من شعر/
الشيخ فيصل بن صالح العبدالمنعم الودعاني الدوسري
في رثاءالشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله
سلام من الرحمن يا سـاكن القـبر *** ورحمته دوماً عليك مـدى الدهـرِ
سلام ودمع العين يبكـيك كلمـا *** ذكرت دروس العلم والفضـل والبرِ
سلام وحزن القلـب يزداد كلمـا *** ذكرت شفـاهٌ لا تمـل من الذكـرِ
فقدناك يا فخـر العثيمين مثلمـا *** فقدنا ابن باز قبل عـام من الدهـرِ
فقدناك في شوال يا شيـخ مثلمـا *** فقدنا طلوع البدر في ليلةِ البـدرِ
فجعنا جميعـًا في سماع رحيلـكـم *** فقد كانت البلوى أشد من الجمـرِ
ذهبت إلى مثواك يا شيـخ راحـلاً *** وخلّفت أحزاناً سنلقهـا بالصـبرِ
سيبكيك طلاب وعلـم وحلقـة *** ويبكيك كل الناس في البدو والحضرِ
ويبكيك محتاج لفتـوى مضيئـة *** تطير بها الركبان في البر والبحـرِ
ويبكيك شرح الفقه للنـاس ممتـع *** ويبكيك أهل العلم يا عالم العصـرِ
فقد كنت فينا مشعل العلم والتقـى *** دليلاً إلى الجنات والفضـل والخيـرِ
وكنت لهذا الدين حصنـاً مشيـدًا *** تذود عن الإسلام في السر والجهـرِ
وسيفاً على أهل الضلالات مشرعاً *** ترد على الضّلال من ظلمـة الشـرِ
فقدناك يا بحـر العلـوم وحبرهـا *** فقد كنت للإسلام كالكوكب الدري
ولكن عزائي ما نرى من شروحكم *** لكل فنون العلم في ساحـة الفكـرِ
وطلاب علـم يقتفـون طريقكـم *** إلى درجات العلم والخـير والذكـرِ
صبرت على كل الملمـات واثقـاً *** بوعد إله العرش في الضيق والضـرِ
فصبرك يا شيخي ستلقـى جـزاءه *** إذا الناس موقوفون في الحشر والنشرِ
وداعاً حبيب الكل والدمع هاطـل *** وداعاً فلا لقيا إلى موعـد الحشـرِ
فبالله أحببنـاك لا شـيء غيـره *** وحبك يا شيخي لمن أفضـل الـبرِ
فحمـداً لك اللهم في كل حالـة *** فهذا قضاء الله نلقـاه بالصـبرِ
فهذا عزائـي للمحبـين جملـة *** أحمّله شـعري ومن قبلـه نثـري
وصل إلهي كلمـا صـام صائـم *** على المصطفى المختار من جاء بالخيرِ
فيصل بن صالح العبدالمنعم
بريدة
جريدة الجزيرة
http://www.al-jazirah.com/2001/20010114/fe24.htm