ولد الشيخ عبدالله بن حمود بن عبد الرحمن الطريقي سنة 1337هـ بمدينة الزلفي وهو أحد أبناء أسرة "الطريقي" التي قدم جدها الأعلى من جنوب المملكة ، حيث وادي الدواسر ، قبل قرنين من الزمن، وأستوطنت الزلفي، وتفرق أبناؤها في السعودية والخليج.
درس الطريقي القرآن الكريم ، في الجامع الكبير بالزلفي ، على يد مطوع الزلفي الشهير ، الشيخ محمد بن عمر ، الذي لم يتردد مراراً من إبداء إعجابه بهذا الفتى وتوقع أن يكون له شأناً كبير، ويذكر زملاءه في الكتاتيب ، أنهم في الوقت الذي كانو لا يستطيعون قراءة الكلمة المكتوبة على اللوح ! كان المطوع ابن عمر يقوم بكتابة الكلمه بيده على الهواء ، ثم يقرأوها الطريقي. وبالفعل صدق ظن ابن عمر في تلميذه،فعند وفاة المعلم عام 1968م كان التلميذ قد ترك الوزارة النفطية، ليعمل مستشاراً نفطياً في أكثر من دولة عربية منتجة للنفط والغاز الطبيعي!
إنتقل الطريقي في طفولته إلى الكويت مع والده علم 1924م ومكث بها سنوات ، تعلم تعلم فيها ودرس مرحلة الإبتدائية ، ثم غادر إلى الهند ، حسب قول حمد الجاسر، وهناك تعرف على شيخ التجار العرب في الهند الشيخ محمد الفوزان، الذي توسط له في ضمه للبعثة السعودية، التي إقترحها الفوزان نفسه! وكان الطريقي تعلم الحساب واللغة الإنجليزية في الهند،على أن روبرت ليسي يذكر أن الشيخ عبدالله السليمان هو الذي أوصى بابتعاثه غلى القاهرة.
في عام 1933 م حلّ الطريقي طالباً في أرض الكنانة، درس بالمدرسة الخديوية، ثم إنتقل إلى ثانوية حلوان وتخرج منها سنة 1938م ، ليلتحق بجامعة الملك فؤاد (القاهرة حالياً) متخصصاً في الكيمياء والجيولوجيا ليتخرج سنة 1945م. ومما يذكر ماذكرة حمد الجاسر في مجلة العرب ، السنة 17 وهو يتحدث عن ذكرياته مع أفراد البعثة السعودية في مصر، (أن الطريقي من أكثر الطلبة السعوديين نشاطاً ، بحيث كان في إحدى السنوات ثاني تلميذ في القطر المصري).
ما من شك في أن الطريقي وما أبداه من جد وجتهاد في التحصيل الدراسي في جامعة فؤاد بالقاهرة ،كانت محل تقدير وإعجاب المللك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، الذي كان يتطلع بثاقب بصيرته، وحرصه على تعليم وتدريب وابتعاث الحريصين من أبناء شعبه، كي يسهموا في قيادة بلادهم وإدارة شؤونها. وهذه برقية موجهه لوزير المالية عبدالله بن سليمان، من لدن الملك عبدالعزيز والتي دعا فيها إلى إبتعاث أثنين من السعوديين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هما مهنا بن معيبد،وعبدالله الطريقي.
سيتبع عن سيرة هذا العلم .