::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - أحمد الناصر الشايع .. جمع بين جزالة الشِّعر وجمال الصوت والتاريخ المشرّف
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-2011, 12:50 PM   #5
 
إحصائية العضو







عبدالكريم العماري غير متصل

عبدالكريم العماري is on a distinguished road


افتراضي رد: أحمد الناصر الشايع .. جمع بين جزالة الشِّعر وجمال الصوت والتاريخ المشرّف

أحمد الشايع والنضج الشعري المبكر

بداح السبيعي
كُل من يُتاح له الاطلاع على ديوان (نسمات الربيع) وهو الديوان الوحيد المطبوع للشاعر الكبير أحمد الناصر الشايع –متعه الله بالصحة والعافية- لا بُد أن يدرك بسهولة حجم الموهبة الشعرية التي يمتلكها هذا الشاعر العلم، لا سيما وأن الطبعة الأولى له صدرت في عام 1384ه وضمّت التجارب الشعرية المبكرة للشاعر، وقد تضمن الديوان الكثير من القصائد المتميزة التي أبدعها الشايع في مراحل متقدمة من مراحل حياته وبعض المحاورات الشعرية التي دارت بينه وبين عدد من الشعراء العمالقة كزبن بن عمير وعلي أبو ماجد وطلق الهذيلي وغيرهم؛ ورغم سيطرة غرض الغزل على هذا الديوان باستثناء قصيدة واحدة هي (دار الحمية والمعزة) التي تغنى فيها بحب مسقط رأسه مدينة (الزلفي) إلا أن هذا الديوان يدل دلالة واضحة على وعي الشاعر المبكر بقيمة إبداعه في وقت لم يكن النشر مُتاحاً فيه، ولا يتهيأ للشاعر البروز والوصول للمتلقين إلا بجودة إنتاجه الشعري فقط، ويتجلى لنا أيضاً نضجه الشعري المبكر من خلال قدرته الكبيرة على تنويع أساليب التعبير عن حالته الوجدانية في 65 قصيدة تضمنها الديوان؛ ومن قصائد الديوان التي تدل على موهبة الشايع ورهافة حسه، وقدرته الفائقة على التصوير الأبيات التالية التي يصور فيها لوعته ومعاناته مع العشق:

جرح الهوى بالناس ما هوب ينشاف

لا شك جرحك يا أريش العين بي شيف

من قبل أعرفك يالغضي مابي اخلاف

ومن عرفتي لك شفت سبع التخاليف

شرّك علي يا زين من بد الأسلاف

همّك بقلبي نشّف الروح تنشيف

صارت ضلوع القلب عيدان صفصاف

عليك ما تنطح هبايب هوا الصيف

أوجس بقلبي لك تِقل ضرب ندّاف

عندك خبر وش لون ضرب المناديف؟!

خل السهر يا زين من بيننا أنصاف

ما فيه عاشق ما يجي له صواديف

ومع أن شاعرنا الكبير قد عُرف بحبه لإبداع الشعر على البحور الطويلة في ميدان النظم وأعلن عن ذلك الحب في عدد من الحوارات التي أجريت معه، إلا أن المطلع على ديوان (نسمات الربيع) يلحظ وجود العديد من القصائد الرائعة التي نظمها الشاعر بتمكن على بحور قصيرة ورشيقة أغرت الكثير من الفنانين بغنائها بفضل ما تحمله من جزالة وتدفق وعذوبة وصدق كقصيدة (ود الخبر) و(ياحمامة غريبة) و(راضيٍ شرك وغيرك) وغيرها، ولعل مرد التباين في حُب شاعرنا للإبداع بين البحور القصيرة والطويلة هو حرصه على التجريب وتجاوز المألوف بالكتابة على بحور تتطلب الكتابة عليها جهداً مُضاعفاً وموهبة فريدة من نوعها.

وقد استطاع الشاعر الكبير أحمد الناصر الشايع خلال أكثر من نصف قرن من العطاء الشعري المتواصل في ميداني النظم والمحاورة أن يتجاوز التجارب المبكرة التي تضمنها ديوان (نسمات الربيع) بمراحل كبيرة، واستطاع أن يتبوأ مكانة شعرية مرموقة لا يمكن أن يصل إليها إلا القلة من الشعراء، حتى استحق بجدارة لقب (أمير شعراء الرد) كما ذكر الشاعر ذيب الشمري حين كتب عن مشوار الشايع الإبداعي في شعر المعنى، وعندما أكتب عنه اليوم فلا أطمح إلى أكثر من التعبير عن تقديري له كشخص امتلك قلوب الكثيرين بأخلاقه وتواضعه وسحر إبداعه، وكذلك تقديري الجم لتجربته الشعرية الطويلة والثرية.


http://www.alriyadh.com/2011/01/21/article596780.html

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس