::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - عبدالله الفوزان: معتمد الملك عبد العزيز في الهند
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-2005, 05:23 AM   #1
 
إحصائية العضو







بدراني 82 غير متصل

بدراني 82 is on a distinguished road


افتراضي عبدالله الفوزان: معتمد الملك عبد العزيز في الهند

عبدالله الفوزان: معتمد الملك عبد العزيز في الهند


عند تصفحي بعض أعداد جريدة القصيم بعد مضي أربعين عاماً على توقفها، وقع نظري على العدد 34 الصفحة الثالثة ليوم 9/3/1380هـ وبالتحديد موضوع (دموع وأشجان) محمد بن عبدالله الفوزان وتحت العنوان الكبير عنوان فرعي يقول: المواطن العربي الذي احتشد في جنازته ألوف المشيعين من جميع الملل والنحل. وذكر في الموضوع خبر وفاة الشيخ العربي الوقور محمد بن عبدالله الفوزان في مدينة بومباي عن عمر يتجاوز المئة عام. وعرفت أن المقصود عبدالله بن محمد الفوزان وليس والده فقد يكون الاسم (محمد) قد ورد خطأ فقد تأكد ممن يعرفه حق المعرفة.

وتذكرت أن محمد المانع مؤلف كتاب (توحيد المملكة العربية السعودية) الطبعة الأولى 1402هـ 1982م ترجمة الدكتور عبدالله العثيمين قد ذكر في ص246- 247: (... ومادمت أتحدث عن الأبطال الذين لا يشيد الناس بذكرهم والذين ساعدوا الملك في بناء مملكته فإني أشعر بأن من واجبي أن أشير إلى كثير من النجديين الذين مثلوا بلادهم في الخارج، فقبل استيلاء الملك على الحجاز لم يكن له قناصل رسميون أو ممثلون دبلوماسيون في الدول الأجنبية. وكان التجار النجديون المستقرون في تلك الدول يعملون بصفتهم وكلاء له.. وكان جلالته يختار من هؤلاء من أمضوا فترة طويلة في مكان معين واشتهروا بالأمانة والصدق والنزاهة الأخلاقية، وكان من يختاره منهم لا يستلمون أجوراً على ما يقومون به من خدمات، لكنهم كانوا يكسبون بكونهم وكلاء للملك زيادة في مكانتهم الاجتماعية ومزايا في تعاملهم التجاري.. وكان من النجديين المشهورين الذين كانوا وكلاء للملك خارج بلادهم، الشيخ فوزان السابق في القاهرة وعبداللطيف باشا المنديل في بغداد والبصرة والشيخ عبدالله النفيسي في الكويت والشيخ عبدالله الفوزان في بومبي والشيخ ابن ليلى في دمشق والشيخ عبدالرحمن القصيبي في البحرين. وقد بذل هؤلاء الرجال جهداً عظيماً لصالح بلادهم في الخارج ومن المؤسف أن كثيراً منهم لا يكادون يذكرون في الوقت الحاضر..).



ويقول مستطرداً في موضع آخر (.. وكان ابن سليمان (عبدالله السليمان) من عنيزة وقد غادر جزيرة العرب وهو صغير السن إلى بومبي التي كانت تقريباً الممر الوحيد المفتوح أمام الشباب العربي الذي يسعى إلى المغامرة والثروة. وقد عمل دون أن يتعلم تعليماً رسمياً في بيت الشيخ عبدالله الفوزان الذي كان أحد وجهاء النجديين في تلك المدينة خلال أيامها المزهرة بالتجارة العالمية، ولم ينس ابن سليمان أبداً سيده الشيخ المحترم الذي كان متديناً حصيف الرأي والذي علمه الكثير من مهارات التاجر الناجح، ولأنه كان حريصاً على تجريب حظه في التجارة غادر بومبي إلى البحرين حيث أنشأ محلاً تجارياً صغيراً لكنه لم ينل نجاحاً كبيراً منه..) ويقال إن ابن سليمان بعد أن عاد إلى المملكة وعمل وزيراً مع الملك عبدالعزيز حاول أن يرد شيئاً من الجميل (لمعزبه) ومعلمه عبدالله الفوزان فاستضافه بالحجاز وأكرمه بعد أن أدى فريضة الحج وكان من شدة حبه لعنيزة وهجومه على من ينالها بسوء ولو من باب المزح ومعرفته التامة بكل جزء منها وأنه غادر الحجاز لزيارتها وعند وصوله للوادي أحد أطراف المدينة (عنيزة) عاد أدراجه قبل وصولها ولم يعرف سبب هذا التصرف فمنهم من يقول إنه لم يحمل معه هدايا لمعارفه وأصدقائه الكثر ولهذا خجل من نفسه وعاد. ومنهم من يقول إن لوعة الفراق يقابلها لوعة وشوق اللقاء وأن قلبه المرهف لم يتحمل هذا المشهد المنتظر ولهذا عاد بحسرة!!

بحثت في الكتب وسألت بعض أبناء بلدته عنيزة عنه ولم أجد إلا مشيداً به وبسمعته وما يتناقله البعض من الأخبار التي قد تصل إلى نوع من الأساطير. ولهذا فيحسن بنا أن نعود للخبر نفسه أو الموضوع الذي نشر في جريدة القصيم سبق الإشارة إليه فهذا كاتبه (حسين بن محمد ـ نيودلهي) يقول: «... ولسنا هنا نحاول الإسهاب في بيان مناقبه وسيرته المثالية الحميدة في الدين والمروءة والخلق الكريم ويحدثنا التاريخ كما في كتب المناقب (كصفوة الصفوة) لابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: أن أحد الأئمة توفي فمشى في جنازته ألوف مؤلفة من غير المسلمين وهذا ما جرى بعينه للفقيد عبدالله الفوزان ـ رحمه الله وغفر له ـ إذ مشى في جنازته عدا المسلمين عدد لا يحصى من مختلف الديانات المنتشرة بالهند، وليس هذا في المدينة نفسها، بل قدم معزون من أهل الكتاب وغيرهم من نواح أخرى، وقد عقد المجلس البلدي لمدينة بومباي جلسة خاصة لتأبين الفقيد تبارى فيها الخطباء من الأعضاء قائلين بالإجماع أنهم يفخرون بإقامة هذا الزعيم ووفاته في ديارهم ونقول الزعيم لأنه كان زعيماً حقاً وإن لم يشكل حزباً.

أصدرت أكبر الجرائد في الهند التي تصدر باللغة الإنجليزية في بومباي في أحد أعدادها مقالاً ضافياً عن الفقيد عددت فيه مواقفه في القضايا العربية وفي الأيام الحوالك أيام تألب المناوئين للبيت السعودي الكريم ومقاومتهم لنشر العقيدة السلفية كان الشيخ عبدالله الفوزان وبعض إخوانه المخلصين بمثابة حصن منيع وجبل راسخ لا تزعزعه الرياح حتى أحق الله الحق وأبطل الباطل).

كما نجد في كتاب (سليمان بن صالح الدخيل الدوسري) للدكتور عبدالله الجبوري من مطبوعات دار الرفاعي (المكتبة الصغيرة) ط1 ص5 (...ومن هؤلاء الأدباء المؤرخين رجل من أهل «القصيم» دوسري المحتد ولد في (بريدة) ثم هاجر إلى الهند سعياً وراء الرزق فعمل كاتباً عند التاجر النجدي الشيخ عبدالله بن محمد الفوزان والد المرحوم الشيخ يوسف الفوزان(1)...) وكان ممن عمل لدى التاجر عبدالله الفوزان إلى جانب عبدالله السليمان الوزير الأول لدى الملك عبدالعزيز وسليمان الدخيل الصحفي والمؤرخ النجدي ببغداد والشاعر والأديب خالد الفرج مؤسس المطبعة السعودية بالدمام ورئيس بلدية القطيف وحمد المضيان الذي عمل بالديوان الملكي ومحمد المبارك مدير مالية الأحساء في بداية تأسيس المملكة. وقد وجدت صورة ابنه يوسف في كتاب (أصدق البنود في تاريخ الملك عبدالعزيز آل سعود) لعبدالله العلي الزامل. وقد كتب تحتها القنصل السعودي في بومبي.



وبالاتصال بقريبه السفير السعودي السابق بموريتانيا وقطر الأستاذ عبدالرحمن الحمد الشبيلي ذكر أن خال والده الشيخ عبدالله الفوزان قد خلف من الأبناء الذكور كلاً من:

1ــ خالد، من كبار رجال الأعمال بالكويت، متوفى.

2ــ عبدالعزيز، شقيق خالد ويعمل في الكويت رجل أعمال، متوفى.

3ــ محمد، ويعمل في الكويت رجل أعمال، متوفى.

4ــ يوسف، عمل سفيراً للمملكة في الهند وإيران وأسبانيا وقبلها قنصلاً في فلسطين، متوفى،

5ــ علي، شقيق يوسف وقد عمل موظفاً في وزارة الخارجية في المملكة وعمل في سفارات المملكة في الهند وأفغانستان وماليزيا ولبنان.. ومازال على قيد الحياة مقيماً في الكويت وله من الأبناء فوزان وطارق.

6ــ عبدالوهاب شقيق يوسف وعلي، وقد توفي صغيراً ـ لم يتزوج.

كما خلف من الإناث:

1ــ رقية، التي تزوجت من رجل الأعمال الكويتي محمد المرزوق، متوفاة.

2ــ عائشة زوجة صالح العلي الشايع من أهالي الزلفي، ورجل أعمال في الهند، وأخيراً مستقراً في الكويت.

3ــ مضاوي زوجة سليمان الهارون رجل أعمال كويتي كان يقيم في الهند (بومبي).

4ــ أمينة لم تتزوج.

وجميع البنات شقيقات لعبدالعزيز ويوسف وعلي.

يقول حمد الجاسر في مجلة العرب ج7،8 السنة 17 المحرم وصفر 1403هـ تشرين/1982م ص482: «وممن تولى العمل في ديوان الملك عبدالعزيز مع من كان يعمل فيه محمد بن سليمان بن حمدان الذي عاش فترة من الزمن في الهند موظفاً لدى التاجر النجدي الشهير الشيخ عبدالله الفوزان ثم لما مات محمد بعث ابن فوزان أخاه عبدالله بن سليمان الحمدان الذي أرسله الملك إلى الحجاز فتولى فيما بعد الشؤون المالية وغيرها حتى أصبح أول وزير».

وقد استفدت من السفير السعودي بقطر ـ سابقاً ـ الأستاذ عبدالرحمن الحمد الشبيلي الذي تجمعه بالمذكور قرابة إذ يكون خال والده. وحصلت منه على معلومات أرسلها له حفيده طارق بن علي الفوزان من الكويت يقول فيها:

أولاً: أشكر لك سعيك وكريم اهتمامك بخصوص المعلومات المطلوبة عن المرحوم جدي عبدالله والتي للأسف الشديد مصادرها شحيحة، لتقدم سن وضعف ذاكرة الأحياء ممن عاصروه وتجدون برفقه بعض الإجابات التي تمكنت من الحصول عليها بعد التحقق من خلال البحث والرجوع إلى مصادر ومستندات مختلفة.

ولد ونشأ وتعلم وترعرع ـ رحمه الله ـ في عنيزة وقد تزوج من ابنة عمه وتوفي ودفن في بومبي الهند سنة 1960م عن عمر يناهز المئة عام.

غادر إلى الهند وهو في عمر السابعة عشرة بصحبة والده محمد ـ رحمهما الله ـ في رحلاته التجارية بين نجد والعراق والهند. حيث بقي في الهند ليتيح لوالده الاستقرار ومتابعة أعماله في نجد ويزوده بمتطلباته التجارية مجنباً إياه مشقة وعناء السفر.

كان نشاطه التجاري الاستيراد والتصدير حيث يستورد من العراق التمور ويصدر إلى نجد جميع أنواع المؤن وما يطلبه التجار المتعاملون.

من أبرز التجار الذين تعامل معهم بالهند أو الجزيرة هم: آل الفضل والقاضي والبسام وآل السليمان والغانم وآل زينل. كما كان تعامله مع علي حمود الشايع وحسين بن عيسى وكلاء آل الصباح من الكويت، وجاسم الزياني من البحرين، وعبدالمنعم الزواوي من عمان.

(وللحديث بقية).



نقلا عن المجلة العربية العدد 293 السنة 26 جمادى الآخرة 1422هـ سبتمبر 2001م
للكاتب الاستاذ محمد القشعمي

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس