[معلومات العضو ابن محمد الودعاني]

بسم الله الرحمن الرحيم

الواجب والعاطفة

نقلا عن موسوعة الامير خالد السديري رحمه

سؤل رحمه الله من احد الاشخاص

س/ حادث معين حرت فيه بين الواجب والعاطفة؟؟
في خلال عملي بأمارة( جيزان) وصلنا خبر شخص هارب ومتهم في جرائم قتل ..
وجردت حملة بنفسي وكان من اهدافها القبض عليه ..وكان الوصول اليه من اشق الامور ولاعتصامه بمناطق لايمكن ان تتصور صعوبة الوصول اليها...ثم انه هرب الى مناطق خارج حدودنا وكادت الظروف تجعل من المستحيل القبض عليه ..ولكن دراستي النفسية لعادات وتقاليد الأهالي جعلتني الجأ لحيلة تجبره على التسليم فمن عادة هذه القبيلة الطيبة الوفاء للجار مهما كان ثمن هذا الوفاء وكانت النظرة لحق الجار تبلغ القداسة ..
وفكرت في القبض على جاره وفعلا قبضت على جاره وبعثت به تحت حراسة قوية الى جيزان واعلنت بين الاهالي اننني لن اطلق سراحه مالم يسلم الهارب نفسه وحاول الهارب ان يترصد للقوة التي بعثتها مع الجار المقبوض عليه لينتزعه منها ولكن القوة لم تمكنه ..ولم عجز الهارب عن فك اسر جاره ...واحس بأنني جاد في سجنه ..لم يبت ليلة حتى لايلحقه العار وتقدم الى من تلقاء نفسه ليسلم نفسه ليضحي برقبته ..كان مثالا رائعا للوفاء بحق الجيرة واكبرت في القاتل وفاءه وشهامته وكان من حقي تنفيذ حكم قتله او سجنه او العفو عنه باقناع اولياء الدم بالعفو ولكني بعثت به الى السجن واطلقت في الحال سراح جاره او المصيدة التي صدنا بها القاتل ..وعشت فترة في صراع قاتل ..يجب قتله ولكن هناك معنى كبير يجب ان لا اقتله في نفوس الناس هو (الوفاء)
ان من واجبنا ان نعلم الناس الوفاء وحق الجيرة .
وفي هذه الاثناء صدرت الاوامر السامية بنقلي من امارة جيزان الى امارة الظهران فسلم السجين لأمير جيزان الي خلفني وكان اخي( محمد السديري)وهنا تقدم اولياء الدم يعلنون عن تنازلهم عن حقهم تقديرا لوفاء القاتل ..فاستأذن في التنازل عن الحق العام من اجل الوفاء ..وبهذا انقذ (الوفاء)الرجل

رابط الموضوع
http://www.k-alsudairi.com/