::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله


	بسم الله الرحمن الرحيم أن الحمد لله ، نحمده ونستعينه و نستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له و أ شهد أن محمد عبده ورسوله . ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تمؤتن إلا و أنتم مسلمون ) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام أن الله كان عليكم رقيبا ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) أما بعد : فاننا نقدم إلى القراء اليوم هذا الكتاب ، وقد حوى بين دفتيه قصائد قالها الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله تعالى . لقد أعطى فضيلة الشيخ رحمه الله هذه القصائد التي ضمها هذا الديوان نبضات روحه ، وعبقات من نفسه الطاهرة ، و أن الأدب – و أخص الشعر – أن هو إلا عصارة القلب ، و حشاشة الضمير و ارهاصات العقل ، فكل ملكات الشعر قد تضافرت لتصوغ كلاما هو الشعر في رسمه وصورته ولكن جوهره ينبنىء عن خلجات الجسد مع الروح في آن واحد ، لهذا يقرأ القارىء الشعر الصادق فيهزه ، يحرك كل معاني السمو فيه ، ويوقظ الأحاسيس النبيلة عنده ، و يحركها معطيات تزدهر بها الحياة ، و أنماط عظيمة تكون قدوة لكل سائر على الطريق القويم ، يروم الحق ، ويصدق أرادة الوصول أليه ، ومن الجدير بذكر أن الشيخ رحمه الله لم يقل الشعر لذاته ، بل سار على نهج العلماء الذين كانوا يقولون الشعر دون فصد وكثير اهتمام ، و أنما يستخدمونه في أوقات تحتم عليهم الظروف أن يقولوا فيها شعرا كدفاع عن عقيدة أو توضيح امر التبس على الغير فهمه أو أي شيء آخر فلم يجعل الشيخ فرض الشعر مهنه له ، ولم يتمسح به الأعتاب ، ولم يقف على باب صاحب سلطان متشفعا بشعره عنده ، و بالتالي لم يكل المديح لأحد ، ولم يزلق لسانه تزلفا لأحد . كان رجل الحق ، فللحق عاش ، ومن أجل الحق تألم كثيرا ، فكنت تراه منافحا عن عقيدته يبرز للخلق معالما أحسها هو وعاشها معتزا أنه من أتباع هذا الدين الكريم فنراه يقول : فنحن من الائي أقلت سفينة = لنوح ونوح دينه دين مسلم ونراه مؤمنا متوكلا ، مطمئنا لرعاية الله جل شأنه فهو لا ينسى عباده المؤمنين الطائعين فيقول : ومن بعده كان الإله يحوطنا = بار سال من يحيي دروس المعالم إلى دور إبراهيم راسم ملة = وباني بيت الله قوما لمسلم وهو يعلم أن هذا الأمر شرف للعرب جميعا و اعتزاز لهم ، فيقول : به شرف للعرب نالوا مفاخرا = وكانوا على دين الخليل المكرم وعينه مفتوحة دائماً ، فقد كان حارس على هذه العقيدة الجليلة ، يحوطها و يرعاها و يمنع كل المعتدين ، ويصدهم و يذبهم عن حماها فنراه يقول : ونحلة هذا نحلة وثنية = وسوء ظنون بالاله المكرم تعالى اله العرش عن جعل خلقه = سدى مهملا من غير دين محكم وقد قال أحد المارقين المستهترين في قصيدة له : بلادك قدمها على كل ملة = ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم فنرى الشيخ قد وقف له و لامثاله بالمرصاد على قارعة الطريق يقرع آذانهم بشديد القول ، فيقول : كذبت بلادي الطين والطين كله = مدى الأرض ميراث من الله ياعمى والملة والعقيدة هي كل شيء ورأس الأمر وفيها يقول : فداء لها مالي ونفسي و أسرتي = لحب الهي والرسول المعظم كان شجاعا لا يهاب أحدا ولا يخاف في الله لومة لائم ، و لا يقيم وزنا لعداء الجهلة له نتيجة أفكاره وأقدامه في إعلانها . وفوق ذلك كله فأنه كان موسوعة متحركة لمختلف العلوم ، تارة تراه يكتب في السنة المجيدة و أخرى تراه يفسر القرآن العظيم ، ومرة يكتب في العقائد و أخرى يرد على كل مفتري ، ويذود عن حياض دينه وعقيدته كل موتور وحاقد مرة شعرا ومرة أخرى نثرا ، مرة في قصيدة يعلن فيها غضبه و أخرى في مقالة تراها كأنها براكين تتفجر من بين جوانحه لتحرق الضلال والفساد والانحراف لتستقيم الأمور لهذا الدين العظيم فهو في هذا الشأن لا يتهاون بل يغضب أشد الغضب ، وما أعظم الغضب من أجل الله وما أروع نتائجه وما أحلى مذاق ثماره في النفس . وقد سمحت لنفسي – و أرجوا المعذرة لذلك – أن أقول في الشيخ هذه الأبيات التي استوحيتها من تقدير في النفس لذاك الشيخ و إعجاب بسيرة ذلك الرجل الجليل ، و أمل في أن نسير جميعا – أن ستطعنا ذلك – في الطريق التي اختطها الشيخ لنفسه وجعلها مسلكه الوحيد طوال حياته : وترقرق الدمع الحزين من العيون الباكيات = وتناثرت قمم الشهامة في التراب إلى الممات لكن نجم الدوسري مطاول قمم الحياة = طاف البلاد مجاهدا ومدافعا كيد العداة ألقى الدروس معلما ومتابعا سنن الثقات = يا نجمه رفض الافول مع النجوم الآفلات رفض الخنى رفض العمى رفض الهزائم مقبلات = رفض السكوت على الشتائم والسباب الملقيات فبرى لسانا للعقيدة دافعا لؤم الطغاة = وبرى يراعا للفضيلة رافعا علم الهداة رحماك ربي للفقيد تحوطه بالمكرمات = لتحوطه جنات عدن بالسلام ملاقيات وترومه سرر النعيم من العلو مرحبات = عهدا سنمضي في طريق الحق بالعزم الثبات أن الفضيلة و الكرامة و الإرادة للرجال ملازمات = أن المعالي والسنا شادت قرونا ماضيات نفثات داعية للشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري جمع سليمان محمد سليمان