::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - معن بن زائدة واغاثة الملهوف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

شحالكم يالربع اربكم بخير

هذه قصة قريتها بأحد الكتب واعجبتني كثير وحبيت انقلها لكم وان شاء الله تحوز رضاكم.

سعى رجل من أهل الكوفة في فساد دولة الخليفة المنصور،فعلم به وجعل لمن أدركه ودلّه عليه مائة ألف درهم ،فأقام الرجل حيناً متخفياً،حتى مضّه الإختفاء ثم ظهر في مدينة السلام(بغداد) ،فبينما هو يمشي إذ رآه رجل من أهل الكوفة فعرفه فأخذ بمجامع ثيابه ونادى :

هذااااا طلبة أمير المؤمنين.

فبينما الرجل على تلك الحالة،وقد اجتمع الناس عليه إذ سمع وقع حوافر الخيل من ورائه ،فالتفت فإذا هو معن بن زائد(يضرب به المثل بالكرم والحلم والجود) فصاح الرجال في معن :
يااااا أباااا الوليد أنا في جيرتك.

فوقف معن وقال : ما شأن هذا؟

قال رجل: هذا بغية أمير المؤمنين الذي هدر دمه ،وجعل لمن دلّ عليه مائة ألف درهم.

فصرخ معن وقال:دعووووه!

ثم قال لغلامه : يا غلام أردفه(أي اجعله خلفي على ظهر الفرس) فأردفه خلفه وساق.

فصاح أحدهم وقال: أيحاااال بيني وبين طلبة أمير المؤمنين؟!

فنادى بأعلى صوته أي معن: ارجععع عنه .

فذهب أحدهم ولم يزل غائباً الى ان وصل باب أمير المؤمنين فنادى بأعلى صوته :
نصيحة لأمير المؤمنين.

فأمر الخليفة المنصور بإحضاره ، فدخل عليه وأخبره الخبر فغضب غضباً شديداً وأمر بإحضار ((معن)) فوصلت الرسل الى معن.

فدعا معن ببنيه وعبيده وقال:

لا تُسلموا هذا الرجل ومنكم أحد يعيش.

ثم سار معن بن زائده الى المنصور ، فدخل وسلّم ، فلم يرد عليه.

فقال المنصور:

يا معن، أتجير علينا عدوّناااا؟!!!

قال :
نعم ! يا أمير المؤمنين.

فقال المنصور:
وتعتذر بنعم أيضاً ؟!!واشتدّ غضبه.

فقال معن:
يا أمير المؤمنين، بالأمس بعثتني الى اليمن مقدم الجيش، قتلت في طاعتك وفي يوم واحد عشرة ألاف نفس ،ولي مثله كثير ، أما رأيتموني أهلاً أن تجيروا لي رجلاً واحداً استجار بي ودخل منزلي؟!!

فسكن غضب الخليفة وقال:
قد أجرنا من أجرت يا أبا الوليد.

قال معن:
فإن رأى أمير المؤمنين أن يصله بصلة يعلم بها موقع الرضا منك عنه ، فإنه في غاية السوء من خوفة.

قال:
قد أمرنا له بخمسين ألف درهم.

قال معن :
يا أمير المؤمنين، إن صلة الخلفاء غلى قدر جنايات الرعيّة، وإن ذنب الرجل عظيم، فأجزل له العطية.

فقال المنصور:
يا معن ، قد أمرنا له بمائة ألف درهم.

قال معن:
عجّلها ،يا أمير المؤمنين،فإن خير البر عاجله.

فأمر المنصور بتعجيلها ،فأحضرت بين يديه ، فأحضر معن ذلك الرجل وقال له:
خذ صلة أمير المؤمنين،وقبّل يده،وإياك ومخالفة الخلفاء في أرض الله.

فأخذ الرجل المال واستغفر الله تعالي ثم ذهب وقد أمن على نفسه، وهو شاكرٌ لمعن بن زائدة على فعله معه من الخير والمعروف.

وسلامتكم،،،