[معلومات العضو عبدالكريم العماري]

أحمد الناصر الشايع .. جمع بين جزالة الشِّعر وجمال الصوت والتاريخ المشرّف




بكر هذال
احمد الناصر الشايع .. من شعراء الرعيل الأول المعاصرين ، وأحد الشعراء الأفذاذ والنوادر ويمتلك شعبية كبيرة لدى محبي الشعر الشعبي ، ولم يكتف بكتابة الشِّعر لنفسه بل باح بمشاعره وتفنن في ذلك بكل اقتدار في جميع ميادين الشِّعر خاصة ميدان المحاورة الشعرية ، فأصبح من أهم وأبرز الشعراء المبدعين الذين نظموا أحلى القوافي :

البارحة يوم العباد رقود

النوم ما يطري على بالي

مجروح وخاطري ملهود

يا ناس خلوني على فالي

تبكي عيوني والدموع شهود

أي والله ابكي صاحبٍ غالي

لقد شدا بالشعر شاعرنا القدير أحمد الناصر وفتن به ، وتأثر بالجمال فسطع نجمه – بعد توفيق الله - في عالم الشعر والشعراء فهو يُعد الآن من أشهر عمالقة الشعر الشعبي وقد تعدت شهرته حدود الوطن .. فهو ذو خبرة كبيرة في مجال الشعر وأيضاً تاريخ مشرّف طول مسيرته الشعرية :

أمثال للي يرغبون التماثيل

سويتها وأهديتها لليمامه

تنشَر وتقراها الرجال المشاكيل

تروح شرق وغرب وأقصى تهامه

حيث بدأ رحلته الطويلة الحافلة بالنجاح والإبداع والتميز والعطاء منذ سن الشباب حيث بدأ هذه الرحلة الشاقة من مسقط رأسه مدينة الزلفي والتي دائماً يذكرها في أشعاره بكل فخر ومحبة ساكنة في أعماقة :

خلقت بديرة من ذاق ماها

لو إنّه غاب عنها ما نساها

حشى لله ما نلحق جزاها

بها جيرانها مثل الأهالي

وهي دار الحمية والمعزّه

وهي دار الوفا بكل حزّه

وهي دار التعفف والتنزّه

تغرس الطيب بقلوب الرجالي

ومما يميز شاعرنا الكبير أحمد الناصر أنه شاعر عميق الفكر وفريد من نوعه يتميز بقدراته الفذّة ومواهبه المتعددة وقد عُرف عنه صوته الشجيّ الحزين وحسّه الشاعري العميق :

الليال أضحكتني وازعلتني نصيحة لاحد يا منها

أول الوقت تضحك لي واصدّق وتالي الوقت تفجعني

صاعبوا شوفتك يا نور عيني عسى ربي يهونها

والحياء يا مشاركني بورحي وعقلي عنك يمنعني

إن بداء بي خلل ولا مرض يشهد الله فسب منها

يا الله اقطع رجا اللي منك يا كامل الأوصاف قاطعني

كيف راحت فوات الحرص مني وأنا مقوى العزاء عنها

ويش أسوي بقلب لو نهيته عصاني ما يطاوعني

ما حدن غيرها يحكم ويامر على قلبي ولا ينهى

شوفها في عيوني لو على بعد تحييني وتنفعني

وقد ألتقيت بشاعرنا الناصر في بداياتي الصحفية فوجدت منه التشجيع والتوجيه ، ويتحلى بصفات التواضع والأدب الجم وحسن التعامل ويتميز بحسن الطافه وبشاشة الوجه فأعجبت به كثيراً واصبح بالنسبة لي قدوة حسنة في الأخلاق قبل الشعر .. ويشهد الله أنني تأثرت بكلامه عن الشعر وعن بداياته ولا زلت أتذكر حديثه عن الشعر وكيف كانت انطلاقته الشعرية فقال : ( البداية كانت منذُ الصغر أنظم أشعار الهجيني على خفيف .. وبعد ذلك اشتقت للعب المحاورة والتقيت بشعراء أكبر مني وابلغ فكنت اقتبس منهم واقتدي بهم فهؤلاء الشعراء الكبار هم الذين أوصلوني إلى هذا المستوى وذلك بمجالستهم ومنادماتهم ومساجلاتهم .. ولا أزال حتى وقتي الحاضر أمارس هذا التراث الشعبي العريق وذلك بمشيئة الله تعالى ، أما لبنسبة لأول قصيدة كتبتها فكانت هجينية احفظ منها هذين البيتين :

يا سوق عقب الغظي تنعاف

ما بك لترف القدم جرّه

والله لا خليك خلف خلاف

ولا تمثناك بالمرّه



http://www.alriyadh.com/2011/01/21/article596785.html