::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - ملاحظات حول كتاب (قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام) للباحث مسفر بن محمد الشرافي (10 أجزاء)
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2008, 09:11 AM   #1
 
إحصائية العضو







عبدالكريم العماري غير متصل

عبدالكريم العماري is on a distinguished road


افتراضي ملاحظات حول كتاب (قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام) للباحث مسفر بن محمد الشرافي (10 أجزاء)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حول كتاب: ((قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام)) (1)
مسفر بن محمد الشرافي الدوسري



كثر في الآونة الأخيرة التأليف في أنساب القبائل ومحاولة إيجاد سلسلة نسب تربط حديثها بقديمها ومع أهمية هذا الطرح إلا أن بعضهم وقع في إشكالية ندرة الكتب التي تعنى بذلك في فترة ليست بالقصيرة من الزمان والإشكالية الأخرى تشابه أسماء القبائل مع قلة العارفين بعلم المؤتلف والمختلف بين القبائل، مما أوقع بعض المؤلفين في عدم التفريق بينها، ومن تلك الكتب التي اطلعت عليها كتاب ((قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام)) للأستاذ /عمر بن غرامة العمري -حفظه الله- والكتاب يقع في جزءين، صدرت طبعته الأولى عام 1411ه من قبل النادي الأدبي بأبها، وقد حصل لي تعليق على بعض هفواته - التي لا يخلو منها أي جهد بشري - وذلك في مجلة العرب ثم خرجت الطبعة الثانية عام 1420ه إصدار مكتبة دار الطحاوي فوجدتها قد لا تنقص عن سابقتها من ملاحظات في الأنساب والأعلام، على أن هذا لا يقلل من أهمية وجودة الكتاب، فرأيت نشرها في جريدتكم الغراء ليستفيد منها الباحث والقارئ، وقد رتبت هذه الملاحظات حسب ورودها في الكتاب وهي على النحو التالي:
1- في هامش 107/1: ذكر الكاتب - حفظه الله - في موضعين البيت المشهور في تخزع قبيلة خزاعة عند تفرق الأزد:

فلما هبطنا بطن مرّ تخزعت

خزاعة منا في ملوك(حلول) كراكر

ونسب الكاتب البيت إلى الشاعر عون الأنصاري معتمداً على نص ياقوت الحموي في معجم البلدان (مادة مرّ).

أقول: وقبله ابن هشام في السيرة نسب البيت لعون (1)، ووجدت أيضا في التيجان ونشوة الطرب نسبتها إلى عمرو بن أنيف الغساني، إلا أن أغلب المصادر تنسبها إلى شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه ومنها المسعودي في المروج وهو أيضاً معتمد في ذكر هذه الحادثة، وديوان حسان، وأخبار مكة، وفي اللسان، وغريب الحديث(2)، فحبذا ذكر الأقوال وتنبيه القارئ أو ذكر الأشهر.

2- في 108/1: أورد المؤلف - حفظه الله - قول عمران الكاهن : (ومن كان يريد خمراً وخميراً وذهباً وحريرا، وملكاً وتأميرا فليلحق بكوتى وبصرى) ثم شرح العبارة التالية في هامش الصفحة بأن (كوتى: هي الكويت الحالية، وبصرى: هي البصرة إحدى مدن العراق).

أقول:

أ. هذا القول ينسب لعمران الكاهن وينسب أيضا لظريفة (بالظاء وبالطاء) الكاهنة (3) فحبذا ذكر القولين كالقول في سابقه.

ب. كوتى صوابها كوثى بالثاء وليس بالتاء، وهو نص الطبري مرجع المؤلف (4)، وكذا أورده ابن كثير(5) وعند البكري في معجمه (6) كُوثى: بضم أوله وبالثاء المثلثة: وهي بالعراق معلومة..

ج. كوثى بلدة قديمة موغلة في القدم ومشهورة في العراق، وهي المدينة التي ولد فيها نبي الله إبراهيم عليه السلام، أما الكويت فهي حديثة النشأة وغير معروفة في كتب البلدانيات القديمة فضلاً عن الجاهلية. قال خالد السعدون: (ليست الكويت مدينة موغلة في القدم إذ لا يمتد تأريخها إلا قرابة ثلاثة قرون، فقد ابتدأ حين بنى أحد أمراء بني خالد الذين كانوا يحكمون هذه المنطقة حصناً أو كوتاً في موقع المدينة سنة 1070ه - 1660م، ومنذ ذلك الحين صغر "الكوت" على ألسنة الناس فأصبح "الكويت" (7) وكذا قال الرشيد والشملان في تاريخيهما(8). د. أما بُصرى: بضم الباء وسكون الصاد وراء وألف مقصورة فهي بليدة بالشام من أعمال دمشق وهي قصبة حوران، وإياها أراد ابن ميادة بقوله:

إذا هبطت بُصرى تقطع وصلها

وأغلق بوابان من دونها سترا(9)

وهي المعنية بقول الكاهن أو الكاهنة للأمور التالية:

(أ) ورود النص بُصرى (هكذا) فعلام تحريفه إلى البصرة..

(ب) لم تمصّر بصرة العراق إلا في الإسلام سنة (14) وقيل (17) من الهجرة، أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينما بُصرى الشام قديمة جدا، قال الحموي: مشهورة عند العرب قديماً وحديثاً(10)، ثم هي المعنية بقول المتلمس الشاعر الجاهلي:

لم تدر بُصرى بما آليت من قسم

ولا دمشق إذا ديس الكداديس(11)

(ج) أن آل جفنة الغساسنة منزلهم و قاعدتهم بُصرى الشام في جملتهم لا العراق.

وبهذا يعرف أن المقصود بالرواية: كوثى العراق وبُصرى الشام لا الكويت والبصرة كما ذكر المؤلف.

وقد وردت رواية أخرى عند الفاكهي والخطابي: (ومن كان يريد منكم الخمر والخمير، والديباج والحرير، والأمر والتدبير، فليلحق ببُصرى وغوير (وقالا) هما من أرض الشام فكان الذين سكنوها آل جفنة وغسان) (12). قال البكري في معجمه: الغوير بفتح أوله وكسر ثانيه على وزن فعيل موضع من أرض الشام(13).

أقول: لعل (غَوِير) أصح من كوثى لكونها توافق الكلام السابق سجعاً ولكونها في الشام وهي مسكن آل جفنة وغسان.

3- في 121/1ذكر المؤلف - حفظه الله - مذحَج بفتح الحاء المهملة. وذلك في أربعة مواضع في نفس الصفحة.

والصواب بكسر الحاء ولم أجد عند علماء النسب أو غيرهم من يفتحها، قال السيوطي: (المذحِجي): بفتح الميم وسكون المعجمة وكسر الحاء المهملة وجيم(14) وكذا رسمُها عند ابن حزم والحازمي والأصبهاني بكسر الحاء لا بفتحها (15).

4- في 130/1: ذكر الكاتب - وفقه الله - (بنو سهل بن بحر بن سوادة بن النخع، دخلوا في سبيع العزة "الأعزة" وينتشرون في نجد حالياً) وعلق في الهامش فقال: (سبيع "الأعزة" وهم بنو سبيع بن مصعب (هكذا) بن معاوية من همدان وهم غير سبيع الغلبة العامرية وبقي منهم في مواقعهم بني الحارث بن عجل بن الحارث بن سعد بن عمرو بن النخغ).

أقول: هنا خلط كثير فالكاتب لم ينسب قوله لمصدر فلعله نقل عن صاحب كتاب "إمتاع السامر" إذ اعتمد عليه الكاتب في كتابه، وهو مؤلَف لا يعول عليه..

أما سهل بن بحر فهم من لخم كما ذكر القلقشندي (16)، وفي موضع آخر: بنو بحر بن سوادة ابن عمرو بن الأزد (17)، ولم أجد أنهم من النخع.

أما بنو الحارث بن عجل على آخر النسب المزعوم فلم أجده في كتب الأنساب المعروفة.

5- في 133/1: ذكر المؤلف - حفظه الله - قبيلة الجحادر من قحطان فقال: (شاركت قبيلة الجحادر في الفتوحات الإسلامية، واستقر بعضهم في الكوفة والبعض الآخر لا يزالون في مواقعهم حتى يومنا هذا).

أقول: ليته أشار إلى مصادره في هذا، وأظنه خلط بين بني جحدر والجحادر فالأولى نسبة إلى جحدر وهو ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من بكر بن وائل وهم بطن كما حكاه الحازمي والقلقشندي (18) ولهم عدد وشهرة بالعراق (19)، بعكس جحادر قحطان فشهرتهم قريبة.

6- في 163/1: قال: (عنز بن وائل وهو قاسط بن هنب بن دعمي بن جديلة بن أكلب بن ربيعة بن نزار).

أقول الصواب: عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار كما حكاه الحازمي وغيره (20)، . وعلى هذا فقاسط أبو وائل، وأسد بدلا من أكلب إذ أكلب أخاه، وقد دخلوا في خثعم (21).

7- في 167/1: قال: (بنو هلال بن جشم من النخع من مذحج فهؤلاء هم الذين جاوروا بني سلول في أعالي منطقة بيشة، ثم رحلوا ودخلوا بالحلف في قبيلة يام الكبرى سنة (320ه) وهو الذي اعتمده البكري).

أقول: نص البكري وهو معتمده هكذا (وبعض بيشة لبني هلال وبعضها لسلول)(22) ولم يذكر هلال بن جشم وإنما ذكرها القلقشندي (23) ولم يذكر دخولها في يام ولا الحلف، فلعلها من استنتاجاته لوجود جشم في يام أو نقلا عن الإمتاع.

8- في 183/1: ورد (بنو يام بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان).

والصواب: أنهم بنو يام بن أصبى بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم ابن خيران بن نوف بن همدان (24).

9- في: 246/1: ذكر تحت عنوان قبيلة الدواسر: (هم أولاد دوسر بن مُرهبة بن وداعة بن عمرو بن عامر بن شعبة (هكذا) بن ثعلبة بن مازن بن الأزد).

أقول:

أ. دوسر لقب لمرهبة وليس ابناً له، قال الهمداني: - بعد أن ساق نسب مُرهبة - وهي مُرهبة الدوسر، سميت بذلك لما كان فيها من الخيل والرجل (25). ب. نسب مُرهبة كما في الإكليل (26) وغيره: مُرهبة بن الصعب بن دومان بن بكيل من همدان، وليست في الأزد.

ج. قوله (وداعة) الأشهر وادعة بتقديم الألف على الدال، قال الحازمي: (الوادعي) منسوب إلى وادعة بن عمرو بن عامر (27) وقال ابن دريد في الاشتقاق (28): بنو وادعة بطن ووادعة: فاعلة من ودعت الشيء، أي تركته، . وخالف السمعاني فقال: وداعة بتقديم الدال، وأوضح ابن الأثير الإشكال فقال: قال السمعاني وداعة والمعروف وادعة بتقديم الألف على الدال، وبين أن وداعة منسوب إلى أبي وداعة السهمي (29).

د. لا يوجد في سلسلة نسب عمرو بن عامر، شعبة والصواب في نسبه: عمرو بن عامر بن (حارثة بن امرئ القيس) بن ثعلبة بن مازن بن الأزد(30)، وعلى هذا يستبدل شعبة بحارثة بن امرئ القيس.

أما الصحيح في نسب قبيلة الدواسر، فهم أبناء الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر الأزدي، والأسد بن عمران يلقب بدوسر كما ذكر ابن الكلبي في "نسب معد واليمن الكبير" ومن قوله (هؤلاء بنو الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء يقال للأسد الدوسر لحاضنة حضنته يقال لها دوسر وهم ليسوا من غسان) (31).

وان كنت لا أرى تعليله صحيحا إذ كيف يطلق الدوسر وهو معنى يدل على القوة والدفع والخشونة والذكورية على امرأة حاضنة من صفاتها اللين والرأفة والحنان. فقد أبعد ابن الكلبي النجعة، فالدوسر لقب الأسد بن عمران تشبيهاً له بفتك الأسد إذ الأسد يقال له الدوسر، قال الشاعر يصف الأسد: (عبل الذراعين شديد دوسر)(32).ومن الأدلة على أن قبيلة الأسد يطلق عليها الدوسر قول ثابت بن كعب العتكي الاسدي (نسبة للأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء):


ألم تر دوسرا منعت أخاها

وقد حشدت لتقتله تميم

رأوا من دونه الزرق العوالي

وحيا ما يباح له حريم

شنوءتها وعمران بن عمرو

هناك المجد والحسب الصميم

فما حلموا ولكن نهنهتهم

رماح الأزد والعز القديم(33)

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس