::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

جشع التجار

ما يحصل في البلاد أمر لا يصدق، ولا يقبله منطق ولا عقل، العالم بأكمله انخفضت فيه قيمة السلع الاستهلاكية والمنتجات، فالزيوت بأنواعها هبط سعرها، وكذلك قطع غيار السيارات وقيمة السيارات إلا عندنا في الكويت نجد إصرارا على بقاء الأسعار كما كانت، و كأن هناك أمرا لم يحصل في العالم! فلا أزمة اقتصادية ولا انخفاض بسعر النفط، انما اصرار على البقاء على الأسعار القديمة، بل منهم من زادها.
دخلت محلا لبيع قطع الغيار سائلا عن قطعة فإذا سعرها غال فقلت: غريبة الوكالات العالمية خفضت أسعارها، فلماذا بقاء هذه الأسعار؟ قال البائع: وهناك من رفع الأسعار أكثر مما كانت عليه في الماضي، والسبب هو تعويض خسارتهم ولسداد ديونهم بعد الكوارث التي مرَّوا بها في سوق الأوراق المالية. فيريدون تعويض الخسارة على ظهور الناس، وهذا إن دل على شيء، فانما يدل على ضعف المسؤولية وعدم استشعارها وانعدام روح الوطنية، وكل يقول: نفسي.. نفسي، وعدم التفكير في مصلحة البلد أو مصلحة كل افراد الشعب الذين لا يخرجون عن كونهم أخاً أو ابناً أو غيرهم، فكيف تسمح لك نفسك أيها التاجر بتسديد عجزك من مصادر دخل المواطنين، والحال كما هو؟ ولا دخل لوزارة التجارة ولا صوت لها، والأوضاع سائرة مع الوضع وتكيفت عليه، على خرابه وعلى فساده، والتجار يسرحون ويلعبون ولا حسيب ولا رقيب، وكأن التجار هم من بيدهم الرأي والقرار في البلد، بل كأنهم هم الحكومة، فبلد المنشأ يرخص السلع وهم يصرون على الأسعار القديمة المرتفعة،ولهذا فإنْ عجزت الدولة عن حل هذه المشكلة، فالواجب على الشعب ان يرفع راية الحرب على التجار المتلاعبين بما في جيوب الناس، لكن ليعلم الكل ان رفع الأسعار ظلم، واتق دعوة المظلوم أيها التاجر المستغل لحاجة الناس، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فاختر لنفسك احدى الدعوتين، إما لك وإما عليك. ويجب علينا جميعا ان نواجه هذه الأزمة بالصبر، فغلاء الأسعار ابتلاء من الله سبحانه انصبر أم نكفر؟ قال تعالى «أحسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» (العنكبوت 2 - 3)، اسأل الله ان يرفع عنا الغلاء وان يهدي تجارنا ومن بيدهم القرار للرجوع عن أي قرار فيه مضرة للشعب.
والله المستعان.

علي العبدالهادي
جريدة القبس
alial-abdulhady@hotmail.com
www.qsasa.com