::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - لا عاصــم مـن الخــطأ
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2013, 09:57 PM   #1
 
إحصائية العضو







برق الدواسر غير متصل

برق الدواسر will become famous soon enoughبرق الدواسر will become famous soon enough


:e-e--3:. لا عاصــم مـن الخــطأ

فطرنا في هذه الحياة على الانغماس في ارتكاب الأخطاء، وحين ننظر إلى حياتنا الماضية نجد انها سارت تتنقل بنا من خطأ إلى خطأ تماما كما تتنقل بنا من صواب إلى صواب، لكن تنقلنا من صواب الى صواب نراه أمرا طبيعيا نتوقعه من أنفسنا ومن الحياة فلا يثير فينا شيئا، أما التنقل من خطأ الى خطأ فإنه يبدو لنا مستنكرا وأمرا جللا ويحز في نفوسنا وقوعه وغالبا نربط بينه وبين ما يحدث لنا من تعاسة ومنغصات وكدر.
عند التأمل في ماضي حياتنا ورؤية ما وقع منا من الأخطاء قد نلوم أنفسنا على ما حدث ونتمنى لو أننا كنا اكثر دراية ووعيا لنتفادى ما وقعنا فيه، وقد يعترينا نوع من الثقة في أننا لو عاد بنا الزمن الى الوراء لما فعلنا ما فعلناه بعد أن تعلمنا من أخطائنا ما يحمينا من تكرارها وربما نجزم في أعماقنا أن تلك الأخطاء التي مررنا بها لن تحدث ثانية في مقتبل أيامنا وأن مصل الوقاية منها سرى في دمنا ليعطينا المناعة التي نحتاج لتجنب ارتكاب أمثالها، فتطمئن نفوسنا ونتطلع الى المستقبل نلتمس فيه حياة أجمل متفائلين آمنين من تكرار الأخطاء.
لكن ذلك ما هو إلا وهم نعيشه ونخدع أنفسنا به لأن الحقيقة هي ان المستقبل لن يكون خاليا من الأخطاء، فالأخطاء كثيرة تصطف في الطريق عبر ايامنا المقبلة تنتظرنا كي نقع فيها، كل ما هنالك اننا لانستطيع رؤية تلك الأخطاء ولا تحديد ماهيتها أو مكان وزمن وقوعنا فيها. علينا أن نسلم بأننا مهما اعتقدنا في انفسنا الذكاء والفطنة ومهما ظننا أننا نستطيع تفادي الوقوع في الخطأ فإننا لن نفلح ولن نسلم من أن تصيدنا الأخطاء بشباكها فتفادي الوقوع في الخطأ سمة خارج إرادة البشر، بل إن هناك من الأخطاء ما نساق إلى الوقوع فيها بقوى خفية لا ندركها تقودنا بلا وعي منا مسلوبي الإرادة لنقع في المصير المحتوم حتى إذا ما انغمسنا في الخطأ وتلوثنا بوزره أفقنا من غيبوبتنا لنبدأ بمحاسبة أنفسنا ولومها على ما فعلت.
بيد ان اللوم والتقريع لا يفيد في شيء فهو لا يمحو الزلات ولا يريح النفوس المضطربة لما وقع منها، كما أنه ليس ضمانا لعدم تكرار الوقوع في الخطأ، فمن طبيعتنا البشرية أننا مهما تقدم بنا السن وظننا أننا تعلمنا من تجاربنا أو أن سنين العمر التي قطعناها أضفت علينا التبصر والحكمة بما يكفي ليعصمنا من الزلات، نظل نعاود الوقوع في الأخطاء مرة بعد مرة لا نملك من ذلك فكاكا.
وطالما أن هذه سنة الحياة التي أرادها الله لعباده، أن يسيروا في هذه الدنيا يتعثرون بين الخطأ والصواب، والنجاح والفشل، والرضا والسخط، والسرور والكدر، ثنائيات تلازم حياتهم ليس بيدهم الفكاك منها، فإن من الخير لنا أن نقبل الحياة كما هي بأخطائها وصوابها وخيرها وشرها، لكننا لا نفعل، رغم معرفتنا العقلية لذلك، فنحن متى وجدنا أنفسنا غارقين في مستنقع الفشل ضقنا به والتفتنا إلى الذات نلومها ونوبخها نراها سببا في المصير الذي إلنا إليه، وكان أولى بنا أن ننصرف عن تقريع الذات إلى تعلم كيف نرمم أخطاءنا لنخرج منها بأقل خسارة ممكنة. فهذه هي الخطوة الإيجابية التي قد تنفعنا.

 

 

 

 

 

 

التوقيع

    

رد مع اقتباس