::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - الشيخ ابراهيم بن عبدالعزيز ال سويلم

نشرت هذا المقال في جريدة الجزيره
الأثنين 01 ربيع الثاني 1429 العدد 12975
وأشكر فهد المحيسن على نقله لمقالي ورحم الله الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز آل سويلم العوسجي البدراني الدوسري
الذي أفنا عمره في جمع أوائل الإصدارات الصحفيه والمجلات لدول مجلس التعاون فجدير بوزاره الإعلام أن تكرم هذا العلم لماقدمه من مجهود فردي والذي لايقوم به إلا عمل مؤسسي ((حكومي)) لذا أنقل ماكتبته بشكل واضح
يعدّ من أعلام محافظة ثادق
متى يكرّم صاحب موسوعة أوائل الإصدارات الإعلامية والثقافية العربية الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز بن إبراهيم آل سويلم
إن معرض الكتاب الدولي الذي يقام سنوياً وتعرض فيه الكتب في شتى فروع المعرفة المختلفة من السعودية والدول العربية بالإضافة إلى الدول الأجنبية المشاركة ويستمد المعرض الدولي مكانته الدولية من تطلعه الدائم للمستقبل، وقد أصبح هذا الحدث المهم الذي تتسع آفاقه عاماً بعد عام, موضع اهتمام كبير من جانب الجمهور وأيضاً من جانب المختصين من رجال العلم والأدب على السواء، وتبذل وزارة الثقافة والإعلام قصارى جهدها في إنجاح هذا المهرجان الثقافي لتنقل إلى أبناء البلد كل جديد في الفكر الإنساني وذلك بعرض أحدث ما صدر في السوق العالمية والعربية. ولم يقتصر دور المعرض على عرض الكتب في فروع المعرفة المختلفة من السعودية والدول العربية والأجنبية المشاركة بل تحول إلى مناسبة ثقافية كبرى يشترك فيها رواد الفكر والأدب عن طريق ملتقى فكري لإقامة الندوات والمحاضرات على هامش المعرض.

وتقديراً من وزارة الثقافة والإعلام أن تقدر رواداً من أبناء الوطن حق قدرهم وتسمو بهم إلى المكانة الرفيعة التي يستحقونها احتراماً لجهودهم العظيمة، واعتزازاً بدورهم الريادي الذي يؤدونه, قامت مشكورة بوضع أسماء العلماء والأدباء من الرواد على أجنحة المعرض. وتهنئة لكل من تم تكريمهم من أعلام وعلماء ومبدعين لهم عطر السجايا وشريف السيرة، وسيسطر التاريخ ما أرسيتموه من سنن حسنة قدرها الاستمرار والبقاء.

لذا أود من وزارة الثقافة والإعلام وهي أهل لذلك أن تكرم في المستقبل رجلا خدم الإعلام عن طريق توثيق ما صدر من أوائل الصحف و المجلات والجرائد... الخ.إنه الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز بن إبراهيم آل سويلم. كونه شخصية سعودية ثقافية وأدبية ولكل إعلامي مدين له بإنجازات لن ينساها له التاريخ وانها لفتة طيبة من وزارة الثقافة أن تقدر الكفاءات السعودية مما يلقى صدى كبيراً من المثقفين والأدباء.علماً بأن خميسية الشيخ حمد الجاسر الثقافية أقامت ندوة تأبين عن الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز السويلم في 24-8- 1429هـ. حيث تحدث معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السويلم والشيخ سعود بن محمد السويلم والأستاذ معن بن حمد الجاسر والدكتور سعد الراشد عميد المكتبات سابقاً بجامعة الملك سعود والدكتور عبد العزيز المانع وابنه العقيد عبد العزيز بن إبراهيم السويلم والشيخ عبد العزيز بن حمد السويلم وكيل امارة منطقة القصيم سابقاً، والأستاذ عبد الله الرستم والأستاذ محمد بن عبد الله الحمدان والأستاذ سليمان العمري والأستاذ عبد الكريم إبراهيم السمك والدكتور عائض الردادي والدكتور عبد العزيز الهلالي. وتحدثوا عن إنجازاته ومؤلفاته ومآثر الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز السويلم وما يتسم به من حب البحث والتواضع وصلة الرحم.... الخ.

وهذه نبذة قصيرة عن حياة الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز بن إبراهيم آل سويلم. فأسرته تولت الإمارة في ثادق والمحمل منذ الدولة السعودية الأولى والثانية وجزء من الثالثة ومنهم الوزراء والأدباء....... الخ.

ولد الشيخ عام 1357هـ بمحافظة ثادق قاعدة المحمل. وأسرته من العواسج البدارين الدواسر وتوفى والده وعمره سنتان تقريباً ثم التحق بدار الأيتام وعمره عشر سنوات. بعد تخرجه من المرحلة الابتدائية تعين على ملاك أحد فروع المديرية العامة لدور الأيتام على وظيفة مدرس على ان يعمل بالجهاز بالرياض الذي تحول اسمه إلى الرئاسة العامة للدور الاجتماعية بعد ضمه إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. واختير ليكون مديراً لدار التربية الاجتماعية للبنين بمنطقة الجوف. ثم عاد لجهاز الوزارة وبعد عام كلف بإدارة التربية الاجتماعية للبنين بالرياض ثم عاد لجهاز الوزارة.

أمضى بسلك وزارة العمل والشؤون الاجتماعية خمسة عشر عاماً, إلى أن وقع عليه اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز (نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء) ليعمل بصفة مؤقتة بمكتب سموه بالوزارة على ان يبقى بعمله بمكتب اللجنة الخاصة. واستمر به لمدة خمسة وعشرين عاماً إلى ان أحيل إلى التقاعد عام 1417هـ لبلوغه (60) عاماً. عاد متفرغاً لعشقه القديم في متابعة الصحافة والكتابة فيها بين حين وآخر.

وحينما تقاعد من العمل الوظيفي استفاد من الوقت المتاح له في ممارسة هوايته في البحث والرصد وتهيأ لعمله الموسوعي الضخم موسوعة (أوائل الإصدارات الإعلامية والثقافية العربية) وقد أنجز بالفعل مرحلته الأولى المكونة من ست سلاسل عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي غطت 1604 إصدارات ما بين مجلة وصحيفة وجريدة ونشرة صدرت بدول الخليج العربية في فترات زمنية متباعدة منها 955 إصداراً تخص المملكة العربية السعودية وحدها. وتضمنت السلسلة الأولى من الموسوعة كل ما صدر في المملكة العربية السعودية من صحف ومجلات وجرائد ونشرات عن الأفراد أو المؤسسات الصحفية أو رعاية الشباب والأندية الأدبية والأندية الرياضية وجمعية الثقافة والفنون إضافة إلى إصدارات القطاعات العسكرية (وزارة الدفاع والطيران، رئاسة الحرس الوطني، وزارة الداخلية) وإصدارات لجهات حكومية متنوعة وجهات أهلية وأخرى لمكتبات.

كما تضمنت السلسلة الأولى لإصدارات سعودية خارج الوطن. وإصدارات خليجية من داخل المملكة العربية السعودية كما وثق إصدارات القطاعات التجارية من بنوك ومؤسسات وشركات وغرف تجارية وخصص الباحث صفحات لإصدارات القطاعات الصحية الحكومية والخاصة وخطت الموسوعة في سلسلتها الأولى إصدارات قطاعات التعليم العام والخاص بمراحله المتعددة من جامعات وكليات ومعاهد، كما تضمنت الموسوعة رصداً للإصدارات الدينية التي قدمتها جهات حكومية وجمعيات وهيئات. وغطت هذه الإصدارات الفترة من بداية تاريخ إصدار أول جريدة رسمية للدولة السعودية وهي جريدة (أم القرى) في يوم الجمعة الخامس عشر من جماد الأولى من عام 1343هـ الموافق الثاني عشر من ديسمبر عام 1924م في عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وكان منهجه - رحمه الله - في توثيق كل إصدار التعريف بالإصدار مدعوماً بصورة الغلاف للعدد الأول أو التجريبي (صفر) من السنة الأولى فقط من بواكير تلك الإصدارات إلى جانب توضيح معلومات تتعلق بعنوان الإصدار ونوعه (مجلة، صحيفة، جريدة، نشرة) وتاريخ الإصدار وعدد الصفحات وجهة الطبع ووجهة إصداره (فردي، جماعي، أهلي، تجاري. مدني، عسكري) ودورة إصداره (يومي، أسبوعي، شهري، فصلي، سنوي، مناسبة خاصة) ونبذة عن دواعي الإصدار وتخصصه وأسماء أسرة التحرير.

وقد ذكر في مقدمة كتابه الجزء الأول: (وكنت كلما حصلت على عدد من هذه الأعداد الأوائل عبر قنوات متعددة إما عن طريق الشراء المباشر واما الإهداء من الأصدقاء أو التبادل بكتب غالباً تكون ذات قيمة علمية وزمنية ومادية تفوقها عدة مرات، تغمرني فرحة ويتجدد عشقي ونشاطي في السعي الحثيث للبحث مرات ومرات طمعاً في اقتناء المزيد منها حتى وفقت بعون من الله وكرمه إلى اقتناء ما يزيد على ألفين وخمسمائة عدد أول من السنة الأولى نسخة أصلية سعودية وغير سعودية متنوعة الأسماء والأعمار والبلدان وجهات الإصدار، ولازال البحث جارياً عن هذه الشوارد في المخابئ الثقافية لإزاحة الغبار عنها وإثباتها في أجزاء هذه الموسوعة).. ولقد توفي - رحمه الله - (5-8-1428هـ) وتحت يديه المرحلة الثانية من المشروع الموسوعي الذي شرق وغرب في أنحاء العالم العربي لجمعه ورصده وكان لا يفوته معرض للكتاب أو زيارة المكتبات العامة أو الخاصة أينما حل ورحل وربما سافر لمجرد الحصول على نسخة من صحيفة ذكرت له عند فلان من الناس إن لم يتيسر الاتصال به.

ولي هنا رجاء وأمل لوزارة الثقافة والإعلام بأن تتكفل بتبني الإصدارات السابقة لشرائها وتوزيعها وطباعة الأجزاء الأخرى، وهذا أقل تكريم لرجل نذر نفسه لعمل رائد لم يسبقه إليه أحد وهو سابقة تسجل إيجاباً في سجل الثقافة السعودية ورجالاتها.

إبراهيم بن حمد بن محمد آل الشيخ