ولد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله آل باز في مدينة الرياض في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة عام 1330 هجرية,, في اسرة يغلب على الكثير من رجالها طلب العلم والاشتغال به,, ومن اعيانها المشهود لهم بالعلم الشيخ عبدالمحسن بن احمد آل باز الذي تولى القضاء ب الحوطة والارشا في هجرة
الارطاوية بقبيلة مطير,, ومنهم الشيخ المبارك بن عبدالمحسن الذي تولى القضاء في عدد غير قليل من مدن المملكة كالطائف وبيشة وحريملاء والحوطة.
وكان الشيخ عبدالعزيز بن باز مبصرا في اول حياته واصابه المرض في عينيه عام 1346ه فضعف بصره الى ان فقده كلية في مستهل المحرم عام 1350ه.
حفظ كتاب الله عن ظهر قلب وهو لم يزل صغيرا لم يصل لمرحلة البلوغ بعد, الا ان القدر لم يمهله إذ ان بصره - كما سبق ان ذكرنا قد اصابه ضعف شديد عام 1346ه وكان يومها في السادسة عشرة من عمره ثم زاد عليه المرض الى ان فقده نهائيا وهو في سن العشرين وبالتحديد في المحرم من عام 1350ه.
مشايخ سماحته
وكان سماحته قد حدد توجهه حين بدأ يتلقى العلوم الشرعية والعربية على ايدي كثير من علماء الرياض واعلامهم ومنهم:
* الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
* الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب - قاضي الرياض.
* الشيخ حمد بن فارس - وكيل بيت المال بالرياض.
* الشيخ سعد وقاض البخاري - من علماء مكة المكرمة واخذ عنه علم التجويد عام 1355ه.
* الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ - وقد لازم حلقاته نحو عشر سنوات وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347ه الى سنة 1357ه حيث رشح للقضاء من قبل سماحته, يحتل سماحة الشيخ ابن باز مكانة بارزة بين اقرانه من رجال العلم وعلماء الدين,, فقد تحقق له التفرد وبرز اكثر ما بزر في خدمة الدين والعقيدة
منذ بدأ وعيه يتكون ويدرك حقائق الكون والحياة فقد نذر حياته للعلم والدين حتى انه حفظ القرآن الكريم كله قبل ان يصل الى سن البلوغ مثلما حفظ العديد من كتب الحديث والعلوم الشرعية قبل ان يحرم من نعمة البصر وهو لم يزل ابن العشرين فأنعم الله عليه بنعمة البصيرة.
ورغم ذلك لم يتقهقر شيخنا عن الطريق الذي شهد بدايته الاولى بعينه وعقله وقلبه,, وانما انطلق متجاوزا البصر الى التفوق والبروز,, فقضى بين الناس فترة من الزمن وكان له اسلوبه واجتهاده المتميز ثم واصل دراساته الى ان تولى القضاء وبعدها اشتغل بتأسيس الجامعة الاسلامية ثم اختير لمهمة الافتاء واشترك سماحته بجهده الكبير في
عدد من الهيئات واللجان بعضويات فاعلة آتت ثمارها وتردد صداها في جنبات العالم الاسلامي اجمع.
وظائف ومهمات
وقد تدرجت مسيرة سماحته مع العلم والعطاء خلال عدة محطات رئيسية قدم فيها القدوة والمثال واكتسب كثيرا من الخبرات التي اضافت لشخصيه ابعادا اكثر شمولية, ومن المعروف ان سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ قد رشحه للعمل بالقضاء في الخرج في جمادى الاخرة عام 1357ه واستمر به حتى نهاية عام 1371ه بعد ان قضى عشر سنوات في تلقي العلم على يديه, وفي عام 1372ه اشتغل بالتدريس في المعهد العلمي بالرياض سنة واحدة انتقل بعدها
أنشطة إسلامية أخرى
ولسماحة الشيخ ابن باز نشاطات عدة تصب في قالب الدعوة الى الله والاهتمام بأمور المسلمين منها:
*
* ويولي سماحته تعليم القرآن الكريم وتحفيظه اهتماما خاصا ويحث اخوانه وتلاميذه واعضاء الجامعات الخيرية لتحفيظ القرآن على مضاعفة الجهود في هذا الصدد,, ويشاركهم في كل ما من شأنه تقوية هذا التوجه ودعم القائمين على الجماعات المهتمة بكتاب الله بما يضمن استمراريتها في اداء رسالتها.
مشهد مؤثر
يذكر في سيرة الشيخ انه لما ودع الرياض ليذهب الى منصبه الجديد في المدينة المنورة احتشد اهل الرياض حوله وألقوا خطبا ذكروا فيها مآثره وودعوه وبكوا بكاء شديدا وقام الشيخ فودعهم ولكن غلبه البكاء وسمع بكاء الشيخ كما ينقل المجذوب في كتابه (علماء عرفتهم).
ولما التقينا للوداع عشية
سفكنا دموعا واستفرنا مآقيا
وقفنا وفي العذال منا منامة
وكنا نرى ان ليس بعد تلاقيا
فودعوه وبكوا عليه,, والصحيح ان من يعاشر الشيخ ويماشيه ويمكث معه فترة لا يطيق فراقه!!
وهذه ميزة المسلم الذي لا يؤذي, المتواضع المحب لا يستطاع فراقه ولذلك كل من صحبه وجد فيه الخير, قال المجذوب: وكنت في من حضر
وذكر تأثره وبكاءه قال وقلت بيتين بتلك المناسبة لما ودعوه في الجامع الكبير وبكوا وبكى الشيخ قلت:
بكينا وفاء لامرىء قل ان يرى
له في الدعاة العاملين نظير
فخلوا منامي ان ألح بي البكا
فإن فراق الصالحين عسير