::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - قبيلة بنو سليم حكموا جزيرة البحرين بعد عهد القرامطة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2017, 12:44 PM   #1
 
إحصائية العضو








ساقان الدواسر غير متصل

ساقان الدواسر is on a distinguished road


:r-r-5: قبيلة بنو سليم حكموا جزيرة البحرين بعد عهد القرامطة

قبيلة بني سليم
بنو سليم حكموا جزيرة البحرين بعد عهد القرامطة (جزء من التاريخ المخفي)





الخبرعن بني سليم بن منصور من هذه الطبقة الرابعة وتعديد بطونهم وذكر أنسابهم وأولية أمرهم وتصاريف أحوالهم ونبدأ أولاً بذكر بني كعب وأخبارهم‏.‏ وأما بني سليم هؤلاء فبطن متسع من أوسع بطون مضر وأكثرهم جموعاً وكانت منازلهم بنجد‏.‏ وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس وفيهم شعوب كثيرة‏.‏ ورئاستهم في الجاهلية لبني الشريد بن رياح بن ثعلبة بن عطية بن خفاف بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم وعمرو بن الشريد عيظم مضر وأبناؤه صخر ومعاوية‏.‏ فصخر أبو الخنساء وزوجها العباس بن مرداس صحابي حضرت معه القادسية‏.‏ ومن بطون سليم‏:‏ عصية ورعل وذكوان الذين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتكوا بأصحابه فحمد ذكرهم‏.‏ وايضا من بطون سليم بنو عتبة نسبة الي عتبة بن فرقد السلمي ومنهم ال بن علي. وكان بنو سليم لعهد الخلافة العباسية شوكة بغي وفتنة حتى لقد أوصى بعض خلفائهم ابنه أن لا يتزوج فيهم‏.‏ وكانوا يغيرون على المدينة وتخرج الكتائب من بغداد إليهم وتوقع بهم وهم منتبذون بالقفر ولما كانت فتنة القرامطة صاروا حلفاء لأبي الطاهر ثم لما انقرض أمر القرامطة غلب بنو سليم على البحرين بدعوة الشيعة لما أن القرامطة كانوا على دعوتهم‏.‏ ثم غلب بنو الأصفر بن تغلب على البحرين بدعوة العباسية أيام بني بويه وطردوا عنها بني سليم فلحقوا بصعيد مصر‏.‏ وأجازهم المستنصر على يد اليازوري وزيره إلى إفريقية لحرب المعز بن باديس عند خلافته عليهم كما ذكرنا ذلك أولاً فأجازوا مع الهلاليين وأقاموا ببرقة وجهات طرابلس زماناً‏.‏ ثم صاروا إلى أفريقية كما يذكر في الخبر عنهم‏.‏ وبإفريقية وما إليها من هذا العهد من بطونهم أربعة بطون‏:‏ زغب وذياب وهبيب وعوف‏.‏ فأما زغب فقال ابن الكلبي في نسبته‏:‏ زغب بن نصر بن خفاف بن امرىء القيس بن بهنة بن سليم‏.‏ وقال أبو محمد التجاني من مشيخة التونسيين في رحلته أنه زغب بن ناصر بن خفاف بن جرير بن ملاك بن خفاف وزعم أنه أبو ذياب وزغب الأصغر الذين هم الآن من أحياء بني سليم بإفريقية‏.‏ وقال أبو الحسن بن سعيد‏:‏ هو زغب بن مالك بن بهنة بن سليم كانوا بين الحرمين وهم الآن بإفريقية مع إخوانهم ونسب ذياب بن مالك بن بهنة فالله أعلم بالصحيح من ذلك‏.‏ ونسب بن سعيد والتجاني لهؤلاء قريب بعضه من بعض ولعله واحد‏.‏ وسقط لابن سعيد جد‏.‏ وأما هبيب فهو ابن بهنة بن سليم ومواطنهم من أول أرض برقة مما يلي إفريقية إلى العقبة الصغيرة من جهة الإسكندرية فأقاموا هنالك بعد دخول إخوانهم إلى إفريقية‏.‏ وأول ما يلي الغرب منهم بنو حميد لهم أجرابية وجهاتها‏.‏ وهم عديد يرهبهم الحاج ويرجون إلى شماخ وقبائل شماخ لها عدد ولهم العز في هيب لكونها حازت خصب برقة الذي منه المرج‏.‏ وفي شرقيهم إلى العقبة الكبيرة من قبائل هيب بنو لبيد وهم بطون عديدة‏.‏ وبين شماخ ولبيد فتن وحروب‏.‏ وفي شرقيهم إلى العقبة الصغيرة شمال ومحارب والرئاسة في هاتين القبيلتين لبني عزاز وهم المعروفون بالعزة‏.‏ وجميع بطون هيب هذه استولت على إقليم طويل خربوا مدنه ولم يبق فيه مملكة ولا ولاية إلا لأشياخهم وفي خدمتهم بربر ويهود يحترفون بالفلاحة والتجر‏.‏ ومعهم من رواحة وفزارة أمم واشتهر لهذا العهد ببرقة من شيوخ أعرابها أبو ذؤيب‏.‏ ولا أدري نسبه فيمن هو وهو بعيد وهم يقولون من العزة وقوم يقولون من بني أحمد وقوم يجعلونه من فزارة لأن فزارة هنالك‏.‏ قليل عددهم والغلب لهيب فكيف تكون الرئاسة لغيرهم‏.‏ وأما عوف فهو ابن بهثة بن سليم ومواطنهم من وادي قابس إلى أرض بونة ولهم جذمان عظيمان‏:‏ مرداس وعلاق ولعلاق بطنان‏:‏ بنو يحيى وحصن‏.‏ وفي أشعار هؤلاء المتأخرين منهم مثل حمزة بن عمر شيخ الكعوب وغيره أن يحيى وعلاقا أخوان‏.‏ ولبني يحيى ثلاثة بطون‏:‏ حمير ودلاج ورياح ولحمير بطنان‏:‏ ترجم وكردم‏.‏ ومن ترجم‏:‏ الكعوب بنو كعب بن أحمد بن ترجم‏.‏ ولحصن بطنان‏:‏ بنو علي وحكيم‏.‏ ونحن نأتي على الحكاية عن جميعهم بطناً بطناً‏.‏ وكانوا عند إجازتهم على أثر الهلاليين مقيمين ببرقة كما ذكرناه‏.‏ وهنالك نزل عليهم القاضي أبو بكر بن العربي وأبوه حين غرقت سفينتهم ونجوا إلى الساحر فوجدوا هنالك بني كعب فنزل عليهم فأكرمه شيخهم كما ذكر في رحللته‏.‏ ولما كانت فتنة ابن غانية وقراقش الغزي بجهات طرابلس وقابس وضواحيها كما نذكر في أخبارهم كان بنو سليم هؤلاء فيمن تجمع إليهم من ذؤبان العرب وأوشاب فاعصوصبوا عليهم‏.‏ وكان لهم معهم حروب‏.‏ وقتل قراقش ثمانين من الكعوب وهربوا إلى برقة واستصرخوا برياح من بطون سليم ودبكل من حمير فصارخوهم إلى أن تجلت غمامة تلك الفتنة بمهلك قراقش وابن غانية من بعده‏.‏ وكان رسوخ الدولة الحفصية بإفريقية‏.‏ ولما هلك قراقش واتصلت فتنة ابن غانية مع أبي محمد بن أبي حفص ورجع بنو سليم إلى أبي محمد صاحب إفريقية‏.‏ وكان مع ابن غانية الدواودة من رياح وشيخهم مسعود البلط فر من المغرب ولحق به فكان معه هو وبنوه‏.‏ وبنو عوف هؤلاء من سليم الشيخ أبي محمد‏.‏ فلما استبد ابنه الأمير أبو زكريا بملك إفريقية رجعوا جميعاً إليه والشفوف للدواودة‏.‏ فلما انقطع دابر ابن غانية صرف عزمه الى إخراح رياح من إفريقية لما كانوا عليه من العيث بها والفساد فجاء بمرداس وعلاق وهما بنو عوف بن سليم هؤلاء من مواطنهم بنواحي السواحل وقابس ورئاسة مرداس يومئذ في أولاد جامع وبعده لابنه يوسف وبعده لعنان بن جابر بن جامع‏.‏ ورئاسة علاق في الكعوب لأولاد شيخة بن يعقوب بن كعب‏.‏ وكانت رئاسة علاق عند دخولهم إفريقية لعهد المعز وبنيه لرافع بن حماد وعنده راية جده التي حضر بها مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو جد بني كعب فيما يزعمون‏.‏ فاستظهر بهم السلطان على شأنه وأنزلهم بساح القيروان وأجزل لهم الصلات والعوائد وزاحموا الدواودة من رياح بمنكل بعد أن كانت لهم استطالة على جميع بلاد إفريقية‏.‏ وكانت أبة إقطاعاً لمحمد بن مسعود بن سلطان أيام الشيخ أبي محمد بن أبي حفص فأقبل إليه مرداس في بعض السنين عيرهم للكيل ونزولوا به فرأوا نعمة الدواودة في تلولهم تلك فشرهوا إليها وأجمعوا طلبها فحاربوهم فغلبوهم وقتلوا رزق بن سلطان‏.‏ واتصلت الفتنة فلما حضرهم الأمير أبو زكريا صادف عندهم القبول لتحريضه فاعصوصبوا جميعاً على فتنة الدواودة وتأهبوا لها‏.‏ وتكررت بينهم وبين رياح الحروب والوقائع حتى أزاحوهم عن إفريقية إلى مواطنهم لهذا العهد بتلول قسطنطينة وبجاية إلى الزاب وما إليه‏.‏ ثم وضعوا أوزار الحرب وأوطن كل حيث قسمت له قومه‏.‏ وملك بنو عوف سائر ضواحي إفريقية وتغلبوا عليه واصطنعهم السلطان وأثبتهم في ديوان العطاء‏.‏ ولم يقطع شيئاً من البلاد‏.‏ واختص بالولاية منهم أولاد جامع وقومه فكانوا له خالصة وتم تدبيره في غلب الدواودة ورياح في ضواحي إفريقية وإزعاجهم عنها إلى ضواحي الزاب وبجاية وقسطنطينة وطال بالدولة واختلف حالهم في الاستقامة معها والنفرة‏.‏ وضرب السلطان بينهم ابن علاق فنشأت الفتنة وسخط عنان بن جابر شيخ مرداس من أولاد جامع مكانه من الدولة فذهب مغاضباً عنها‏.‏ وأقام بناجعته من مرداس ومن إليهم بنواحي المغرب في بلاد رياح من زاغر إلى ما يقاربها وخاطبه أبو عبد الله بن أبي الحسن خالصة السلطان أبي زكريا صاحب إفريقية يومئذ يؤنبه على فعلته في مراجعة السلطان بقصيدة منها قوله وهي طويلة‏:‏ قد المهامه بالمهرية القود واطو الفلاة بتصويب وتصعيد ومنها قوله‏:‏ سلوا دمنة بين الغضا والسواجر هل استن فيها واكفات المواطر فأجاب عن هذه عنان بقوله‏:‏ خليلي عوجاً بين سلع وحاجر بهوج عناجيج نواج ضوامر يقيم في النزوع عنهم ويستعطف السلطان بعض الشيء كما نذكره في أخبار الدولة الحفصية ثم لحق بمراكش بالخليفة السعيد من بني عبد المؤمن محرضاً له على إفريقية وآل حفص وهلك في سبيله وقبر بسلا ولم يزد حال مرداس بين النفرة والأصحاب إلى أن هلك الأمير أبو زكريا واستفحل ملك ابنه المستنصر من بعده وعلا الكعوب بذمة قوية من السلطان‏.‏ وكان شيخهم لعهده عبد الله بن شيحة فسعى عند السلطان في مرداس وكأن ابن جامع مبلغاً سعايته واعصوصبت عليه سائر علاق فحاربوا المرداسيين هؤلاء وغلبوهم على الأوطان والحفظ من السلطان وأخرجوهم عن إفريقية وصاروا إلى القفر وهم اليوم به من جهة بادية الأعراب أهل الفلاة ينزعون إلى الرمل ويمتارون من أطراف التلول تحت أحكام سليم أو رياح ويختصون بالتغلب على قسطنطينة أيام مرابع الكعوب ومصائفهم بالتلول‏.‏ فإذا انحدروا إلى مشاتيهم بالقفر أجفلت أحياء مرداس إلى القفر البعيد ويخالطونهم على حلف ولهم على توزر ونفطة وبلاد قسطيلة أتاوة يؤدونها إليهم بما هي محى مواطنهم ومجالاتهم وتصرفهم ولأنها في من أعراضهم‏.‏ وصاروا لهذا العهد إلى تملك القفار بها فاصطفوا منه كثيراً وأصبح منه عمران قسطنطينة لهم مرتابا واستقام أمر بني كعب من علاق وفي رياسة عوف وسائر بطونهم من وسائر بطونهم من مرداس وحصين ورياح ودلاج ومن بطون رياح حبيب وعلا شأنهم عند الدولة واعتزوا على سائر بني سليم بن منصور بن واستقرت رياستهم في ولد يعقوب بن كعب وهم بنو شيحة وبنو طاعن وبنو علي‏.‏ وكان التقدم لبني شيحة بن يعقوب لعبد الله أولاً ثم لإبراهيم أخيه ثم لعبد الرحمن ثالثهما على ما يأتي‏.‏ وكان بنو علي يرادفونهم في الرياسة‏.‏ وكان منهم بنو كثير بن يزيد بن علي‏.‏ وكان كعب هذا يعرف بينهم بالحاج لما كان قضى فرضه وكانت له صحابة مع أبي سعيد العود الرطب شيخ الموحدين لعهد السلطان المستنصر أفادته جاهاً وثروة وأقطع له السلطان أربعاً من القرى أصارها لوالده‏.‏ كان منها بناحية صفاقس وبإفريقية وبناحية االجريد‏.‏ وكان له من الولد سبعة أربعة لأم وهم أحمد وماضي وعلي ومحمد وثلاثة لأم وهم‏:‏ بريد وبركات وعبد الغني‏.‏ فنازع أحمد أولاد شيخة في رئاستهم على الكعوب واتصل بالسلطان أبي إسحق وأحفظهم ذلك فلحقوا بالدعي عند ظهوره وكان من شأنه ما قدمنا‏.‏ وهلك أحمد واستقرت الرئاسة في ولده وكان له من الولد جماعة‏.‏ فمن غزية إحدى نساء بني يزيد من صنهاجة‏:‏ قاسم ومرا وأبو الليل وأبو الفضل ومن الحكمية‏:‏ فائد وعبيد ومنديل وعبد الكريم ومن السرية كليب وعساكر وعبد الملك وعبد العزيز‏.‏ ولما هلك أحمد قام بأمرهم بعده ابنه أبو الفضل‏.‏ ثم من بعده أخوه أبو الليل بن أحمد‏.‏ وعلت رئاسة بني أحمد هؤلاء على قومهم وتألفوا ولد إخوتهم جميعاً‏.‏ وعرفوا ما بين أحيائهم بالأعشاش إلى هذا العهد‏.‏ ولما كان شأن الدعي بن أبي عمارة‏.‏ وليس بأنه الفضل بن يحيى المخلوع وأوقع بالسلطان أبي إسحق وقتله وأكثر بنيه كما نذكره في موضعه‏.‏ لحق أبو حفص أخوه الأصغر بقلعة سنان من حصون إفريقية‏.‏ وكان لأبي الليل بن أحمد في نجاته ثم في القيام بأمره أثره وقع منه أحسن المواقع فاصطنعه به وشيد من رئاسته على قومه عندما أدال الله به من الدعي فاضطلع أبو الليل هذا بأمرهم‏.‏ وزاحم أولاد شيحة بمنكب قوي‏.‏ ولحق آخرهم عبد الرحمن بن شيحة ببجاية عندما اقتطعها الأمير أبو زكريا ابن السلطان أبي إسحق عن ملك عمه السلطان أبي حفص فوفد عليه مستجيشاً به ومرغباً له في ملك تونس يرجو بذلك كثرة رئاسته فهلك دون مرامه وقبر ببجاية وانقرضت رئاسة أولاد شيحة بمهلكه‏.‏ واستبد أبو الليل بالرئاسة في الكعوب ووقع بينه وبين السلطان أبي حفص وحشة فقدم على الكعوب مكانه محمد بن عبد الرحمن بن شيحة وزاحمه به أياماً حتى استقام على الطاعة‏.‏ ولما هلك قام بأمرهم ابنه أحمد واتصل أمر رئاسته ونكبه السلطان أبو عصيدة فهلك في سجنه وولي بعده أخوه عمر بن أبي الليل وزاحمه هراج بن عبيد بن حمد بن كعب إلى أن هلك هراج كما نذكره‏.‏ ولما هلك عمر قام بأمره في قومه أخوه محمد بن أبي الليل وكفل مولاهم وحمزة ابن أخيه عمر‏.‏ وكان عمر مضعفاً عاجزاً فنازعه أولاد مهلهل ابن عمه قاسم وهم‏:‏ محمد ومسكيانه ومرغم وطالب وعون في آخرين لم حضرني أسماؤهم فترشحوا للاستبداد على ولما ظهر هراج بن عبيد بن أحمد بن كعب وعظم ضغائنه وعتوه وإفساد الأعراب من احيائه السابلة وساء أثره في ذلك وأسف السلطان بالاعتزاز عليه والاشتراط في ماله‏.‏ وتوغلت له صدور الغوغاء والعامة فوفد على تونس عام خمسة وسبعمائة ودخل المسجد يوم الجمعة لابساً خفه‏.‏ ونكر الناس عليه وطأه بيت الله بخف لم ينزعه‏.‏ وربما قال له في ذلك بعض المصلين إلى جنبه فقال‏:‏ إني أدخل بها بساط السلطان فكيف الجامع فاستعظم الناس كلمته وثاروا به لحينه فقتلوه في المسجد وأرضوا الدولة بفعلهم‏.‏ وكان أمره مذكوراً‏.‏ وقتل السلطان بعد ذلك أخاه كيسان وابن عمه شبل بن منديل بن أحمد‏.‏ وقام بأمر الكعوب من بعد محمد بن أبي الليل وهراج بن عبيد مولاهم وحمزة أبناء عمر واستبد برئاسة البدو من سليم بإفريقية على مزاحمة من بني عمهم مهلهل بن قاسم وأقتالهم وفحول شولهم‏.‏ وانتقض أحمد بن أبي الليل وابن أخيه مولاهم ابن عمر على السلطان سنة سبع وسبعمائة واستدعيا عثمان بن أبي دبوس من مكانه بوطن دباب فجاءهما وأجلبا به على تونس‏.‏ ونزل كدية الصعتر بظاهرها‏.‏ وبرز إليهم الوزير أبو عبد الله بن برزيكن فهزمهم واستخدم أحمد بن أبي الليل‏.‏ ثم تقبض عليه واعتقل بتونس إلى أن هلك‏.‏ ووفد بعد ذلك مولاهم ابن عمر سنة ثمان فاعتقل معه‏.‏ ولحق أخوه حمزة بالأمير أبي البقاء خالد ابن الأمير زكريا صاحب الثغر الغربي من إفريقية بين يدي مهلك السلطان أبي عصيدة ومعه أبو علي بن كثير ويعقوب بن الفرس وشيوخ بني سليم هؤلاء‏.‏ ورغبوا أبا الأمير أبا البقاء في ملك الحضرة‏.‏ وجاءوا في صحبته وأطلق أخاه مولاهم من الاعتقال منذ دخول السلطان تونس سنة عشر وسبعمائة كما نذكره في خبره‏.‏ ثم لحق حمزة بالسلطان أبي يحيى زكربا بن اللعياني واتصلت به يده فرفعه على سائر العرب حتى لقد نفس ذلك عليه أخوه مولاهم‏.‏ ونزع إلى السلطان أبي يحيى الطويل أمر الخلافة‏.‏ ولي سبعاً ببجاية وثلاثين بعد استيلائه على الحضرة وسائر بلاد إفريقية فاستخلصه السلطان لدولته ونابذه حمزة فأجلب عليه بالقرابة واحداً بعد واحد كما نذكره‏.‏ وداهل أخوه مولاهم في مناصحة السلطان ومالأ حمزة على شأنه‏.‏ وربما نمي عنه الغدر فتقبض عليه السلطان وعلى ابنه منصور وعلى ربيبه زغدان ومغران بن محمد بن أبي الليل‏.‏ وكان الساعي بهم إلى السلطان ابن عمهم عون بن عبد الله بن أحمد وأحمد بن عبد الواحد أبو عبيد وأبو هلال بن محمود بن فائد وناجي بن أبي علي بن كثير ومحمد بن مسكين وأبو زيد بن عمر بن يعقوب ومن هوارة فيصل بن زعزاع فقتلوا لحينهم سنة اثنتين وعشرين وبعثت أشلاؤهم إلى حمزة فاشتد حناقه ولحق صريخاً بأبي تاشفين صاحب تلمسان لعهده من آل يغمراسن ومعه محمد ابن السلطان اللحياني المعروف بأبي ضربة قد نصبه للملك‏.‏ وأمدهم أبو تاشفين بعساكر زناتة وزحفوا إلى إفريقية فخرج إليهم السلطان وهزمهم برغيش‏.‏ ولم يزل حمزة من بعدها مجلباً على السلطان أبي يحيى بالمرشحين من أعياص البيت الحفصي وأبو تاشفين صاحب تلمسان يمدهم بعساكره‏.‏ وتكررت بينهم الوقائع والأيام سجالاً كما نذكره في مواضعه‏.‏ حتى إذا استولى السلطان أبو الحسن وقومه من بني مرين على تلمسان والغرب الأوسط سنة سبع وثلاثين وسبعمائة واستتبعوا بني عبد الواد وسائر زناتة أقصي حمزة عن فتنته وانقطع حبلها في يده ولحق بالسلطان أبي الحسن مستشفعاً به فتقبل السلطان أبو يحيى شفاعته وعفا له عن جرائمه وأحله محل الأصفاء والخلوص‏.‏ فشمر عن نصحه واجتهاده وظاهر قائده محمد بن الحكيم على تدويخ إفريقية وظهر البدو من الأعراب فاستقام أمر الدولة وتوثر مهادها‏.‏ وهلك حمزة سنة أربعين وسبعمائة بيد أبي عون نصر بن أبي علي عبد السلام من ولد كثير بن زيد المتقدم الذكر في بني علي من بطون بني كعب طعنه في بعض الحروب فأشواه وكان فيها مهلكه‏.‏ وقام بأمرهم من بعده ابنه عمر بمظاهرة شقيقه قتيبة‏.‏ ولكن أبا الليل تغلب على سائر الإخوة والقرابة واستبد برئاسة بني كعب وسائر بني يحيى وأقتاله بنو مهلهل ينافسونه ويرتقبون الإدارة منه‏.‏ وكان مساهمه في أمره معن بن مطاعن فزارة وزير أبيه‏.‏ وخرجوا على السلطان بعد مهلك حمزة أبيهم واتهموا أن قتل أبي عون إياهم إنما كان بممالأة الدولة فنازلوا تونس وجمعوا لمحاصرتها أولاد مهلهل أمثالهم‏.‏ ثم اختلفوا ورحلوا عن البلد وانخذل طالب بن مهلهل وقومه إلى السلطان‏.‏ ونهض في أثرهم فأوقع بهم في القيروان ووفدت مشيختهم على ابنه الأمير أبي العباس بقصره يداخلونه في الخروج على ابنه‏.‏ وكان فيهم معن بن مطاعن وزيرهم فتقبض عليه وقتله وأفلت الباقون‏.‏ وراجعوا الطاعة وأعطوا الرهن‏.‏ ولما هلك السلطان أبو يحيى وقام بالأمر ابنه عمر انحرفوا عنه وطاهروا أخاه أبا العباس صاحب الجريد وولي العهد وزحفوا معه بظواعنهم إلى تونس فدخلها وقتله أخوه عمر كما نذكره في موضعه وقتل معه أخاهم أبو الهول بن حمزة فأسعفهم بذلك‏.‏ ووفد خالد على صاحب المغرب السلطان أبي الحسن فيمن وفد عليه من وجوه الدولة وكافة المشيخة من إفريقية وجاء في جملته حتى إذا استولى على البلاد قبض أيديهم عما كانت تمتد إليه من إفساد السابلة وأخذ الأتاوة وانتزع الأمصار التي كانت متقطعة بأيديهم وألحقهم بأمثالهم من أعراب بلاد المغرب الأقصى من المعقل وزغبة فثقلت وطأته عليهم وتنكروا له وساء ظنه بهم وفشت غارات المفسدين من بداويهم بالأطراف فنسب ذلك إليهم ووفد عليه بتونس من رجالاتهم خالد بن حمزة وأخوه أحمد وخليفة بن عبد الله بن مسكين وخليفة بن أبي زيد من شيوخ حليم فسعى بهم عنده أنهم داخلوا بعض الأعياص من أولاد اللحياني من بني أبي حفص كما في رحلته وكما نذكره في موضعه فتقبض عليهم وبلغ خبرهم إلى الحي فتأشبوا بقسطيلية والجريد فظفروا بزنابي من بقية آل عبد المؤمن من عقب أبي العباس إدريس الملقب بأبي إدريس آخر خلفائهم بمراكش وقتيل يعقوب بن عبد الحق عند غلبه على الموحدين بمراكش واستيلاؤه على المغرب وهو أحمد بن عثمان بن إدريس فنصبوه وبايعوه واجتمعوا عليه‏.‏ وتأشبت معهم بنو عمهم مهلهل أقتالهم وكان طالب هلك وقام مكانه فيهم ابنه محمد فصرخهم بقومه واتفقوا جميعاً على حرب زناتة‏.‏ ونهض إليهم السلطان أبو الحسن من تونس فاتح تسع وأربعين فأجفلوا أمامه حتى نزل القيروان‏.‏ ثم ناجزوه ففضوا جموعه وملأوا حقائبهم بأسلابه وأسلابهم وخضدوا من شوكة السلطان وألانوا من حد الملك وخفضوا من أمر زناتة‏.‏ وغلبهم الأمم وكان يوم له ما بعده في اعتزاز العرب على الدول آخر الأيام‏.‏ وهلك أبو الليل بن حمزة فعجز عمر عن مقاومة إخوته واستبد بالرئاسة عليه أخوه خالد ثم من بعده أخوهما منصور‏.‏ واعتز على السلطان أبي إسحق ابن السلطان أبي يحيى صاحب تونس لعهده اعتزازاً لا كفاء له‏.‏ وانبسطت أيدي العرب على الضاحية وأقطعتهم الدولة حتى الأمصار وألقاب الجباية ومختص الملك وانتفضت الأرض من أطرافها ووسطها وما زالوا يغالبون الدولة حتى غلبوا على الضاحية وقاسموهم في جبايات الأمصار بالأقطاع ريفاً وصحراء وتلولاً وجريداً‏.‏ ويحرضون بين أعياص الدولة ويجلبون بهم على الحضرة لما يعطونه طعمة من الدولة‏.‏ ويريمهم السلطان بأقتالهم أولاد مهلهل بن قاسم بن أحمد يديل به منهم حتى أحفظوها‏.‏ ويجرش بينهم بقضاء أوطارها حتى إذا أراد الله إنقاذ الأمة من هوة الخسف وتخليصهم من مكاره الجوع والخوف وإدالتهم من ظلمات الموت بنور الاستقامة بعث همة السلطان أمير المؤمنين أبي العباس أحمد أيده الله لطلب إرثه من الخلافة‏.‏ فبعث من بالحضرة فانبعث لها من مكان إمارته بالثغر العربي ونزل إليه أمير البدو ومنصور بن حمزة هذا وذلك سنة إحدى وسبعين وسبعمائة على حين مهلك السلطان أبي إسحق مقتعد كرسي الحضرة وصاحب عصا الخلافة والجماعة‏.‏ وقام ابنه خالد بالأمر من بعده فنهض إلى إفريقية ودخل تونس عنوة واستولى على الحضرة سنة اثنتين بعدها وأرهف حده للعرب في الاعتزاز عليهم وقبض أيديهم عن المفاسد وذويهم فحدثت لمنصور نفرة عن الدولة ونصب الأمير أبو يحيى زكريا ابن السلطان ابن أبي يحيى جدهم الأكبر كان في أحياء العرب منذ سنتين كما نذكر ذلك كله في أخبار الدولة وأجلب به على تونس سنة ثلاث وسبعين فامتنعت عليهم ولم يظفروا بشيء وراجع منصور حاله عند السلطان وكشف عن وجه المناصحة‏.‏ وكان عشريته قد ملوا منه حسداً ومنافسة بسوء ملكته عليهم فغدا عليه محمد ابن أخيه أبي الليل وطعنه فأشواه وهلك ليومه سنة خمس وسبعين وافترق جمعهم‏.‏ وقام بأمرهم من بعده صولة ابن أخيه خالد بن حمزة ويرادفه أولاد مولاهم ابن عمر فجهد بعض الشيء في خدمة السلطان ومناصحته‏.‏ ثم رجع إلى العصيان وكشف القناع في الخلاف‏.‏ واتصل حاله على ذلك ثلاثاً وأدال السلطان منه ومن قومه بأقتالهم أولاد مهلهل ورياستهم لمحمد بن طالب فرجع إليهم رياسة البدو وجعل لهم المنع والإعطاء فيهم ورفع رتبهم على العرب‏.‏ وتحيز إليهم مع أولاد مولاهم بن عمر بن أبي الليل ونقلت أولاد حمزة سائر هذه الأيام في الخلافة ونهض السلطان سنة ثمانين إلى بلاد الجريد لتقديم رؤسائها عن المراوغة وحملهم على جادة الطاعة فتعرضوا لمدافعته عنها بإملاء هؤلاء الرؤساء ومشارطتهم لهم على ذلك‏.‏ وبعد أن جمعوا له الجموع من ذؤبان العرب الأعراب وذياب البدو فغلبهم عليها جميعاً وأزاحهم عن ضواحيها وظفر بفرائسه من أولئك الرؤساء وأصبحوا بين معقتل ومشرد‏.‏ واستولى على قصورهم وذخائرهم وأبعد أولاد حمزة وأحلافهم من حكيم المفر وجاوزوا تخوم بلادهم من جهة المغرب واعتزت عليهم الدولة اعتزازاً لاكفاء فنامت الرعايا في ظل الأمن وانطلقت منهم وقد كان اعتزاز هؤلاء العرب على السلطان والدولة لا ينتهي إليه اعتزاز ولهم عنجهية وإباية وخلق في التكبر والزهو غريزة لما أنهم لم يعرفوا عهداً للذل ولا يساومون بإعطاء الصدقات لهذا العهد الأول‏.‏ أما في دولة بني أمية فللعصبية التي كانت للعرب بعضها مع بعض يشهد بذلك أخبار الردة والخلفاء معهم ومع أمثالهم‏.‏ مع أن الصدقة كانت لذلك العهد تتحرى الحق بجانب الاعتزاز والغلظة فليس في إعطائها كثير غمط ولا مذلة‏.‏ وأما أيام بني العباس حين استفحال الملك وحدوث الغلظة على أهل العصابة فلإبعادهم بالقفر من بلاد نجد وتهامة وما وراءهما‏.‏ وأما أيام العبيديين فكانت الحاجة تدعو الدولة إلى استمالتهم للفتنة التي كانت بينهم وبين بني العباس‏.‏ وأما حين خرجوا بعد ذلك إلى قضاء برقة وإفريقية فكانوا ضاحين من ظل الملك‏.‏ ولما اصطنعهم بنو أبي حفص كانوا معهم بمكان من الذل وسوم الخسف حتى كانت واقعتهم بالسلطان أبي الحسن وقومه من زناتة بالقيروان فنهجوا سبيل الاعتزاز كغيرهم من العرب على الدول بالمغرب فتحامل المعقل وزغبة على ملوك زناتة واستطالوا في طلابهم بعد أن كانوا مكبوحين بحكمة التغلب على التطاول إلى مثلها والله مالك الأمور‏.‏ الخبر عن قاسم بن مرا من الكعوب القائم بالسنة في سليم ومآل أمره وتصاريف أحواله كان هذا الرجل من الكعوب من أولاد أحمد بن كعب منهم وهو قاسم بن مرا بن أحمد‏.‏ نشأ بينهم ناسكاً منتحلاً للعبادة‏.‏ ولقي بالقيروان شيخ الصلحاء بعصره أبا يوسف الدهماني‏.‏ وأخذ عنه ولزمه‏.‏ ثم خرج إلى قومه مقتفياً طريقة شيخه في التزام الورع والأخذ بالسنة ما استطاع‏.‏ ورأى ما العرب عليه من إفساد السابلة والخروج عن الجادة فأخذ نفسه بتغيير المنكر فيهم وإقامة السنة لهم ودعا إلى ذلك عشيره من أولاد أحمد وأن يقاتلوا معه على ذلك فأشار عليه أولاد أبي الليل منهم وكانوا عيبة له تنصح له أن ينكف عن طلب ذلك من قومه مخافة أن يلحوا في عداوته فيفسد أمره‏.‏ ودفعوه إلى مطالبة غيرهم من سليم وسائر الناس بذلك وأنه منعة له ممن يرومه خاصة فجمع إليه أباشاً من البادية تبعوه على شأنه والتزموا طريقته والمرابطة معه وكانوا يسمون بالجنادة‏.‏ وبدأ بالدعاء إلى إصلاح السابلة بالقيروان وما إليها من بلاد الساحل وتتبع المحاربين بقتل من يعثر عليه منهم بالطرق وغزو المشاهير منهم في بيوتهم واستباحة أموالهم ودمائهم حتى شردهم كل مشرد‏.‏ وعلت بذلك كلمته على آل حصن وصلحت السابلة بإفريقية ما بين تونس والقيروان وبلاد الجريد وطار له ذكر نفسه عليه قومه وأجمع عداوته واغتياره بنو مهلهل قاسم بن أحمد وتنصحوا ببعض ذلك للسلطان بتونس الأمير أبي حفص وأن دعوة هذا الرجل قادحة في أمر الجماعة والدولة فأغضى لهم عن ذلك وتركهم وشأنهم فخرجوا من عنده مجمعين على قتله‏.‏ ودعوه في بعض أيامهم إلى المشاورة معه على عادة العرب ووقفوا معه بساحة حيهم ثم خلصوا معه نجياً وطعنه من خلفه محمد بن مهلهل الملقب بأبي عذبتين فخر صريعاً لليدين والفم‏.‏ وامتعض له أولاد أبي الليل وطلبوا بدمه فافترقت أحياء بني كعب من يومئذ بعد أن كانت جميعاً‏.‏ وقام بأمره من بعده ابنه رافع على مثل طريقته إلى أن هلك في طلب الأمر على يد بعض رجالات آل حصن سنة ست وسبعمائة‏.‏ ولم يزل بنو أبي الليل على الطلب بثأر قاسم بن مرا إلى أن ظهر فيهم حمزة ومولاهم ابنا عمر بن أبي الليل وصارت إليهم الرئاسة على أحيائهم‏.‏ واتفق بعض الأيام اجتماع أولال مهلهل بن قاسم في سيدي حمزة ومولاهم في مشاتيهم بالقفر فأجمع اغتيالهم وقتلهم عن آخرهم بثأر ابن عمهم قاسم بن مرا ولم يفلت منهم إلا طالب بن مهلهل لم يحضر معهم‏.‏ وعظمت الفتنة من يومئذ بين هذين الحيين وانقسمت عليهم أحياء بني سليم وصاروا يتعاقبون في الخلاف والطاعة على الدولة وهم على ذلك لهذا العهد‏.‏ والرئاسة في بني مهلهل اليوم لمحمد بن طالب الخبر في بني مهلهل وأخيه يحيى والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين‏.‏


المصدر: تاريخ ابن خلدون: كتاب العبر وديوان المبتدا والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عناصرهم من ذوي السلطان الاكبر - عبدالرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي المغربي.

 

 

 

 

 

 

التوقيع

ناصر بن عبدالرحمن آل ساقان بن خلف آل مانع آل عمارالدوسري

    

رد مع اقتباس