::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - إضاءات في حياة الأمير خالد بن أحمد السديري
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-2006, 02:38 AM   #1
 
إحصائية العضو







بدران البدراني غير متصل

بدران البدراني is on a distinguished road


إضاءات في حياة الأمير خالد بن أحمد السديري

الأمير الإنسان خالد بن أحمد السديري أكبر من يعرف في سطور وأن يكتب عنه في عجالة .. فهو سليل أسرة اشتهرت بالكرم والشجاعة والعلم والأدب والشعر وتاريخه في خدمة وطنة وأبناء وطنه ساطع كالشمس من خلال عمله الحكومي في الدولة في عدة مواقع ومناطق أو من خلال خدمته وتشجيعه للعلم والعلماء والأدب والأدباء أو من خلال المشاركة في جائزته التي سنها أبناؤه من بعده لتشجيع العلم والذي لايستغرب منهم أبداً فهم أبناء هذا العظيم الذي خدم الجميع في كل مكان دون تفرقة بسبب عرق أو مذهب رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله خيراً وأحسن الله إليه.
وأنا شخصياً ممن استفاد من تشجيعه ودعمه يوم كان التشجيع والدعم مطلوباً وكان الفقر والحاجة هو حال أكثر أهل الجزيرة العربية.
الأمير صاحب فضل على كل منطقة أو ناحية من الأنحاء التي يصل إليها ونحن في منطقة نجران لا ننكر فضله ولانغمطه حقه . فله أيادٍ بيضاء طولى في مناحي الحياة المختلفة أخص منها التعليم الذي نما في عهده نمواً كبيراً وشجع عليه ودعا الأدباء والعلماء إلى مجلسه في مزرعة العريسة وفي غيرها.
ولا يستغرب الكرم من أهلها فأجداده وأهله على هذا النحو من السيرة العطرة وكما عرفنا هم على نهج واحد وطريقة واحدة صغيرهم وكبيرهم فهم أصحاب نخوة وكرم وشجاعة وكل الصفات والأخلاق العربية الأصيلة.
أما الإضاءات في حياة أميرنا المرحوم بإذن الله خالد بن أحمد السديري فهي كثيرة ويعلمها القاصي والداني أجتهد لأعرض بعضها وهي لا تحصى ولا تعد ويلزمنا مجلدات للحديث عن هذا الأمير الأسطورة .. الشهم وكل صفاته ومناقبه وحكمته وحبه للخير وعلمه وشعره وشجاعته المعروفة.
الإضاءة الأولى: تشجيعه للعلم أعرض هنا موقفاً شخصياً وأنا لا زلت صغيراً وهو أنني من قبيلة لسلوم يام جهة وادي حبونا وفي ذلك الوقت لم يكن هناك سوى مدرسة ابتدائية في حاضرة حبونا وقد دفعني والدي دفعاً لأدرس في هذه المدرسة وأنا في سن خمس سنوات تقريباً وكنت أسكن عند أقارب لنا في حبونا وبعد أن أنهيت الابتدائية رجعت لأهلي وهم في ذلك الوقت في البادية حيث إن المدرسة المتوسطة الوحيدة هي في نجران أبا السعود ولا توجد مدرسة غيرها في ذلك الوقت.
فمكثت سنة بعد الابتدائية عند أهلي وبالمناسبة أعترف أنني عاطل باطل لاراعي إبل ولاغنم وكان والدي - رحمه الله تعالى - يرغب في مواصلتي الدراسة ولكن نجران بعيدة ولانعرف أحداً من جماعتنا هناك يمكن أن يثق به والدي ويتركني عنده وقد أشار أحد أعمامي (فالح بن مرزوق بن دكام) على والدي أن يأخذني للأمير خالد السديري ليحل مشكلتي بنفسه وكان معي ابن عم لي.
ذهبنا مع والدي لمزرعة الأمير بالعريسة ولم نجده وبالمناسبة هذه المزرعة لم أر مثلها في حياتي كلها وأنا أكتب لكم وعمري يناهز الخمسين عاماً وقد رأيت أغلب العالم ومزارعه.. والمزرعة المذكورة جنة الله في أرضه وهي عبارة عن عدة مزارع وفي أنسب مكان في نجران زراعياً ففيها النخيل (وكان رحمه الله تعالى أول من أدخل زراعة البرحي والسكري وأصناف جيدة من التمور إلى منطقة نجران وقد أحضرها من البصرة في العراق على حد ما أعلم وقد نجحت نجاحاً مبهراً وينعم أهل نجران والمملكة كلها بهذه الأصناف التي جلبها رحمه الله من العراق وغيرها . وفيها بساتين العنب بكل أنواعه والرمان وأشجار الحمضيات من البرتقال واليوسفي والليمون وفيها غابة للجهة الشرقية لم أر مثل أشجارها في الحاضر والماضي. أرجع للموضوع وأقول وجدنا الأمير مسافراً وقد كنا ركاباً مع واحد من جماعتنا في سيارته بعد ذلك رجعنا لديرتنا.
وخطرت فكرة أن أذهب أنا وولد عمي إلى الأمير في مزرعته فذهبنا في عصر يوم وقد كتبت طلباً في قصاصة ورق صغيرة أوضحت من نكون ورغبتنا في الدراسة في نجران وعند دخولنا سألنا المسؤول عن المزرعة وهو شخص يقال له سيد أحمد يماني الجنسية فقال الأمير تحت السدرة فذهبنا إليه وسلمنا عليه ووجدنا مع إخوانه في وقت مناسب وأعطيته الطلب فتناول قلماً لازلت أذكره نوع 51 لونه ذهبي وكتب على الطلب الآتي:
الأخ عليان.. لا بأس من إسكانهم في الضيافة وتابعوا موضوعهم في المدرسة وأخبروني عن أي شيء يحتاجونه ومن ثم ذهبنا إلى وكيل الإمارة عليان العمر في ذلك الوقت وأحالنا إلى الضيافة وسلمونا غرفة ونقلت المدرسة المتوسطة من البلد إلى الفيصلية وتمكنا من إنهاء دراستنا المتوسطة والثانوية بفضل الله ثم بفضل الأمير المرحوم - بإذن الله تعالى - خالد بن أحمد السديري وليس هذا وحسب بل أمر بالبحث عن منزل لكل الطلبة المغتربين من محافظة حبونا في نجران واستأجره على حسابه الخاص.
الإضاءة الثانية: موقفه مع قبائل لسلوم يام: وجهت قبائل لسلوم دعوة للأمير لإكرامه في وادي حبونا على مورد مياه يقال له (سلوه) وحضر لسلوم حاضرة وبادية وفي أثناء الحديث قال لهم الأمير واديكم زين للزراعة ولا فيه مانع لو تقسمونه بينكم وهذا ماحصل فقد ساعدهم في إعماره وأصبح الآن مدناً متصلة وصلتها الخدمات بأنواعها وهذا الموقف لا ينساه أحد من سكان هذه النواحي.
الإضاءة الثالثة: دوره في حل الخلافات القبلية: عاصر الأمير انتقال المجتمع في المملكة من مجتمع ذي طابع قبلي إلى مجتمع حضري وبالتالي عاصر كثيراً من المشاكل بين القبائل على الأراضي وموارد المياه والمراعي وغيرها وكان رحمه الله حكيماً حليماً في التعامل مع مثل هذه المسائل .. أتذكر قصه سمعت بها حدثت لشخص يدعى (أبا قفايا) من آل فطيح من يام عندما أراد أن يبني محطة محروقات على طريق نجران وادي الدواسر بالقرب من الحدود القبلية بين يام والدواسر وقد اعترض الدواسر ومنعوه وكادت تحصل مشكلة قبلية كبيرة لولا حكمة الأمير خالد السديري رحمه الله فقد استدعى (أبا فقايا) ومنحه أرضاً لإقامة محطة محروقات في مزرعته الخاصة بالعريسه والتي بنى عليها محطة محروقات على الطريق العام حلاً للمشكلة التي كادت أن تحصل وهي حتى الآن قائمة وقد رزقه الله من خلالها خيراً كثيراً كما أنه رحمه الله كثيراً مايحل المشاكل بالحكمة وبأسلوب راقٍ في التعامل مع المختصمين وفي أغلب الأحيان فإن حكمه حكم نافذ برضا وقناعة المختصمين كما أن دوره عظيم في خلق السلم الاجتماعي والقبلي بأسلوب متحضر ومتقدم جداً.
الإضاءة الرابعة: بناء نجران الحديث: التاريخ لن ينسى للأمير المرحوم بإذن الله خالد السديري أعماله الجليلة وجهده المخلص في بناء نجران الحديثة بلد التاريخ والتراث العريق فقد أسس مقومات نهضتها وإنمائها في كل مناحي الحياة من تعليم وصحة وخدمات .. إلخ وسار على نهجه ابنه الأمير فهد بن خالد السديري ثم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ولا يتسع المجال لتعداد التطورات المتلاحقة والسريعة في عهده وعهد ابنه الأمير فهد بن خالد السديري.
الإضاءة الخامسة: مجلسه في مزرعة العريسة: لازال عالقاً في مخيلتي مجلس العلم والأدب الذي يجمع فيه العلماء والأدباء في جو بهيج تحت عرائش العنب الوارفة الظلال وحدائق الورود التي تحف المجلس من كل جانب.
وكم تمنيت لو أن هذا المكان بالذات يكون مقراً للنادي الأدبي الأول في منطقة نجران النادي تحت التأسيس وبمساعدة الميسورين من أهل المنطقة وغيرهم.
إضاءات الأمير لا تعد ولا تحصى وسنظل نحن أبناء منطقة نجران حاضرة وبادية أوفياء له ولأسرته الكريمة ماحيينا وسندعوا له في كل صلاة وفي كل مكان وزمان .. رحم الله أميرنا المحبوب رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وفي الختام ليس حباً للإضاءات وإن كانت تستحق الحب عشقاً لأفعال وأخلاق الرجال.
والله من وراء القصد


بقلم العميد الركن /صالح بن مرزوق بن دكام اليامي

 

 

 

 

 

 

التوقيع

    

رد مع اقتباس