::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - الحياة من دون "شغّالة"..!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-11-2010, 12:48 PM   #1
 
إحصائية العضو







ابوهاجر الدوسري غير متصل

ابوهاجر الدوسري is on a distinguished road


:t-t-5-: الحياة من دون "شغّالة"..!!



الحياة من دون "شغّالة"..!!

بعد سماعي قرار الحكومة الإندونيسية الذي أعلنت أنها تنوي القيام به إثر تعرض عاملة إندونيسية لـ"التعذيب" في المدينة المنورة، كما قالت، وهو إيقاف إرسال العاملات المنزليات إلى المملكة، دخلتُ في موجة من التخيلات حول وضع معظم البيوت السعودية التي تمتلئ بالعاملات من بلاد العمة "إندونيسيا"، وكيف سيكون الحال عندما يستيقظ أفراد الأسرة ذات صباح بعد رحيل العاملة المنزلية، ابتداءً بالزوجة ومروراً بالبنت التي طالما تلذذت بالنوم في وجود ما اصطلح عليه بـ"الشغالة"، وانتهاءً بالمحروس الابن الصغير الذي أصبح أيضاً يتلذذ بممارسة نوع من السلطة وإصدار الأوامر والنواهي على "شغالة" أُمّه التي ما كان لها إلا أن تنفذ ما تتلقاه من أوامر من أي فرد في المنزل دونما رفض أو ممانعة.

إنني حينما أقول هذا الكلام فإنني لا أقصد تلك الأسر التي استقدمت العاملة المنزلية بسبب ظرف صحي تمر به الزوجة، أو لرعاية طفل معاق يعمل أبواه فترة الصباح، ويحملان من الشفقة والرحمة ما يجعلهما يستبعدان خيار إلحاق ابنهما المعاق بدار الرعاية؛ ما يستوجب وجود عاملة ترعاه فترة غيابهما، أو لعمل الزوجة ذات الأطفال، وغيرها من الأسباب التي تستدعي بشكل ضروري وجود عاملة، وإنما أعني تلك الأسر التي تستقدم العاملات فقط لـ"البرستيج" الكاذب الذي يشاركه أيضاً وجود قدر من الكسل وحب الراحة.
إن مما يؤسف له حقاً أن نجد في الكثير من الأسر فتيات أشرفن على الزواج لا يعرفن من أعمال المطبخ سوى عمل كوب من الشاي، الذي لا نستغرب أن نجده مالحاً بسبب عدم التمييز بين الملح والسكر! أو عمل ساندويتش بالجبنة؛ فالعاملة هي الكل في الكل في المنزل؛ هي من تقوم بالطبخ والغسيل والتنظيف ورعاية الأطفال وتغذيتهم، وبقي على أفراد الأسرة النوم والأكل ومطالعة المسلسلات والتباهي بالكروش!

رسالتي إلى الحكومة الإندونيسية: نرجوكم لا تمضوا قُدماً في تطبيق هذا القرار الذي سيضع حداً للنوم والراحة في حياة الكثير من بنات هذا الوطن، هذا القرار لو طبقتموه أيها الإندونيسيون سيفوّت على كثير من بناتنا الكثير من المسلسلات والأفلام، ويمنعهن من التلذذ بالمكسرات الشهية مع كوب الشاي أمام الشاشة من بعد العصر إلى منتصف الليل، وسيزيل تلك النعومة من أيديهن التي لم تعتد إلا على الكريمات والمرطبات، ولم تعرف يوماً ملامسة "الكلوركس" وغيره من المنظفات، وستذوب تلك الشحوم التي طالما تكدست في الأجسام.

الرسالة الأهم للإندونيسيين حكومة وشعباً: كثيرة جداً هي المشاهد المؤلمة التي عايشتها العديد من البيوت السعودية، كان أبطالها بناتكم الإندونيسيات، ولستُ بحاجة إلى أن أذكر أمثلة لهذه الجرائم التي - للأسف - تمارَس مع أطفال أبرياء ليس لهم ذنب، وعندما كنا نشاهد ونسمع هذه الجرائم لم نتهم الشعب الإندونيسي بالوحشية والقسوة، ولم نُخرج هذه الحوادث من إطار التصرفات الفردية؛ حيث لا ذنب لشعب بأكمله في ممارسة شاذة من عاملة مقيمة؛ لذا فإن ما فعلته المواطنة السعودية بحق عاملتها الإندونيسية في المدينة المنورة لا يعدو كونه تصرفاً شخصياً لا علاقة للمجتمع السعودي به، بل إننا بوصفنا مواطنين نمقت وندين مثل هذه التصرفات التي لا تمثل أخلاق وتعامل إنسان هذا البلد.
هل فيكم رجلاٌ رشيد يا أهل البيوت , ,

 

 

 

 

 

 

التوقيع

آخر تعديل ابوهاجر الدوسري يوم 27-11-2010 في 12:54 PM.

    

رد مع اقتباس