::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - فهد بن عبد العزيز .. ملك أغسطس والقرارات الجريئة
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-2007, 04:18 PM   #1
 
إحصائية العضو







<<<< الشرافي>>>> غير متصل

<<<< الشرافي>>>> is on a distinguished road


:e-e-5-: فهد بن عبد العزيز .. ملك أغسطس والقرارات الجريئة








فاجأ العالم واستطاع العبور فوق الأفخاخ و"الكمائن الشقيقة"


: يظل شهر أغسطس من كل عام هو شهر فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الراحل كونه شهد واحداً من أكثر القرارات جرأة في التاريخ السياسي العربي، ألا وهو قرار استضافة قوات دول التحالف الدولي لتحرير دولة الكويت التي اختفت عن الخريطة لنحو أسبعة أشهر بسبب الاحتلال العراقي. وليس هذا قراره الوحيد الذي يدخل في إطار الجرأة السياسية بل أشتهر دوماً بقراراته المثيرة التي تنم عن فطنة سياسية لا مثيل لها، إذ أنه في أواخر الثمانينات فاجأ العالم أجمع بدعمه صفقة تسلح ضخمة تحصل من خلالها المملكة عددا من صواريخ أرض – جو من الصين، رغم أن ذلك أثار حفيظة الحليفة التقليدية لبلاده أميركا التي نددت بالصفقة.

ولم يكتف ِ بذلك بل سار خطوة أبعد في طريق تحديد سيادة بلاده عندما طرد السفير الأميركي الذي حاول أن ينقل استياء بلاده من هذه الصفقة بطريقة أثارت استياء الملك فهد واعتبره تدخلا في شؤون الشؤون الخاصة بالمملكة، وخرج على إثرها السفير من قصر العاهل السعودي الراحل إلى الطائرة فبلاده فوراً.

وعلى الرغم من أن عهد فهد أشتهر بأنه قرّب مملكته كثيراً إلى التحالف مع الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنه كان تحالفاً مبني على مصالح مشتركة لم يكلف المملكة أي شبر من استقلالية قرارها السياسي، وخصوصاً إذا علمنا أن عهد فهد هو الوحيد في تاريخ السعودية الذي طرد فيه سفيران للقوة العظمى في العالم من البلاد.

ولم تسجل حالات مماثلة في صفوف سائر حلفاء واشنطن الأقرباء في المنطقة الشرق أوسطية من العالم.

وليس لجرأة الملك السعودي الراحل حدود .. فهاهو يعلن أمام جمع من ضباطه المتخرجين حديثاً في إشارة ضمنية إلى "واشنطن العاتبة" أن بلاده "لها الحق في البحث عن مزود لتسلحها كي تحافظ على أمنها الوطني من أي جهة كانت"، ولا ينسى أن يمر أيضاً على "طهران الثائرة" قائلاً أن هنالك تفكيراً جدياً لتجنيد 500 ألف شاب في صفوف القوات المسلحة لحماية البلاد من الأخطار المجاورة.

وكانت تلك الزيادة المقترحة أكبر رسالة قوية إلى إيران التي كانت تحاول أن تصدر ثورتها وقلاقلها إلى المملكة التي تعتبر حاملة لواء الإسلام السني في العالم، ولم يكتب لهذا المقترح الاستمرار إلى طريق التنفيذ كون أن الأخطار قد هدأت في المنطقة ولا حاجة لإعلان النفير العام في البلاد الهادئة.

ولا تنتهي لمساته السياسية الهادئة حين يرفض طلباً أوكرانياً قدم له في منتصف التسعينات الفائة يتم بموجبه بناء مفاعل نووي يكون الأول في تاريخ المملكة العربية السعودية، ففي سنة 1994, عرض الرئيس الأوكراني ليونيد كراتشوك مساعدة المملكة في تطوير ترسانتها النووية للرد على الجمهورية الإسلامية التي كانت تسير في نفس الاتجاه.

ورفض الملك فهد هذا العرض على الفور. و في هذا يكون قد إلتزم بنفس المبادئ التي دفعت المملكة إلى رفض عروض مشابهة للشراكة النووية من قبل باكستان حسب ما يقوله كتب صحافي دولي تابع المسألة من كثب.

ويقول الكاتب والصحافي أمير طاهري في مقالة خص بها "إيلاف" عن الملك الراحل :"عندما يلتزم الملك فهد بأي شيء، لم يكن يتراجع عنه. في سنة 2002، تلقى رسالة من الملك المغربي ناقلاً طلب صدام حسين بلقاء في الرياض، لكن الجواب كان بإختصار " لقد مات صدام، دعونا ننتقل الى موضوع آخر".

وتحل في هذه الأيام الأوائل من أغسطس الحالي الذكرى الثانية لوفاته دون أن يكون غاب نهائياً عن المشهد الداخلي في المملكة العربية السعودية، إذ لا تزال العملات النقدية التي تتصدرها صورته تستخدم في التعاملات اليومية بالنسبة لمواطني بلاده، إضافة إلى أن أجهزة التلفزيون الرسمي لم تتخلص بعد من الأغنيات الوطنية التي بلغت سقف شهرتها الأعلى خلال سنوات حكمه.

وإن كان من لقب يمكن أن يطلق على الملك الراحل في استقراء لسنوات حكمه الطويلة فيمكن أن يوصف بأنه "ملك الواقعية السياسية" كونه ظل محتفظاً على الصورة المهيبة لموقعه كحاكم لبلد يمتلك ثقلا سياسياً كبيرا في العالم العربي، دون الدخول في مغامرات سياسية غير محسوبة، فيما هو يحتفظ بعصا الاستطاعة وقت ما يشاء في أن يتخذ القرارات الجريئة في حينها.

وكان قرارا احتضان الدول الغربية لتحرير الكويت ومبادرة السلام الشهيرة مع إسرائيل في قمة فاس 1982 هما من أكثر القرارات جرأة اللتين لا يستطيع القيام بها سوى "زعيم استثنائي" على حد قول محللين غربيين، ذلك أن استقدام قوات دول التحالف إلى أراضي المملكة كان مثار انشطار سياسي حاد بين دول الجامعة العربية، إضافة إلى أنه جوبه باعتراض متدينين متشددين.

ولم يشأ الزعيم الراحل أن يستمع لأي منتقد طالما أن بلاده في عين العاصفة مما جعله يسرّع التصرف بواقعية سياسية محضة ويقود الجهود الدولية لتحرير الكويت التي اختفت عن العالم في أوائل أغسطس عام 1990 لمدة سبعة أشهر بسبب الاحتلال العراقي.

كما أن مبادرته للسلام التي أطلقها وقت أن كان ولياً للعهد تدخل في إطار "الواقعية السياسية" التي طالما أشتهر بها، وحاول من خلالها إحداث ثقب في جدار القضية الفلسطينية المصابة بالزكام والتعثر المستمر، وذلك بِحَثّ إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 67 وعودة اللاجئين في مقابل طي صفحة هذا الصراع البالغ عمره أكثر من نصف قرن وتطبيع شامل للعلاقات.

وأعادت الرياض طرح هذه المبادرة في قمة بيروت عام 2000 لتتبناها الجامعة العربية فيما بعد تحت مسمى "المبادرة العربية للسلام".

ويمكن القول بأن فهد بن عبد العزيز كان بحق مؤسساً للدولة السعودية الرابعة التي شهدت خلقاً جديداً في سنوات حكمه على كافة الأصعدة، ابتداءً بالتنظيم السياسي للمملكة من خلال إرساء تشريعات سياسية تنظم العلاقة بين السلطات الثلاث، وإقرار نظام دستوري للحكم ووضع تنظيم جديد لأقاليم البلاد، مروراً بإنشاء البنية التحتية الحديثة وشبكات الطرق والخدمات الموازية، وليس انتهاءً بإحداث نقلة فيما يتعلق بالتعليم وشؤونه. م ن ق و ل المصدر ايلاف

 

 

 

 

 

 

التوقيع

alshrafi@n9r.org

    

رد مع اقتباس