مـن هـو جـحـا
http://im32.gulfup.com/hLbPg.png
وماحكم نسبة النوادر إلى شخصية جحا ؟ أولاً : اختلف أهل العلم في حقيقة " جحا " الشخصية الهزلية التي تحكى عنها النوادر والظرائف : القول الأول : جعله بعضهم " ثابت بن قيس "، كنيته " أبو الغصن "، توفي سنة (168هـ) . وهذا خطأ ظاهر ؛ فإن ترجمة ثابت بن قيس تدل على شخصية عالمة فاضلة لا تعرف بالسذاجة أو الظرافة المشهورة عن " جحا " في التراث العربي . ولذلك قال الإمام الذهبي رحمه الله : " وَهِمَ مَن قال : إن أبا الغصن - ثابت بن قيس المدني - هو جحا " انتهى. " سير أعلام النبلاء " (8/173) ومما جاء في ترجمة أبي الغصن ثابت بن قيس رحمه الله : " هو الشيخ ، العالم ، الصادق ، المعمر ، بقية المشيخة ، أبو الغصن ثابت بن قيس الغفاري مولاهم، المدني . عداده في صغار التابعين . يروي عن : أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيب ، ونافع بن جبير ، وخارجة بن زيد الفقيه ، وأبي سعيد كيسان المقبري ، والقدماء . ورأى : جابر بن عبد الله - فيما اعترف به أبو حاتم-. حدث عنه : معن بن عيسى ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وبشر بن عمر الزهراني ، والقعنبي ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وجماعة . وأخطأ من زعم أنه جحا صاحب تيك النوادر . وقال يحيى بن معين ، والنسائي : ليس به بأس . وقال ابن معين أيضا في رواية عباس : هو صالح ، ليس حديثه بذاك . وروى : أحمد بن أبي خيثمة ، عن يحيى : ضعيف . قال ابن حبان : هو من موالي عثمان بن عفان . وكان قليل الحديث ، كثير الوهم فيما يروي ، لا يحتج بخبره إذا لم يتابعه غيره عليه . وقال ابن عدي : يكتب حديثه " انتهى . " سير أعلام النبلاء " (7/25-26) القول الثاني : قال آخرون من أهل العلم : إن " جحا " صاحب النوادر هو " دجين بن ثابت ": وهو مروي عن يحيى بن معين ، وقرره الشيرازي في " الألقاب ". ولكن استنكر المحققون من العلماء هذا القول أيضا : يقول ابن حبان رحمه الله : " وهو الذي يتوهم أحداث أصحابنا أنه جحا ، وليس كذلك " انتهى. " المجروحين " (1/294) ويقول ابن عدي رحمه الله : " الحكاية التي حكيت عن يحيى – يعني ابن معين - : أن الدجين هذا هو جحا: أخطأ عليه من حكاه عنه ؛ لأن يحيى أعلم بالرجال من أن يقول هذا . والدجين بن ثابت - إذا روى عنه ابن المبارك ، ووكيع ، وعبد الصمد ، ومسلم بن إبراهيم، وغيرهم - هؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا " انتهى. " الكامل في الضفعاء " (3/106) ويقول ابن الصلاح رحمه الله : " الدجين بن ثابت ، بالجيم مصغرا ، أبو الغصن ، قيل : إنه جحا المعروف ، والأصح أنه غيره " انتهى. " المقدمة " (ص/195) وتابعه عليه أصحاب جميع الكتب المبنية على كتاب ابن الصلاح . ويقول الإمام الذهبي رحمه الله : " جحا ، أبو الغصن ، واسمه دجين بن ثابت اليربوعي البصري ، وما أظنه صاحب المجون ، فإن ذاك متأخر عن هذا ، ولحقه عثمان بن أبي شيبة " انتهى. " تاريخ الإسلام " (9/378) ومما جاء في ترجمة الدجين بن ثابت : يقول الإمام الذهبي رحمه الله : " جحا : أبو الغصن ، صاحب النوادر ، دجين بن ثابت ، اليربوعي ، البصري . وقيل : هذا آخر . رأى دجين أنسا ، وروى عن أسلم ، وهشام بن عروة شيئا يسيرا . وعنه : ابن المبارك ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبو جابر محمد بن عبد الملك ، والأصعمي ، وبشر بن محمد السكري ، وأبو عمر الحوضي . قال النسائي : ليس بثقة . وقال ابن عدي : ما يرويه ليس بمحفوظ . وروي عن ابن معين قال : دجين بن ثابت هو جحا . وخطأ ابن عدي من حكى هذا عن يحيى وقال : لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا ، والدجين إذا روى عنه ابن المبارك ، ووكيع ، وعبد الصمد ، فهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا. وأما أحمد الشيرازي ، فذكر في " الألقاب " أنه جحا ، ثم روى عن مكي بن إبراهيم قال : رأيت جحا ، الذي يقال فيه مكذوب عليه ، وكان فتى ظريفا ، وكان له جيران مخنثون يمازحونه ، ويزيدون عليه . قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جحا وما رأيت أعقل منه . قال كاتبه : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ أقبل على شأنه ،وأخذ عنه المحدثون. وقد قيل : إن جحا المتماجن أصغر من دجين ؛ لأن عثمان بن أبي شيبة لحق جحا " انتهى. " سير أعلام النبلاء " (8/173) القول الثالث: أن اسم جحا هو " نوح ": وهذا القول ينسب إلى الجاحظ ، ويقال : إن الجاحظ أقدم من ذكر شخصية " جحا " في كتبه ، وذلك في رسالته : " القول في البغال " (ص/37) يقول العراقي رحمه الله : " ذكر الجاحظ أن اسم جحا نوح والله أعلم " انتهى. " التقييد والإيضاح " (361) ولم نقف على ترجمة " جحا " الذي هو : " نوح " في أي من كتب الرجال والتاريخ . القول الرابع : أن اسم " جحا " هو : " إسحاق ": يقول ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله : " وذكر بعضهم أن الأشبه في اسمه إسحاق " انتهى. " توضيح المشتبه " (3/80) ولم نقف على ترجمة لإسحاق هذا . ثانيا : الصواب في أمر " جحا " صاحب النوادر والحكايات أنه شخصية مبهمة ، لا يعرف لها ترجمة خاصة ، بل ولا يدرى إن كانت حقيقية أم وهمية ، وهذه الشخصية هي التي ينسب الناس إليها الحكايات الطريفة ، والقصص الظريفة، وتتناقلها كتب الأدب ، بل هي شخصية عالمية ، لها في كثير من ثقافات العالم أسماء مختلفة ، وتنسب إليها مثل هذه الحكايات . جاء في " الموسوعة العربية العالمية ": " جحا انفصل عن واقعه التاريخي، وتحول إلى رمز فني استقطب معظم ماقيل من نوادر التراث العربي الذائعة " انتهى. ويقول عباس العقاد رحمه الله : " شيء واحد ثابت كل الثبوت في أمر جحا . ذلك الشيء الثابت – قطعا – أنه لم يكن جحا واحدا ، ولا يمكن أن يكونه ؛ لأن النوادر التي تنسب إلى جحا لا تصدر من شخص واحد ، ولا تزال دواعي اليقين باستحالة هذه النسبة واضحة في كل قرينة ، وكل رواية يجوز الاعتماد عليها في تحري الوقائع ومن تنسب إليه . يستحيل أن تصدر هذه النوادر عن شخص واحد ؛ لأن بعضها يتحدث عن أناس في صدر الإسلام ، وبعضها يتحدث عن أناس في عصر المنصور العباسي ، أو عصر تيمورلنك ، أو ما بعده من العصور بأجيال . ويستحيل أن تصدر عن شخص واحد لاختلاف الشخصيات التي تصورها في مجموعها ، فمنها ما يكون التغفيل فيه من جحا ، ومنه ما يكون فيه جحا صاحب الذكاء النادر والطبع الساخر الذي يكشف عن الغفلة ويتندر على البلاهة ، ومن هذه الشخصيات من تتمثل فيه الحماقة بغير مراء ، ومنها من يتحامق ويبدو في كلامه وتمثيله أنه يتكلف ما يعمل وما يقول استهزاء منه بمن يدعون الحكمة والذكاء . ويستحيل أن تصدر هذه النوادر عن شخصية واحدة لتباعد البيئات التي تروى عنها، سواء في الأمكنة أو العادات والأخلاق ، وقد يروى بعضها عن فارس، ويروى بعضها عن بغداد أو الحجاز أو آسيا الصغرى أو غيرها من البلدان الشرقية . بل ربما قيل عن جحا إنه نصر الدين التركي، وقيل عنه إنه أبو الغصن العربي الفزاري ، وقيل عنه إنه من النوكى الهالكين ، كما يقال عنه إنه من أصحاب الحالات والكرامات من المتسترين بالولاية ، وهم يجهرون بالهذر والبلاهة . ويستحيل أن تصدر هذه النوادر عن جحا وحده كائنا ما كان ؛ لأنها تنسب بعينها إلى المجانين من أمثال " هبنقة "، و " بهلول " أو إلى الأذكياء من أمثال " أبي نواس "، و " أبي العيناء ". ويزاد على هذه الحالات جميعا أن طبيعة الفكاهة تختلف بين تحصيل الحاصل ، والقياس مع الفارق ، والمحاولة والمحال ، مما يجوز أن يتفق عرضا في نادرة أو قليل من النوادر ، ولكنه لا يتفق في العشرات والمئات . ونحن قد نقرأ عن جحا في كتاب واحد ، فنفهم أنه شخص موجود ، أو قابل للوجود ؛ لأنه متناسق الأخبار ، مطبوع في تفكيره وتعبيره على غرار واحد . ثم نقرأ عنه في كتاب آخر فنرى صاحب الكتاب مضطرا إلى تسويغ نوادره المتناقضة بإسنادها إلى المختلقين والمنتحلين ، أو بافتراء المفترين على جحا للنكاية والتشهير " انتهى باختصار. " جحا الضاحك المضحك " (ص/91-92) . والحاصل أن نسبة نوادر الظرافة إلى شخصية " جحا "، سواء كانت ظرافة غفلة أو ذكاء أو غير ذلك : لا بأس فيه ولا حرج ، وليست من الغيبة المحرمة ، فالغيبة ذكر المسلم المعيَّن المعروف بما يكره ، وسبق أن شخصية " جحا " أصبحت شخصية رمزية، وإن كان أصلها شخصية حقيقية ، إلا أنها غير معروفة ولا محددة ، وانتقلت إلى الرمزية الوهمية . والله أعلم . المصدر : http://islamqa.info/ar/149883 |
رد: مـن هـو جـحـا
و الله انلحس مخي من كثرة الرواة و ضعت فب العجة ...:22: و على العموم مشكوورة على الموضوع الجميييل ... |
رد: مـن هـو جـحـا
الله يرحمه على كل حال
وياكثر الأجر اللي بيلقاه من كثر ما تسذبوا عليه الناس شكراً بنت الذيب على التنويه الطيب ،،، |
رد: مـن هـو جـحـا
اقتباس:
ربي لاهانك على مرورك وردك الطيب |
رد: مـن هـو جـحـا
اقتباس:
نعم صح كلامك ياابومحسن تشرفت بك يامديرنا وربي لاهانك على مرورك وردك الطيب |
رد: مـن هـو جـحـا
سلمت يمينك لنقل لنا شخصية جحا بنت الذيب لاهنتي
|
رد: مـن هـو جـحـا
اقتباس:
ربي لاهانك على مرورك وردك الطيب |
رد: مـن هـو جـحـا
بارك الله فيك ع ماقدمته لنا
دام لنا قلمك وعطائك الجميل والرائع والمتميز دمت ذخرا لنا دمت بحفظ الله |
الساعة الآن 12:13 AM
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---