::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - وقعة (بقعا) المشهورة 1257هـ

اشتهرت هذه الوقعة من بين الوقعات التاريخية في الجزيرة العربية،ولعظمها وشدة هولها ذهبت مثلاً وهذا ملخصها:

أغار غازي بن ضبيان رئيس الدهامشة من عنزه على ابن طواله من شمر فأخذ منهم ابلاً وأغناماً لأهل حائل،فلما علم عبدالله بن علي ابن رشيد أمير الجبل أغار على غازي وعربانه فأخذ منهم ابلاً كثيره.

فغضب لهم أمير بريدة،لأن غازي شيخ الدهامشة من أهل القصيم ،فنادى أمير بريدة في الحرب على ابن رشيد،وكان أهل القصيم قد اتفقوا فيما بينهم لمحاربة كل من يقصدهم بعداوة مهما كانوا،وأجمعوا على حرب ابن رشيد،فجهز يحيى بن سليمان بجنود كثيرة من أهل عنيزة واتباعهم ،وتجهز عبدالعزيز أمير بريدة بأهل بريدة وجميع بلدان القصيم ومن معهم من عنزه،واجتمعوا على موضوع ماء ،يسمى ((بقيعاء))ومعهم حلفاء واتباع،فأغاروا على شمر ،فأخذوا منهم أموالاً كثيرة من الابل والغنم والأثاث.
فقال يحيى أمير عنيزة لعبدالعزيز أمير بريدة .دعنا نرجع فهذا العز والنصر كفاية ،فأقسم عبدالعزيز أن لا يرجع حتى يقاتل ابن رشيد في بلده حايل،فساروا الى الجبل،ونزلوا ((بقعا)) المعروفة في جبل شمر فخرج اليهم أهلها ،فأمسكوهم عندهم ،ونزلت عربان عنزه على ساعدة الماء المعروف عند (بقعا) فلما علم بذلك عبدالله ابن الرشيد ،أمر أخاه عبيد العلي الرشيد وفرسان معه وأمرهم ان يغيروا على عربان عنزه،فشنوا عليهم الغاره قبل الفجر ،فحصل بينهم قتال عظيم،مرة يهزمونهم العربان،ومرة يهزمهم عبيد وأتباعه.
هذا كله ويحي وعبدالعزيز لا زالوا ينتظرون في بقعا الى طلوع الشمس،فلم يأتهم أحد وصارت الهزيمة على أصحابهم.
ففزع أمير عنيزة يحيى بن سليمان بالخفيف من الرجال وأهل الشجاعه على أرجلهم فلما وصلوا فاذا بعبدالله العلي الرشيد ومعه باقي جنوده قد ورد عليهم مع أخيه عبيد ،فانهزم عربان القصيم ،لا يلتفت أحد على أحد،تتبعهم خيول شمر يأخذون من الابل والغنم ،وتركوا يحيى بن سليمان ومن معه في مكانهم،لا ماء معهم ولا ركايب،فلما رأى عبدالعزيز أمير بريدة هروب أهل القصيم هرب ومن معه وركبوا ركائب يحيى أمير عنيزه ورفاقه ،وتركوهم ،ثم وقع القتال بين يحيى وابن رشيد اسر في نهايتها يحيى ثم قتل ،وقد قتل في هذه الوقعة كثير من أهل القصيم ووجهائهم وتجارهم،وغنم فيها ابن رشيد كثيراً من المال والسلاح وذلك سنة 1257هـ.

وبعد الوقعة انشد عبيد الرشيد هذه القصيدة:

يا من لقبٍ فيه تسعة وتسعين=هجسٍ وهاجوس وعدل ومايل
يديرهن دولاب الأفكار تسعين=بالصدر ينشر دقهن والجلايل
اصحبت منهن خالي كود ثنتين=سعدى ومصقولٍ يداوي العلايل
وخماسين غمقٍ صوابه وجوزين=ليا جذبوه شروا بروق المخايل
يا درانا من جاك جيناه عجلين=بالليل نسري والصفر والقوايل
فان كانهم عنا بالانشاد محفين=من الراس ما يحتاج رد الرسايل
حضر الجبل والبدو نلحق صليبين=يتلننا حملات سود الجدايل
جينا صباح وهم لنا مستكنين=وثار الدخن من حر صلوى الفتايل
وحصل لنا عقب المواصل وفى الدين=وراع السلف رده عليه الجمايل
ومن فضل رب العرش عدل الموازين=صارت على (القصمان) واولاد (وايل)
عجاجة تجلي صدى قلبي يا حين=دبيلةٍ ما مثلها بالدبايل
كم خيرٍ داجوا عليه الغلامين=خلوا دماغه عن علابيه سايل
ربعي مروية السيوف المسانين=خلوا صفا بقعان بالدم سايل
واللي ذبحت بشذرة السيف تسعين=ايضا ولاني عن طريدهم بسايل
ذبحت ابو صالح طعوط المجانين=ودعيت دم الشيخ بالقاع سايل
واللي وطينا ما نشوفه محبين=والكذب تنفاه العلوم الصمايل
جيته بمقدم سربة ٍ وقم الألفين=كن الشهر به ديدحان المسايل
جونا يبون ديارنا والبساتين=ويطرون منزلهم قفار وحايل
يقولون جده يوم صولة هل الدين=قادوا عليها ذاهبين الحمايل
ودلى على ربعه يسوق الفرامين=فيد عماهم تايهين الدلايل
ويصيح مثل البارحه ما هنا شين=ولا حصل ياكود قطع الوصايل
واليوم يبغونا وحنا معيين=نسند بحد السيف من جاه عايل
واذا عطوا حق الدايار الهزازين=فحنا الى عدت رجال الحمايل
ربعي على حرب المعادي ضريرين=هم من قديم كاسبين النفايل
أغراه بالمكحول خضر الفراقين=وعرضاتهم بمشورفات النثايل
أطاع حكي الذايدي والسلاطين=وكم واحدٍ قبله رمي بالحبايل
ناسٍ يبون العز منهم ذليلين=ويش شقول (مشعان) بهم الأوايل(1)
عند أهله اللي يلبسون التوامين=لا جذبوا شروا بروق المخايل
يتلون عيد الصيف ريف المساكين=الشيخ (ابو متعب) عزيز النزايل(2)
إلى سلم راس الشيخ حنا عزيزين=نرجيه من معطي العطايا الجزايل
الى بغى أمرٍ مايطيع المشيرين=للحيد شيال الجمول الثقايل
وصلوا على قنديل سكنى الحجازين=راعي المقام المعتلى والرسايل
مني عدد ما شمع اللبن بالطين=وما لبيت الله تشد الرحايل.

1-مشعان:مشعان بن هذال
2-أبو متعب:عبدالله العلي الرشيد أمير الجبل وقايد المعركة.

واسمحلونا على الاطالة ،وسلامتكم،،،