::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - أبرز قضاة وعلماء مملكة المنتفق وأشهر مساجدها ومدارسها وأوقاف حكامها - أسرة السعدون الأشراف
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2012, 07:33 PM   #1
 
إحصائية العضو







عبدالله السعدون غير متصل

عبدالله السعدون is on a distinguished road


افتراضي أبرز قضاة وعلماء مملكة المنتفق وأشهر مساجدها ومدارسها وأوقاف حكامها - أسرة السعدون الأشراف



أرجوا التكرم بعدم الرد حتى أضع القسم الأخير من البحث (المصادر).

1- مقدمة:

يسلط هذا البحث الضوء على جانب مهم من تاريخ مملكة المنتفق ( المشهورة لدى الكتاب المتأخرين بامارة المنتفق مابين 1530م – 1918م) وتاريخ الأسرة الحاكمة فيها أسرة السعدون (الأشراف) ، هذا الجانب يتعلق بمظاهر الحكم المدني في هذه الدولة وبقضاتها تاريخيا وببعض الآثار العمرانية لأسرة السعدون مثل تأسيس المدن والمساجد والمدارس والأوقاف وببعض الآثار الاجتماعية لأسرة السعدون مثل تعيين القضاة في مملكة المنتفق ، ويبرز هذا البحث دور القضاء الشرعي في هذه الدولة: مثل تصديق قاضي مملكة المنتفق للاتفاقية التجارية بين هولندا ومملكة المنتفق عام 1705م وتصديقه ايضا على اتفاقية حماية المسيحيين في البصرة واعفاؤهم من الجزية والخراج ، ومثل حمل قاضي مملكة المنتفق (الذي كاد يعدم في قصر الخليفة العثماني) للخطاب السياسي الذي أرسله حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله عام 1787م والموجه للخليفة العثماني والذي صرح فيه بأول اعلان لاستقلال العراق بأكمله تاريخيا وطلب من الخليفة انهاء التواجد العثماني في العراق وما تبع ذلك من معارك ضخمة استخدمت فيها المدافع من قبل الطرفين (مملكة المنتفق والدولة العثمانية). ويعطي القسم الأخير من هذا البحث نبذة موجزة عن أسرة السعدون وعن مملكة المنتفق وعن قبائل اتحاد المنتفق الذي يمثل أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تاريخيا وتحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي.

يذكر مملكة المنتفق و قبائلها والأسرة الحاكمه فيها (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) ، المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، ويقارن أهمية اتحاد قبائل المنتفق (اكبر اتحاد للقبائل والعشائر شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي) بالقبائل الأخرى في العراق كما يقارن أهمية أسرة المشيخة فيه (أسرة آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) بأسر المشيخة الأخرى بالعراق ، وذلك عند بداية حديثه في قسم المنتفق من نفس الكتاب، ج:3 ، ص:590 (((مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى))).



يذكر قبائل المنتفق المؤرخ والشاعر السعودي خالد الفرج ، المولود في الكويت عام 1898م والمتوفى عام 1954م، في كتابه الخبر و العيان في تاريخ نجد ، ص: 203 (((المنتفق خليط من قبائل شتى تجمعهم رابطة التحالف والمجاورة والمصاهرات، إلى أن كونوا قبيلة كبيرة تحكمت في نواحي العراق، وكادت تستقل بحكمه))). يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، الوحدة العظيمة بين قبائل المنتفق والتي يرجع الفضل فيها الى آسرة آل سعدون الأشراف ، وهي الوحدة التي جعلت مملكة المنتفق وقبائلها وحكامها اللاعب الرئيسي في تاريخ العراق وجعلت معظم أحداث العراق مما يخصها ، وذلك في كتابه عشائر العراق ، ج4، قسم امارة المنتفق، ص27 (((كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها إلى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها))). يذكر هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى ، في كتابه عرب الصحراء ، وذلك عند حديثه عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق وأسرة المشيخة في اتحاد قبائل المنتفق – أسرة السعدون الأشراف وعند حديثه عن قبائل اتحاد المنتفق وعن شهرة اسم المنتفق في المجتمع العربي في تلك الفترة وعن بادية العراق (((وتاريخ تحالف المنتفق يرتبط ارتباطاً لا ينفصم بالسعدون ، واسم المنتفق ذاته كما يستخدم في العراق يشير فقط إلى العائلة الحاكمة وإلى عبيدها وأتباعها والذين يعتبرون جزءاً لا يتجزأ منها. ولا يوجد أحد من رجال القبائل في العراق يدعو نفسه منتفقي مع أنه قد يستخدم الكلمة عندما يكون في مكة أو دمشق حيث لا تعرف قبيلته الصغيرة في حين أن شهرة المنتفق على كل لسان في المجتمع العربي. ومكانة السعدون والتي تتمتع بأهمية سياسية كبرى في جنوب ما بين النهرين تعتمد بشكل رئيسي على أصولهم وبشكل جزئي على الجهل التركي الرسمي أو تجاهلهم بعلاقتهم بالقبائل. كما لا يجب أن يغرب عن البال أن السعدون يرتبطون بالنظام الاجتماعي للصحراء ولم يخضعوا لتأثيرات المحلية التي خضعت لها قبائل العراق ، والتي كانت مثلهم من المهاجرين من الجزيرة العربية والذين سبقوهم بالهجرة وهم لذلك أكثر اتصالاً بتقاليد وعادات ما بين النهرين. وقد حافظ آل السعدون على السمات التي تميز بدو الجزيرة العربية ، فهم من السنة ومن أهل البعير أي الإبل وديرتهم هي منطقة الحماد غربي الحي أو جنوب الفرات حيث حفروا أو أعادوا حفر الآبار في منازلهم القبلية المعتادة وإليها يعودون بعد هطول المطر المبكر وحيث يتمتعون بسلطتهم كزعماء مستقلين للصحراء))).

2- العلماء والقضاة المعينين من قبل آل سعدون في دولتهم - مملكة المنتفق:

حرص حكام مملكة المنتفق أسرة آل سعدون الأشراف ( التي كانت تعرف بـ آل شبيب سابقا) على منصب القضاء في عواصم دولتهم سواء في مدينة سوق الشيوخ التي أسسها حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف ثويني بن عبدالله أو مدينة البصرة حينما انتزعوها من العثمانيين وجعلوها عاصمة لمملكة المنتفق ، وفي هذا القسم نذكر العلماء والقضاة الذين عينهم آل سعدون الأشراف في المدينتين والذين وصلنا ذكرهم في كتب ومراجع التاريخ. يذكر المؤرخ النجدي عبدالله بن محمد البسام التميمي (المولود عام 1858م والمتوفى بعنيزة عام 1927م ) ، في كتابه تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق ، وذلك عند حديثه عن قبائل المنتفق في البصرة ... وعن المنطقة الواقعه في وسط مملكة المنتفق (مابين مدينة البصرة ومدينة سوق الشيوخ) ... وعن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق ( آل سعدون الأشراف) ، ص: 338(((وصار كل قبيلة منهم لهم نخيل معروفة وقرى معلومة من البصرة وأيديهم عليها . واستمرت بعدهم في أيدي أولادهم ثم أولاد أولادهم , وجعلوها ملكا لهم وعجز عنهم صاحب بغداد , وكانت الرئاسة على المنتفق لآل سعدون من آل شبيب وصاروا ملوكا وملكوا البصرة وسوق الشيوخ ومابينهما من باد وحاضر فهو تحت ايديهم))).

أولا- مدينة البصرة:

وصلنا ذكر اثنين من القضاة الذين عينهم آل سعدون الأشراف في مدينة البصرة ، وذلك عندما انتزعوها من العثمانيين في فترتين مختلفتين وجعلوها عاصمة لدولتهم (مملكة المنتفق). الفترة الأولى كانت في عهد الأمير الشريف مغامس بن مانع بن شبيب آل شبيب ( عم الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت الأسره باسمه لاحقا) ، وهو الذي واجهه الدولة العثمانية عام 1708م بأكبر جيش عربي يقابلهم تاريخيا في العراق والجزيرة العربية ( مائة ألف مقاتل أكثر من نصفهم من القبائل الخاضعه لحكمه المباشر) ، يذكر جيش الأمير مغامس بن مانع مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، في كتابه موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , المجلد الخامس , ص: 206 ((( وكان جمع الأمير مغامس يبلغ نحو مائة ألف أو يزيدون. انتشروا في الصحاري والمواطن المجاورة))). يذكر اتساع مملكة المنتفق في عهد والد الأمير مغامس (الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب) .. المؤرخ الإنجليزي ستيفن هيمسلي لونكريك ، في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث) ، وذلك عند حديثه عن اتساع مملكة المنتفق وحدودها (الشمالية والشرقية) .. وعن حاكم مملكة المنتفق (مابين عام 1668م – 1703م) الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب وعن نفوذه ومناطق حكمه بالعراق وخارجه .. ويقارن هذا النفوذ بنفوذ الحكام الأتراك في بغداد وشمال العراق ويبين كيف أن الأمير مانع يفوقهم نفوذا ، ص: 150 (((ولم يدر في خلد أي باشا غريب أن يأمل نفوذا شاملا مثل نفوذه. فقد امتلك قسما من عربستان، وكان مسيطرا على ما بين دجلة وعربستان من سهول وأهوار، وأطاعته بدرة وجصان ومندلي، وقد غطت سطوته يومئذ على سطوة الحويزة، اما على الفرات فقد استولى على العرجة والسماوة والرماحية))). علما بأن الأمير مانع بن شبيب آل شبيب حاكم مملكة المنتفق كان قد انتزع مدينة البصرة من العثمانيين ثلاث مرات أخرها لمدة تقارب الأربع سنوات ولم تستطع الدولة العثمانية أن تستردها منه الا بعد تعاونها مع الدولة الفارسية ضده في سابقه تاريخيه بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية ، حيث اضطرت الدولتان الى التعاون ضده وذلك للحد من نفوذه. يذكر المؤرخ حسين خلف الشيخ خزعل ، في كتابه تاريخ الجزيرة العربية ، حدود مملكة المنتفق (الجنوبية والغربية) في نفس الفترة التي ذكرها ستيفن لونكريك ، , ج1 ، ص: 39 (((وماكاد يحل القرن الثاني عشر حتى انتشرت الفوضى في نجد وعم الانقسام , وتوسعت الفرقة , وتفرقت الكلمة , وتعددت الامارة والمشيخات , فكانت الأمارة في العيينة لآل معمر , وفي الدرعية لآل سعود , وفي الرياض لآل دواس , وفي الأحساء لبني خالد , وفي نجران لآل هزال , وفي حائل لآل علي , وفي القصيم لآل حجيلان , وفي حدود نجد الشمالية وجنوب العراق لآل شبيب))).

الفترة الثانية كانت في عهد الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب ( ابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت الأسرة باسمه لاحقا) ، يذكر امتداد مملكة المنتفق في عهد حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله ، العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، وذلك عند حديثه عن بداية عهده بالحكم وعن كرمه ، قسم المنتفق ، ص: 401 (((وكان لما تولى ثويني بن عبد الله رئاسة المنتفق كما تولاها من قبله أبوه وجده وأبو جده. وجه في بادئ الأمر سطوته ونفوذه نحو الأعراب المنبثين من جنوبي بغداد إلى حدود الكويت. وكان يعد من أجود العرب في زمانه وأسخاهم. فاستتب له الأمر كما أراد))). ينقل أحمد الحجامي عن الرحالة أبو طالب خان (المعاصر للأمير ثويني) تعداد القوات التي يستطيع جمعها حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله ، وذلك في رسالته للماجستير بعنوان: ســوق الشيوخ مركز إمارة المنتفق ( 1761 – 1869 م) دراسة في أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وهو نص من كتاب رحلة أبي طالب خان إلى العراق وأوربا سنة 1213هـ /1799م (((أن الأمير ثويني العبدالله يستطيع أن يجيش جيشاً عدته بين الاربعين والخمسين الفاً))).

1-الشيخ سلمان:

لانعرف الا اسمه الأول وهو قاضي مملكة المنتفق في عاصمتها مدينة البصرة في عهد حاكمها الأمير الشريف مغامس بن مانع بن شبيب آل شبيب (عم الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا) ، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي عند حديثه عن حكم مملكة المنتفق للبصرة في تلك الفترة , موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , ج 5 , ص 210 (((ان حكم المنتفق على البصرة لم يكن عشائريا . وانما كان هنالك قاضي شرع . وان من بقايا أعمال الأمير مغامس المدرسة المغامسية منسوبة اليه . ولانعرف عنها تفصيلا أكثر من أنها كانت في أقاصي البصرة أسست لتدريس العلوم وأطعام الطعام للطلاب ))).

يظهر اسم هذا القاضي في كتب التاريخ من خلال تصديقه الشرعي على وثيقتين تاريخيتين مهمتين في تاريخ مملكة المنتفق والمنطقة الأقليمية . الوثيقة الأولى هي اتفاقية تجارية بين الهولنديين في الخليج العربي وميناء البصرة وبين مملكة المنتفق وأدت هذه الاتفاقية الى طرد بضائع الأنجليز (حلفاء العثمانيين في تلك الفترة) من البصرة ، والوثيقة الثانية وهي صك حماية لكنيسة الكرمليين في مدينة البصرة واعفاء المسيحيين من الجزية ، وكلا الوثيقتين تم تصديقهم من قبل قاضي مملكة المنتفق بتاريخ 1705م .

وكان الأمير الشريف مغامس بن مانع بن شبيب آل شبيب (عم الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت الأسره باسمه لاحقا) قد ضم مدينة البصرة لحكمه لما يقارب 4 سنوات (بعد أن انتزعها من العثمانيين) وأسس فيها حكم مدنيا وجعلها عاصمة لمملكة المنتفق، وعين قاضي للشرع (الشيخ سلمان) وأنشأ المدرسة المغامسية، واخذ الرسوم الجمركية على التجار الأجانب الاوربيين وغيرهم، وقد قام الأمير مغامس بن مانع وتأكيدا منه على انهاء أي مظهر لما تبقى من نفوذ العثمانيين في الخليج العربي بتوقيع اتفاقية تجارية مع الهولنديين ازاحت الإنجليز (حلفاء العثمانيين في تلك الفترة) من أسواق البصرة، وصدق هذا العقد من قبل قاضي مملكة المنتفق الشيخ سلمان، حيث حضر إليه في 7 تشرين الثاني في عام 1705 م الربان الهولندي (بيتر مكاره Peter Makare) لتوقيع عقد اتفاق تجاري يتعلق بالبواخر الهولندية وبالتجارة بين هولندا ومملكة المنتفق ممثلة بحكومة الأمير مغامس بن مانع في عاصمة مملكة المنتفق (مدينة البصرة). يذكر المؤرخ حامد البازي في كتابه البصرة في الفترة المظلمه، ص:117 (((وبعد هذه المقابلة أصدر الأمير مغامس براءة وحماية بتاريخ 22 رجب 1117 هـ - 1705 م وعلى أساسها أصبح للهولنديين امتيازات خاصة كما قويت العلاقات بين الجانبين إلى درجة أصبحت اسواق البصرة لاتجد فيها غير البضائع والسلع الهولندية))). وقد كانت مدينة البصرة في الفترة السابقة لخضوعها لمملكة المنتفق قد شهدت تنافسا تجاريا حادا بين بريطانيا وهولندا، استطاع الإنجليز حسمه بالطرق السياسية، مماأدى إلى تكبد الهولنديين لخسائر كبيرة، واستمر الوضع حتى دخل الأمير مغامس بن مانع إلى البصرة وقلب موازين القوى في المنطقة، يذكر المؤرخ حامد البازي، في كتابه البصرة في الفترة المظلمه، ص:117 (((قيل ان خسارة الإنكليز بلغت عشرة آلاف ليرة في شهر واحد حيث اقبل الناس على شراء البضائع الهولندية ولكن الإنكليز عرفوا كيف يتدبرون الأمر فاتصلوا بالحكومة في استنابول حيث فرضت الضرائب الكمركية على الحاجيات الهولندية بمقدار خمسة وعشرين بالمائة بينما خفضت الضريبة على البضائع الإنكليزية إلى ثلاثة بالمائة حتى بعد مرور شهرين فقدت البضائع الهولندية من أسواق البصرة لعدم إقبال الناس عليها بسبب غلائها. ثم عاد الهولنديون إلى البصرة بعد احتلال الشيخ مغامس بن مانع للبصرة))).

وقد قام الأمير مغامس بن مانع أيضا بتوقيع اتفاقية تتضمن صك حماية للمسيحيين في البصرة ، وهو ماكانوا يحصلون عليه تحت الحكم العثماني الا ان الأمير مغامس زاد على ذلك بإعفائهم من الجزية والخراج في سابقة تاريخية في الحقبة العثمانية ، ويوضح الخطاب التالي مظاهر الحكم المدني في مملكة المنتفق في تلك الفترة خصوصا اذا ماعلمنا أن الخطاب صدق من القاضي الشرعي قبل اعتماده. يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، نص خطاب حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مغامس بن مانع بن شبيب آل شبيب لحماية كنيسة الكرمليين والاعفاء من الجزية , موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , ج 5 , ص 196 (((توكلت على الله، تعلمون به الواقفون على كتابنا هذا من كافة خدامنا وعمالنا وضباطنا، بأنا أعطينا حامل الورقة (البادري حنا) على موجب ما بيده من فرمانات أولياء الدولة القاهرة، ومن أوامر الوزراء العظام، والأمراء الكرام، وله منا فوق زيادة الحشمة والرعاية، وقد أسقطنا عن خدامه وترجمانه الجزية والخراج، وكتبنا له هذا الكتاب سنداً بيده يتمسك به لذي الحاجة إليه، وعلى كتابنا هذا غاية الاعتماد، والله تعالى شأنه ولي العباد، وبه كفى.
حُرّر في ثاني وعشرين من شهر رجب الفرد سنة سبعة عشر وماية ألف.
الفقير مغامس آل مانع))).

وهذه صورة الوثيقة التاريخية:



2-الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن فيروز التميمي:

ولاه القضاء في مدينة البصرة عام 1787م (عاصمة مملكة المنتفق في تلك الفترة) حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب ( ابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا) ، يذكر الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام ترجمة للشيخ عبدالوهاب بن محمد بن فيروز ، كتاب علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج : 5 ، ص: 60 ((( الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ابن عبدالله بن فيروز بن محمد بن بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب الوهيبي التميمي النجدي ثم الأحسائي بلدا ... وقال والده وشيخه الشيخ محمد بن فيروز مانصه: وأما من كان قد أخذ من علماء الحنابلة عن الفقير فجماعة ، منهم ابني عبدالوهاب بن محمد بن عبدالله بن فيروز ، أخذ عني علم الفقه ، والحديث ومصطلحه ، والأصلين ، والمنطق ، وعلوم العربية من نحو وصرف ، وبيان الفرائض والحساب .. وغير ذلك))). يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند البصري ( المعاصر للأحداث ) ، عند حديثه عن الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن فيروز التميمي ، كتاب سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد ، ص : 96 ((( ورحل الى البصرة وحصل له فيها اتم الشهره وولاه ثويني بن عبدالله زمام احكامها وعرى حلها وابرامها حين تولى عليها ونزع سوار ملك حاكمها من يديها))). وكان الأمير ثويني بن عبد الله قد انتزع مدينة البصرة عام 1787 م من العثمانيين وجعلها عاصمة لمملكة المنتفق وطرد جميع موظفينها الأتراك ورحلهم للهند عن طريق البحر واستبدلهم بموظفين عرب من قبله، يذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن همسلي لونكريك، في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ص: 244(((وارسل ثويني في اليوم التالي قسما من خيالة المنتفك، فدخلت البصرة واستولت على السراي ثم فرقت الحامية وشتت شملها. ومع ذلك كله بقي البلد سالما من الاضطراب إلى أن دخل ثويني مع خمسة آلاف من رجاله في اليوم الثالث. فعادت حكومة البصرة عربية قبيلية))).يذكر الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف وسهيلة عبدالمجيد القيسي ، في هامش كتاب مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود ، عند حديثهم عن الأمير ثويني بن عبدالله وعن عدل حكومته التي أقامها في البصرة، ص: 82 ((( ويعد من اقوى أمراء هذه القبائل واكثرهم كفاءة، وتجلت كفاءته الإدارية حين انتزع البصرة من حكم العثمانيين سنة 1202هـ / 1787 ليقيم فيها حكومة عربية وصفها المعاصرون بالعدل))).

ولا نعرف اذا كان الشيخ عبدالوهاب بن فيروز التميمي هو الذي حمل الخطاب الموجه للخليفة العثماني بأول اعلان لاستقلال العراق بأكمله تاريخيا أو أن قاضي البصرة السابق هو الذي حمله ، حيث أنه بعد احتلال البصرة قام الأمير ثويني بن عبد الله آل شبيب (ابن أخ الأمير سعدون بن محمد، الذي عرفت الأسرة باسمه لاحقا) باعلان نفسه حاكما على كامل العراق (وبتأييد من قبائل مملكة المنتفق وقبائل الخزاعل وقبيلة العبيد) ، يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر للأحداث)، عند حديثه عن الأمير ثويني بن عبد الله، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود، القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية، مختصر الشيخ أمين الحلواني، ص: 281 (((فوصل البصرة، فأخذه الغرور وحدثته نفسه أن يملك العراق أجمع، فحاصر البصرة حتى ملكها))). وقد كان هذا الحدث هو أول اعلان تاريخي لاستقلال العراق بأكمله في العهد العثماني، حيث كانت أسرة السعدون في تلك الفترة تحكم نصف العراق الجنوبي وتتقاسم السيطرة على مدينة البصرة مع العثمانيين بعد أن قامت بتحريرها من الفرس ، بينما كان العثمانيين يحكمون نصف العراق الشمالي. وقد سعى الأمير ثويني بن عبد الله لضم القسمين كلاهما تحت حكمه وطرد الأتراك من العراق بشكل كامل في سابقة تاريخية لم يسبقه اليها أحد ولم يكررها أحد بعده، وأسس أيضا مجلسا استشاريا للحكم لكامل عرب العراق في سابقه تاريخيه أيضا ، وقد أرسل خطابا سياسيا بذلك للخليفة العثماني (خطاب موقع من قبل وجهاء العراق في تلك الفترة وحمله قاضي البصرة الذي كاد يعدم في قصر الخليفة العثماني) ويتضمن هذا الخطاب حفظ كرامة الدولة العثمانية بالإضافة إلى وصول الأمير ثويني بن عبد الله إلى هدفه (طرد العثمانين من العراق)، حيث يشمل قبول الأمير ثويني بن عبد الله بتبعية العراق الجديد الأسمية للدولة العثمانية مقابل أعترافها بحكمه للعراق رسميا وبدون أي تواجد عثماني فيه أو الحرب في سبيل طردهم منه، يذكر وصول مفتي البصرة لمقر الخليفة العثماني وهو يحمل هذا الخطاب، العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، قسم المنتفق، ص: 406 (((فلما وصل (الآستانه) عرضها على أعتاب السلطنة فغضبت غضبا شديدا وكادت أن تأمر بصلب المفتي لولا تدارك بعض العلماء ذلك اكراما للعلم))).

وقد تبع الاعلان معركة فاصلة كبيرة وعنيفة استخدمت فيها مملكة المنتفق المدافع ضد العثمانيين، يذكر د. علي الوردي، في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج1، ص:177 (((في شهر آذار من عام 1787 توجه سليمان باشا على رأس جيش كبير نحو البصرة عن طريق الفرات. وفي 13 تشرين الأول وقعت المعركة الفاصلة بين الفريقين في موقع "أم الحنطة" قرب البصرة، وقد أستخدمت العشائر فيها المدافع))). يذكر المؤرخ جعفر الخياط، في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة، عند حديثه عن أهمية المعركة حيث كان يترتب على نتيجتها بقاء أو فناء الوجود العثماني في كل العراق كله ،ص: 217 (((فالتحم الجمعان في موقع يقال له (أم الحنطة). وهناك وقعت معركة عنيفة اشترك فيها سليمان باشا بنفسه، ونزل إلى الميدان منتضيا سيفه، فأخذ يقاتل قتال المستميت، لأن الموقعة كانت من المواقع الحاسمة التي يتقرر فيها مصير المماليك، ويحجز فيها بين بقاء حكومتهم وزوالها من الوجود نفس واحد لاغير. واستقتلت القوات العربية في النضال والطعان، وهي تعرف انها كانت تقاتل من أجل شرف أمتها وعروبتها في عقر دارها))). يذكر المؤرخ الشيخ علي الشرقي ، في كتابه ذكرى السعدون (الصادر عام 1929م) ، عند حديثه عن المخلفات الثمينة لفترة حكم آل سعدون وعن أول من سعى لإستقلال وحكم العراق بأكمله وهو الأمير الشريف ثويني بن عبدالله حاكم مملكة المنتفق ، ص: 31 ((( ايجاد الفكرة العربية وبعث القضية من مرقدها ومحاولة استرجاع الدولة العربية التي كانت معرسه في هذا القطر ، فان اول من استفز للقضية بعد ان دثرت ومزقتها اعمال المغول والتاتار والاتراك والفرس هم آل سعدون ، فأول ساع للبعث و أول دماغ حمل الفكرة الصالحة هو دماغ الشيخ ثويني العبدالله ، فسعى لعقد حلف عربي يتكون من اضلاع ثلاثة عقيل وخزاعة والمنتفق ، تكون غايته طرد الأتراك من العراق و تأسيس دولة عربية ))).

لمزيد من التفاصيل حول هذا الحدث وماسبقه وتبعه من أحداث تاريخية مهمه يمكن الرجوع للبحث التالي والذي يستند الى أكثر من سبعين مرجع تاريخي الكثير منها معاصر للأحداث:

آل سعدون الأشراف وأول إعلان تاريخي ومحاولة لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م

http://www.alduwaser.org/vb/showthread.php?t=62683

ثانيا - مدينة سوق الشيوخ:

وصلنا العديد من أسماء القضاة الذي عينهم آل سعدون فيها ، وقد أسس المدينة حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب ( ابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت الأسرة باسمه لاحقا ) وذلك في عام 1780م. يذكر الرحالة الفارسي محمد آغا ، عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ قبل العام 1820م ، حيث مر بها ووصف من كان يقيم في المدينة وحولها وهم عشرون ألف بيت معظمهم من قبائل اتحاد المنتفق ، يذكر السيد محمد آغا الفارسي ، كتاب رحلة المنشي البغدادي الى العراق ، رحلته عام 1820م ، ص: 146 (((ومن السماوة الى سوق الشيوخ ثمانية عشر فرسخا وفي هذه البلدة عشائر المنتفق، يسكنون السوق وفي أنحائه، وعدتهم عشرون ألف بيت وهم في جانبي الفرات ، ومذهبهم مذهب أحمد بن حنبل ، وبعضهم شيعة ))). وقد أسس الأمير ثويني بن عبدالله المدينة لتكون عاصمة لمملكة المنتفق ومركزا تجاريا يتيح لأسرته (آل سعدون) السيطرة على تجارة المنطقة ، يذكر مدينة سوق الشيوخ ، أ.د. عماد محمد العتيقي ، وذلك عند حديثه عن الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن سيف بن أحمد بن محمد العتيقي (في عام 1820) ، مقالة عبدالرحمن بن عبدالله بن سيف العتيقي – صاحب الختمة العتيقية (((كان المترجم كما ذكر أعلاه يمتهن التجارة ويدير نشاط أسرته من الكويت. وكان أخوه سيف يدير فرع الشركة في الهند وابن أخيهما عبدالعزيز بن منصور يدير فرع الشركة في سوق الشيوخ وهي مركز تجارة أهل الكويت ونجد في العراق))). يذكر الكسندر أداموف ، القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابه ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها ، وذلك عند حديثه عن مدينة سوق الشيوخ والطاعون الذي اجتاحها في القرن التاسع عشر ، ص: 55 ((( وعندما اجتاح الطاعون في 1831 العراق بأجمعه وجه أول ضربة لرفاهية هذا المركز التجاري العربي الصرف))).

وسوف يأتي الحديث عن المدينة عند الحديث عن جامعها الكبير في القسم التالي من البحث.

1-عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي آل مبارك التميمي:

هو عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي بن حمد من أسرة آل مبارك التميمي ، أرسل له حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف حمود بن ثامر السعدون سنة 1213هـ (1798م) كتاباً يشكو فيه (فشوّ الجهل، وانتشار البدع بين البوادي في العراق، ويطلب منه الانتقال إليه لنشر العلم، والوقوف في وجه دعاة الضلال)، فقدم إليه الشيخ مبارك بصحبة أولاده، وحل محل الإجلال والتقدير ناشراً كتاب الله، وسنة نبيه، ومشتغلاً بالتأليف حتى توفي سنة 1230هـ (1815م)، ودفن في تل اللحم قرب مدينة سوق الشيوخ، وظل أبناؤه على علاقة وطيدة بمملكة المنتفق وحكامها آل سعدون الأشراف وقتاً طويلاً. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 5 ، ص: 427 ((( الشيخ مبارك بن علي بن حمد بن قاسم بن سلطان بن محمد الملقب (هميلان) بن سعود من بني جندب من بني عمرو أحد بطون بني تميم ، تلك القبيلة المشهورة ... حمل معه أهله وأولاده الى العراق ، وصار في ضيافة أمير المنتفق الشيخ حمود بن ثامر السعدون ، وكان كريما جوادا شجاعا ، صاحب علم ووقار ، والشيخ المترجم من العلماء الكبار ومن الدعاة الى الله تعالى ، وقد بقي عند آل سعدون حتى وفاته سنة 1230 هـ . رحمه الله تعالى ... له تلاميذ كثيرون في كل البلدان التي أقام فيها، ولكنهم لم يدونوا ، وهؤلاء بعض من عثرنا عليهم:1- الشيخ العلامة عثمان بن سند النجدي ثم البصري.2- غالب علماء الأحساء من تلاميذه.3- غالب علماء المبرز من تلاميذه ))).

2- الشيخ عبدالرحمن بن مبارك آل مبارك التميمي:

هو الشيخ عبدالرحمن ابن عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي آل مبارك التميمي ، بقي لعدة سنوات بعد وفاة والده الشيخ مبارك في عاصمة مملكة المنتفق لدى آل سعدون الأشراف ، وقد شهد على وقفين للكتب العلمية أوقفهم الأمير الشريف علي بن ثامر السعدون عام 1231هـ ، سوف يأتي ذكرهم في القسم التالي من البحث ضمن أوقاف آل سعدون. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 147 ((( المترجم هو ابن الشيخ (مبارك) .... وقد بلغ المترجم من العلم مبلغا كبيرا ، حتى صار يلقب بأنه (مالك الصغير) ، وقد بقي في الأحساء مفيدا نافعا في المجال العلمي حتى توفي، ووفاته حوالي سنة 1240هـ . رحمه الله تعالى))).

3- الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن مشرف التميمي:

كان الشيخ عبدالعزيز بن مشرف قاضيا في الدرعية في عهد حاكم الدولة السعودية الأولى الامام سعود ثم ابنه عبدالله ، وبعد استيلاء ابراهيم باشا عليها ، أصبح الشيخ قاضيا في عنيزه ثم انتقل الى عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بطلب من حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف حمود بن ثامر السعدون ، وأصبح قاضيا فيها حتى وفاته بعد سنة 1240هـ . يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 319 ((( الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم بن حمد بن عبدالوهاب بن موسى بن عبدالقادر بن رشيد بن بريد بن بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب ، فنسبه من الوهبة أحد أفخاذ بني حنظلة ، الذي هو البطن الكبير الشهير من قبيلة بني تميم المعروفة، والمترجم سبط مجدد الدعوة السلفية الشيخ محمد بن عبدالوهاب فهو ابن ابنته ... وكان مع هذا صاحب عقل راجح ، وفكر ثاقب ، ولسان بليغ ، وذكاء مفرط ، وقد تولى القضاء في الدرعية زمن الامام سعود وابنه عبدالله ، ولمكانته اختاره الامام سعود في سفارة الى امام صنعاء ، فكفى في مهمته ... وبعد هجوم ابراهيم باشا على الدرعية واستيلائه عليها ، ارتحل المترجم الى عنيزة فولي قضاءها ... ثم تحول الى سوق الشيوخ فولاه شيخ المنتفق قضاءها الى أن توفي بها بعد الأربعين والمائتين والألف ))).

4- الشيخ عبداللطيف بن محمد بن سلوم التميمي:

تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ ، بعد وفاة قاضيها السابق الشيخ عبدالعزيز بن مشرف . وقد كان مكرما لدى حكام مملكة المنتفق آل سعدون الأشراف ، يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 574 ((( الشيخ عبداللطيف بن محمد بن علي بن سلوم بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان الوهيبي التميمي نسبا ، الزبيري مولدا ومنشأ، النجدي أصلا . انتقل والده من العطار – احدى قرى سدير – الى الأحساء لتلقي العلم على الشيخ محمد بن فيروز ، ثم انتقل الى الزبير .... ثم تحول مع والده الى سوق الشيوخ وحكامها المنتفق فطلبوا من والده أن يشير على المذكور ليتولى قضاءها وخطابتها ، فامتنع ، فلم يزالوا به حتى حلف شيخ المنتفق: ان لم يتول لأولين فلانا – لرجل غير صالح – للقضاء ولا للامامة ، فرأى أن الأمر متعين عليه لئلا تضيع الأحكام بتولية أهل الجهل والظلم ، فرضي وباشر بعفة وديانة وصيانة وتثبت وتأن في الأحكام ، ومراجعة والده فيما أشكل عليه ... وكان محببا الى الناس الخاص والعام ، مكرما عند الحكام ، لاترد له شفاعة ولايلثم له رجاء ، حسن في أخلاقه وورعه وعفافه وعبادته وجريه على نهج السلف ... فأصيب ومات شهيدا بالطاعون عام 1247هـ ، ودفن خارج سوق الشيوخ عند والده . رحمهما الله ))).

5- الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن سلوم التميمي:

تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بعد وفاة أخوه الشيخ عبداللطيف (قاضيها السابق) عام 1247هـ ، وقد كان له جاه عند حكام مملكة المنتفق آل سعدون الأشراف. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 280 ((( الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن علي بن سلوم بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان الوهيبي التميمي نسبا الزبيري مولدا ومنشأ ... ولي قضاء سوق الشيوخ بعد وفاة أخيه عبداللطيف ، وبقي فيه حتى مات ، كما أنه الخطيب والواعظ ... قال ابن حميد (وصار له جاه تام عند الحكام ، وكلمة نافذة ، وانفرد بتلك الجهة بالحل والعقد)... توفي بسوق الشيوخ عام 1254هـ ))).

6- الشيخ عبدالله بن أحمد بن سلوم التميمي:

تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بعد وفاة عمه الشيخ عبدالرزاق بن سلوم التميمي عام 1254هـ ، واستمر في القضاء حتى سنة وفاته 1279هـ . يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 4 ، ص: 53 ((( الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان (سلوم) بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان التميمي قبيلة ، الوهيبي بطنا ، الشبرمي فخذا ... ولما عين والده قاضيا في بلدة سوق الشيوخ ... انتقل مع أسرته ، وهو مواصل لطلب العلم وتحصيله ، وكان عمه الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن سلوم هو القاضي ، فلما توفي عين المترجم بدله قاضيا فيها ، وذلك في عام 1254هـ . واستمر في قضائها وبث العلم فيها حتى توفي عام 1279هـ. رحمه الله تعالى))). يذكر الشيخ عبدالرحمن البسام أن والد الشيخ عبدالله بن سلوم ( أحمد بن سلوم) كان قاضيا في عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ ، الا أننا لانعرف سنة توليه القضاء فيها.

7- الشيخ فهد بن أحمد السواحة:

تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ لمدة عشرين سنة ولانعرف تاريخ توليه القضاء وربما يكون تولى القضاء بشكل متزامن مع قضاة آخرين. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 5 ، ص: 374 ((( الشيخ فهد بن أحمد السواحة النجدي ، رحلت أسرته من نجد واستوطنت الزبير ، فولد المترجم فيه عام 1200هـ ... ثم انه في صباه انتقل الى الشام لطلب العلم ، فشرع في الدراسة على حنابلة الشام حتى تفقه ... وبعد عودته من الشام ذهب الى سوق الشيوخ ، وولي فيه القضاء مدة تزيد على عشرين سنة ، ثم رحل من سوق الشيوخ وعاد الى الزبير وجلس فيه للتدريس والافادة ومجالسة العلماء الذين يستفيد منهم ، وهم يستفيدون منه))).

8- الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل مبارك التميمي:

كان يفد على الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون للوعظ والتعليم، وحين ألح عليه بالبقاء في العراق قسّم السنة إلى نصفين بين العراق والأحساء. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 325 ((( الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عبداللطيف بن مبارك بن حمد بن علي بن جاسم آل مبارك من بني عمرو بن تميم. انتقل جدهم حمد من روضة سدير الى الأحساء فكانت أحفاده هذه الأسرة المباركية المباركة في علمها وأخلاقها وسمتها ، وقد ذكرنا نسبهم وتنقلاتهم في بعض تراجم علمائهم ... وله مجال واسع وباع طويل في مجال الرسائل والنصائح ... وله فتاوى لو جمعت لجاءت مجلدات. وهو مع هذا من نوابغ الشعراء وفحول الخطباء ))).

وهذه أبيات من قصيدة للشيخ عبد العزيز بن حمد آل مبارك التميمي سنة 1329هـ (1911م) مودعاً الأمير غالب بن حمود العمر السعدون، وراداً عليه بعدما أقام مدة في ضيافة الأمير فالح (باشا) بن ناصر السعدون:

أجل إنها الأيام تُرضي وتُغضبُ
وآونةً تقصي، وحيناً تقرّب
و يوماً لها ثغرٌ من الأنس باسمٌ
ويوماً لها بالبؤس وجهٌ مقطّب
وآونةً بالوصل تزهو رياضها
وأخرى بشحط البين تلوي وتجذب
وما المرء إلا من يوطّن نفسه
على حالتيها: حين تعطي وتسلب
فلا يزدهيه طيب عيشٍ لعلمه
بأنّ الصفا فيها وإن راق يذهب
ولا يعظم الخطب الملمُّ لهوله
وثوقاً بلطف الله، واللطف أقرب
فيا (غالب) الأمجاد في كلّ مشهدٍ
إذا حشدوا للمكرمات وألّبوا
ويا سابق الأقران عفواً إلى العلا
إذا استبقوا والكلّ بالجهد متعب
ويا ريف ركبٍ ممحلين فجوده
يسحُّ بلا منٍّ كما سحّ هيدب
ويا أيّها المقدام في حومة الوغى
إذا احتدمت فهو الكميّ المجرب
ويا من يحامي دون من في جواره
فمعروفه منهم يفيض ويسكب
ويا من له في الأقربين تعطّفٌ
كما عنده للصالحين تحبّب
ويا مالكاً رقّي بحسن أخائه
فمالي براحٌ عن هواه ومذهب
أتاني كتابٌ منك بالفضل شاهدٌ
كما أنّه عن حرقة البين معرب
لقد زاد قدري أنّ مثلك لي أخٌ
يحنّ إلى قربي إليه ويرغب
لئن جرت الأقدار بالبعد عنكمُ
ومن بيننا حالت قفارٌ وسبسب
وظلت بحيث الكتب منكم عزيزةٌ
ولا مخبرٌ عنكم يفيد ويعرب
فعندي لك الشوق الشديد ولوعةٌ
تؤّوبني ما لاح في الأفق كوكب
وذكرك بالأنفاس يُقرن مثلما
خيالك لا عن ناظر العين يحجب
فيا (آل سعدون) بقيتم لذي الدنا
جمالا بكم أسنى المكارم تنسب
تباريكمُ في الفضل من (آل مانعٍ
وآل شبيبٍ) فتيةٌ لم يخيّبوا
ورثتم من (الآل) البسالة والندى
فما منكمُ إلا جواد وأغلب
رسا لكم في العزّ أرعن باذخٌ
و طاب لكم في (آل ياسين) منسب
وقام لكم في الملك صرحٌ ممنّعٌ
وفي المجد بيتٌ بالمعالي مطنّب
وفيكم لهذا العهد غرُّ خلائقٍ
لأمثالها تسعى الكرام وتطلب
كبار العطايا عندكم كصغارها
بجودكم الأمثال في الناس تضرب
ولا عيب فيكم غير أنّ نزيلكم
عن الأهل والأوطان يسلو و يرغب

9-الشيخ عبدالكريم المغربي - مؤسس حركة الأخوان:

هو الشيخ عبدالكريم المغربي مؤسس حركة الأخوان المشهورة في الجزيرة العربية ، كان معلما لحاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون ثم معلما لأخيه الأمير الشريف مزعل (باشا) السعدون ، قبل أن يغادر الى الأرطاوية والتي أسس فيها لاحقا حركة الأخوان. يذكر هارولد ديكسون ، كتاب الكويت وجاراتها ، ج: 1 ، ص: 143 ((( وقد بدأ هذه الحركة العالم المتدين الشيخ عبدالكريم المغربي الذي كان المعلم الأكبر للمرحوم فالح باشا السعدون شيخ المنتفق. واصبح بعد ذلك معلما لمزعل باشا السعدون ، والد ابراهيم بك السعدون. وعندما ترك الشيخ عبدالكريم خدمة مزعل باشا غادر العراق الى نجد حيث أظهر نفسه كمعلم ومصلح ديني في مدينة الأرطاوية))).

في الختام كان المذهب المعتمد في مملكة المنتفق لمنصب القضاء هو المذهب السني ، سواء مذهب الإمام مالك إمام دار الهجرة النبوية أو مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، ومن أبرز العلماء في مملكة المنتفق تاريخيا أبناء أسرة آل الشيخ مبارك التميمي (ومن أحفادهم في عصرنا الشيخ قيس آل الشيخ مبارك - عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية). هذا مع حرص الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق على السماح بالحريات الدينية والمذهبية للشيعة والصابئة والمسيحيين واليهود وغيرهم من الطوائف التي كانت تحت ظل هذه الدولة.

3- الأوقاف والمساجد والمدارس التي أسسها حكام مملكة المنتفق آل سعدون:

قام حكام مملكة المنتفق على امتداد تاريخهم ببناء الكثير من المساجد والمدارس الدينية وهنا نذكر أبرزها وأشهرها والتي وصلنا ذكرها تاريخيا.

1-المدرسة المغامسية في البصرة وأوقافها:

تأسست سنة 1117هـ (1705م) من قبل حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مغامس بن مانع آل شبيب (عم الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت الأسرة باسمه لاحقا) في مدينة البصرة ، وذلك بعد أن انتزع البصرة من العثمانيين وجعلها عاصمة لمملكة المنتفق لأربع سنوات ، وقد أسسها لتدريس العلوم، ورعاية الطلبة ، واستمرت في أداء دورها العلمي حتى هدمت قبل قرنين من الزمان، وأحيلت أوقافها إلى المدرسة الحللية. يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي, في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , ج 5 , ص 210 (((ان حكم المنتفق على البصرة لم يكن عشائريا . وانما كان هنالك قاضي شرع . وان من بقايا أعمال الأمير مغامس المدرسة المغامسية منسوبة اليه . ولانعرف عنها تفصيلا أكثر من أنها كانت في أقاصي البصرة أسست لتدريس العلوم وأطعام الطعام للطلاب ))).

2-جامع سوق الشيوخ الكبير:

هو الجامع الأكبر في مدينة سوق الشيوخ تاريخيا ، وقد بناه حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد آل شبيب ( ابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا) ، وذلك عام 1780م عند تأسيسه لمدينة سوق الشيوخ لتكون عاصمة لمملكة المنتفق ومركزا تجاريا في المنطقة ، يذكر أهمية مدينة سوق الشيوخ في تلك الفترة التاريخية ، عبدالكريم محمد علي ، في كتابه تاريخ مدينة سوق الشيوخ , ص: 28 ((( ولما كانت المدينة على حافة نجد الشرقية , فقد اصبح سوقها مركزا تجاريا وتموينيا لعرب نجد. فأزدهرت التجارة والتبادل والمقايضة في هذه المدينة ازدهارا عظيما لم تبلغه اية مدينة اخرى في جنوب العراق او وسطه , وبنيت في وسط المدينة الأسواق المسقفة الطويلة المزدحمة بمئات الدكاكين السلعية والحرفية , كما شيدت مباني الخزن والتوزيع الكبيرة الواسعة ( الخانات التجارية) في وسط الأسواق وأطرافها , التي تمتلأ بالخزين من البضائع المستوردة من اسواق البصرة , ومن الهند وتركيا والشام والخليج العربي وايران ))).

هذه صورة لمنارة المسجد التي أنشئت عام 1780م والتي يبلغ طولها 30م:



يذكر المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي ، في بحثه الخاص بمدينة سوق الشيوخ ، المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م (قبل الحرب العالمية الأولى) ، وذلك عند حديثه عن مؤسس مدينة سوق الشيوخ (((هو الشيخ ثويني المحمد جد الأسرة السعدونية. وذلك أنه لما كان حاكما كبيرا في العراق، يمتد حكمه من الغراف والبصرة إلى ماقارب الكويت من جهة، ومن الجزيرة إلى ماحواليها من جهة أخرى أصبح نفوذا عظيما على كثير من عشائر العراق ونجد وقبائلهما. وكان معه في غزواته وفتوحاته سوق متنقلة وهي عبارة خيام تجار وباعة... ثم أن أعراب ثويني رغبوا في أن تقام سوق دائمة قريبة من الفرات في الصقع الذي ترى فيه اليوم سوق الشيوخ لطيب مائه وحسن هوائه وكثرة مرعاه فاذن بذلك))). ولكي تكون المدينة مركز تجاريا مؤثرا فقد قام الأمير ثويني بن عبدالله بسياسة مهمه لتحقيق هذا الهدف وذلك بإعطاء التجار في المدينة القروض الكبيرة دعما لهم وتشجيعا للتجار من خارجها أيضا على السكن فيها والإستفادة من هذه القروض ، يذكر المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي ، في بحثه الخاص بمدينة سوق الشيوخ ، المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م (قبل الحرب العالمية الأولى) ، وذلك عند حديثه عن الأمير ثويني بن عبدالله (((وكان الشيخ ثويني يعطي تجار الشيوخ مئات من نقود الفضة والذهب بمنزلة قرض يستفيدون من نفعها ويردونها اليه وقت الحاجة حينما يطلبها منهم أو يطلب عوضا منها))).

وقد كانت مدينة سوق الشيوخ أول مدينة أسست لهدف تجاري في المنطقة في القرون المتأخرة ، وهي توضح التطور في الفكر الإقتصادي والسياسي الذي وصل له حكام مملكة المنتفق في تلك الفترة ، بالإضافة الى توضيح امتلاكهم للقدرة السياسية والإقتصادية لإنجاح مثل تلك المدينة.

3- جامع سوق الشيوخ الثاني:

هو الجامع الثاني في مدينة سوق الشيوخ (يعرف حاليا بجامع الصفا) وقد بناه الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد آل شبيب ( ابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا)، وذلك في الفترة مابين 1780م - 1790م ، وللتوضيح فان بعض المعلومات تشير الى ان هذا الجامع هو الجامع الأول (الأقدم) في مدينة سوق الشيوخ وأن الجامع السابق (جامع سوق الشيوخ الكبير) هو الثاني ، وقد أسس كلا الجامعين مؤسس المدينة الأمير ثويني بن عبدالله.

4-جامع الناصرية الكبير:

هو الجامع الأكبر في مدينة الناصرية ، وقد تم بناؤه في الفترة التالية لتأسيس المدينة ، والتي تأسست عام 1869م من قبل حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ناصر (باشا) بن راشد السعدون ، وقد أسس هذا الجامع ابنه الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون.

وهذه صورة قديمة لهذا الجامع المعروف بجامع فالح باشا الكبير:



ومدينة الناصرية هي رابع أكبر مدينة في العراق في العصر الحديث، وأسسها عام 1869 م الامير ناصر (باشا) بن راشد السعدون الملقب بالأشقر وسميت على اسمه. وبالأضافة إلى كون مؤسسها الأمير ناصر السعدون حاكم لمملكة المنتفق فقد كان والي من قبل الدولة العثمانية على البصرة والأحساء ما بين 1874 م - 1876 م. وقد بنيت المدينة على طراز حديث لم تعهده مدن العراق في ذلك الوقت وخططها المهندس البلجيكي جولس تيلي. وهي من مفاخر ال السعدون التاريخية. يتحدث عن تأسيسها الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابة ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها، ص: 54 (((وبعد أن بنى ناصر باشا في المكان الذي اختاره قلعة واسعة وحصينة وألحق بها ثكنات بدأ بتشييد مدينة جديدة حولها سميت (الناصرية) نسبة لمؤسسها. ان تخطيط المدينة بل وحتى بناء الكثير من عمارتها كما تشير الشائعات، هو من عمل مهندس بلجيكي وذلك ماجعل الناصرية بسوقها الواسع وبيوتها وشوارعها العريضة أحسن من أي مدينة أخرى على الفرات فهي تعطي للأوروبي أجود انطباع))). ويذكر الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابة ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها، ص: 54 (((لقد تزامن ازدهار الناصرية مع تضاؤل المركز التجاري السابق سوق الشيوخ التي التي ظل البدو حتى ذلك الوقت يتقاطرون عليها لا من مناطق العراق العربي المجاورة فحسب وانما من البلدان البعيدة أيضا كالكويت ونجد وصحراء شمال شبه جزيرة العرب))).

5- مسجد الناصرية الصغير:

هو مسجد صغير في مدينة الناصرية بني عام 1869م على نفقة والدة الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون ، وقد بنت المسجد في المدينة التي أسسها زوجها حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ناصر (باشا) بن راشد السعدون، ويعرف المسجد بمسجد فالح باشا الصغير.

6-جامع الخميسية الكبير والمدرسه الملحقه به:

هو الجامع الأكبر في مدينة الخميسية ، بناه حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر (باشا) السعدون سنة 1308هـ (1891م) حيث جلب لتشييده بنّاءاً مشهوراً يدعى (سبع) كما عيّن سليمان المسفر مؤذنا له، وذلك لما اتسعت البلدة، واحتاجت لجامع كبير، وقد استقدم له العالم علي بن عرفج من بريدة، والذي زاول الإمامة فيه حتى توفي 1328هـ (1910م)، فتم استقدام قاضي القصيم إبراهيم بن جاسر من قبل آل سعدون لهذا الغرض. يذكر المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي (المعاصر للأحداث) ، في بحثه الخاص بمدينة الخميسية (لؤلؤة البرية)، المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م (قبل الحرب العالمية الأولى) ، وذلك عند حديثه عن مؤسس جامع الخميسية الكبير والمدرسة الملحقة به ((( ولما اتسع نطاق المدينة ورأى فالح باشا أنها صالحة للاعمار وعليها اقبال عظيم من كل صقع وقطر قام وبنى فيها مسجدا تصلى فيها الجمعة ومدرسة يدرس فيها مبادىء العلوم الدينية وجلب لها أحد العلماء من نجد وهو حضرة الشيخ علي بن عرفج من أحد البيوتات الكريمة من احدى القرى التابعة لبريدة السالفة الذكر وخصص لهذه الغاية واردات يأخذها العالم المذكور كل سنة من أطعمة السعدون فيصرفها على كل مايتعلق بأمر المدرسة وطلبة العلم ومازال ذلك الشيخ مقيما فيها حتى توفاه الله في سنة 1328هجرية ( 1910م) فطلب حينئذ آل السعدون شيخ علم آخر بدلا عن المتوفى فجاءهم الشيخ العلامة ابراهيم بن جاسر قاضي القصيم عنيزة وبريدة سابقا وهو لايزال مقيما هناك ومضطلعا أتم اضطلاع الى يومنا هذا))).

هذه صورة لما تبقى من هذا الجامع:



والخميسية أسسها عبد الله بن خميس التميمي تقريبا في عام 1886م بطلب من الأمير الشريف فالح بن ناصرالسعدون وذلك لتكون بديلا لسوق الشيوخ بعد غرقها عندما فاضت مياه نهر الفرات وأحاطت بمدينة سوق الشيوخ وعطلت تجارتها ، وقد أصبحت المدينة عاصمة لمملكة المنتفق منذ عام 1891م وذلك من قبل حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف سعدون بن منصور السعدون. يذكر حمد بن عبد الله بن حمد آل خميس أن حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف ناصر بن راشد السعدون (والد الأمير فالح) هو الذي استدعى عبد الله بن خميس للعراق واعطاه الحق باستلام روبية واحدة على كل من يبيع ويشتري في منطقة أم البطوش وذلك قبل تأسيس الخميسية ، وذلك في كتابه امارة في بلاد الرافدين – الخميسية، ص: 109 (((حتى يقال أن ناصر باشا السعدون" ناصر الأشقر" هو الذي استدعى عبد الله بن خميس من نجد واستقبله عند أول قدومه وأسكنه في منطقة "أم البطوش" جنوب العراق وأعطاه الحق باستلام روبية واحدة عن كل من يبيع أو يشتري قبل تأسيس الخميسية))). يذكر عبد الكريم محمد علي ، في كتابه تاريخ مدينة سوق الشيوخ، ص: 64 (((وقد كانت منازل آل شبيب، ومن بعدهم آل سعدون، موزعة في مناطق نفوذهم، من الغراف وحتى البصرة، ولكن المركز الرئيس لهم هو الحافة النجدية من حدود العراق، والممتدة على الضفة الغربية لنهر الفرات، قرب مدينتهم سوق الشيوخ التي هي عاصمتهم وسوقهم التي اخذت اسمها عنهم، وقربها مساكنهم في قرية السعدونية، وفي مركزهم الحربي في قرية الخميسية – التي بناها لهم مأمورهم الأمين بن خميس))).

7-جامع الغبيشة:

هو جامع في الغبيشية بناه حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف سعدون (باشا) بن منصور (باشا) السعدون سنة 1306هـ (1889م) ، وذلك عندما أقامت لديه جماعة من أهل الزبير بعد اضطراب الأمن في بلدتهم.

هذه صورة للأمير الشريف سعدون السعدون وخلفه اثنين من أبنائه:



وكان الأمير سعدون بن منصور السعدون قد بدأ حكمه في المرحلة التالية لسقوط مملكة المنتفق الأول - بمعركة كون الريس ضد الدولة العثمانية - وهي المرحلة التي بدأت منذ عام 1881م والتي تسببت في انقسام الدولة بعد سقوطها الى قسمين متصارعين قسم معادي للعثمانيين يقع يمين الفرات وفي بادية العراق الجنوبية ويشمل معظم قبائل المنتفق البدوية تحت حكم الأمير سعدون السعدون (سعدون باشا بعد عام 1904م) والذي بدا استعادة وحدة مملكة المنتفق بعد سقوطها بسنوات قليلة مما ادخله بحروب داخلية كثيرة، وقسم موالي للعثمانيين بمنطقة الجزيرة مابين الفرات ودجلة ونهر الغراف تحت حكم الأمير فالح (باشا) بن ناصر السعدون. يتحدث هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى ، في كتابه الكويت وجاراتها ،عن هذه الفترة ، ج : 1، ص : 161 (((وفي تلك الأثناء أصبح المنتفق موزع الولاء بين فالح باشا وسعدون باشا ابن الشيخ منصور. وكان ينظر إلى سعدون بأنه ممثل المبادئ القبلية القديمة. فأنصار فالح كانوا يقطنون المنطقة ما بين دجلة والفرات، بينما الجماعات القبلية الموالية لسعدون باشا كانت تقطن الضفة اليمنى من الفرات))). ويذكر نفوذ حاكم مملكة الأمير سعدون السعدون في هذه الفترة ، العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للأمير سعدون السعدون وللحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، قسم المنتفق ، وذلك عند حديثه عن الأمير سعدون السعدون واستعادته لوحدة قبائل مملكة المنتفق من جديد ، ص: 444 (((وجعل مقره في الموضع المسمى (شقرا) وأنشأ فيها قصراً مشيداً ثم سكنه فازدادت أهمية سعدون باشا لدى العشائر وهابته فخضعت له غالب الأعراب من حدود (النجف) إلى حدود (الكويت) وفرض على الرعاة وبعض العشائر (خراجاً) يستوفيه منهم جبراً. ثم بعد يسير من الزمن جعلت العشائر الرحل تؤدي له الزكاة طائعة بنفسها خوفاً من غاراته المتوالية وتأميناً لها من غزوات بعض عشائر المنتفق (لأنهم إذا انتسبوا إليه يكفون عنهم) ثم لما استفحل أمر سعدون باشا صار يشن الغارات في شمال داخل جزيرة العرب على حدود عشائر (سورية) إلى أطراف نجد جنوباً. فنشأت له سطوة وهيبة عظمى بين الأعراب))). ويذكر هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى ، في كتابه الكويت وجاراتها، نفوذ حاكم مملكة المنتفق الأمير فالح بن ناصر السعدون في تلك الفترة (مابعد عام 1881م) والذي كان حاكما لمملكة المنتفق قبل سقوطها في كون الريس عام 1881م وهو منافس الأمير سعدون السعدون على الحكم في الفترة التالية لعام 1881م ، وذلك عند حديث المؤلف عن الأمير فالح بعد وفاته ، ج : 1، ص : 162 ((( فالح باشا السعدون : سابقا رئيس جميع القبائل القاطنة بين دجلة والفرات))).

هذه صورة للأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون:



وفي عام 1904م حصل الأمير سعدون السعدون على العفو من السلطان العثماني بالإضافة إلى لقب (باشا) وذلك بعد توسط الأمير عبد العزيز الرشيد (حاكم دولة آل رشيد – التي تشمل نجد) له لدى الخليفة العثماني، يذكر العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، وهو المعاصر للأحداث وذلك في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، قسم المنتفق ، ص: 450 (((وظل سعدون باشا مستمراً على العبث في أطراف العراق إلى أن جاءه من السلطان عبد الحميد الثاني (العفو السلطاني) في أواخر عام (1322هـ 1904م) فأمن جانبه وهدأ من الفتن وأعاد أهله وعائلته إلى مقره في الشامية وإن الساعي بالصلح بين سعدون باشا والدولة العثمانية هو الأمير عبد العزيز الرشيد))).

8-جامع الأمير مزعل (باشا) السعدون وأوقافه:



يقع في محلة الشمال ببلدة الزبير، وقد أسسه الأمير الشريف مزعل (باشا) بن ناصر (باشا) السعدون يوم الأحد غرة محرم سنة 1324هـ (25 فبراير 1906م) ليكون مكان عبادة ودرس، واهتم به كثيراً، فأوقف بعض البساتين لنفقاته كما حرص على اختيار إمام كفؤ له، فاستقدم المصلح الشهير الشيخ محمد أمين الشنقيطي الذي وصل إلى الزبير قادماً من المدينة المنورة بعد وفاة الأمير مزعل في محرم 1327هـ (يناير 1909م)، وكانت الإمامة قد عهدت للشيخ المغربي محمد الرابح، فاستمر الأخير فيها. يذكر يوسف بن حمد البسام ، في كتابه الزبير قبل خمسين عاما مع نبذة تاريخية عن نجد والكويت، ص: 81 ((( ولما أسس مزعل باشا السعدون جامعه المعروف الكائن في محلة الشمال كلف الحاج علي العبدالله البسام الذي كان ينوي السفر الى نجد أن يأتي له بامام مالكي المذهب وعندما وصل الحاج علي العبدالله البسام الى المدينة المنورة اتصل بالشيخ شعيب شيخ المذهب المالكي في باب زيادة وأخبره بطلب مزعل باشا ارسال عالم مالكي المذهب ليكون اماما وخطيبا ومدرسا في الجامع الذي أنشأه في الزبير. وقد رشح الشيخ شعيب الشيخ محمد أمين الشنقيطي . ووافق الشنقيطي على ذلك ثم أنه توجه من المدينة المنورة مع الحاج علي البسام قاصدا عنيزة في القصيم وفي عنيزة تعرف الاستاذ الشنقيطي بالشيخ ( صالح العثمان القاضي ) قاضي عنيزة واصبح لايفارقه وأخذ منه الفقه الحنبلي وشيئا من التفسير والحديث ثم سافر من عنيزه برفقة بعض القوافل المتوجهة نحو الزبير فوصلها سنة 1327هـ ولما وصلها وجد مزعل باشا السعدون الذي طلبه قد توفى. ووجد فضيلة الشيخ محمد بن رابح قد عين اماما في الجامع بترشيح من أولاد الشيخ محمد الصباح ( وكان الشيخ محمد بن رابح قد قدم الى الزبير مع أولاد الشيخين محمد وجراح الصباح بعد قتل الشيخ مبارك الصباح لأخويه). هذا ويقال ان الشيخ محمد بن رابح أراد أن يتنازل للشيخ محمد الشنقيطي ولكن الشيخ الشنقيطي رفض وأصر على بقاء الشيخ محمد الرابح اماما في مسجد مزعل. ولما علم ابراهيم المزعل السعدون بقدوم الشيخ محمد الشنقيطي الى الزبير تلبية لطلب والده وانه تنازل عن المسجد حتى يبقى الشيخ محمد الرابح اماما فيه أعطاه مبلغا وقدره ( 100) مائة ليرة اكراما له))).



 

 

 

 

 

 

التوقيع

آل سعدون الأشراف وأول إعلان تاريخي ومحاولة لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م:

    

رد مع اقتباس