يقال إن هناك نوعا من السحر مايستحل وفي نظري الكتابة من السحر
الحلال .. الذي لايقام عليه حد الشريعة إذا كان مابه من فائدة تعم على
البشرية جمعاء .. ولا تخالف كتاب الله وسنة نبيه ولله در ذلك الشاعر
حين قال :
توشي البلاغة أقلامه
إذا مالضمير عليها أمل
بيان يبين للسامعين
ان من السحر مايستحل
عزيزي القارىء ...
عزيزتي القارئة ...
بالنسبة لي .. عندما أكتب عن الأمير محمد بن أحمد بن محمدالسديري
رحمه الله فإن الكتابة عنه تعد من السحر الحلال لما له ولقصائده من
مكانة عالية وغالية في قلبي والحديث عنه رحمه الله يتطلب مساحات
واسعة من أجل انصافه والدخول في مضامين أسمى المعاني وأجمل
الأهداف .
أما بالنسبة لكم .. فإنكم من شعره ستواجهون أبواب كثيرة للدخول في
ميدنة الابداع والعقل والحكمة وحفظ التوازن بين هذه الحالات مسؤولية
شاعر نثر لكم الورد والزهور على جنبات مساحات الحواس وسلمكم سيد المفاتيح من أجل أن تفتحوا كافة الأقفال بدون عناء فستجدون
الحكمة والبلسم الشافي لجراحكم .
لست أدري .. ولكن في هذا الزمان من يجد مثل هذا الشاعر تفوح سلوكياته بهاجس الحب والوفاء وهو يقدم التنازلات بكرامة الكبار وكبرياء
الأصالة .. شاعر يردد في أعنف حالات الغضب موواويل (( الحلم )) إنه
فعلا سيد الأخلاق .. كما قالوا : شاعر يسيطر سيطرة تامة على تصرفاته .. والتوحيد عنده رحمه الله منهج يفوح به شعره في جميع
حالات التوجهات .. ففي شعره مايؤكد سعة إطلاعه وتبحره في ميادين
المعرفة .. خاصة وانه كثيرا يمزج شعره بالثقافة الحية المعاصرة أو الاسلامية والمرحوم كان مجددا ومبدعا في جملة أشعاره التي أمتازت
بقوة الأسلوب وجزالة المعنى وقد كان رحمه الله رائدا للأدب الشعبي
في الجزيرة والخليج العربي بدون منازع ولا تزال قصائده رائدة إلى يومنا
هذا بدون منازع وقد كانت علاقته رحمه الله مع ايمان مجتمعه علاقة
حميمة ووطيدة بالتصافي والنقاء .
أعزائي ستكون لنا وقفة بين الحين والاخر مع درر السديري فهي أغلا
من الدرر وستكون أول هذه الدرر هي :
حلو نباه وقلبه اسود من الصاج ...
الله من هم بروحي سهجها
بخافي ضميري في كنين الحشا لاج
أحر من نار توقد وهجها
منها خطر روحي على سلك ديباج
وعين عسى المولى يعجل فرجها
يفوح ناظرها كما عين هداج
استرسلت للدمع من مارهجها
غيظ يكظ عبارها مثل الأمواج
كم واحد له غاية ماهرجها
يكنها لو هو للادنين محتاج
يخاف من عوجا طوال عوجها
هرجة قفا يركض بها كل هراج
يقضب عليك المخطية من حججها
حلون نباه وقلبه اسود من الصاج
الله خلق دنيا وساع فججها
وعن مايريب القلب لك كم منهاج
والرِجل وان شطت لياليك سجها
عسى تواليها تبشر بالافراج
لكم من الود أجمله