::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - ناصر بن مرضي البدراني الدوسري (ت998هـ) نظرة تأملية في كتاب "تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق" لعبد الله ابن بسام (ت1346هـ) !! .
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-03-2012, 03:46 PM   #1
 
إحصائية العضو







عبد الله آل غزي غير متصل

عبد الله آل غزي is on a distinguished road


افتراضي ناصر بن مرضي البدراني الدوسري (ت998هـ) نظرة تأملية في كتاب "تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق" لعبد الله ابن بسام (ت1346هـ) !! .

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:


فمما انفرد به كتاب "تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق" لمؤلفه عبد الله بن محمد البسام المتوفى سنة (1346هـ) عن غيره من تواريخ نجد المحلية، ورود أخبار تفصيلية لمعارك قبائل البادية مع ذكر أبرز أسماء شيوخ القبائل المشاركين في تلك الحروب.


والملفت للنظر أن أغلب ما ورد من أسماء لشيوخ وأبناء قبائل البادية في ذلك الكتاب، لا نكاد نجد مصدراً آخراً يتفق مع ما ورد فيه.


وهذا في الواقع يبعث الشك والريبة في صحة تلك الأسماء من عدمها؛ حيث إن مؤلف تحفة المشتاق من رجال منتصف القرن الرابع عشر هجري، والأخبار التي أوردها وتفرد بها وقعت قبله بما لا يقل عن ثلاثمائة سنة !!.


وقد نبه محقق الكتاب الأستاذ إبراهيم الخالدي إلى هذا الأمر حيث يقول: "وأشير هنا إلى أهمية ما ذكره الوهبي عن حتمية وجود المصدر المجهول الذي اعتمد عليه البسام خاصة في تفصيلاته المذهلة بالوقائع والأسماء لتحركات القبائل البدوية في القرون الثلاثة الأولى من تاريخه، وهي تفصيلات وأسماء لا توجد لدى ابن عيسى ولا غيره من المصادر التي ذكرناها آنافاً" ص 13.


فيبقى هنا ضرورة معرفة المصدر الذي نقل عنه البسام في تاريخه، وإلا سيبقى كثير مما ذكر من تلك الحوادث محل شك وريبة وتوقف.


ولعلي أشير هنا إلى ما يتعلق بقبيلتي البدارين الدواسر فقد ورد في كتاب "تحفة المشتاق " خبر عن مناخ لقبيلة الدواسر مع قبيلة آل مغيرة في مدينة الخرج في عام (998هـ) وذكر من مشاهير قتلى الدواسر = ناصر بن مرضي البدراني، وهذا نص كلامه - رحمه الله - : ((ثم دخلت سنة 998 ، في هذه السنة تناوخوا الدواسر هم وآل مغيرة في الخرج، ومع الدواسر بوادي جنب من قحطان، ومع آل مغيرة سبيع والسهول وآل نبهان من آل كثير، وأقاموا في مناخهم أكثر من عشرين يوماً يغادون القتال ويراوحونه طرداً على الخيل، ثم إنه مشى بعضهم على بعض واقتتلوا قتلاً شديداً، وصارت الدائرة على آل مغيرة وأتباعهم، وقُتل من الجميع عدة رجال، فمن مشاهير آل مغيرة : شافي الخياري، ومساعد بن نبهان بن حصن، ومن الدواسر : ناصر بن مرضي البدراني، ومن قحطان : مسعود بن سعيد، وهويدي بن نشا)) ص 94 ، دراسة وتحقيق إبراهيم الخالدي، شركة المختلف للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة الأولى (2000م) .


والملفت للنظر في الخبر المذكور أعلاه أنه ذكر أحد أبناء قبيلة البدارين الدواسر، مما يفهم منه أن قبيلة البدارين لا تزال في ديار قبيلة الدواسر القديمة في أواخر القرن العاشر أو بعبارة أدق أنها لم تنزل المناطق الوسطى من نجد إلا بعد القرن العاشر.


إلا أن الوثائق القديمة للبدارين وضحت وبيّنت أن البدارين استوطنوا مدينة جلاجل في إقليم سدير قبل عام (869هـ) تقريباً.


ومعلوم لدى المهتمين من أبناء القبيلة أن هجرة البدارين من الوادي كانت جماعية ويؤيد هذا الرأي واقع البدارين اليوم وإلى ما قبل أربعمائة سنة؛ فأنه لا يوجد أحد من البدارين في الوادي مطلقاً.


فلا يخلو الحال من أمرين : 1- إما أن تكون هجرة البدارين متقطعة ومتفرقة، ويكون هذا النص التاريخي مصححاً لما اشتهر واستفاضت لدى البدارين 2- وإما أن يكون هذا النص غير صحيح حتى يظهر مصدر أقدم من البسام يؤيد ما ورد عنده.


وأنا أميل إلى عدم صحة ما ذكره البسام، عملاً بالوثائق القديمة التي دلت على أن البدارين كانوا في سدير في منتصف القرن التاسع، وما استفاض لدى البدارين من أن هجرتهم كانت جماعية، فناصر بن مرضي البدراني المقتول سنة (ت998هـ) لا حقيقة له، حتى يثبته مصدر آخر.


وقد وجدتُ أحد الباحثين الفضلاء وهو الأستاذ خلف بن حديد آل مبارك صاحب كتاب "من أحداث البدو" وغيره من المؤلفات القيمة ذكر أن أكثر ما ذكره البسام من حوادث البادية إنما هي من نسج الخيال، وإليك نص كلامه: "ولا يفوتنا التنويه بأننا قد ذكرنا بعض الحوادث التي نقلناها من مخطوطة "تحفة المشتاق" لابن بسام وبعد التحقيق والتمحيص الذي استمر قرابة العشرة أعوام، وبعد مقارنة ما هو مكتوب بهذه المخطوطة وما هو محفوظ بصدور الرواة وأهل الشأن اتضح أن أكثر تلك الحوادث هي من نسخ الخيال وإليك الدليل: ذكر ابن عيسى في "تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد" أن تاريخ الشيخ أحمد بن محمد بن بسام نحو كراس ابتدأه من سنة 1015هـ حتى وصل إلى سنة 1039هـ هجرية، فما ذكره ابن عيسى هو البيان الصحيح ، وما جاء به حفيد ابن بسام من زيادة على ما ذكره ابن عيسى هو ليس في محله، بل هو ضرب من الخيال كما ذكرنا، ولأنا تتبعنا الأسماء الواردة في المخطوطة التي تبناها الحفيد وهي أسماء غير حقيقية ولكن ذيلها بأسماء أسر معروفة وهذا خلط وتدليس وتشويه للحقيقة والواقع، وعلى سبيل المثال لا الحصر جاء في تحفة المشتاق حادثة وقعت سنة 854هـ بين عنزة والظفير وذكر أن من مشاهير القتلى من عنزة مصلط بن وضيحان وفهد بن جاسر الطيار وضيغم بن شعلان وصنيتان بن بكر.
وللعلم والحقيقة فإن أسرة الوضيحان من الصقور من عنزة لم نجد فيها هذا الاسم، وإن وضيحان جد هذه الأسرة هو من أهل القرن الثالث عشر الهجري، وإليك سلسلة أحد أحفاده: زعل بن مسيهيج بن صبر بن مهوس بن دغيم بن وضيحان ، وأبناء وضيحان هم: دغش ودغيم وسعدون.
وكذلك ضيغم بن شعلان الوارد ذكره في تحفة المشتاق اسمه غير موجود في سلالة الشعلان منذ نشأتهم إلى يومنا هذا، فشعلان من أهل القرن الثاني عشر الهجري وإليك سلسلة أحد أحفاده: الدريعي بن مشهور بن منيف بن غرير بن شعلان، وهو الذي شارك في معركة كون حصة 1239هـ .
وكذلك جاء ذكر صنيتان بن بكر وهذا الاسم لم يرد ذكره عند أسرة البكور، وبكر هو من أهل القرن الثاني عشر الهجري، وإليك سلسلة أحد أحفاده المتوفي 1913م وهو مشعان أخو جحله راعي الغافلات ونسبه هو: مشعان بن غنيم بن مشعان بن رشي بن بكر.
وأيضاً ينطبق القول على اسم فهد بن جاسر الطيار فهذا الاسم غير معروف في أسرة الطيار ولكن جاءت هذه الأسماء على نحو المغالطة.
وجاء في سنة 966هـ ذكر لمعركة لا نعرف من أين جاء بها، حيث أشار أنها وقعت بين عنزة والظفير، وذكر أن من مشاهير القتلى من عنزة فهد بن مجلاد، وناصر الطيار، وهذا دليل آخر على ما جاء بهذه المخطوطة من افتراءات وكذب، فاعلم أن مجلاد الذي سميت به الأسرة الكريمة هو من أهل القرن الثاني عشر الهجري، وقد جاء ذكر مجلاد بن فوزان في المعركة المشهورة عام 1195هـ ذكرها ابن بشر وغيره، ونحن نعلم كذلك تسلسل نسبهم، وإليك سلسلة أحد أحفاد مجلاد: رشيد بن محمد بن تركي بن عبد العزيز بن جاعد بن مجلاد المتوفى عام 1953م ، لا نريد الإطالة ولكن نريد أن نبين أن ما جاء في تحفة المشتاق غير صحيح ومبني على الترهات والبهتان ولا عبرة فيما ذكر ما لم يوافق حوادثه تاريخ ابن بشر وابن عيسى وابن غنام وابن فهد وابن سند والعصامي، وقد تم حذف الحوادث المنقولة من تحفة المشتاق في هذا السفر
" (المختار من قبائل عدنان وقحطان ص 5-6).


وقال الأستاذ تركي بن مطلق القداح العتيبي في كتابه (وقفات مع كتاب من أخبار القبائل في نجد) ص 5 الحاشية 2 : "شكك البعض في الأحداث التي أوردها ابن بسام في تاريخه؛ لأنه لا يذكر مصادره التي ينقل عنها، واتفاق أسلوبه في سرد وقائع البادية، غير أن جزءاً من هذه الأحداث ذكرها المؤرخ ابن عيسى في تاريخه، ومع ذلك فهو أيضاً لم يذكر مصدره المباشر في نقل الأحداث، انظر : ورقات غير منشورة من تاريخ الشيخ إبراهيم ابن عيسى، للدكتور أحمد بن عبد العزيز البسام، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد السادس والثلاثون – شوال 1422هـ ، ص 277 ، وما بعدها " .


وقال الأستاذ أيمن بن سعد النفجان في مقاله المعنون بـ (قراءة في كتاب من أخبار القبائل في نجد للأستاذ فائز البدراني) : " ... 5- اعتمد البدراني كثيراً على كتاب تحفة المشتاق وقد نوافقه في الأخبار التي سبقت العام 1040 هـ لأنها كتبت بقلم الجد أحمد البسام المتوفى 1040هـ أما الأخبار التي تلي ذلك فهي كتبت بقلم حفيده عبد الله البسام المتوفى 1346هـ فلا يصح ترجيح خبر من مؤلف متأخر على من سبقه من معصري تلك الأخبار وهذا ما جعل بعض الأخبار تذكر بشكل لا يطابق الواقع فعلى سبيل المثال خبر ارتحال الفضول عام 1085هـ ذكر المنقور معاصر ذلك الارتحال ومن تلاه من مؤرخين أن جهة الارتحال هي الشرق، ونجد ابن عيسى وابن بشر يذكران ذلك أيضاً إلا أن البدراني أخذ برأي مؤرخ متأخر وهو عبد الله البسام بأن الفضول ارتحلوا إلى العراق بل إن الملا في كتابه "تاريخ هجر" ذكر ذلك الارتحال وعده ارتحالاً لقبيلة متحضرة حين قال: (ومما تجدر الإشارة إليه أن الهجرات إلى بلاد البحرين لم تذكر قاصرة على القبائل البدوية فحسب) إلى أن قال: (ومن ذلك على سبيل المثال في سنة ألف وخمس وثمانين هجرية اجتاح نجد قحط شديد سمي بجردان اضطر على أثره عدد كبير من أهل نجد للهجرة إلى الأحساء ومن ضمنهم هجرة الفضول)، وهذا ما يتفق مع ما ذكره قدماء المؤرخين كالمنقور فهو لم يذكر عبارة بادية بل قال: جرمان وحدرة الفضول إلى الشرق" ، (وقفات مع كتاب من أخبار القبائل في نجد) ص 128-129.


وقد رجعتُ إلى تاريخ ابن عيسى الذي حققه الدكتور أحمد البسام ولم أر أنه ذكر ناصر بن مرضي البدراني بل ولا ذكر حوادث عام 998هـ في تاريخه أساساً.


كما أني قمتُ بمراجعة تواريخ نجد المحلية كتاريخ ابن منقور وابن ربيعة وابن عباد وابن يوسف والفاخري وابن بشر وابن ضويان فلم أر واحداً منهم ذكر ناصر بن مرضي البدراني في عام (998هـ) !! .


وفي الختام أتقدم بالشكر الجزيل لابن العم الكريم الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم الشتوي الذي تكرم بإهدائي نسخة من كتاب الأستاذ خلف بن حديد آل مبارك (المختار من قبائل عدنان وقحطان) الذي رأيته صرح بما كان يدور في خلجات صدري من ريبة وشك فيما ذكره البسام عن البدارين الدواسر في أحداث عام 998هـ بشكل خاص، وأما ما ذكره عن القبائل الأخرى فنسأل الله تعالى أن يوفق الباحثين من كل قبيلة لدراسة الأحداث المذكورة عن قبائلهم في تحفة المشتاق كما فعل الأستاذ خلف بن حديد آل مبارك.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


وكتبه / أبو ماريه عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن جار الله آل ابن غزي.


(4/5/1433هـ)

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس