- وماواجهه في بداية حكمه.
27- آل سعدون- بعد دخولهم بغداد عسكريا- يفرضون نفوذهم على كامل العراق مابين 1813م – 1817م.
28- أمثال شعبية أرتبطت بحاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله.
29- خاتمه.
30- ملحق: السياسات العثمانية تجاه آل سعدون منذ القرن التاسع عشر وسقوط مملكة المنتفق في الحرب العالمية الأولى.
31- المصادر.



1- مقدمة:

إن أهم حدث في تاريخ العراق في العهد العثماني هو أول إعلان تاريخي لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م من قبل الأمير الشريف ثويني بن عبدالله حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها وهو الأعلان الذي أرسل للخليفة العثماني وحمله قاضي البصرة الذي كاد يعدم في قصر الخليفة ، وقد طلب الخليفة العثماني من والي بغداد أن يرسل له رأس حاكم مملكة المنتفق وذلك بعد أن أمر بتجهيز حمله ضخمه ضده ، و قد أيدت هذا الأعلان الكثير من قبائل العراق وتبعته ملحمة كبرى فاصله – كان عدد جنود الطرفين في ساحة المعركة يقارب 70 ألف مقاتل - استخدمت الدولة العثمانية فيها أقصى قوتها العسكرية ضد مملكة المنتفق والتي بدورها استخدمت فيها المدافع ضد الدولة العثمانية. وقد كان هذا الحدث مدعوما بتحالف بين ثلاث أطراف:

1- مملكة المنتفق (المشهورة لدى الكتاب المتأخرين بامارة المنتفق) والتي كانت دولة تضم معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق بالأضافة للمسيحيين واليهود والصابئة في جنوب العراق.
2- قبائل الخزاعل.
3- قبيلة العبيد.

ويهدف هذا التحالف لطرد العثمانيين من العراق بأكمله ، وأن يصبح العراق دولة ذات حكم عربي ، وتنصيب حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله حاكما عليها . وسوف نتحدث في هذا البحث عن الأحداث التي سبقت هذا الإعلان والأحداث التي صحبته والتي تلته , وهي الأحداث المشتركة بين عدة دول كبرى : دولة الخلافة العثمانية والدولة الفارسية وبريطانيا العظمى . ودول أقليمية أصغر وهي : الدولة السعودية الأولى في قلب الجزيرة العربية ، ودولة بني خالد في المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية ، ومملكة المنتفق في نصف العراق الأسفل ، ودولة عمان ، وتحالف قبائل الخزاعل و قبيلة العبيد في ولاية بغداد.

ويتضمن هذا البحث الحديث عن حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله وانجازاته السياسية والعسكرية والإقتصادية ، وحتى على المستوى الأدبي قصائد كبار المؤرخين والعلماء التي قيلت فيه من معاصريه والأمثال الشعبية المتعلقه به ، بالإضافة الى الولاة والقضاة الذين قام بتعيينهم والآثار العمرانية التي خلفها ، ويتضمن الحديث عن آثاره العمرانية الحديث عن مدينة سوق الشيوخ التي أسسها عام 1780م ، والتي لم تكن أي مدينة في جنوب أو وسط العراق تضاهيها تجاريا في تلك الفترة ، ويشمل الحديث عنها الحديث عن من زارها من الرحالة وماذكروه عنها ، والحديث عن التعاملات التجارية التي ربطته بالدول الكبرى بالبصرة والإتفاقية الطبية بينه وبين الممثلية الفرنسية في مدينة البصرة ، بالاضافة لمعاهدته مع الدولة السعودية الأولى ( كأول معاهده للدولة السعودية الأولى مع دولة أخرى خارج الجزيرة العربية تاريخيا حسب علمنا) ، بالإضافة الى الحديث عن موقف بريطانيا العظمى والدولة العثمانية والخليفة العثماني والدولة الفارسية من إعلانه لإستقلال العراق.

ويناقش هذا البحث في نهايته بشكل موجز بعض أهم الأحداث في عهد حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها الأمير الشريف حمود بن ثامر وخصوصا أهم حدث في عهده عندما استطاع دخول بغداد عسكريا عام 1813م بعد تدميره للحملة العثمانية الموجه ضده وأسره ثم قتله لوالي بغداد ، وماتبع ذلك من فرضه لنفوذ آل سعدون الأشراف على كامل العراق مابين 1813م – 1817م ، علما بأنه سوف يتم مناقشة عهد الأمير حمود بن ثامر بشكل موسع في بحث مستقل لاحقا.

أخيرا ، يتنقل هذا البحث بين أحداث تاريخية مهمه في العراق والجزيرة العربية في فتره تاريخية شهدت تحركات سياسية وعسكريه بين دول مختلفة بالمنطقه وخارجها ويخرج البحث عن الصورة النمطية للنظر للتاريخ من خلال الاحداث للقبائل بشكل منفصل الى النظر للتاريخ من خلال الدول التي كانت تسيطر على هذه القبائل في المنطقة وتحركات هذه الدول وحكامها سياسيا وعسكريا واقتصاديا. والدول في الفترة التي يغطيها هذا البحث هي الدولة العثمانية بشكل مباشر والدولة العثمانية الممثلة بالمماليك حكام ولاية بغداد وشمال العراق ، والدولة الفارسية وبريطانيا العظمى وهولندا ومملكة المنتفق ودولة بني خالد ودولة الأشراف بالحجاز ودولة عمان والدولة السعودية الأولى ودولة بني كعب ودولة المشعشعون. وهذه خريطة توضح الدول الإقليمية في عهد الأمير ثويني بن عبدالله:


2- نبذة عن الأمير ثويني بن عبدالله:

يعتبر الأمير ثويني بن عبدالله أحد أشهر حكام مملكة المنتفق تاريخيا ومن أقواهم ، وبالنظر الى تاريخه وتأثيره السياسي والأقتصادي والعمراني على تاريخ المنطقة وماقام به ، فهو يعتبر أبرز شخصية عربية ظهرت بالعراق بالفترة الممتدة لأكثر من ثلاث قرون والتي سبقت الحرب العالمية الأولى وهو أحد أبرز الشخصيات التي ظهرت في منطقة العراق والجزيرة العربية في القرن الثامن عشر الميلادي ، وبالإضافة الى كونه حاكم مملكة المنتفق فهو شيخ مشائخ اتحاد قبائل المنتفق ( أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول في العراق تحت مشيخة واحدة محصوره في أسرته التي كانت تعرف بـ آل شبيب في تلك الفترة وعرفت لاحقا بــ آل سعدون على اسم عمه الأمير سعدون بن محمد – الملقب بــ سعدون الكبير). وقد كانت تحركات الأمير ثويني بن عبدالله السياسية والعسكرية ذات تأثير كبير على تاريخ المنطقة ، وفترة حكمه تخللها العديد من المعارك الضخمه والمشهورة مع الدولة العثمانية والدولة الفارسية ومعارك أصغر مع دولة بني كعب في عربستان ودولة بني خالد في شرق الجزيرة العربية والدولة السعودية الأولى في قلب الجزيرة العربية . يذكر العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، مناطق حكم حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله وذلك عند حديثه عن بداية عهده بالحكم وعن كرمه ، قسم المنتفق ، ص: 401 (((وكان لما تولى ثويني بن عبد الله رئاسة المنتفق كما تولاها من قبله أبوه وجده وأبو جده. وجه في بادئ الأمر سطوته ونفوذه نحو الأعراب المنبثين من جنوبي بغداد إلى حدود الكويت. وكان يعد من أجود العرب في زمانه وأسخاهم. فاستتب له الأمر كما أراد))). ينقل أحمد الحجامي عن الرحالة أبو طالب خان (المعاصر للأمير ثويني) تعداد القوات التي يستطيع جمعها حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله ، وذلك في رسالته للماجستير بعنوان: ســوق الشيوخ مركز إمارة المنتفق ( 1761 – 1869 م) دراسة في أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وهو نص من كتاب رحلة أبي طالب خان إلى العراق وأوربا سنة 1213هـ /1799م (((أن الأمير ثويني العبدالله يستطيع أن يجيش جيشاً عدته بين الاربعين والخمسين الفاً))). وقد كان الأمير ثويني بن عبدالله واحدا من كرماء العرب وماقصده أحد في حاجة إلا قضاها له ، يذكر كرمه وشجاعته المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر له) ، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود ، ص: 213 ((( وكان أحد أجواد العرب مااناخ في بابه احد الا بلغ الارب ، وكان له في حكومته الأولى ايام ، شاهدة بانه الصارم الضرغام))) ، وقد كناه المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر له) بـ (أبي فرحان) وذلك في أحد أبيات أحد قصائده في الأمير ثويني بن عبدالله:

وهل ك (أبي فرحان) يبرز عصره
فإن يك منّى مثله كذب العصر

وكان لقبه (أبوقريحه) ، وقد وضع المؤرخ خير الدين الزِّرِكْلي (المولود عام 1893م)، في كتابه الأعلام وهو قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين يقع في ثمانية مجلدات ، لقب الأمير ثويني بن عبدالله (أبوقريحة) كعنوان للترجمة الخاصة به ، في المجلد الثاني في الصفحة 102.

يذكر الأمير ثويني بن عبدالله المؤرخ والشاعر السعودي خالد الفرج ، المولود في الكويت عام 1898م والمتوفى عام 1954م، في كتابه الخبر والعيان في تاريخ نجد ، وذلك عند حديثه عن سليمان باشا والي بغداد (في القرن الثامن عشر) وعن المساعدة التي قدمها له حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله ، ويذكر المؤرخ في نفس النص بعض القبائل والحواضر التابعه للأمير ثويني بن عبدالله وهم عرب المنتفق وشمر العراق وأهل نجد المقيمون في العراق والزبير ، ص: 203 ((( وساعده على ذلك عرب المنتفق وشمر العراق ، وأهل نجد المقيمون في العراق والزبير ومتولي كبرهم ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع الشبيبي ، وهو هاشمي النسب ، ورئاسة قبائل المنتفق ترجع الى بيتهم من قديم ، لأن المنتفق خليط من قبائل شتى تجمعهم رابطة التحالف والمجاورة والمصاهرات الى أن كونوا قبيلة كبيرة تحكمت في نواحي العراق ، وكادت تستقل بحكمه))). ولعل أبرز مايميز الأمير ثويني بن عبدالله عن بقية حكام مملكة المنتفق الأقوياء هو أنهم كانوا دائما يكافحون عن استقلال دولتهم ومناطق حكمهم في نصف العراق الأسفل ( مملكة المنتفق) عن الاتراك والفرس بينما الأمير ثويني بن عبدالله سعى لإستقلال العراق بأكمله تحت حكمه (وأرسل بذلك خطابا يحوي عرضا سياسيا للخليفة العثماني موقعا من وجهاء وشيوخ العراق) وسعى لطرد الأتراك منه بشكل كامل كما طرد الفرس منه سابقا وهو ماسوف يتم تفصيله في هذا البحث . ينقل المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، ج: 3 ، وصفا لشخصية الأمير ثويني بن عبدالله من قبل هويل المعاصر له وذلك عندما اتخذ الأمير ثويني مدينة البصرة كعاصمة لدولته بعد أن انتزعها من العثمانيين وقبل اعلانه لاستقلال العراق عام 1787م ، ص: 628 ((( الشيخ رجل في متوسط العمر، شجاع جدا وكثير التصرف. ذكاؤه وحكمته، العدل والاعتدال الذي أدار به الحكم في البصرة جعلته محبوبا من قبل قومه وأدت الى احترام الجميع له))).

وقد كان لهذا الحاكم حتى على الصعيد الإقتصادي تأثير واضح في المنطقة وذلك عندما أسس أول مدينة أقتصادية في تاريخ المنطقة في القرون المتأخرة (والتي بنيت لتكون مركزا تجاريا وعاصمة لمملكة المنتفق) وهي مدينة سوق الشيوخ والتي كانت أحد أبرز مدن العراق منذ تأسيسها من قبله عام 1780م وحتى عام 1831م عندما ضربها الطاعون الذي اجتاح المنطقة بأكملها ولم يبقي من سكان المدينة وقتها سوى 4 آلاف نسمة ، وقد اتاحت هذه المدينة له ولأسرته التحكم في تجارة القبائل في مناطق حكمهم (جنوب ووسط العراق) وخارج مناطق حكمهم أيضا وهو ماسوف يتطرق له هذا البحث أيضا. يذكر مدينة سوق الشيوخ ، أ.د. عماد محمد العتيقي ، وذلك عند حديثه عن الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن سيف بن أحمد بن محمد العتيقي (في عام 1820) ، مقالة عبدالرحمن بن عبدالله بن سيف العتيقي – صاحب الختمة العتيقية (((كان المترجم كما ذكر أعلاه يمتهن التجارة ويدير نشاط أسرته من الكويت. وكان أخوه سيف يدير فرع الشركة في الهند وابن أخيهما عبدالعزيز بن منصور يدير فرع الشركة في سوق الشيوخ وهي مركز تجارة أهل الكويت ونجد في العراق))). ويذكر أهمية مدينة سوق الشيوخ في تلك الفترة التاريخية ، عبدالكريم محمد علي ، في كتابه تاريخ مدينة سوق الشيوخ , ص: 28 ((( ولما كانت المدينة على حافة نجد الشرقية , فقد اصبح سوقها مركزا تجاريا وتموينيا لعرب نجد. فأزدهرت التجارة والتبادل والمقايضة في هذه المدينة ازدهارا عظيما لم تبلغه اية مدينة اخرى في جنوب العراق او وسطه , وبنيت في وسط المدينة الأسواق المسقفة الطويلة المزدحمة بمئات الدكاكين السلعية والحرفية , كما شيدت مباني الخزن والتوزيع الكبيرة الواسعة ( الخانات التجارية) في وسط الأسواق وأطرافها , التي تمتلأ بالخزين من البضائع المستوردة من اسواق البصرة , ومن الهند وتركيا والشام والخليج العربي وايران ))). يذكر الكسندر أداموف ، القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابه ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها ، وذلك عند حديثه عن مدينة سوق الشيوخ والطاعون الذي اجتاحها ، ص: 55 ((( وعندما اجتاح الطاعون في 1831 العراق بأجمعه وجه أول ضربة لرفاهية هذا المركز التجاري العربي الصرف))).

يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري - المعاصر للأمير ثويني بن عبدالله - ترجمة للأمير الشريف ثويني بن عبدالله وذلك عند حديثه عن نسب الأمير ثويني بن عبدالله ومشيخته لاتحاد قبائل المنتفق (أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي) ، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود , القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، مختصر الشيخ أمين الحلواني , ص: 280 ((( وثويني هذا هو ابن عبدالله بن محمد بن مانع القرشي الهاشمي العلوي الشبيبي تولى مشيخة المنتفق كما تولاها أبوه وجده أجواد العرب وشجعانها ))) ، حيث عرف المؤرخ تسلسل نسبه بــ القرشي (نسبة لقبيلة قريش) والهاشمي (نسبه لبني هاشم) والعلوي (نسبه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي يعرف نسله بالأشراف) والشبيبي (نسبه إلى أسرته آل شبيب التي عرفت لاحقا بـ آل سعدون ، وهي الأسرة الحاكمه في نصف العراق الأسفل - مملكة المنتفق - والتي كانت تضم معظم مناطق جنوب ووسط العراق)، والأمير ثويني بن عبد الله المذكور هو ابن أخ الأمير سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب الذي عرفت باسمه لاحقا الأسرة الحاكمه في مملكة المنتفق، وفيما يلي نذكر سلسلة نسب الأمير ثويني بن عبدالله :

الأمير ثويني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير عبدالله (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير محمد (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير مانع الثاني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير شبيب الثاني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير مانع الاول (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير شبيب الاول (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الشريف حسن ( مؤسس اتحاد قبائل المنتفق ومملكة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الأمير كبش (امير المدينة المنورة) بن الأمير منصور (امير المدينة المنورة) بن الأمير جماز (أمير المدينة المنورة + أمير مكة المكرمة 687هـ + أول من سك عمله باسمه في مكة من أمراء المدينة المنورة) بن الأمير شيحة (أمير المدينة المنورة+أمير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الأمير هاشم (أمير المدينة المنورة) بن الأمير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الأمير مهنا الاعرج (أمير المدينة المنورة) بن الأمير الحسين (شهاب الدين) (امير المدينة المنورة) بن الأمير مهنا الأكبر (أبو عمارة) (أمير المدينة المنورة) بن الأمير داود (أبو هاشم) (امير المدينة المنورة) بن الأمير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الأمير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله (الاعرج) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين – رضي الله عنه – ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.

3- نبذة موجزه عن أسرته (آل سعدون) وعن مملكة المنتفق وعن اتحاد قبائل المنتفق:

تعتبر أسرة السعدون (التي كانت تعرف بـ آل شبيب سابقا) أبرز أسرة ظهرت بالعراق في الأربع قرون السابقة للحرب العالمية الأولى ، فقد أسست دولة عربية في العراق وهي مملكة المنتفق والمشهوره لدى الكتاب المتأخرين بامارة المنتفق مابين 1530م – 1918م ( التي كانت تشمل كل الجنوب العراقي – باستثناء مدينة البصرة التي تبادلت السيطرة عليها مملكة المنتفق و العثمانيين - ومناطق واسعه من وسط العراق وكانت تشمل في عصرها الذهبي (مابين 1668م – 1853م) مايقارب نصف العراق وكل البادية العراقية الممتدة من شمال الأحساء وعلى حدود نجد الشمالية وصولا الى شمال السماوة) ، يذكر المؤرخ والنسابة يونس الشيخ إبراهيم السامرائي ، في كتابه القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق , مناطق حكم آل سعدون (مملكة المنتفق) وهي لواء السماوة ولواء المنتفق (قلب مملكة المنتفق تاريخيا وماتبقى منه يسمى محافظة ذي قار حاليا) وأبو الخصيب ولواء العمارة ولواء البصرة ، ص: 177 (((آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا إلى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق، وهم ينتسبون إلى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم إلى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-....كانت لهم امارة انتشرت رقعتها ونفوذها حتى اصطدمت هي والنفوذ العثماني مرات عديدة... ومن أطرف مايذكر عن آل السعدون أنهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب, ولآل السعدون فضل في رد الفرس عن العراق أكثر من مرة, كما حارب آل السعدون الأحتلال الإنكليزي بقيادة أعجمي السعدون.... وآل السعدون كانت لهم أمارة كبيرة تضم السماوة والمنتفق وأبو الخصيب والعمارة والبصرة))). يذكر المؤرخ جعفر الخياط ، عند حديثه عن تفرد أسرة السعدون الأشراف في تاريخ العراق وتحكمها في مقدرات العراق ومصائره لعدة قرون ، وذلك في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة ، ج:1، ص: 29 (((لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين. وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانيين، بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة. والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال. وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب. وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان، ولذلك كان تصرفاتهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ، تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الإدارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها))). وقد تقاسمت أسرة السعدون النفوذ بالعراق مع الدولة العثمانية (في جنوبه وأجزاء من وسطه لأسرة السعدون وفي شماله وأجزاء من وسطه للدولة العثمانية بالأضافة للصراع المستمر حول مدينة البصرة بين الطرفين) مماادى إلى الأصطدام بين الطرفين في الكثير من المعارك .. حيث اتبعت الدولة العثمانية العديد من السياسات للقضاء على مملكة المنتفق وحكامها آل سعدون الأشراف (آل شبيب سابقا) ، يذكر المؤرخ الشيخ علي الشرقي ، في كتابه ذكرى السعدون، ص: 23 (((وموقف آل سعدون في نصف العراق وفي كل بادية العراق جلب اهتمام الباب العالي وحول اتجاهه إلى هدم تلك الامارة فكانت مهمة القواد والولاة الاتراك ضعضعة الامارة السعدونية ومناوئتها. كل بدوره وحسب دائرة اختصاصه هذا بالحركات العسكرية وهذا بالتحفظات السياسية وهذا بالشروط المالية وهذا باقتطاع اطراف بلاد الامارة وانترائها من آل سعدون))).


ويذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن هيمسلي لونكريك ، في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث) اتساع مملكة المنتفق وحدودها (الشمالية والشرقية) وذلك عن حديثه عن حاكم مملكة المنتفق (مابين عام 1668م – 1703م) الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب وعن نفوذه ومناطق حكمه بالعراق وخارجه ويقارن هذا النفوذ بنفوذ الحكام الأتراك في بغداد وشمال العراق ويبين أن الأمير مانع يفوقهم نفوذا ، ص: 150 (((ولم يدر في خلد أي باشا غريب أن يأمل نفوذا شاملا مثل نفوذه. فقد امتلك قسما من عربستان، وكان مسيطرا على ما بين دجلة وعربستان من سهول وأهوار، وأطاعته بدرة وجصان ومندلي، وقد غطت سطوته يومئذ على سطوة الحويزة، اما على الفرات فقد استولى على العرجة والسماوة والرماحية))). ويذكر المؤرخ حسين خلف الشيخ خزعل ، في كتابه تاريخ الجزيرة العربية، حدود مملكة المنتفق (الجنوبية والغربية) في نفس الفترة التي ذكرها ستيفن لونكريك ، , ج1 ، ص: 39 (((وماكاد يحل القرن الثاني عشر حتى انتشرت الفوضى في نجد وعم الانقسام , وتوسعت الفرقة , وتفرقت الكلمة , وتعددت الامارة والمشيخات , فكانت الأمارة في العيينة لآل معمر , وفي الدرعية لآل سعود , وفي الرياض لآل دواس , وفي الأحساء لبني خالد , وفي نجران لآل هزال , وفي حائل لآل علي , وفي القصيم لآل حجيلان , وفي حدود نجد الشمالية وجنوب العراق لآل شبيب))). هذا رسم يحاكي علم مملكة المنتفق والمسمى – وارد:


يذكر هذا العلم وأيضا امتداد مملكة المنتفق في عصرها الذهبي ( 1668م - 1853م ) وأراضيها النهرية والبرية المؤرخ الشيخ علي الشرقي وذلك في هامش كتاب تاريخ المنتفق لسليمان فائق (أحد كبار موظفين الدولة العثمانية بالقرن التاسع عشر) ، ص: 9 (((و أما النهرية فكانت تشمل كل شط العرب مصعدة في الفرات الى ماوراء "السماوة" عند "سدرة الأعاجيب" ومادة في دجلة الى ماوراء "العمارة" ... أما الجهة البرية فكانت كما ذكرنا كل بادية العراق بحدودها الحالية محروسة بنفوذ آل سعدون ، ومن قبلهم بنفوذ أجدادهم آل شبيب ، ويرفرف عليها العلم العراقي المعروف باسم "وارد"))).

ولقد أسست أسرة السعدون أيضا أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تاريخيا وتحت مشيخة شيخ مشايخ فعلي وهذا الاتحاد هو اتحاد قبائل المنتفق ، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، الوحدة العظيمة بين قبائل المنتفق والتي يرجع الفضل فيها الى آسرة آل سعدون الأشراف ، وهي الوحدة التي جعلت مملكة المنتفق وقبائلها وحكامها اللاعب الرئيسي في تاريخ العراق وجعلت معظم أحداث العراق مما يخصها ، وذلك في كتابه عشائر العراق، ج4، قسم امارة المنتفق، ص27 - وذلك عند حديثه عن المنتفق وعن عشائرها وقبائلها وحكامها (((كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها إلى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها))). يذكر مملكة المنتفق و قبائلها والأسرة الحاكمه فيها (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، ويقارن أهمية اتحاد قبائل المنتفق (اكبر اتحاد للقبائل والعشائر شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي) بالقبائل الأخرى في العراق كما يقارن أهمية أسرة المشيخة فيه (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) بأسر المشيخة الأخرى بالعراق ، وذلك عند بداية حديثه في قسم المنتفق من نفس الكتاب، ج:3 ، ص:590 (((مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى))).

وأسرة آل سعدون ترجع في نسبها الى الأشراف وتحديدا الى آل مهنا أمراء المدينة المنورة لأكثر من خمس قرون ، وقد كانت أسرة السعدون تعرف بآل شبيب نسبة إلى الأمير شبيب بن الشريف حسن وقد تغير الاسم إلى آل سعدون في منتصف القرن الثالث عشر الهجري وهو نسبة إلى الأمير سعدون بن محمد المقتول من الدولة العثمانية عام 1742م ونسبه هو :

الأمير سعدون (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها والذي سميت الاسرة به) بن الأمير محمد (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) بن الأمير مانع الثاني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) بن الأمير شبيب الثاني(حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) بن الأمير مانع الصخا (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) بن الأمير شبيب الأول (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها) بن الشريف حسن (مؤسس مملكة المنتفق واتحاد قبائل المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الأمير كبش (امير المدينة المنورة) بن الأمير منصور (امير المدينة المنورة) بن الأمير جماز (أمير المدينة المنورة + أمير مكة المكرمة 687هـ + أول من سك عمله باسمه في مكة من أمراء المدينة المنورة) بن الأمير شيحة (أمير المدينة المنورة+أمير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الأمير هاشم (أمير المدينة المنورة) بن الأمير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الأمير مهنا الاعرج (أمير المدينة المنورة) بن الأمير الحسين (شهاب الدين) (امير المدينة المنورة) بن الأمير مهنا الأكبر (أبو عمارة) (أمير المدينة المنورة) بن الأمير داود (أبو هاشم) (امير المدينة المنورة) بن الأمير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الأمير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله (الاعرج) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - ‎رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه‎.

حيث يتفق جميع المؤرخين الذين تكلموا تاريخيا عن نسب أسرة آل سعدون على كونها ترجع في نسبها للأشراف، سواء كان هؤلاء المؤرخين عثمانيين أو عرب أو أجانب، هذا بالأضافة إلى الشهرة التاريخية للأسرة بهذا النسب بين القبائل في العراق والجزيرة العربية والشام، وأيضا الموروث الشعبي المتفق عليه لدى كافة القبائل والعشائر التي حكموها. ونذكر هنا بعض النصوص التاريخية التي تتحدث عن نسب الأسرة في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر لمؤرخين مختلفين:

في القرن الثامن عشر ذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري ، نسب حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير ثويني بن عبد الله (وهو معاصر لعثمان بن سند)، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود , القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، مختصر الشيخ أمين الحلواني ، ص: 280 (((وثويني هذا هو ابن عبد الله بن محمد بن مانع القرشي الهاشمي العلوي الشبيبي تولى مشيخة المنتفق كما تولاها أبوه وجده أجواد العرب وشجعانها))). حيث عرف تسلسل نسبه بــ القرشي (نسبة لقبيلة قريش) والهاشمي (نسبه لبني هاشم) والعلوي (نسبه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي يعرف نسله بالأشراف) والشبيبي (نسبه إلى آل شبيب الأسرة الحاكمه في نصف العراق الأسفل - مملكة المنتفق والتي كانت تضم معظم مناطق جنوب ووسط العراق)، والأمير ثويني بن عبد الله المذكور هو ابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه لاحقا الأسرة الحاكمه في مملكة المنتفق. وأيضا في نهاية القرن الثامن عشر يذكر نسب الأسرة عالم الأحساء الشهير الشيخ محمد بن فيروز التميمي المتوفى سنة 1216هـ (1801م) وذلك في قصيدته التي قالها في رثاء حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير ثويني بن عبد الله وذلك بعد اغتيال الأمير ثويني عام 1797م.. ونذكر الأبيات من قصيدته :

وآل شبيب ذو المفاخر والعلا
ليوث الشرى أرجو بهم يدرك الثأر
ستبكيك منهم عصبة هاشمية
بسمر القنا والبيض أدمعها حمر

ومن مؤرخين القرن التاسع عشر العالم والمؤرخ والنسابة النجدي إبراهيم بن صالح بن عيسى، ولد عام 1854م وتوفي عام 1925م، وهو أحد أبرز مؤرخين نجد والجزيرة العربية وذكر أحداث تتعلق بحكام مملكة المنتفق من أسرة السعدون الأشراف (آل شبيب سابقا) وأشار فيها إلى نسبهم، كتاب تاريخ ابن عيسى ، المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، حوادث سنة 1147هـ، ص: 69 (((وفيها قتل الروم محمد المانع بن شبيب القرشي الهاشمي العلوي رئيس بوادي المنتفق))). ذكر النص حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير محمد بن مانع آل شبيب، وهو والد الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا، وقد عرف المؤرخ تسلسل نسبه بــ القرشي (نسبة لقبيلة قريش) والهاشمي (نسبه لبني هاشم) والعلوي (نسبه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي يعرف نسله بالأشراف). وقد ذكر ابن عيسى الكثير من الأحداث التي تتعلق بحكام مملكة المنتفق في القرن التاسع عشر من آل سعدون ووصل انسابهم إلى الأمير محمد بن مانع آل شبيب المذكور بالنص أعلاه أو وصلها إلى ابنه الأمير سعدون بن محمد آل شبيب ونذكر أحد هذه النصوص على سبيل المثال وهو نص يتكلم عن معركة داخلية بين أبناء أسرة السعدون على الحكم في القرن التاسع عشر، كتاب تاريخ ابن عيسى ، المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، حوادث سنة 1268هـ، ص: 131 (((وفيها حصل وقعة شديدة بين عيال راشد بن ثامر السعدون ومن تبعهم من المنتفق وبين عيال عبد الله العقيل بن محمد بن ثامر السعدون ومن تبعه من المنتفق فقتل عبد الله آل عقيل بالمعركه، وانهزم اصحابه - ابن سعدون بن محمد بن مانع بن شبيب، وصارت الرياسة لعيال راشد على المنتفق وصار لهم الملك والرئاسة))). في هذا النص يصل المؤرخ نسب الأمير عقيل بن محمد بجده الثالث الأمير محمد بن مانع (المذكور بالنص الأول، ص: 69)، ويكون التسلسل: عقيل بن محمد بن ثامر بن سعدون بن محمد بن مانع بن شبيب.

والنخوة الخاصة لأسرة آل سعدون هي أخوان نورة بينما النخوة العامة هي (منشا) وهي النخوة العامة لكل عشائر وقبائل اتحاد المنتفق ، وقد كانت أسرة السعدون تلقب بـ (مغذية اليتامى) ويقال اللقب أيضاً بصيغة (معيشين اليتامى) و(مربين اليتامى) ، والتصق هذا اللقب بآل سعدون منذ زمن بعيد عندما وحدوا معظم قبائل وعشائر نصف العراق الأسفل في اتحاد واحد وهو اتحاد قبائل المنتفق، ويعود سبب هذا اللقب لأنهم كانوا يربون في بيوتهم الخاصة الكثير من الأيتام وقل أن تجد بيتاً من بيوت آل سعدون (آل شبيب سابقا) في ذلك الزمن لا يحوي عدداً من الأيتام يعيشون في كنفه، وتوارثوا هذه العادة تاريخيا وبعضهم استمر عليها لاحقا بعد سقوط مملكة المنتفق في الحرب العالمية الأولى ، يذكر أحمد بن محارب الظفيري ، في مقاله النار في حياة العرب... رفيقة أفراحهم وملح أهازيجهم ، جريدة السياسة ، سنة 2010 (((وعرفت اسرة السعدون الكريمة عند عربان البوادي بلقب مغذية اليتامى))).

ومن الناحية الأقتصادية ، فقد كانت أسرة السعدون تسيطر على الحركة الملاحية التجارية في أنهار دجلة والفرات في مناطق حكمهم في جنوب ووسط العراق (مملكة المنتفق)، يتحدث المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، عن اقتصاد مملكة المنتفق , ج3, ص: 624 (((يضاف إلى ذلك عائدات ضخمة من الجمارك. كان يوجد على الفرات في القرن الثامن عشر نقطة جمركية مقابل نهر عنتر وأخرى في عرجة. وكانت هذه تابعة لفرع الصالح من عائلة الشيوخ. وفي القرن التاسع عشر أصبحت جمارك الفرات تجبى في سوق الشيوخ، وكانت تؤجر إلى جانب ضرائب أخرى في الناحية بمبلغ 50000 شامي. وكان جمرك دجلة، الذي كان مركزه موجودا في زكية فوق القرنة، يؤجر بمبلغ 12000 شامي، وكانت الضريبة العقارية في ناحية زكية تجلب مبلغا مماثلا))). وأسست أسرة السعدون تاريخيا عدة مدن تجارية وكانت تتحكم بها في أقتصاد القبائل والحواضر في المنطقة. وكانت أول مدينة أسست لهدف تجاري في المنطقة في القرون المتأخرة هي مدينة سوق الشيوخ التي أسسها حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله ، وهي توضح التطور في الفكر الأقتصادي والسياسي الذي وصل له حكام مملكة المنتفق في تلك الفترة ، بالأضافة الى توضيح امتلاكهم للقدرة السياسية والاقتصادية لانجاح مثل تلك المدينة (تم تخصيص قسم خاص لها في هذا البحث) ، ثم استمرت أسرة السعدون الأشراف بتأسيس مثل هذه المدن في القرن التاسع عشر ، ومنها : مدينة الناصرية التي أسسها حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير ناصر السعدون، يذكر الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابة ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها، ص: 54 (((لقد تزامن ازدهار الناصرية مع تضاؤل المركز التجاري السابق سوق الشيوخ التي التي ظل البدو حتى ذلك الوقت يتقاطرون عليها لا من مناطق العراق العربي المجاورة فحسب وانما من البلدان البعيدة أيضا كالكويت ونجد وصحراء شمال شبه جزيرة العرب))) ، وهي رابع أكبر مدينة في العراق حالياً، وأسسها الأمير ناصر السعدون عام 1869م ، وبالإضافة إلى كون مؤسسها الأمير ناصر السعدون حاكم لمملكة المنتفق فقد كان والي من قبل الدولة العثمانية على البصرة والأحساء ما بين 1874م - 1876م ، وقد بنيت على طراز حديث لم تعهده مدن العراق في ذلك الوقت خططه المهندس البلجيكي جولس تيلي. وهي من مفاخر آل سعدون التاريخية، يتحدث عن تأسيسها الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابة ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها، ص: 54 (((وبعد أن بنى ناصر باشا في المكان الذي أختاره قلعة واسعة وحصينة وألحق بها ثكنات بدأ بتشييد مدينة جديدة حولها سميت (الناصرية) نسبة لمؤسسها. ان تخطيط المدينة بل وحتى بناء الكثير من عمارتها كما تشير الشائعات، هو من عمل مهندس بلجيكي وذلك ماجعل الناصرية بسوقها الواسع وبيوتها وشوارعها العريضة أحسن من أي مدينة أخرى على الفرات فهي تعطي للأوروبي أجود انطباع))). وأيضا مدينة الخميسية التي أسسها عبد الله بن خميس التميمي بايعاز وحماية من الأمير فالح السعدون وذلك لتكون بديلا لسوق الشيوخ بعد غرقها عندما فاضت مياه نهر الفرات وأحاطت بمدينة سوق الشيوخ وعطلت تجارتها. يذكر حمد بن عبد الله بن حمد آل خميس أن حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير ناصر السعدون (والد الأمير فالح) هو الذي استدعى عبد الله بن خميس للعراق واعطاه الحق باستلام روبية واحدة على كل من يبيع ويشتري في منطقة أم البطوش وذلك قبل تأسيس الخميسية ، وذلك في كتابه امارة في بلاد الرافدين – الخميسية، ص: 109 (((حتى يقال أن ناصر باشا السعدون" ناصر الأشقر" هو الذي استدعى عبد الله بن خميس من نجد واستقبله عند أول قدومه وأسكنه في منطقة "أم البطوش" جنوب العراق وأعطاه الحق باستلام روبية واحدة عن كل من يبيع أو يشتري قبل تأسيس الخميسية))). يذكر عبد الكريم محمد علي ، في كتابه تاريخ مدينة سوق الشيوخ، ص: 64 (((وقد كانت منازل آل شبيب، ومن بعدهم آل سعدون، موزعة في مناطق نفوذهم، من الغراف وحتى البصرة، ولكن المركز الرئيس لهم هو الحافة النجدية من حدود العراق، والممتدة على الضفة الغربية لنهر الفرات، قرب مدينتهم سوق الشيوخ التي هي عاصمتهم وسوقهم التي اخذت اسمها عنهم، وقربها مساكنهم في قرية السعدونية، وفي مركزهم الحربي في قرية الخميسية – التي بناها لهم مأمورهم الأمين بن خميس -))). ويضاف للحديث عن الناحية الإقتصادية الحديث عن الضرائب المفروضة على المنتجات الزراعية والحيوانية والتي يطول ذكرها.

إن اتحاد قبائل المنتفق هو أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تاريخيا وتحت مشيخة شيخ مشايخ فعلي ، وقد كان يسمى في بداياته بالمتفق نسبة الى اتفاق عشائره وقبائله على الوحدة ثم عرف لاحقا بالمنتفق (وأختلف المؤرخون على سبب هذا التغير) ويكتب اسمه في المصادر التاريخية أيضا "المنتفك"، ومن الأخطاء الشائعة هي خلط البعض مابين اتحاد قبائل المنتفق ومابين قبيلة المنتفق القديمة والمنتسبه للجد عامر بن صعصه ، والتي تشتت بشكل كامل عام 1546م بحملة أياس باشا على مدينة البصرة ولم يبقى منها سوى فرع عرف بقبيلة بني سعيد والتي انضمت لاتحاد قبائل المنتفق كثالث قبيلة في الاتحاد وأصبحت أحد قبائله الرئيسية ، وهي القبيلة التي سمي عليها ثلث بني سعيد والذي يضم بالاضافة لها مجموعة من القبائل والعشائر مختلفة الأصول ، وهذا الخطأ في عدم التفريق بين قبيلة المنتفق واتحاد قبائل المنتفق يقودنا الى نسبة تاريخ عشرات القبائل والعشائر في العراق والذين كانوا يشكلون اتحاد قبائل المنتفق الى قبيلة المنتفق التي ليس لها وجود فعلي منذ العام 1530م.

وتأسيس اتحاد قبائل المنتفق يعود الى بداية القرن السادس عشر ، حيث كان الشريف حسن بن مانع آل مهنا (من سلالة أمراء المدينة المنورة لأكثر من خمس قرون – عرفت ذريته بـ آل شبيب نسبة لابنه الأمير شبيب الأول ثم لاحقا عرفت بـ آل سعدون نسبه لحفيده الأمير الشريف سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب ) ، قد حل مجاورا وضيفا هو وبعض أتباعه (عام 1500م) على الشيخ شيحان آل خصيفة شيخ قبيلة بني مالك العقيلية والممتدة مساكنهم من وادي الباطن وحتى الصحراء المحاذية للفرات ، وبعد وفاة الشيخ شيحان آل خصيفة تلاه في المشيخة الشيخ عبدالله آل خالد آل خصيفة و تزوج الشريف حسن من بنته (طليعة بنت عبد الله آل خالد آل خصيفة) عام 1505م وانجب منها عدة أبناء (محمد الوسيط، عبد الله، شبيب الأول) ، وفي الفترة التالية اندلعت معارك عديدة بين قبيلة بني مالك وقبيلة الأجود واستمرت سنوات طويلة شكل الثأر وقودا لها ، وفي عام 1530م فقد الشريف حسن بن مانع أبنه عبدالله في أحد المعارك ، وقد كان وقع ذلك على قبيلة بني مالك شديدا لكون الشريف حسن بن مانع ضيف عندهم ، لذلك قام بني مالك بطلب ثأر ضيفهم وسلموه قيادتهم في معركتهم القادمة مع الأجود ، والتي انتهت بانتصار كبير لبني مالك ، تلاها طلب من الشريف حسن بن مانع أن يتم الصلح بين القبيلتين وأن تكون تلك هي أخر معركة ، وقد استجاب الطرفين لطلبه وتم الصلح على شرط من بني مالك بتعويض ضيفهم عن خسارته لابنه ، وقد رفض الشريف حسن قبول الدية عن ابنه واشترط عدة شروط أوصلته الى ضم القبيلتين في اتحاد واحد والوصول الى زعامة هذا الاتحاد (قيل انه فرض على القبيلتين شروط منها أن لايقف للقادم منهم في المجلس ، تقدم له شاتين من كل بيت من القبيلتين سنويا واحدة تسمى الذبيحة والأخرى تسمى المنيحة .. وغيرها من الشروط) ، استطاع الشريف حسن بن مانع بعد ذلك أن يصبح زعيما على القبيلتين والتي اشترطتا أن لايكون زعيما على الاتحاد بينهما أحد من القبيلتين ، وقد جلب الاتحاد في بدايته حليف ثالث وهي قبيلة بني سعيد ، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، قصة تأسيس امارة المنتفق ، في كتابه عشائر العراق، ج:4 ، ص:20 ((((ان سبب تولي الرئاسة على المنتفق ان أحد الشبيبيين قتله الاجود وكانوا نازلين على بني مالك وبجوارهم فثاروا لقتالهم وكان رئيس بني مالك ابن خصيفة ورئيس الاجود "وثال". وفى حروب وقعت بين الطرفين نزح "آل وثال". رؤساء الاجود الى "النجف". وصار منهم علماء. وكان من آخرهم صديقنا الشيخ محمد حسن حيدر..... ومن ذلك الحين لم يعد لآل وثال ذكر في رئاسة العشائر. وأما الاجود فانهم انقادوا لآل شبيب. وهكذا قوي أمر هؤلاء حتى تم على جميع عشائر المنتفق وبينهم بنو مالك والاجود ولا شك ان المواهب ظهرت مقرونة بالوقائع. وتولى آل شبيب الرئاسة)))). عرف هذا الاتحاد في بداية تأسيسه بالمتفق لاتفاق أول ثلاث قبائل فيه على الوحدة تحت زعامة آل شبيب الأشراف (الاسم القديم لآل سعدون) ، يذكر الكسندر أداموف ، القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر, في كتابه (ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها) وذلك نقلا عن خورشيد أفندي ، ص: 178(((واسم المنتفقيون نفسه جاء كما يذكر خورشيد أفندي الذي اشترك في لجنة الحدود العثمانية - الفارسية في عام 1849م في كتابه، من الكلمة العربية (متفق) التي تعني (متحد) ذلك أن هذا الأتحاد تكون من اتحاد ثلاث قبائل رئيسية هي بنو مالك والأجود وبنو سعيد حيث توصلت هذه القبائل الثلاث بعد منازعات وخلافات طويلة إلى الأتفاق على انتخاب شيخ مشترك واحد. وقد وقع اختيارها على عائلة الشبيب التي كان جدها قد نزح من الحجاز قبل مايقرب من مائتي سنة واستقر مع أسرته بين القبائل المذكورة. ومنذ ذلك الوقت أصبح شيوخ المنتفقيون ينتخبون من هذه الأسرة فقط))). بعد تأسيس اتحاد قبائل المنتفق جذب هذا الاتحاد الكثير من قبائل وعشائر العراق والجزيرة العربية فأنضم اليه الكثير من القبائل والعشائر مختلفة الأصول حتى شكل اتحادا ضخما وتأسست منه دولة حملت اسمه وهي مملكة المنتفق (المشهوره لدى المؤرخين المتأخرين بامارة المنتفق) والتي ضمت بالاضافة الى قبائل اتحاد المنتفق .. الكثير من القبائل والعشائر والحواضر الأخرى وضمت المسيحيين واليهود والصابئة في مملكة المنتفق ، وقد كانت معظم القبائل والعشائر التي تنضم الى اتحاد المنتفق تخير بين التحالف مع أحد القبائل الرئيسية ، وهذا ما أدى الى تشكل أثلاث المنتفق وهي ثلاث تجمعات ضخمة للقبائل والعشائر مختلفة الأصول ، وكل ثلث يسمى على اسم القبيلة الرئيسية فيه ، وهذه الثلاث أثلاث هي:

1-ثلث بني مالك.
2-ثلث الأجود.
3-ثلث بني سعيد.

يذكر اثلاث اتحاد قبائل المنتفق مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي، في كتابه عشائر العراق، ج4، قسم امارة المنتفق، بعد تعداده لقبائل الأثلاث في قسم الخلاصة، ص:105 (((ان عشائر المنتفق مجموعات كبيرة. ولم تكن جميعها متألفة من بني المنتفق. وانما نرى بينها العدنانية والقحطانية جمعتها الحروب المتوالية والمنافع المشتركة وأثلاث امارة السعدون))). يذكر اتحاد قبائل المنتفق المؤرخ والشاعر السعودي خالد الفرج ، المولود في الكويت عام 1898م والمتوفى عام 1954م، في كتابه الخبر العيان في تاريخ نجد ، وذلك عند حديثه عن حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير ثويني بن عبدالله ، ص: 203 (((وهو هاشمي النسب، ورئاسة قبائل المنتفق ترجع إلى بيتهم من قديم، لأن المنتفق خليط من قبائل شتى تجمعهم رابط التحالف والمجاورة والمصاهرات، إلى أن كونوا قبيلة كبيرة تحكمت في نواحي العراق، وكادت تستقل بحكمه))). يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي، في كتابه عشائر العراق، ج4، قسم امارة المنتفق، عند حديثه عن امارة المنتفق وقبائلها وعن أسرة السعدون، ص:14(((ان تاريخ تكون الامارة قديم. وذلك أن عشائر المنتفق كبيرة وكثيرة، وليس من المستطاع أن تذعن لبيت. وانما القدرة في هذا البيت جعلتها تذعن وبالتعبير الاصح ان الحوادث وتواليها جمعتها في الرئاسة ذات المواهب... ولم يخل بها أو يضعضع أمرها ما قامت به الدولة العثمانية من حركات عسكرية للقضاء عليها بل مكنتها، فاثبتت الكفاءة بإدارة عشائرها والجدارة بحزم في التفاهم معها))). يذكر المؤرخ النجدي عبدالله بن محمد البسام التميمي (المولود عام 1858م والمتوفى بعنيزة عام 1927م ) ، عند حديثه عن قبائل المنتفق في البصرة ، وعند حديثه عن المنطقة الواقعه في وسط مملكة المنتفق (مابين البصرة وسوق الشيوخ) ، كما يذكر الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق ( آل سعدون الأشراف) ، في كتابه تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق , ص: 338(((وصار كل قبيلة منهم لهم نخيل معروفة وقرى معلومة من البصرة وأيديهم عليها . واستمرت بعدهم في أيدي أولادهم ثم أولاد أولادهم , وجعلوها ملكا لهم وعجز عنهم صاحب بغداد , وكانت الرئاسة على المنتفق لآل سعدون من آل شبيب وصاروا ملوكا وملكوا البصرة وسوق الشيوخ ومابينهما من باد وحاضر فهو تحت ايديهم))). يذكر خورشيد باشا (الذي اشترك بلجنة الحدود العثمانية الفارسية ما بين 1848م - 1852م وأصبح واليا لأنقرة لاحقا ) في تقريره الذي أعده للدولة العثمانية ، وذلك عند حديثه عن عادات وتقاليد شيخ مشايخ المنتفق من أسرة آل سعدون الأشراف ، كتاب ولاية البصرة - من كتاب (سياحة نامة حدود) جولة بالمناطق الحدودية بين الامبراطورية العثمانية وفارس- ص: 59 ((( هناك عدد كبير من الشيوخ الثانويين تحت سيادة شيخ مشايخ المنتفق ، كل هذا العدد من الشيوخ تحت أمرة شيخ المنتفق ، وعن طريق كل منهم تصل تعليمات الشيخ الرئيسي الى افراد قبائلهم وعليهم ان ينفذوا هذه الاوامر طوعا لا اكراها ... وخلاصة القول يملك شيخ مشايخ المنتفق السلطة المطلقة على كل القبائل والعشائر التابعه له))). يذكر النسابة الأستاذ حليم حسن الأعرجي ، في كتابه (آل الأعرجي - أحفاد عبيدالله الأعرج) , ص: 289 - 290 ((( لقد أستطاع الشريف حسن , ومن بعده أبنائه واحفاده , من انشاء أتحاد عشائري ضخم سمي " المنتفق " أو " المنتفج " تحت رئاسة وقيادة آل سعدون , أستمر حتى أيام مدحت باشا سنة 1871 مستقلا يتمتع بنفوذ ذاتي لا علاقة له تقريبا بالحكم العثماني . أن النزعة الأستقلالية لعموم العراق لم تكن خافية على أحد , ولم يكن آل سعدون يترددون من الأعلان عن عزمهم على تحقيق استقلال العراق . رغم أن الظروف والضرورة ألجأت بعض القادة من آل سعدون الى التعامل مع السلطات العثمانية في اطار من التعاون والتحالف للقيام ببعض المهمات العسكرية المشتركة))).

وتتنوع أصول قبائل المنتفق بشكل يثير الدهشة بحيث أنه يوجد في هذا الاتحاد قبائل وعشائر من معظم الأصول العربية ، ويرجع السبب في ذلك الى تشجيع الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق ( آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف بـ آل شبيب ) لسياسة الهجرة للقبائل والعشائر العربية الى دولتهم ، يصف مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، كثرة الأصول التي ترجع لها قبائل وعشائر المنتفق وكأنه جزيرة العرب مالت الى العراق بكل تنوع أصول قبائلها ، في كتابه عشائر العراق ، ج4 ، قسم امارة المنتفق ، ص:28 (((وعشائر المنتفق من حيث العموم (عدنانية). سكنت العراق من القديم توالي ورودها، وتكاملت وكأن جزيرة العرب مالت الى أنحاء العراق، وجدتها مفتحة الأبواب. ويتخلل هذه عشائر قحطانية من زبيدية وحميرية عاشت معها، واكتسبت أوضاعها الا أن الاكثرية الساحقة عدنانية. ويطلق عليها "عشائر المنتفق"))). وهذه بعض أبرز الأصول التي ترجع لها قبائل وعشائر اتحاد المنتفق:

1- قبائل ترجع في أصلها للجد عامر بن صعصعه ( مثل قبيلة خفاجة ، وقبيلة عبادة ، وقبيلة بني سعيد وهم القسم المتبقي من قبيلة المنتفق القديمة ، وقبيلة بني مالك وهم أبناء عمومه لقبيلة المنتفق القديمة ... وغيرهم من العشائر والقبائل).
2- قبائل وعشائر طائية ( عشائر من طيء ومن بني لام ومن شمر وغيرهم ).
3- بني تميم العراق ، وبعضهم هاجر لولاية بغداد أو للحويزة لاحقا.
4- عشائر تنتمي لعنزه ( أشهرهم قبيلة البدور وعشيرة الزياد).
5- قبائل وعشائر تنتمي لربيعه ( وهم كثير في اتحاد المنتفق وأبرزهم قبيلة عبودة الملقبة "حبال الصيوان" لاعتماد آل سعدون عليهم).
6- عشائر تنتمي لبني خالد (بعد سقوط دولة بني خالد دخلت عشائر منهم في اتحاد المنتفق).
7- قبائل وعشائر حميرية ( منهم قبيلة بنو خيقان).
8- عشائر زبيدية.

وقد ضم اتحاد المنتفق قبائل كان لها دول وامارات تاريخيا في العراق ، مثل قبيلة خفاجة التي كان لها دولة في العراق في القرن الخامس الهجري وكانت عاصمتها الكوفه، وقبيلة بني أسد والتي كان لها دولة في العراق منذ أواخر القرن الرابع الهجري وعاصمتها الحلة ، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو , ج3 , ص: 652 , قسم بني أسد , عند حديث المؤلف عنهم من القرن السادس عشر ((( وظلوا , شأنهم شأن بني منصور وبني خيقان خاضعين للمنتفق حتى سقوط السعدون))) ، وقبيلة عبادة التي كان لها امارة في العراق ، وابن قشعم وقبائله والذي كان له دولة في غرب العراق في بداية القرن السابع عشر وكانت مدن دولته الرئيسية هي النجف وكربلاء ، ودخل هو وقبائله ضمن قبائل وعشائر ثلث الأجود أحد أثلاث اتحاد قبائل المنتفق ، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، في كتابه عشائر العراق ، عند حديثه عن آل قشعم (((والملحوظ ان هذه العشيرة ليست أكثر من أمارة أو رئاسة بدوية على عشائر عديدة فتعتبر ناظمة لها ومشتقة منها. وان امارة المنتفق غطت عليها أو دخلت هي ضمنها بل ضمن أحد أثلاثها ))) ، وضم اتحاد المنتفق أيضا اتحادات قبيلة أو عشائرية مثل اتحاد قبائل بني حكيم والذي فصل عن اتحاد المنتفق عام 1853م عندما تنازل آل سعدون عن لواء السماوة للعثمانيين وبقيت بعض قبائل بني حكيم على علاقة مع قبائل المنتفق ، ومثل تحالف عشائر الجوارين ، وضم أيضا قبائل كريمة ومشهورة جدا تاريخيا مثل بني تميم العراق ( هامة مضر) ، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو , ج3, ص:542 ((( وكان بنو تميم في القرن الثامن عشر يشكلون جزءا من منتفق البصرة , لكنهم في هذه الأثناء ذابوا في أجزاء أخرى من هذا المجمع))). وان القارىء لكتاب عشائر العراق لمؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي لتصيبه الدهشة من كثرة القبائل والعشائر المختلفة الأصول التي أستطاعت أسرة السعدون أن توحدها في اتحاد قبائل المنتفق ، نذكر هنا نص من كتاب عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد، وهو للمؤرخ إبراهيم فصيح الحيدري وهذا النص كتب فيما بعد منتصف القرن التاسع عشر .. وقد ذكر المؤلف ثلاثه وثلاثين قبيلة من قبائل اتحاد المنتفق (وهي أيضا من قبائل مملكة المنتفق كون اتحاد المنتفق جزء من مملكة المنتفق) وذكر المؤلف أيضا انه اقتصر على ذكر بعض قبائل المنتفق علما بأن مملكة المنتفق في عصره لم تكن في أقصى اتساع تاريخي لها حيث تم التنازل للدولة العثمانية من قبل أسرة السعدون عن مناطق كبيرة والعديد من العشائر والقبائل فيما كان يعرف تاريخيا بمرحلة الإفراز والتي بدأت عام 1853 م بالتنازل عن السماوة ، يقول المؤرخ إبراهيم الحيدري (((فمن أجل عشائرها عشيرة المنتفك – وهي ذات كثرة وتفرع إلى عدة قبائل، فمن قبائلها : بنو مالك، والأجود، وبنوسعيد, وبنو ركاب، والخفاجة ,والطوينات، والشويلات، والطوكبة، والبدور، والشريفات، والجمعيات، والماجد وآل صالح، والزهيرية، وشمر الزوابع، وشمر العبيدات وبنو سكين، وبنو تميم، والسليمات، والعيايشة، والبراجقة، والغزيوي، والعوينات، والفضيلة، وبنو نهد، وعبوده، والمجاوعة، وخرسان، وأمارة وربيعة، وكويش، وسراج، وآل دراج. وغير ذلك من القبيلة الكثيرة التي يطول بيانها. وكذا في جهة الغراف قبائل كثيرة للمنتفك يطول بيانها. وأنما اقتصرنا على بعضها ليعرف عظم عشائر المنتفك وأكابرهم آل شبيب وأكابر آل شبيب آل سعدون، وهم شيوخ المنتفك في عصرنا))). تصف المس بيل (التي كانت في العراق بعد الحرب العالمية الأولى) ، قبائل لواء المنتفق (والذي يمثل أقل اتساع تاريخي لمملكة المنتفق بعد مرحلة الافراز وسقوط مملكة المنتفق الأول عام 1881م) ، في كتابها فصول من تاريخ العراق القريب، ص: 69 (((فان المنطقة الممتدة من القرنة الى الناصرية , ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية , تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون))).

وتنقسم القبائل والعشائر في اتحاد قبائل المنتفق الى أربعة أصناف رئيسية ، ولكل صنف خصائصه ومناطقه الخاصة ، وكل صنف يشمل الكثير من القبائل والعشائر مختلفة الأصول ، وبعض القبائل تتوزع على أكثر من صنف ، ويعود سبب تنوع أصناف قبائل المنتفق الى انتشارها الواسع في أراضي مملكة المنتفق التي تتنوع طبيعتها مابين الصحراء والأراضي الزراعية على ضفاف الأنهار ( نهر دجلة ونهر الفرات ونهر الغراف وشط العرب) و الأهوار ، وعلى مدى قرون تحولت بعض القبائل من صنف الى أخر ، وهذه الأصناف هي: القبائل البدوية ، القبائل الشاوية ، القبائل الزراعية (الفلاحون) ، قبائل الأهوار (المعدان). يذكر خورشيد باشا (الذي اشترك بلجنة الحدود العثمانية الفارسية ما بين 1848م - 1852م وأصبح واليا لأنقرة لاحقا ) في تقريره الذي أعده للدولة العثمانية ، وذلك عند حديثه عن أصناف قبائل المنتفق ومميزاتها ، كتاب ولاية البصرة - من كتاب (سياحة نامة حدود) جولة بالمناطق الحدودية بين الامبراطورية العثمانية وفارس- ص: 54 ((( تقسم قبائل المنتفق الى اربعة اصناف : البدو ، الشاوي ، المعدان والفلاحين))).




1.القبائل البدوية:


يذكر خورشيد باشا ، نفس المصدر السابق ، وذلك عند حديثه عن هذا الصنف من قبائل المنتفق ، ص: 54 ((( يعتمدون على الجمال والخيول ويعتبرونها هي الاساس ، بالنسبة لحياتهم يعيشون في الصحراء منذ الفطرة ... يملك بعض بدو المنتفق بساتين النخيل والاراضي في اماكن مختلفة ولكنهم لايزرعونها بأنفسهم بل يعطونها للفلاحين كما يجمعون لهم التمور لقاء أجور معينة))). وتحسب الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وأسرة المشيخة لاتحاد قبائل المنتفق – أسرة آل سعدون الأشراف (التي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) – على هذا الصنف من القبائل ، حيث يقيم حاكم مملكة المنتفق في ضواحي مدينة سوق الشيوخ (عاصمة مملكة المنتفق) ويحيط بمكان أقامته الكثير من قبائله البدوية التي تشكل المعسكر الحربي الرئيسي له ويبقى لمدة 9 أشهر من السنة في نفس المكان وفي فصل الربيع يبدا حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها بالتنقل مع قبائله البدوية طوال فصل الربيع ولمدة 3 أشهر ، حيث يتنعم بالهواء الطلق ويمارس الصيد ، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، عند حديثه عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وعلاقتهم بقبائلهم البدوية ، قسم المنتفق ، ج:3 ، ص: 625 ((( على الرغم من هذا الارتباط الوثيق بالأرض كان شيوخ الشبيب – سعدون يشعرون بأنهم أمراء بدو. فكان شيخ المشايخ يتجول في مارس/ آذار أو قبل ذلك مع البدو لمدة ثلاثة أشهر في الصحراء ))). يذكر خورشيد باشا ، نفس المصدر السابق ، وذلك عند حديثه عن عادات وتقاليد شيخ مشايخ المنتفق من أسرة آل سعدون الأشراف وعن قبائل المنتفق البدوية ، كتاب ولاية البصرة - من كتاب (سياحة نامة حدود) جولة بالمناطق الحدودية بين الامبراطورية العثمانية وفارس- ص: 60 ((( يتوجه شيخ مشايخ المنتفق عند حلول فصل الربيع الى الشامية (البادية) ويبقى هناك لمدة ثلاثة أشهر حتى حلول فصل الصيف ، ويتجول الشيخ في مناطق البراري والاماكن التي توجد فيها الاعشاب والمياه ، يصطاد انواع الطيور والحيوانات البريه وحتى صيد السمك ، ويتنعم بالحياة كلية بالهواء الطلق ، كبقية أبناء عشائر المنتفق الاصلية الذين يعيشون حياة بدوية في اماكنهم. ففي بداية فصل الربيع يحملون معهم خيامهم واطفالهم وزوجاتهم ومواشيهم ويتجهون الى الشامية ويتجولون مع شيخ مشايخ المنتفق طيلة فصل الربيع بدون تمييز))). يذكر هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى ، في كتابه عرب الصحراء ، وذلك عند حديثه عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وأسرة المشيخة في اتحاد قبائل المنتفق – أسرة السعدون الأشراف وعند حديثه عن قبائل اتحاد المنتفق وعن شهرة اسم المنتفق في المجتمع العربي وعن بادية العراق (((وتاريخ تحالف المنتفق يرتبط ارتباطاً لا ينفصم بالسعدون ، واسم المنتفق ذاته كما يستخدم في العراق يشير فقط إلى العائلة الحاكمة وإلى عبيدها وأتباعها والذين يعتبرون جزءاً لا يتجزأ منها. ولا يوجد أحد من رجال القبائل في العراق يدعو نفسه منتفقي مع أنه قد يستخدم الكلمة عندما يكون في مكة أو دمشق حيث لا تعرف قبيلته الصغيرة في حين أن شهرة المنتفق على كل لسان في المجتمع العربي. ومكانة السعدون والتي تتمتع بأهمية سياسية كبرى في جنوب ما بين النهرين تعتمد بشكل رئيسي على أصولهم وبشكل جزئي على الجهل التركي الرسمي أو تجاهلهم بعلاقتهم بالقبائل. كما لا يجب أن يغرب عن البال أن السعدون يرتبطون بالنظام الاجتماعي للصحراء ولم يخضعوا لتأثيرات المحلية التي خضعت لها قبائل العراق والتي كانت مثلهم من المهاجرين من الجزيرة العربية والذين سبقوهم بالهجرة وهم لذلك أكثر اتصالاً بتقاليد وعادات ما بين النهرين. وقد حافظ آل السعدون على السمات التي تميز بدو الجزيرة العربية ، فهم من السنة ومن أهل البعير أي الإبل وديرتهم هي منطقة الحماد غربي الحي أو جنوب الفرات حيث حفروا أو أعادوا حفر الآبار في منازلهم القبلية المعتادة وإليها يعودون بعد هطول المطر المبكر وحيث يتمتعون بسلطتهم كزعماء مستقلين للصحراء))).

2.القبائل الشاوية:

يذكر خورشيد باشا ، نفس المصدر السابق ، وذلك عند حديثه عن هذا الصنف من قبائل المنتفق ، ص: 55 ((( تتكون ثروة هذا الصنف من عشائر المنتفق من الاغنام وبعض اعداد الثيران ويزاولون الزراعة على نطاق ضيق ويربي بعضهم الخيول ، يتمتع الشاوي من ناحية الحرية بالدرجة الثانية وينتقلون من مكان الى آخر بسهولة))).

3.القبائل الزراعية – الفلاحون:

يذكر خورشيد باشا ، نفس المصدر السابق ، وذلك عند حديثه عن هذا الصنف من قبائل المنتفق ، ص: 55 ((( يزرعون الفسيل والمحاصيل الحقلية المختلفة والرز والحبوب بأنواعها الحنطة والشعير والذرة والدخن في المناطق التي لاتتواجد فيها بساتين النخيل))).

4.قبائل الأهوار – المعدان:

يذكر خورشيد باشا ، نفس المصدر السابق ، وذلك عند حديثه عن هذا الصنف من قبائل المنتفق ، ص: 55 ((( يمثلون الطبقة الثالثة وسط قبائل المنتفق ، يعملون في التجارة وتربية الجاموس ويعمل بعضهم في الزراعة. ان وجود الجاموس يجعل انتقالهم صعبا من مكان الى آخر لانهم لايمكنهم ان يكونوا بعيدين عن الماء ، وتتجول هذه المجموعة من العرب في مناطق الفيضان ومصبات الانهار حيث يوجد الكثير من القصب والبردى لان حيواناتهم تحب الماء كثيرا))).

وتنتشر قبائل اتحاد المنتفق في مملكة المنتفق في مناطق مختلفة من الناحية البيئية ، فهنالك القبائل التي تقيم على الأنهار (جانبي شط العرب والفرات ودجلة ونهر الغراف) وهنالك القبائل التي تقيم في البادية الممتدة من شمال الأحساء وشمال نجد مرورا بالبادية الجنوبية للعراق ووصولا الى البادية الممتدة شمال السماوة ، وهنالك القبائل التي تقيم في منطقة الجزيرة بين ثلاثة أنهار ( الفرات ودجلة والغراف) أو شمالها ، وهنالك القبائل التي تعيش في منطقة الأهوار (الجزائر) ، وأخيرا هنالك سكان المدن والبلدات والقرى في مملكة المنتفق وأشهرها عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ ، حيث كان يقيم فيها وحولها (عام 1820م)عشرون ألف بيت معظمهم من قبائل اتحاد المنتفق ، يذكر السيد محمد آغا الفارسي ، كتاب رحلة المنشي البغدادي الى العراق ، رحلته عام 1820م ، ص: 146 (((ومن السماوة الى سوق الشيوخ ثمانية عشر فرسخا وفي هذه البلدة عشائر المنتفق، يسكنون السوق وفي أنحائه، وعدتهم عشرون ألف بيت وهم في جانبي الفرات ، ومذهبهم مذهب أحمد بن حنبل ، وبعضهم شيعة ))). يذكر خورشيد باشا (الذي اشترك بلجنة الحدود العثمانية الفارسية ما بين 1848م - 1852م وأصبح واليا لأنقرة لاحقا ) في تقريره الذي أعده للدولة العثمانية ، وذلك عند حديثه عن أماكن سكن قبائل المنتفق واعمالهم وحياتهم ، كتاب ولاية البصرة - من كتاب (سياحة نامة حدود) جولة بالمناطق الحدودية بين الامبراطورية العثمانية وفارس- ص: 56 ((( يسكن القسم الأكبر من عشائر المنتفق في اراضيهم الخاصة بهم والتي يملكونها والتي ذكرناها والواقعة على الضفة اليمنى واليسرى لشط العرب وعلى جزر الانهار. ويملكون بساتين النخيل في الارض الممتدة بين سوق الشيوخ والقرنة وعلى ضفاف الفرات ، كما تملك البساتين في الشامية وفي المدن. كماتزرع بعض قبائل المنتفق الرز في الجزر وفي المناطق العليا من منطقة الجزيرة ، اذ تنتج كميات كبيرة من الرز والحبوب الأخرى. يملك الشاويه والمعدان اعداد كبيرة من الاغنام والثيران والجاموس. وتنمو بساتين النخيل بين سوق الشيوخ والسماوة ، وعلى ضفاف الفرات تكثر اشجار النخيل والنباتات الطبيعية. اما بالنسبة لنهر دجلة فلا يوجد النخيل في حوضه ماعدا منطقة القرنة حيث تكثر بساتين النخيل ، تنمو انواع كثيرة من الحبوب خاصة الشعير بالدرجة الاولى والهرطمان ومزروعات شهر مايو في الجزيرة مابين دجلة والفرات وفي ذلك المكان الذي كتبنا عنه مايسمى بالنهر الكبير – الفرع الكبير. يضاف الى ذلك تحصل قبائل المنتفق على ارباح عالية من تربيتها قطعان الجمال والخيول والماشية ، وتصدر بعض منتجاتها الحيوانية والزراعية حسب الطلب الى بغداد او تباع الى قبائل عنزة. ويصدر القسم الاخر من الانتاج الى البصرة عن طريق دجلة والفرات. اما الخيول الصغيرة – المهر- فأما ان تباع الى تجار الخيول في سوق الشيوخ أو تباع في البصرة ثم يصدرها التجار الى الهند ... وهم يخزنون قسما من انتاجهم من الحبوب والتمور في اواني مصنوعة من الطين وسعف النخيل تسمى – قوصرة – ويخزنون القسم الاكبر من الحبوب في حفر داخل الارض وتغطى بالتراب وتكون لها رائحة مميزة. تستعمل هذه الطريقة للخزن في عربستان وكردستان والاناضول))).

في الختام تعتبر قبائل اتحاد المنتفق وقيادتهم ( أسرة السعدون الأشراف – آل شبيب سابقا) أبرز وأكثر من دافع وناضل المحتلين للعراق تاريخيا وخصوصا (العثمانيين والفرس والأنجليز)، يذكر د. طارق نافع الحمداني، في كتابه الخليج والجزيرة العربية بين القرن السادس عشر والقرن العشرين، ص: 176 ((( كان لقبائل المنتفق أهمية كبرى في شؤون العراق خلال العصور الحديثة ، بخاصة في مقارعة قوى الاحتلال والتسلط الأجنبي))). ويذكر نضال قبائل المنتفق أمام العثمانيين ، مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، كتاب عشائر العراق ، ج 4، قسم امارة المنتفق، ص: 27 (((وحالة المنتفق المشهودة في مختلف ايام حياتها خير مثال تاريخي يعين الاوضاع والنفسيات في حب الاستقلال والنضال عنه ، والذب عن حريمه. والمهم أن المنتفق ناضلوا نضالا باهرا طوال العهد العثماني. ولو كانوا تسلحوا بالأسلحة الجديدة لحالوا دون آمال الدولة. بل أكسبتها الحوادث المتوالية خبرة ، والظروف القاسية تجربة فكم وال خذل، ورجع بالخيبة ،وكانت تعقد عليه الآمال. وتاريخ المنتفق صفحة كاشفة لسياسة العشائر في العراق، تجلت بأظهر أوضاعها. وفيها دراسة عميقة وافية لنفسيات هذه العشائر. ومابلغته))).

ويذكر نضال اتحاد قبائل المنتفق في النصف الأول من القرن الثامن عشر ، المؤرخ العثماني الشيخ الأديب عبد الرحمن السويدي البغدادي (المولود عام 1721م)، في كتابه حديقة الزوراء في سيرة الوزراء (((فإن هؤلاء المنتفق، العرب مضرة، عجزت الولاة عن كسر شوكتهم وذلت الوزراء عن درء أذاهم))). وينقل مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، عن المؤرخ العثماني يوسف عزيز المولوي في كتابه قويم الفرج بعد الشدة – في بداية القرن الثامن عشر وذلك عند ذكر المؤرخ العثماني لنضال قبائل المنتفق أمام العثمانيين، كتاب عشائر العراق ، ج 4، قسم امارة المنتفق، ص: 28 (((وكان المؤرخ المولوي قد وصفها بالنظر لاوضاعها في أوائل المائة الثانية للهجرة وماقبل ذلك فقال:" إن عربان المنتفق أصل الفتن والاضطربات في بغداد والبصرة، فهم جمرة الحرب وأشجع العربان، ومنشأ القلاقل ... في رؤوسهم المغافر، وعلى أبدانهم الدروع الذهبية"))). يذكر نضال قبائل المنتفق ضد العثمانيين والفرس ، المؤرخ يعقوب سركيس ، في كتابه مباحث عراقية ، ق 3 (((ليس بخاف على من له اطلاع على تاريخ آل سعدون، ذوي الشرف الباذخ والعز الأثيل أنهم جعلوا من (اتحاد) المنتفق قدوة للعشائر والقبائل، حاربوا به العثمانيين والفرس وأنزلوا بهم الهزائم))).

كان هذا عرض موجز ، وسوف يكون هنالك بحث موسع لاحقا باذن الله عن أسرة آل سعدون (الأشراف) ومملكة المنتفق وقبائل وعشائر اتحاد المنتفق ، وسوف يتضمن الحديث عن الكثير من الآثار العمرانية لـ آل سعدون كالمدن الأخرى التي بنوها و المدارس والمساجد الدينية التي أنشأوها والأنهار التي شقوها و الأراضي الزراعية التي استصلحوها وسياسة تشجيع الهجرة الى مملكة المنتفق التي سنوها تاريخيا ، والعلماء والقضاة والولاة وأسر المشيخة المعينين من قبل آل سعدون ، والمسيحيين واليهود والصابئة في مملكة المنتفق ... وغيرها من الأمور التاريخية المنوعة.

4- مملكة المنتفق والعثمانيين من 1668م الى 1775م:

قبل الدخول في عهد حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب ينبغي معرفة بعض أبرز الأحداث في القرن السابق للحدث الرئيسي في هذا الموضوع وذلك لإعطاء تصور أفضل لفهم الأحداث السياسية والعسكرية لمملكة المنتفق ولإعطاء نبذه عن نفوذ وثقل مملكة المنتفق وحكامها التاريخي في المنطقة. لذلك سوف نسرد الأحداث بشكل موجز في هذا القسم ، يتضمن هذا القسم الحديث عن خمسة من حكام مملكة المنتفق ، وننقل هنا شجرة الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق والتي تشمل الشخصيات التي يغطيها هذا القسم من البحث والتي يغطيها هذا البحث بشكل عام ، وهذه الشجرة للمؤرخ الإنجليزي ستيفن هيمسلي لونكريك، في كتابه ( أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ) وهو كتاب يتحدث عن تاريخ العراق في الأربع قرون التي سبقت الحرب العالمية الأولى، وقد عمل مؤلف الكتاب كمفتشا إداريا بالعراق من قبل بريطانيا العظمى في الفترة التالية للحرب العالمية الأولى. وضع المؤلف شجرة لأسرة السعدون في الملحق الثاني في صفحة 420، وقد ذكر المؤرخ في كتابه أربع مشجرات لأربع أسر سوف يرد ذكر ثلاث منهم في هذا البحث ، وهذه الأسر هي : أسرة حسن باشا (أسرة المماليك ولاة بغداد والممثلين للدولة العثمانية) وأسرة الجليليين (ولاة مدينة الموصل) وأسرة البابانيين (ولاة امارة بابان في كردستان) وأسرة آل شبيب - آل سعدون (حكام مملكة المنتفق التي تشمل معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق).وقد وردت الأسر بالكتاب بالنص التالي:

1. أسرة حسن باشا.
2. أسرة الجليليين.
3. أسرة البابانيين.
4. أسرة آل شبيب (السعدونيون).


أولا- مانع بن شبيب:


كان وصول الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب (الجد الثاني للأمير ثويني بن عبدالله – جد والده) للحكم تأثير واضح على الأحداث في العراق وخصوصا فيما يتعلق بالدولة العثمانية ونفوذها ، يذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن لونكريك في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث) اتساع مملكة المنتفق وحدودها (الشمالية والشرقية والغربية) وذلك عن حديثه عن حاكم مملكة المنتفق (مابين عام 1668م – 1703م) الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب وعن نفوذه ومناطق حكمه بالعراق وخارجه ويقارن هذا النفوذ بنفوذ الحكام الأتراك في بغداد وشمال العراق وكيف أن الأمير مانع يفوقهم نفوذا ، ص: 150 (((ولم يدر في خلد أي باشا غريب أن يأمل نفوذا شاملا مثل نفوذه. فقد امتلك قسما من عربستان، وكان مسيطرا على ما بين دجلة وعربستان من سهول وأهوار، وأطاعته بدرة وجصان ومندلي، وقد غطت سطوته يومئذ على سطوة الحويزة، اما على الفرات فقد استولى على العرجة والسماوة والرماحية))). يذكر المؤرخ حسين خلف الشيخ خزعل في كتابه تاريخ الجزيرة العربية , ج1 ، ص:39 ، حدود مملكة المنتفق الجنوبية والغربية في نفس الفترة التي ذكرها ستيفن لونكريك (((وماكاد يحل القرن الثاني عشر حتى انتشرت الفوضى في نجد وعم الانقسام , وتوسعت الفرقة , وتفرقت الكلمة , وتعددت الامارة والمشيخات , فكانت الأمارة في العيينة لآل معمر , وفي الدرعية لآل سعود , وفي الرياض لآل دواس , وفي الأحساء لبني خالد , وفي نجران لآل هزال , وفي حائل لآل علي , وفي القصيم لآل حجيلان , وفي حدود نجد الشمالية وجنوب العراق لآل شبيب))).

وهذه خريطة تبين حدود مملكة المنتفق في عهده:


استطاع الأمير مانع بن شبيب آل شبيب أن ينتزع مدينة البصرة من العثمانيين ويجعلها عاصمة لدولته لثلاث مرات أخرها لمدة تقارب الأربع سنوات ، وقد كانت الدولة العثمانية ترسل له الحملات المتتابعة والتي كانت تعود كلها بخسائر كبيرة مماادى الى اصابة والي بغداد العثماني –أحمد باشا- بمختلف الأمراض نتيجة عجزه عن كسر شوكة حاكم مملكة المنتفق واستعادة ميناء العراق – مدينة البصرة – الى النفوذ العثماني ، يذكر المؤرخ العثماني نظمي زاده مرتضى افندي ، في كتابه كلشن خلفا، ص: 299 ((( انعمت الدولة العلية في بداية السنة 1102 على الوزير أحمد باشا بولاية بغداد ، وكان المشار اليه مشهورا بأسم أحمد باشا البزركان ، وقد وصلها في اليوم السابع عشر من شهر ذي الحجة وباشر أعماله. وفي خلال حكمه كان شيخ المنتفق الشيخ مانع يتولى الحكم على البصرة قهرا وتمردا ، وقد أرسلت اليه الدولة الحملة أثر الحملة ولكنه في كل مرة يتغلب عليها فتعود بالخسران ، ماأدت هذه الحالة الى اصابة الوالي بمختلف الأمراض لتأثره ، وأخيرا وفي اليوم الثاني من شهر شوال سنة 1103 انتقل الى رحمة الله ودفن بجوار المجتهد الأقدم والامام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه))). هذه الانتصارات العسكرية الكبيرة والمتتالية على الدولة العثمانية اضطرتهم الى طلب العون من دولة بني خالد في شرق الجزيرة العربية ، الا أن تدخل دولة بني خالد عسكريا أدى الى هزيمتهم أمام قوات حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب ومقتل أحد زعمائهم الأمير ثنيان بن براك آل حميد والذي كان مرشحا لحكم دولة بني خالد ، يذكر عبدالكريم المنيف الوهبي في كتابه بنو خالد وعلاقتهم بنجد 1080 - 1208 هـ/ 1669 – 1794م ، ص: 356 ((( بوفاة محمد تولى ابنه سعدون المرشح الأول للزعامة الخالدية مقاليد الحكم دون أي معارضة لاسيما أن ثنيان بن براك أحد المرشحين الأقوياء لتولي تلك الزعامة الخالدية كان قد قتل قرب البصرة أثناء قيادته لقوات بني خالد في صراعها مع المنتفق سنة 1103هـ / 1692م ))). ويشيرعبدالكريم المنيف الوهبي الى أن سبب هذه المعركة هو طلب العثمانيين من دولة بني خالد العون العسكري، وذلك في كتابه بنو خالد وعلاقتهم بنجد 1080 - 1208 هـ/ 1669 – 1794م ، ص: 391 (((فمن المستبعد أن ينسى بنوخالد هزيمتهم على يد مانع ومقتل ثنيان بن براك ، ولأن هذا الصراع كان سببه محاولة بني خالد القضاء على تمرد مانع بتحريض من سلطات البصرة العثمانية ))).

بعد ذلك حاولت الدولة العثمانية استمالة الأمير مانع بن شبيب ووصله عرض بمخصصات مالية من قبل الباب العالي مقابل ترك البصرة للعثمانيين ، وقد وافق الأمير مانع على ذلك ، الا ان أهل البصرة طردوا الوالي العثماني لاحقا واستنجدوا بالأمير مانع بن شبيب الذي رجع وأحتل البصرة عام 1694م – 1106هـ ، يذكر المؤرخ حمد بن لعبون ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى والثانية ، ولد قبل عام 1768م وتوفي عام 1844م، كتاب تاريخ حمد بن محمد بن لعبون ، احداث سنة 1106 هـ ، ص: 303 (((وفيها: ملك مانع بن شبيب البصرة))). هذه العوامل كلها أدت الى قيام الدولة العثمانية بالتجهيز لحملة إقليميه ضخمه ضد حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب ، هذه الحملة ضمت العديد من الألوية العثمانية في العراق وخارجه وضمت قوات حاكم الحجاز الشريف سعد بن زيد بالإضافة لقوات دولة بني خالد ، الا ان هذه الحملة فشلت بعد تحركها مباشرة وربما يعود السبب في ذلك الى حالة العثمانيين الاقتصادية في العراق وذلك بعد فقدهم لأهم مورد مالي لهم في العراق وهو مدينة البصرة (ميناء العراق) وبالتالي تفرقت قوات الحملة وعادت الى بلدانها ، يذكر عبدالكريم المنيف الوهبي في هامش كتابه بنو خالد وعلاقتهم بنجد 1080 - 1208 هـ/ 1669 – 1794م ، ص: 391((( سيرت حملة عسكرية كبيرة لاستعادة البصرة سنة 1107هـ ولكنها فشلت قبل الوصول للبصرة لسبب غير معروف فعادت قواتها الى بلدانها ، وقد شاركت في تلك الحملة جميع ألوية العراق اضافة الى القوى والقبائل المحلية المؤيدة للعثمانيين ، حتى ان الشريف سعد شريف مكة البعيد نسبيا كلف بالانضمام الى الحملة ، ومن المرجح مشاركة بني خالد في تلك الحملة نظرا لصراعهم مع المنتفق بزعامة مانع ولصلتهم القوية بالعثمانيين في تلك الفترة ))). ويذكر هذه الحملة أيضا مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي , موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , المجلد الخامس , ص :161 ((( بذل الوزير مافي وسعه لانقاذ البصرة وجعل معه الوزير حسين باشا محافظ ديار بكر بعساكره. وكذا ولاة كركوك والموصل والرها فهؤلاء أمروا مع كتخدا الباشا بالذهاب الى البصرة حتى أن الشريف سعد (شريف مكة) عين مع هؤلاء وعهد بالقيادة (الامارة) الى الوزير فلم يتيسر له السفر وأن والي ديار بكر حسين باشا توفي في بغداد. رأى الجيش فقدان الارزاق وقلتها فلم يبد رغبة ، وعاد أكثره الى مواطنه))).

هذه الحالة أجبرت الدولة العثمانية على التعاون مع عدوها اللدود الدولة الفارسية (في سابقة في تاريخ العراق) والتقت مصالح الدولتين على الحد من نفوذ هذه الدولة القوية (مملكة المنتفق) وحاكمها الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب ، وتم الاتفاق بينهما على قيام حاكم الحويزة (فرج الله) بالهجوم على البصرة وانتزاعها من الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب ، وهذا أخر ماكان يتوقعه الأمير مانع نظرا للعداء القائم بين العثمانيين والفرس .. ومايعنيه دخول الفرس للبصرة من أحتمال اندلاع حرب بين الدولتين الكبيرتين ( الدولة العثمانية والدولة الفارسية) ، وقد نجحت الخطة وتم انتزاع البصرة من الأمير مانع من خلال الجبهة الأقل تحصينا وهي الجبهة الفارسية ، حيث كانت قواته منتشرة في الطرق المتوقع هجوم عثماني منها وهذا ماأدى لخسارته للمدينة ، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو , ج 3 , ص: 595 , متحدثا عن عام 1109 هـ ((( وفي العام نفسه احتل فرج الله بموافقة الحكومة الفارسية والعثمانية البصرة والقرنه ))). يذكر عبدالكريم المنيف الوهبي في كتابه بنو خالد وعلاقتهم بنجد 1080 - 1208 هـ/ 1669 – 1794م ، ص: 391 ((( ومن المحتمل اشتراك بني خالد في الأحداث التي اعقبت ذلك فيما بين عامي 1103 – 1109 هـ ضد مانع الذي استقل بالبصرة ، وماادى اليه من موافقة العثمانيين على التعاون مع الفرس لاستعادتها منه عن طريق والي الحويزة ))).

بعد خسارة الأمير مانع لمدينة البصرة ضرب عليها حصارا طويلا ، وقد كان الاتفاق بين العثمانيين والفرس على تسليم المدينة بعد احتلالها للعثمانيين ، وهو ماقام به حاكم الدولة الفارسية من خلال ارسال مفاتيح المدينة بوفد للخليفة العثماني ، الا ان ولاة الفرس في داخل المدينة رفضوا التسليم وهذا ماادى الى عزل حاكم الحويزة (فرج الله) والذي هرب الى خصمه حاكم مملكة المنتفق الأمير مانع بن شبيب آل شبيب طالبا اللجوء والحماية من الفرس والعثمانيين وقد تناسى الأمير مانع العداء السابق واجاره ، تبع ذلك قيام العثمانيين بتجهيز حملة لإستعادة مدينة البصرة من ولاة الفرس وقد دعم الحملة الأمير مانع بن شبيب آل شبيب مقابل حصوله على عفو لدخيله حاكم الحويزة الأمير فرج الله، وبعد استرداد مدينة البصرة من قبل الحملة العثمانية والتي دعمها الأمير مانع بن شبيب، قام حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب بتجهيز حملة كبيرة لإعادة فرج الله لحكم الحويزة ، بدلا من عمه هيبة الله المعين كحاكم للحويزة من قبل حاكم الدولة الفارسية ، وقد نجحت قوات مملكة المنتفق بذلك، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو , ج: 4 ، ص: 51 ((( عزل فرج الله فطلب الحماية عند مانع ثم شن بمساعدة المنتفق حملة ضد عمه هيبة (الله). فتصدى له هيبة الله بواسطة قبائل الحويزة، آل كثير وآل خميس و آل فضول (بني لام) ، ولكن دون جدوى . ودخل فرج الله الحويزة منتصرا))).

كان هذا عرض موجز عن فترة حكم الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب (الجد الثاني للأمير ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب و جد الأمير سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب الذي عرفت الأسرة باسمه لاحقا) ، وهي الفترة التي هزمت فيها الدولة العثمانية في عدة معارك وخسرت العديد من ولاتها وقادة جيوشها في مواجهتها مع مملكة المنتفق ، حتى أطلق المثل ( أمنع من مانع) في العراق بعد أن أجبر الأمير مانع العثمانيين على التعاون ضده حتى مع ألد اعدائهم (الفرس) ، وسوف يكون هنالك باذن الله بحث مفصل وخاص بفترة حكم الأمير مانع لاحقا.

ثانيا- مغامس بن مانع:

بعد وفاة الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب حاكم مملكة المنتفق عام 1703م ، تولى الحكم ابنه الأمير مغامس ، وقد كانت الدولة العثمانية ترغب في إضعاف مملكة المنتفق تمهيدا لإسقاطها ولذلك كان العثمانيين على تواصل مع ابن عمه الأمير ناصر بن صقر بن شبيب آل شبيب (نافست ذرية الأمير الشريف صقر بن شبيب آل شبيب – التي دعمها العثمانين- ذرية الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب ، على الحكم من فترة حكم مغامس وحتى العام 1769م ، وقد كانوا حكام للسماوة وبدعم عثماني طوال الفترات التي لم يكونوا بها يحكمون مملكة المنتفق)، وقد استطاع الأمير مغامس بن مانع أن يهزم القوات العثمانية وقوات ولد عمه الأمير ناصر بن صقر آل شبيب عدة مرات قبل أن تتاح له الفرصة لإحتلال مدينة البصرة ، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي , في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , المجلد الخامس , ص :195 ((( استفاد الأمير مغامس بن مانع أمير المنتفق من انحلال البصرة فلم يبق فيها سوى المتسلم، فاستولى عليها))).

حكم الأمير مغامس بن مانع (وهو عم مباشر لوالد الأمير ثويني بن عبدالله) مدينة البصرة لما يقارب 4 سنوات (بعد أن انتزعها من العثمانيين) وأسس فيها حكم مدنيا وجعلها عاصمة لمملكة المنتفق , وعين قاضي للشرع (الشيخ سلمان) وأنشأ المدرسة المغامسية , واخذ الرسوم الجمركية على التجار الأجانب الاوربيين وغيرهم , وقدم اليه الأب (حنا الكرملي) طالبا منه لأسباب انسانيه صك حماية لكنيسة الكرمليين وقد اعطاه الأمير الشريف مغامس بن مانع آل شبيب صك الحماية بعد تصديقه من قاضيه الشيخ سلمان . يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، نص خطاب الأمير مغامس , موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , ج 5 , ص 196 (((توكلت على الله، تعلمون به الواقفون على كتابنا هذا من كافة خدامنا وعمالنا وضباطنا، بأنا أعطينا حامل الورقة (البادري حنا) على موجب ما بيده من فرمانات أولياء الدولة القاهرة، ومن أوامر الوزراء العظام، والأمراء الكرام، وله منا فوق زيادة الحشمة والرعاية، وقد أسقطنا عن خدامه وترجمانه الجزية والخراج، وكتبنا له هذا الكتاب سنداً بيده يتمسك به لذي الحاجة إليه، وعلى كتابنا هذا غاية الاعتماد، والله تعالى شأنه ولي العباد، وبه كفى.
حُرّر في ثاني وعشرين من شهر رجب الفرد سنة سبعة عشر وماية ألف.
الفقير مغامس آل مانع))).

وهذه صورة للوثيقة التاريخية:


وقد قام الأمير مغامس بن مانع بتأسيس المدرسة المغامسية في البصرة ، يذكرها مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، عند حديثه عن حكم المنتفق للبصرة , في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , المجلد الخامس , ص 210 (((ان حكم المنتفق على البصرة لم يكن عشائريا . وانما كان هنالك قاضي شرع . وان من بقايا أعمال الأمير مغامس المدرسة المغامسية منسوبة اليه . ولانعرف عنها تفصيلا أكثر من أنها كانت في أقاصي البصرة أسست لتدريس العلوم وأطعام الطعام للطلاب ))).

وقد كانت مدينة البصرة في الفترة السابقة لخضوعها لمملكة المنتفق قد شهدت تنافسا تجاريا حادا بين بريطانيا وهولندا ، استطاع الانجليز حسمه بالطرق السياسية ، مماأدى الى تكبد الهولنديين لخسائر كبيرة ، واستمر الوضع حتى دخل الأمير مغامس بن مانع الى البصرة وقلب موازين القوى في المنطقة ، يذكر المؤرخ حامد البازي ، في كتابه البصرة في الفترة المظلمه ، ص:117 ((( قيل ان خسارة الانكليز بلغت عشرة آلاف ليرة في شهر واحد حيث اقبل الناس على شراء البضائع الهولندية ولكن الانكليز عرفوا كيف يتدبرون الامر فاتصلوا بالحكومة في استنابول حيث فرضت الضرائب الكمركية على الحاجيات الهولندية بمقدار خمسة وعشرين بالمائة بينما خفضت الضريبة على البضائع الانكليزية الى ثلاثة بالمائة حتى بعد مرور شهرين فقدت البضائع الهولندية من أسواق البصرة لعدم اقبال الناس عليها بسبب غلائها. ثم عاد الهولنديون الى البصرة بعد احتلال الشيخ مغامس بن مانع للبصرة))).

وقد قام الأمير مغامس بن مانع وتأكيدا منه على انهاء أي مظهر لما تبقى من نفوذ العثمانيين في الخليج العربي بتوقيع اتفاقية تجارية مع الهولنديين ازاحت الإنجليز (حلفاء العثمانيين في تلك الفترة) من أسواق البصرة ، وصدق هذا العقد في الثاني عشر من الشهر نفسه من قبل قاضي مملكة المنتفق الشيخ سلمان ، حيث حضر اليه في 7 تشرين الثاني في عام 1705م الربان الهولندي (بيتر مكاره Peter Makare ) طالبا منه توقيع عقد اتفاق تجاري يتعلق بالبواخر الهولندية و بالتجارة بين الهولنديين وحكومة الأمير مغامس بن مانع في عاصمة مملكة المنتفق (مدينة البصرة ) وهو ما وافق عليه الأمير مغامس . يذكر المؤرخ حامد البازي في كتابه البصرة في الفترة المظلمه ، ص:117 ((( وبعد هذه المقابلة أصدر الأمير مغامس براءة وحماية بتاريخ 22 رجب 1117هـ - 1705م وعلى اساسها اصبح للهولنديين امتيازات خاصة كما قويت العلاقات بين الجانبين الى درجة اصبحت اسواق البصرة لاتجد فيها غير البضائع والسلع الهولندية))).

ونتيجه لذلك الأنهيار في سلطة الدولة العثمانية في العراق ومنطقة الخليج العربي وخوفهم من أن يتجه تفكير حاكم مملكة المنتفق شمالا الى بغداد ويطردهم منها فقد قامت الدولة العثمانية بتفريغ ولايات عديده من رجالها ومقاتليها وارسالهم الى العراق لإنتزاع البصرة من المنتفق وقد جرى دعم الجيش بقوات محافظ كركوك (يوسف باشا) وقوات والي ديار بكر (رجب باشا) ووالي الموصل (شهسوان باشا) وقاد الجيش والي بغداد (حسن باشا) والذي يعتبر تاريخيا أقوى ولاة الدولة العثمانية وهو المؤسس الحقيقي لحقبة المماليك في العراق , وقد كانت أوامر الخليفة العثماني حاسمة لحسن باشا بضرورة عودة البصرة الى نفوذ الدولة العثمانية , وقد تم تجهيز الجيش بالكثير من قطع المدفعية الجديدة بكامل عدتها وعتادها , ولم تشهد بغداد حتى ذلك الوقت مثل هذا التجمع الضخم عسكريا .

على الجانب المقابل كان الأمير مغامس بن مانع (حاكم مملكة المنتفق) قد جمع قواته والبالغ عددها أكثر من 100 الف مقاتل أكثر من نصفهم من القبائل الخاضعة لحكمه المباشر ( وهو تاريخيا أكبر جيش يقابل الدولة العثمانية في العراق والجزيرة العربية). يذكر جيش الأمير مغامس بن مانع مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، في كتابه موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , المجلد الخامس , ص: 206 ((( وكان جمع الأمير مغامس يبلغ نحو مائة ألف أو يزيدون. انتشروا في الصحاري والمواطن المجاورة))). ثم اندلعت أضخم معركة من الناحية العددية بين العرب والأتراك شهدها العراق بالحقبة العثمانية وقد استمر القتال لأكثر من أسبوع استخدمت فيها القوات العثمانية المدافع وخسر جيش الأمير مغامس بن مانع أكثر من عشرة آلاف مقاتل بسبب تفوق الأسلحة العثمانية. يذكر الدكتور علي الوردي ، الأمير مغامس وجيشه, في كتابه لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث , ج1, ص: 97 (((حتى بلغ عدد من معه مائة ألف أو يزيدون. والتقى هذا العدد الضخم بجيش حسن باشا في الصحراء على مقربة من البصرة , فوقعت بينهما معركة طاحنة قيل ان عدد القتلى فيها قد بلغ عشرة آلاف فتكدست جثثهم في ساحة القتال . وانتهت المعركة بانتصار جيش الحكومة فأخذ حسن باشا يعطي الذهب والفضة لكل من يأتيه برأس أحد القتلى أو بقلبه . واعتبرت تلك الواقعة من مفاخر حسن باشا , وحين عاد الى بغداد بعد الانتصار فيها استقبل استقبال الفاتحين ونظم الشعراء في مدحه قصائد عديدة- باللغة الفصحى والعامية – ولقبه بعضهم (أخو فاطمة) . ))) . ويرى مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي بأنه لو قدر لذلك الجيش ان ينتصر (جيش الأمير مغامس بن مانع) لنال العراق بأكمله استقلاله منذ ذلك الحين. فقد كانت قوات الأمير مغامس تتكون من قبائل مملكة المنتفق وقبائل أخرى من العراق وقبائل من بني خالد ومن قبائل نجد ، ولو كان النصر حليفه لمابقي للعثمانيين أي أمل للبقاء في نصف العراق الشمالي (ولاية بغداد وشمال العراق) . يذكرمؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، عند حديثه عن عرب العراق الذين شاركوا بجيش حاكم مملكة المنتفق الأمير مغامس بن مانع وتحت قيادته , موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , المجلد الخامس , ص 209 ((( ولو كانت هذه الحرب لصالحهم لاستقلوا من ذلك الحين ولأخفق سعي الدولة ولما بقي لها أمل في كل العراق))).

ويذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي عند حديثه عن العثمانيين والفترة التي تلت معركة الأمير مغامس (1708م) والنضال البطولي لقبائل المنتفق وشيوخهم آل سعدون الأشراف حكام مملكة المنتفق وكيف أنهم جعلوا الأتراك يخافون حتى من ظل العربي في العراق ،موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , المجلد الخامس , ص 209 ((( قارعهم العرب بعدها مقارعات وبيلة، رأوا العطب منهم وصاروا يخافون من ظل العربي وخياله ومن عرف أن المنتفق قارعوهم أكثر من مائة وسبعين سنة بعد هذا الحادث علم درجة هذه المطاحنات ومقدار النفوس الهالكة في هذا السبيل بل امتد ذلك أكثر وأكثر))). لقد كان وقع الفترة مابين عام 1690م – 1708م شديدا على العثمانيين حيث كادوا يفقدون العراق بأكمله عندما هزمهم حكام مملكة المنتفق آل سعدون الأشراف (آل شبيب سابقا) في تلك الفترة في الكثير من المعارك المتتالية وأجبروهم حتى على التعاون مع الدولة الصفويه (في سابقه من نوعها في تاريخ العراق) وانتزعوا منهم البصرة (أهم ميناء عثماني على الخليج) وافقدوهم مورادهم المادية من هذا الميناء . وعندما نجح حسن باشا باسترداد مدينة البصرة عام 1708م قام المؤرخ العثماني يوسف عزيز المولوي بتأليف كتابه (قويم الفرج بعد الشدة) الذي من اسمه يتضح الحال التي وصلها العثمانيين في تلك الفترة وكيف زلزل أبطال قبائل المنتفق العثمانيين وناضلوا نضال الأبطال لدرجة أن حسن باشا وهو من المماليك قيلت فيه القصائد ولقب بأخو فاطمه وهو غير عربي لكن من هول مارأوه انقلبت لديهم المفاهيم وأصبح يعتزي مثل العرب.

كان هذا عرض موجز عن فترة حكم الأمير الشريف مغامس بن مانع آل شبيب (عم الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا ، وهو عم والد الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب الذي يدور حوله هذا البحث) ، وسوف يكون هنالك باذن الله بحث مفصل وخاص بفترة حكم الأمير مغامس بن مانع لاحقا.


 

 

 

 

    

رد مع اقتباس