حرمة الدم
الحمد لله الذي عصم دماء المسلمين وجعل في الاعتداء عليهم الجزاء الشديد في الدنيا والآخرة، فقال سبحانه: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْم.نا مُّتَعَمّ.دا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَال.داً ف.يهَا وَغَض.بَ اللَّهُ عَلَيْه. وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابا عَظ.يما» (النساء، الاية 93).
وقال عليه الصلاة والسلام: «لزوال الدنيا جميعا أهون عند الله من دم يسفك بغير حق»، ولعظم امر الدماء فهو اول امر يقضي الله فيه بين الناس يوم القيامة، كما اخبر عليه الصلاة والسلام.
ومما لا شك فيه انه لا يوجد انسان يقبل بالمجازر البشعة التي تحصل لاهلنا في سوريا، واسأل الله العظيم ان يفرج عنهم كربتهم ويعجل فرجهم ويرفع البلاء عنهم ونقول لهم اصبروا فالفرج قريب بإذن الله، ونصرتهم امر لا خلاف فيه بما يستطيع الانسان، لان هذا حق المسلم على اخيه المسلم.
ولكن المستغرب منه انقلاب الموازين في عقول البعض، فيقف مع الظالم من اجل طائفة او حزب، ولا ينظر الى عظم الجرائم التي تحدث، فنجد البعض اقام الدنيا على طلب استفتاء، وكان من السهل ان يرد عليه من جهة الفتوى، ويقال له طلبك غير صحيح، وان هناك اتفاقات ومعاهدات وينتهي الامر، ونجد الصمت الرهيب تجاه قتل المسلمين، ونجد الصمت الرهيب تجاه هدم مساجد المسلمين في سوريا.
ونجد الصمت تجاه مجازر الاطفال الذين ليس لهم ذنب، لماذا هذه المواقف؟ هل انقلبت الموازين في عقول البعض؟ هل اصبح لا يوازن بين طلب فتوى وقتل محقق مشاهد؟ اسأل الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعلنا ممن استرخص دماء المسلمين لاجل تعصبه لطائفته.
فلابد اذا من تكاتف الجهود لرفع الظلم عن المظلومين، وأذكر من غفل او اعماه التعصب حتى من الدعاء لاهل سوريا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «من خذل مسلما في موضع يحب نصرته فيه، خذله الله في موضع يحب نصرته فيه».. والله المستعان.
علي العبدالهادي
alial-abdulhady@hotmail.com
جريدة القبس الكوينية